ثلاث سنوات مرت
ومازال جرح سوريا ينزف بل يتسع ويدمى اكثر فا كثر ….
ثلاث سنوات ونظام غبي وهو الغبي اصلا يبيع شبيحته ونبيحتة وهم الانتصار على المؤامرة الكونية ضد الوطن ومحور الصمود والممانعة , وفعلا انتصر جيش واجهزة امنية (أغلبهم للاسف الشديد ) من لون طائفي واحد على مواطنيهم ووطنهم وقالوها منذ البداية ( الاسد او نحرق البلد ) وباعتبار الاسد فوق البلد عندهم تم فعلا حرق البلد . ومنذ زمن بعيد هؤلاء وزبانيتهم من طبقات المجتمع الوضيعة والذين صنفوهم ( لجان شعبية وجيش دفاع وطني وكتائب بعث وووو) لايريدون انتهاء الازمة لانهم ببيساطة تحولوا الى قطاع طرق وسارقين ومقاولي تعفيش ومتعهدي اسواق تطهير واسواق (السنًة) .
ثلاث سنوات كانت كافية ليتأكد الجميع من انكشاف عورة تيار الممانعة بداية من العمائم العفنة في طهران مرورا بمليشيات الحقد الطائفي ببغداد الى قطعان دمشق وقواديها وصولا الى مرتزقة ضاحية بيروت الجنوبية ناكرين جميل الشعب السوري عليهم , وبالمناسبة هذه العورة كانت مكشوفة للقليلين منذ زمن بعيد والان اصبحت واضحة تماما لعموم الشعب السوري وابرز تجلياتها انتقال جبهة الممانعة من الجنوب اللبناني ومن الجولان السوري و(كلتاهما اساسا متوقفة) الى العمق السوري وضد الشعب السوري , وتزايد وتيرة الردود المناسبة في الاوقات المناسبة (والتي لن تأتي ابدا) , وتسليم احد اهم اسلحة الردع السورية والتي كلفت الشعب السوري المليارات ناهيك عن ضحايا تجاربها من سجناء سجن تدمر .
ثلاث سنوات تحول فيها حراك شعبي ذو مطالب محقة في الحرية والكرامة الى جيوش من محاربين اسلاميين لغتهم وشعاراتهم تعود لما قبل 1400 عام هكذا وبكل بساطة , ولايوجد بينهم من الشباب المثقف الذي نزل بقوة في المظاهرات السلمية الا القليل , وحتى المنشقين عن جيش النظام اصبحوا باغلبيتهم في الصفوف الخلفية لهذه الجيوش وللاسف نسبة معتبرة من هذه الجيوش اصبح همها الاول اسوة بمقاتلي النطام السرقة والنهب , ولكي يزيدوا الطين بلة استققطبوا المقاتلين الاسلامين الجهاديين من مختلف بقاع الارض ومن مخلفات القاعدة واخواتها ولمَ لا فهم اخوتهم في الدين !!!! , ووقعوا عن غباء عز نظيره اولاً: بفخ النظام (والذي اراد منذ البداية ايجاد مبرر لهمجيته بخلق اسلاميين متطرفين ارهابيين ونجح بذلك الى حد بعيد والى وقت قريب ) وثانياُ بفخ القوى الدولية الفاقدة لاي رؤية لحل الازمة السورية والتي هي كما تبين لاحقا لاتريد حلها اصلا ووجدت قي غباء طرفي النزاع فرصة مواتية لركوب موجة الاحداث في سوريا وكل منها فتح دكاناً على حسابه لتحقيق مصالحه من الصين مرورا بايران والدول الاقليمية من عربية وغيرها الى روسيا واوروبا حتى امريكا . وتحول الصراع الدائر في سوريا بجزء كبير منه الى حرب بالوكالة وقوده الشعب السوري وامكانيات سوريا .
ثلاث سنوات غاب فيها المجتمع المدني السوري الى حد كبير عن الصورة , وهو المغيب اصلا بفعل خمسين عاما من الديكتاتورية والاستبداد البعثي الاسدي الامني , هذا المجتمع المالك الحقيقي للحراك الشعبي الثوري ومصدر كل شرعية لأي حكم في سوريا , حيث لانرى الان سوى تحركات فردية غير منظمة على صعيد المعارضة وتحركات قطعانية مسيسة في جانب النظام , اما السواد الاعظم من هذا المجتمع المدني فهو منشغل الان بلملمة جراحه وبصراعه من اجل البقاء سواء أكان مهجرا خارج الحدود او نازحا داخل الوطن او مازال في بيته يحاول تدبر لقمة الخيز في ظل ظروف امنية واقتصادية قاسية .
