الديموقراطية في ظل الموروث الاستدادي
لتعلم السباحة هناك شرط جوهري لابد من تحققه .....انه النزول الى الماء وتكبد معاناة الخوف من الغرق ولن تتم عملية اتقان السباحة دون قتل الخوف من الغرق وكذل الحال بالنسبة للديمقراطية والعودة للحياة الحرة ولكن بقانون يوضح حدود هذه الحرية ويحميها من نفسها اولا وقبل العابثين بها .
لاشك ان السوريين بمجملهم يريدون العودة للحياة الحرة التي اراد الله للبشر ان يعيشوا بها ولكن المشكلة تكمن في الفترة الفاصلة مابين الثورة الناجحة باسقاط نيرون دمشق وسن قوانين الحرية والاعتياد عليها .
نحن شعب اصبح الاستبداد جزء من طبيعتنا لطول اقامته بيننا ....من صفاتنا اننا لانسمع غير صوتنا .....من صفاتنا الرفض والتشكيك بالاخر المختلف عنا بالرأي ... اتهام الاخر بالخيانة امر معتاد لكثرة استخدام هذا المصطلح طوال عهد الاحتلال الذي كان يرى كل مختلف عنه خائن وبالتالي لم يعد مستهجنا كثرة تداول هذا المصطلح ودون ادراك لعظمة خطورته.
نحن شعب نمارس الاستبداد والطغيان في حياتنا اليومية حتى مع من نحب ..نتقن ببراعة اصدار الاوامر ولا نعلم شيئا عن صنعة الاستماع وفن الحوار ....نطرح افكارنا على الاخر ليؤمن بها وليس ليناقش صحتها وقابليتها للحياة ....الصراخ والصوت المرتفع هو سيد جلساتنا ...احدهم قال ..الصوت الهادئ اكثر اقناعا من دماغ ايتشتاين .
وانا نفسي من  اخط هذه الحروف اعاني مما يعني منه هذا الشعب الذي احب ...اريد لابنائي ان يكونوا كما اريد لاكما يريدون احيانا انجح في مقاومة استبدادي واحيانا اخرى وكثيرة افشل .....اطرح مايخطه قلمي على الورق وفي نفسي بذرة سوداء تطلب من كل قارئ ان يقتنع ويؤمن بما اكتب وليس مناقشة او رفض ما اكتب
لاشك انه لطول اقامة الاستبداد بيننا حصل هذا الخراب فينا واعتقد ان استيعاب ووعي هذه الصفة الاستبدادية الموروثة هي الخطوة الاولى في طريق النجاة منها وتعميم هذا الوعي يساهم في خلق البيئة الحاضنة للديمقراطية والتي بدورها لايمكن ان تكون سليمة في بيئة غير سليمة او موبوئة .وهنا ايضا ترومتر او معيار نجاح الثورة .
[size=14.6667]لنجا ح الثورة شروط اهمها فكر يحركها ينطلق من فهم عميق لطبيعة ابناء الثورة ويرسم مسار طريقها واناس يؤمنون بفكر الثورة ويسعون لتحقيقه باخلاص ...لقد كان لغياب المنهج الفكري عن الثورة السورية دورا عظيما في اطالة عمر الاسد وعصابته ....ان غياب الكلمة السواء بين الناس هو سبب عدم سقوط الاحتلال الاسدي لسوريا بالدرجة الاولى وقبل الدعم المجوسي والروسي .[/size]