كذب المرجفون .. فنحن لم نخسر معركة في يبرود :
بقلم : ابو ياسر السوري
أولا : وقبل كل شيء ، لا بد من الاعتراف بأن العرب خذلوا الثورة السورية . كما خذلتها الدول التي تدعي أنها صديقة للشعب السوري . ولا بد من الاعتراف بأننا ابتلينا كما ابتلي العالم معنا بزعيم أمريكي أسود ، لن تنتهي فترة رئاسته إلا ويرجع الناس إلى الإيمان بالعنصرية من جديد ، ويعود البشر إلى التمايز العنصري كرة أخرى ، ويذهب نضال مانديلا أدراج الرياح .. والملاحظ أنه يوما بعد يوم من حكم هذا الرئيس الملون ، يزداد العالم قناعة بأن الإنسان الأسود يعاني من عقدة نقص تجعله جباناً ، متردداً ، لا يعتمد عليه بشيء .. ولا أدل على صحة ذلك من وضع أمريكا اليوم ، فقد أصبحت هذه الدولة العظمى في عهد أوباما ، أشبه بمصر أم الدنيا أيام مبارك . فمصر التي كانت زعيمة الأمة العربية بلا منازع ، أصبحت في عهد مبارك قليلة البركة ، حتى صارت قطر أهم منها بعشرات المرات ... وكذلك صار حال أمريكا في عهد رئيسها الحالي ، فهي في تتضاءل مستمر ، وكأني بها سوف يجيء عليها يومٌ ، تتوارى فيه خلف الحجاب ، وتعود هذه الدولة المتقدمة إلى عصور التخلف ، وتستأنف رعاية البقر ، وقتل البشر ، ولكنها لن تنشغل هذه المرة بقتل الهنود الحمر ، وإنما سوف تقتل السود ، وتتخلص من آخر أسود على أرضها ، لئلا يحكمها رئيس ملون بعد . وترتاح البشرية من حكم السود إلى قيام الساعة .
ثانيا : اجتمعت شيعة العالم كله ، من إيران إلى العراق إلى الباكستان إلى اليمن إلى لبنان .. وجاءت بخيلها ورجلها لكسر إرادة الشعب السوري ، والعالم صامت على ما يرتكبونه من إجرام ضد الإنسانية في سوريا .. ويحسب الشيعة أنهم قادرون على مساندة النصيرية في سوريا ، وإبقائهم في السلطة إلى الأبد كما يحلمون .. وظنوا أنهم سيحسمون الأمر خلال أيام أو أسابيع .. وها هي الثورة تدخل عامها الرابع ، ولا يتمكن أعداؤها من إخمادها ..
ثالثاً : إن النصيرية وحلفاءها من الشيعة ، يعدون لهذه المعركة ضد الشعب السوري منذ ستة وستين عاما ، أي منذ رحيل فرنسا عام 1946م وحتى عام 2011 م . والتحالف الشيعي بدأ منذ ذلك الحين ، فالمعركة إذن ليست بنت الساعة ، ولم يفاجأ بها النظام ولا الشيعة التي تقودها إيران .. ولسنا بحاجة إلى التذكير بأن الرئيس العربي المقبور حافظ الأسد وقف مع الخميني الفارسي ، ضد العراق العربي . عملا بهذا التحالف المذهبي السري ، الذي لم يفهم القومجيون له تفسيرا آنذاك ...ومع كل هذا الاستعداد الطويل الأمد ، وكل هذه الحشود الشيعية والنصيرية ، وكل ما هنالك من مساندة روسية وصينية وغيرهما .. وحتى مع انقلاب أوباما علينا ، وتفضيله بقاء بشار على رحيله ، مستشهدا على موقفه بالقول : التعامل مع شيطان تعرفه ، خير من التعامل مع شيطان لا تعرفه .. ومع كل هذه المعطيات ، وها هي الثورة باقية ، ولم تستطع كل هذه القوى العالمية إخمادها ، ولا إطفاء جذوتها ..
