تساؤلات على خلفية مؤتمر قمة الكويت .. فهل من مجيب :
بقلم : أبو ياسر السوري
26 / 3 / 2014
قرأت في أرشيفي الخاص ، الذي أودع فيه عادة أهم الأحداث للذكرى ، قرأت منه الكلام التالي : » اختتمت القمة العربية الرابعة والعشرون ليلة أمس الثلاثاء (26/3/2013 ) في الدوحة مؤكدة على الأمور التالية :
1 – التأكيد على أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية .
2 - حق الدول الأعضاء بتسليح المعارضة السورية، كل وفق رغبته.
3 - شغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسئوليات السلطة في سورية «.
4 - اعتراف كل أعضاء القمة العربية بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا للثورة ، وترأس الوفد السوري يومها رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب وجلس في مقعد رئيس وفد « الجمهورية العربية السورية »، فيما رفع «علم الاستقلال» الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري.
5 - كما قررت القمة تشكيل وفد وزاري عربي برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وعضوية كل من : الأردن والسعودية وفلسطين ومصر والمغرب والأمين العام للجامعة العربية ، نهاية أبريل/ نيسان / 2013م لإجراء مشاورات مع الإدارة الأميركية بشأن عملية السلام .
6 - كما وافقت القمة على إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان وتكليف لجنة قانونية لإعداد النظام الأساسي للمحكمة .
7 - تقرر أن تعقد القمة المقبلة في الكويت في مارس 2014.
وها هي القمة العربية التالية ، قد عقدت في الزمان والمكان المقرر لها في 26 /3/2014 في الكويت . أي بعد مرور عام كامل على القمة السابقة في الدوحة ، فماذا جرى يا ترى .؟؟؟؟؟؟
- هل وفى زعماؤنا بما وعدوا به في القمة السابقة .؟ هل بذلت حقاً أية جهود ملموسة لحل الأزمة السورية .؟ هل قامت أية دولة عربية بتسليح المعارضة .؟ هل تقرر إسناد مقعد سوريا للائتلاف الوطني رسميا كما وعدوا .؟ هل صدر اعتراف رسمي بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري .؟ هل تم تشكيل محكمة عربية لحقوق الإنسان ؟
الجواب على كل هذه التساؤلات : كلا .. كلا .. كلا . فكل ذلك لم يكن ، ولا شيء من ذلك قد كان ... فأمريكا لم توافق على مقررات القمة الماضية في الدوحة لا جملة ولا تفصيلا .. وإنما قررت أن يُسْلَمَ الشعب السوري للذبح بالسكاكين الإيرانية ، والنحر بخناجر حزب اللات ، وأن تطلق يد بشار الأسد في إبادة الشعب بكل وسائل القتل والدمار .!! بدءا من براميل الموت .. ومرورا بصواريخ سكود .. وانتهاء بالكيمياوي والطيران الذي يرجم الشعب بقنابل الموت من الأجواء ، كيفما شاء ، ومتى شاء ...
ونتساءل هنا ببراءة متناهية :
لماذا مُنِعَ رئيسُ الائتلاف الوطني السوري من الجلوس على مقعد سوريا في هذه القمة .. ولماذا اكتُفِيَ بالسماح له بإلقاء كلمة أمام المؤتمرين من دون أن يُعطَى أية صفة رسمية .. فهل عدلت الدول العربية عن اعترافها السابق بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري .؟ هل ندم أعضاء القمة السابقة على البوح بتلك القرارات ، التي لم ترق لعصابة الأسد ولا لحلفائه المعلنين والمضمرين .؟ واللافت للنظر أن كل من ألقى كلمة في هذه القمة ، كان متشاغلا بحديثه عن سوريا ، مختبئاً في ذلك وراء القضية الفلسطينية . أو وراء إصبعه إن لم يجد ما يختبئ وراءه ، كما كانت حال مندوب منظمة التعاون الإسلامي ، الذي يأمره دينه بعدم الاهتمام بأمر المسلمين ، لأن دينهم - فيما يبدو - ليس من دينه ...