ثلاث سنوات وجسم سياسي معارض يمثل الشعب السوري الثائر بدون تفويض شرعي واضح ومباشر من هذا الشعب , وهذا الجسم مؤلف باْغلبه من سوريين معارضين في الخارج وبالتالي فان رصيدهم الشعبي محل نقاش وعليه اشارات استفهام , ناهيك عن تشتت هذا الجسم بين ائتلاف وهيئة واخوان وعلمانيين وعرب واكراد ومستقلين ووووو , وناهيك عن انقسامات داخل الكتلة الواحدة بحسب الداعم الخارجي الذي يستطيع فرض فلان وخلع فلان , فكم اضاع هذا الجسم السياسي من الوقت في خلافات تنظيمية في وقت كان المدنيون والعسكريون على الارض بحاجة لأمس المساعدة ممن يدعون تمثيلهم والجالسين في فنادق الخمس نجوم في الخارج , ومن غير المفهوم لماذا يبقى الغالبية العظمى من اولئك في الخارج مع وجود مناطق واسعة تحت سيطرة الثوار على الارض السورية .
ثلاث سنوات واغلبية مسلمة سنية تتصور نفسها انها هي فقط المضطهدة ومنذ الان تظهر اصوات تطالب بمكاسب على اساس طائفي بعد سقوط النظام الحالي لانها تعتقد انها دفعت الثمن الاكبر الى الان وكـأننا نريد استبدال هيمنة نظام مهترئ بهيمنة صريحة لطائفة بعينها , مع العلم ان يوجد نسبة لابأس بها من هذه الطائفة تقف الى جانب النظام حماية لمصالحها التي بنتها بالتعاون مع رموز من هذا النظام , (ابرز مثال على ذلك رجال دين ورجال اعمال وتجار ومن والاهم من المنتفعين ومسيحة الجوخ ) .
ثلاث سنوات وطائفة علوية تم التغرير بها واستغلالها من قبل نظام واسرة لاهم لها سوى البقاء في السلطة واستغلال كل اطياف المجتمع السوري من كل الطوائف , مع العلم ان اهل الطائفة العلوية بالشكل العام من افقر الطوائف قي سوريا , وبمنطق النسبة والتناسب فان عدد سجناء الرأي من هذه الطائفة مقارنة بعددها الكلي هو الاعلى بين مختلف الطوائف . وبنفس المنطق فان عدد القتلى من هذه الطائقة حماية للشخص والعائلة (التي للغرابة لم يمت احد منها الى الان) والنظام , هو الاعلى بين باقي الطوائف , ولكن للاسف عرف النظام كيف يستغل نقاط الضعف والخوف لدى العلويين ويتمترس خلفهم ويضعهم في مواجهة حياة او موت مع اخوانهم في الوطن , متى يستفيق العلويون ؟ ويراهنوا على مستقبل ابنائهم في وطنهم سوريا مع باقي اخوانهم في الوطن , لا على مجرد شخص اصبح بحكم الساقط بكل المعايير .
ثلاث سنوات وباقي (الاقليات ) باللغة الدارجة ( مع العلم انه في دولة المواطنة لايوجد اكثرية ولا أقلية فالجميع مواطنون ) تقوقعت على نفسها ووقفت متفرجة على الحياد , او توالي شكليا او فعليا , ويبقى عدد افراد هذه الطوائف الذي التحق بالتنظيمات العسكرية للنظام غير ذي اهمية والجميع يدرك ذلك ولكن النظام عمد الى ذلك لامرين : الاول لتوريطهم في الصراع المسلح كما فعل مع العلويين ولكنه لم ينجح الا ضمن اضيق الحدود , والثاني اعلامي دعائي في محاولة لتكريس فكرة ان المعارضة المسلحة ارهابية ومن اهدافها القضاء على الاقليات , ولم ينجح النظام في ذلك ايضا الا امام حلفائه ومناصريه المنتفعين . وحقيقة الامر ان هذه الطوائف الأقليات تدرك تماما ان النظام يتاجر بها ويلعب بها كورقة وانها تحاول السير على حد الشفرة , لذلك هل من رسائل تطمين لهذه الاقليات بما فيها العلويين ؟ ولاسيما من طرف جماعات المعارضة المسلحة الاسلامية السورية (لان غير السوريين مرفوض وجودهم اصلا ولنا في داعش خير مثال على ذلك) .
بعد ثلاث سنوات مازال النظام يضحك على نفسة وعلى الاغبياء ويدعي بانه يمثل الشرعية !!!
مازالت جماعات المعارضة المسلحة تركز على الشعارات والعناوين الاسلامية في ظل غياب واضح للتركيز على البعد السوري الوطني الجامع !!!
ومازالت الجهات التي تمثل المعارضة سياسيا متشرذمة , منقسمة على نفسها وبعيدة عن الارض , لدرجة تخالها تمثل نفسها فحسب !!!
ومازال المجتمع المدني ومختلف الطوائف كل على حاله !!!
والعالم مازال يتفرج !!!
الى متى !!!!!
ولكن ولو بعد حين
سيأتي يوم يزهر جرحك سوريا
ياسمينا وزنبقا بلديا وشقائق نعمان …. وحرية !!