رابعاً : نحن في صراعنا مع هذا النظام المجرم ، لا ندعي أننا جيش يقابل جيشا ، فالنظام متفوق في قوة السلاح والعتاد والمدد الخارجي والتواطؤ الدولي .. وهو يملك الطائرات والصواريخ البلاستيكية والرؤوس الكيميائية .. ويملك الدبابات والراجمات .. ولديه المال والرجال .. ونحن شعب يقاوم هذا النظام بما لديه من سلاح خفيف وذخائر لا نحصل عليها متى نريد ، ولا تتوفر لدينا في الغالب إلا غنيمة نحصل عليها عنوة من النظام نفسه ...
وهذا يعني أننا لا نستطيع مقاومة النظام إلا بطريقة حرب العصابات ، وفي هذا النوع من الحروب ، لا يعد انسحاب المقاومة من موقع ما هزيمة لها ، وإنما هو مناورة تكتيكية ، يفرضها سير القتال في المعارك .. سقطت القصير وقالوا : ستسقط بعدها حمص وحلب خلال أيام .. وكذبوا فما زالت المقاومة في حمص ، وما زالت حلب صامدة ، وما زال النظام فيها يتلقى أوجع الضربات .. وسقطت يبرود وقالوا : سوف ينتقلون منها إلى جرود الفليطة وعرسال ، ويقضوا على المقاومة في منطقة القلمون .. وهم يعلمون أنهم في هذه الدعاوى ، هم أكذب من مسيلمة الكذاب . فالقلمون منطقة جبلية أشبه بمواقع تورا بورا في أفغانستان .. وكما كسرت روسيا في تورا بورا ، سوف يكسر حزب اللات ويحطم أنف النظام النصيري في القلمون ..
خامسا : إن حزب اللات ومعه النظام ومعهما إيران وروسيا .. كلهم يريد نصرا أي نصر في جولة من الجولات .. إنهم يريدون أن يغطوا على خسائرهم الباهظة بنصر ولو مكذوب .. لهذا استماتوا في قصف يبرود بآلاف الأطنان من المواد المتفجرة ، وبراميل الموت .. وحشدوا لاحتلال يبرود هذه البلدة الصغيرة أكثر من 40 ألف مقاتل بكامل عتادهم وسلاحهم .. يساندهم الطيران الحربي ، وراجمات الصواريخ ، وغزارة نيران هائلة .. فتركها لهم الثوار ، ودخلوها .. وأعلنوا عن انتصارهم ، بدخول يبرود .. وشرعوا يوزعون الحلويات احتفالا بالنصر .. وطنطن الإعلام بسقوط يبرود ، وكأنها سقوط ستالينغراد ..
فلم يمض على احتفالاتهم بالنصر سوى ليلة واحدة حتى لقنهم الثوار درسا لن ينسوه ، وكانوا لهم بالمرصاد ، لقد خرجوا لهم من تحت الأرض ، وقاتلوهم في كل شارع وكل منعطف ، ومن كل مبنى ، ومن خلف كل صخرة ، حتى قتلوا من كلاب النظام وكلاب الشيعة المئات ، وامتلأت شوارع يبرود بجثثهم ... وما هو إلا أن ولوا الأدبار هاربين . مخلفين وراءهم (100) دبابة فر منها طواقمها وخلفوها غنيمة لثوارنا الأحرار .. ووفينا بما كنا وعدناهم حين أنشدناهم قبل ايام : [ احفر قبرك في يبرود ] ..
فدخول النظام يبرود لم يكن انتصارا بكل المقاييس ، وإنما هو فخ صدنا به المئات من كلاب النظام وغنمنا عشرات الدبابات . واستحوذنا على كثير من الذخائر والمعدات .. وإننا لنعد هذه العصابة المجرمة ، وكل من يؤازرها من المجرمين ، بأننا لن ندعهم يتقدمون خطوة بدون خسائر .. وخسائر فادحة في الرجال والسلاح والعتاد ... ونعدهم بأن هذه الحرب سوف تسقطهم ، وتسقط معهم من يأخذ الآن بأيديهم .. فنحن أصبر منهم على استمرار الصراع .. وموعودنا من الله النصر ، ولن يخلف الله وعده . [ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ] . صدق الله العظيم .