وخرج الحضور من هذه القمة كما دخلوا .. ولم يدينوا حزب اللات بسبب تدخله في قتل السوريين .؟ ولم يحدثونا ، لماذا كشفت إيران عن وجهها القناع ، وأعلنت بأنها تقاتل مع الأسد ، ولن تسمح بسقوطه مهما كلفها ذلك من تضحيات .؟ ولم يفسروا لنا كيف ينأى لبنان بنفسه عن الصراع ويسمح لحزب اللات بالقتال في سوريا .؟ ولم نفهم من قادة الدول العربية ، لماذا انخرطت عراق المالكي في الصراع .؟ ولماذا يجيء الحوثيون من اليمن لقتل أبناء السنة في سوريا .؟ ولم يخبرونا لماذا يأخذ المسؤولون في حكومة الأردن المعونات المخصصة للمشردين السوريين في مخيم الزعتري ، ويبيعونها عليهم بأغلى الأسعار .؟ ولم يخبرنا أصحاب هذه القمة لماذا يجوز للشيعي أن يناصر الشيعي المسلح والمعتدي ، ولا يجوز للسني أن يناصر أخاه السني الأعزل والمعتدى عليه .؟ .؟ .؟
وأخيرا ، قرر الزعماء في هذه القمة إدانة بشار الأسد لقيامه بقتل الشعب السوري .. ولكن ألم تكن هذه الإدانة متأخرة قليلا .؟ فإنها لم تأت إلا بعد إبادة أكثر من مليون سوري .. وتشريد 9 ملايين ، وخطف ربع مليون ، وقيام النظام بارتكاب أكثر من 400 مجزرة جماعية ، جل ضحاياها من الأطفال والنساء .. ويبقى السؤال قائما : متى سيقرر زعماء الأمة العربية القيام بنصرتنا بالقوة يا ترى .؟ كم علينا أن ننتظر حتى تحين ساعة النصرة من زعمائنا الأفاضل .؟؟ قرن .؟ قرنين .؟ ثلاثة .؟؟
هذه التساؤلات يا سادة ، برسم الإجابة .؟؟ وأظن كل سوري ينتظر من حضراتكم الجواب على كل واحد منها .. فهل من مجيب .؟؟
بقلم : أبو ياسر السوري
26 / 3 / 2014
قرأت في أرشيفي الخاص ، الذي أودع فيه عادة أهم الأحداث للذكرى ، قرأت منه الكلام التالي : » اختتمت القمة العربية الرابعة والعشرون ليلة أمس الثلاثاء (26/3/2013 ) في الدوحة مؤكدة على الأمور التالية :
1 – التأكيد على أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية .
2 - حق الدول الأعضاء بتسليح المعارضة السورية، كل وفق رغبته.
3 - شغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسئوليات السلطة في سورية «.
4 - اعتراف كل أعضاء القمة العربية بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا للثورة ، وترأس الوفد السوري يومها رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب وجلس في مقعد رئيس وفد « الجمهورية العربية السورية »، فيما رفع «علم الاستقلال» الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري.
5 - كما قررت القمة تشكيل وفد وزاري عربي برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وعضوية كل من : الأردن والسعودية وفلسطين ومصر والمغرب والأمين العام للجامعة العربية ، نهاية أبريل/ نيسان / 2013م لإجراء مشاورات مع الإدارة الأميركية بشأن عملية السلام .
6 - كما وافقت القمة على إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان وتكليف لجنة قانونية لإعداد النظام الأساسي للمحكمة .
7 - تقرر أن تعقد القمة المقبلة في الكويت في مارس 2014.