بقلم : ابو ياسر السوري
أولا : وقبل كل شيء ، لا بد من الاعتراف بأن العرب خذلوا الثورة السورية . كما خذلتها الدول التي تدعي أنها صديقة للشعب السوري . ولا بد من الاعتراف بأننا ابتلينا كما ابتلي العالم معنا بزعيم أمريكي أسود ، لن تنتهي فترة رئاسته إلا ويرجع الناس إلى الإيمان بالعنصرية من جديد ، ويعود البشر إلى التمايز العنصري كرة أخرى ، ويذهب نضال مانديلا أدراج الرياح .. والملاحظ أنه يوما بعد يوم من حكم هذا الرئيس الملون ، يزداد العالم قناعة بأن الإنسان الأسود يعاني من عقدة نقص تجعله جباناً ، متردداً ، لا يعتمد عليه بشيء .. ولا أدل على صحة ذلك من وضع أمريكا اليوم ، فقد أصبحت هذه الدولة العظمى في عهد أوباما ، أشبه بمصر أم الدنيا أيام مبارك . فمصر التي كانت زعيمة الأمة العربية بلا منازع ، أصبحت في عهد مبارك قليلة البركة ، حتى صارت قطر أهم منها بعشرات المرات ... وكذلك صار حال أمريكا في عهد رئيسها الحالي ، فهي في تتضاءل مستمر ، وكأني بها سوف يجيء عليها يومٌ ، تتوارى فيه خلف الحجاب ، وتعود هذه الدولة المتقدمة إلى عصور التخلف ، وتستأنف رعاية البقر ، وقتل البشر ، ولكنها لن تنشغل هذه المرة بقتل الهنود الحمر ، وإنما سوف تقتل السود ، وتتخلص من آخر أسود على أرضها ، لئلا يحكمها رئيس ملون بعد . وترتاح البشرية من حكم السود إلى قيام الساعة .
ثانيا : اجتمعت شيعة العالم كله ، من إيران إلى العراق إلى الباكستان إلى اليمن إلى لبنان .. وجاءت بخيلها ورجلها لكسر إرادة الشعب السوري ، والعالم صامت على ما يرتكبونه من إجرام ضد الإنسانية في سوريا .. ويحسب الشيعة أنهم قادرون على مساندة النصيرية في سوريا ، وإبقائهم في السلطة إلى الأبد كما يحلمون .. وظنوا أنهم سيحسمون الأمر خلال أيام أو أسابيع .. وها هي الثورة تدخل عامها الرابع ، ولا يتمكن أعداؤها من إخمادها ..
ثالثاً : إن النصيرية وحلفاءها من الشيعة ، يعدون لهذه المعركة ضد الشعب السوري منذ ستة وستين عاما ، أي منذ رحيل فرنسا عام 1946م وحتى عام 2011 م . والتحالف الشيعي بدأ منذ ذلك الحين ، فالمعركة إذن ليست بنت الساعة ، ولم يفاجأ بها النظام ولا الشيعة التي تقودها إيران .. ولسنا بحاجة إلى التذكير بأن الرئيس العربي المقبور حافظ الأسد وقف مع الخميني الفارسي ، ضد العراق العربي . عملا بهذا التحالف المذهبي السري ، الذي لم يفهم القومجيون له تفسيرا آنذاك ...ومع كل هذا الاستعداد الطويل الأمد ، وكل هذه الحشود الشيعية والنصيرية ، وكل ما هنالك من مساندة روسية وصينية وغيرهما .. وحتى مع انقلاب أوباما علينا ، وتفضيله بقاء بشار على رحيله ، مستشهدا على موقفه بالقول : التعامل مع شيطان تعرفه ، خير من التعامل مع شيطان لا تعرفه .. ومع كل هذه المعطيات ، وها هي الثورة باقية ، ولم تستطع كل هذه القوى العالمية إخمادها ، ولا إطفاء جذوتها ..