وها هي القمة العربية التالية ، قد عقدت في الزمان والمكان المقرر لها في 26 /3/2014 في الكويت . أي بعد مرور عام كامل على القمة السابقة في الدوحة ، فماذا جرى يا ترى .؟؟؟؟؟؟
- هل وفى زعماؤنا بما وعدوا به في القمة السابقة .؟ هل بذلت حقاً أية جهود ملموسة لحل الأزمة السورية .؟ هل قامت أية دولة عربية بتسليح المعارضة .؟ هل تقرر إسناد مقعد سوريا للائتلاف الوطني رسميا كما وعدوا .؟ هل صدر اعتراف رسمي بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري .؟ هل تم تشكيل محكمة عربية لحقوق الإنسان ؟
الجواب على كل هذه التساؤلات : كلا .. كلا .. كلا . فكل ذلك لم يكن ، ولا شيء من ذلك قد كان ... فأمريكا لم توافق على مقررات القمة الماضية في الدوحة لا جملة ولا تفصيلا .. وإنما قررت أن يُسْلَمَ الشعب السوري للذبح بالسكاكين الإيرانية ، والنحر بخناجر حزب اللات ، وأن تطلق يد بشار الأسد في إبادة الشعب بكل وسائل القتل والدمار .!! بدءا من براميل الموت .. ومرورا بصواريخ سكود .. وانتهاء بالكيمياوي والطيران الذي يرجم الشعب بقنابل الموت من الأجواء ، كيفما شاء ، ومتى شاء ...
ونتساءل هنا ببراءة متناهية :
لماذا مُنِعَ رئيسُ الائتلاف الوطني السوري من الجلوس على مقعد سوريا في هذه القمة .. ولماذا اكتُفِيَ بالسماح له بإلقاء كلمة أمام المؤتمرين من دون أن يُعطَى أية صفة رسمية .. فهل عدلت الدول العربية عن اعترافها السابق بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري .؟ هل ندم أعضاء القمة السابقة على البوح بتلك القرارات ، التي لم ترق لعصابة الأسد ولا لحلفائه المعلنين والمضمرين .؟ واللافت للنظر أن كل من ألقى كلمة في هذه القمة ، كان متشاغلا بحديثه عن سوريا ، مختبئاً في ذلك وراء القضية الفلسطينية . أو وراء إصبعه إن لم يجد ما يختبئ وراءه ، كما كانت حال مندوب منظمة التعاون الإسلامي ، الذي يأمره دينه بعدم الاهتمام بأمر المسلمين ، لأن دينهم - فيما يبدو - ليس من دينه ...
وخرج الحضور من هذه القمة كما دخلوا .. ولم يدينوا حزب اللات بسبب تدخله في قتل السوريين .؟ ولم يحدثونا ، لماذا كشفت إيران عن وجهها القناع ، وأعلنت بأنها تقاتل مع الأسد ، ولن تسمح بسقوطه مهما كلفها ذلك من تضحيات .؟ ولم يفسروا لنا كيف ينأى لبنان بنفسه عن الصراع ويسمح لحزب اللات بالقتال في سوريا .؟ ولم نفهم من قادة الدول العربية ، لماذا انخرطت عراق المالكي في الصراع .؟ ولماذا يجيء الحوثيون من اليمن لقتل أبناء السنة في سوريا .؟ ولم يخبرونا لماذا يأخذ المسؤولون في حكومة الأردن المعونات المخصصة للمشردين السوريين في مخيم الزعتري ، ويبيعونها عليهم بأغلى الأسعار .؟ ولم يخبرنا أصحاب هذه القمة لماذا يجوز للشيعي أن يناصر الشيعي المسلح والمعتدي ، ولا يجوز للسني أن يناصر أخاه السني الأعزل والمعتدى عليه .؟ .؟ .؟
وأخيرا ، قرر الزعماء في هذه القمة إدانة بشار الأسد لقيامه بقتل الشعب السوري .. ولكن ألم تكن هذه الإدانة متأخرة قليلا .؟ فإنها لم تأت إلا بعد إبادة أكثر من مليون سوري .. وتشريد 9 ملايين ، وخطف ربع مليون ، وقيام النظام بارتكاب أكثر من 400 مجزرة جماعية ، جل ضحاياها من الأطفال والنساء .. ويبقى السؤال قائما : متى سيقرر زعماء الأمة العربية القيام بنصرتنا بالقوة يا ترى .؟ كم علينا أن ننتظر حتى تحين ساعة النصرة من زعمائنا الأفاضل .؟؟ قرن .؟ قرنين .؟ ثلاثة .؟؟
هذه التساؤلات يا سادة ، برسم الإجابة .؟؟ وأظن كل سوري ينتظر من حضراتكم الجواب على كل واحد منها .. فهل من مجيب .؟؟