رابعاً : نحن في صراعنا مع هذا النظام المجرم ، لا ندعي أننا جيش يقابل جيشا ، فالنظام متفوق في قوة السلاح والعتاد والمدد الخارجي والتواطؤ الدولي .. وهو يملك الطائرات والصواريخ البلاستيكية والرؤوس الكيميائية .. ويملك الدبابات والراجمات .. ولديه المال والرجال .. ونحن شعب يقاوم هذا النظام بما لديه من سلاح خفيف وذخائر لا نحصل عليها متى نريد ، ولا تتوفر لدينا في الغالب إلا غنيمة نحصل عليها عنوة من النظام نفسه ...
وهذا يعني أننا لا نستطيع مقاومة النظام إلا بطريقة حرب العصابات ، وفي هذا النوع من الحروب ، لا يعد انسحاب المقاومة من موقع ما هزيمة لها ، وإنما هو مناورة تكتيكية ، يفرضها سير القتال في المعارك .. سقطت القصير وقالوا : ستسقط بعدها حمص وحلب خلال أيام .. وكذبوا فما زالت المقاومة في حمص ، وما زالت حلب صامدة ، وما زال النظام فيها يتلقى أوجع الضربات .. وسقطت يبرود وقالوا : سوف ينتقلون منها إلى جرود الفليطة وعرسال ، ويقضوا على المقاومة في منطقة القلمون .. وهم يعلمون أنهم في هذه الدعاوى ، هم أكذب من مسيلمة الكذاب . فالقلمون منطقة جبلية أشبه بمواقع تورا بورا في أفغانستان .. وكما كسرت روسيا في تورا بورا ، سوف يكسر حزب اللات ويحطم أنف النظام النصيري في القلمون ..
خامسا : إن حزب اللات ومعه النظام ومعهما إيران وروسيا .. كلهم يريد نصرا أي نصر في جولة من الجولات .. إنهم يريدون أن يغطوا على خسائرهم الباهظة بنصر ولو مكذوب .. لهذا استماتوا في قصف يبرود بآلاف الأطنان من المواد المتفجرة ، وبراميل الموت .. وحشدوا لاحتلال يبرود هذه البلدة الصغيرة أكثر من 40 ألف مقاتل بكامل عتادهم وسلاحهم .. يساندهم الطيران الحربي ، وراجمات الصواريخ ، وغزارة نيران هائلة .. فتركها لهم الثوار ، ودخلوها .. وأعلنوا عن انتصارهم ، بدخول يبرود .. وشرعوا يوزعون الحلويات احتفالا بالنصر .. وطنطن الإعلام بسقوط يبرود ، وكأنها سقوط ستالينغراد ..
فلم يمض على احتفالاتهم بالنصر سوى ليلة واحدة حتى لقنهم الثوار درسا لن ينسوه ، وكانوا لهم بالمرصاد ، لقد خرجوا لهم من تحت الأرض ، وقاتلوهم في كل شارع وكل منعطف ، ومن كل مبنى ، ومن خلف كل صخرة ، حتى قتلوا من كلاب النظام وكلاب الشيعة المئات ، وامتلأت شوارع يبرود بجثثهم ... وما هو إلا أن ولوا الأدبار هاربين . مخلفين وراءهم (100) دبابة فر منها طواقمها وخلفوها غنيمة لثوارنا الأحرار .. ووفينا بما كنا وعدناهم حين أنشدناهم قبل ايام : [ احفر قبرك في يبرود ] ..
فدخول النظام يبرود لم يكن انتصارا بكل المقاييس ، وإنما هو فخ صدنا به المئات من كلاب النظام وغنمنا عشرات الدبابات . واستحوذنا على كثير من الذخائر والمعدات .. وإننا لنعد هذه العصابة المجرمة ، وكل من يؤازرها من المجرمين ، بأننا لن ندعهم يتقدمون خطوة بدون خسائر .. وخسائر فادحة في الرجال والسلاح والعتاد ... ونعدهم بأن هذه الحرب سوف تسقطهم ، وتسقط معهم من يأخذ الآن بأيديهم .. فنحن أصبر منهم على استمرار الصراع .. وموعودنا من الله النصر ، ولن يخلف الله وعده . [ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ] . صدق الله العظيم .