أيها السوريون ماذا تنتظرون بعد إغلاق السفارات .؟
20 / 3 / 2014
بقلم : ابو ياسر السوري
كتب أخ فاضل لن أسميه لأني لم أستأذنه في ذلك ، وإن كنت أؤيده في كل ما كتب .. كتب تحت عنوان [ نقطة وعي ، وبعد نظر ، وبعيدا عن العاطفة ) فكان متخوفا من مغبة إغلاق السفارات السورية في العواصم العربية والدولية .. وقد رأى أن مثل هذا الإجراء ، من شأنه أن يركع الشعب السوري ، الثائر خارج سوريا ، لكي يرضى بالحلول الدولية ، وإلا لأصبح مشردا ، أو مسجونا في محل إقامته ...]
وبداية ، أشكر صاحب هذا المقال لإثارته هذه الفكرة ، وهي غاية في الأهمية ، والسكوت عنها غاية في الخطورة . ولكن هل هنالك من يصغي لهذه الصرخة ، وهي صرخة ألم أحس بها صاحبها قبل الآخرين . لأن هنالك من لم يعقب على هذه القضية ، أعني إغلاق السفارات السورية في عدد من دول العالم . وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية ... وهنالك من لم يبال بها البتة ، لأن لديه جواز سفر ساري الصلاحية ، ولديه إقامة وعمل في بلد ما ، فهو حاليا لا يهتم كثيرا فيما إذا كان سيطرد من هذا البلد ، بعد انتهاء صلاحية جواز سفره أم لا ..؟؟ وهناك شريحة سورية كبيرة لا تفكر في أي مشكلة إلا بعد أن تضغط عليهم المشكلة بأنيابها ، ويقع عليهم تهديد بالطرد من عملهم ، والطرد من مكان إقامتهم ، ويصبحوا على أبواب التشرد المحتوم ...
هل يكفي أن نطرح المشكلة ، ونجلس مكتوفي الأيدي ، بانتظار أن تتكرم دول العالم ، فتقوم بحل ما لهذه المشكلة .؟ وهل جرت العادة أن تتطوع الدول بالإحسان لغير شعوبها .؟ وإذا كنا ندعي أننا أصحاب حق . فلعمري ، إن عدم مطالبتنا به ، لَهُوَ أكبرُ تضييع لهذا الحق .
لنقل : لا بد من التحرك .. ولا بد من المطالبة .. ولا بد من اتخاذ قرارات جريئة حيال هذا الموضوع .!! ولكن من المطالب اليوم بالتحرك لحل هذه المعضلة .؟ ومن هي الجهة التي نعتبرها مسؤولة دوليا وإنسانيا عن تبني حل لهذه المشكلة .؟ وكيف تتم مطالبتها .. هل يطالبها السوريون بصور فردية .؟ أم لا بد من ممثلين يقومون بهكذا مسألة .؟
مما لاشك فيه ، أن المجتمع الدولي هو المطالب قانونيا بتأمين البديل لكل سوري متضرر بقرار إغلاق السفارات .. وأن الدول العربية مطالبة فوق ذلك دينيا وإنسانيا برفع هذه الضائقة عن السوريين المبعدين عن بلدهم ، أو قل الفارين هربا من براميل الموت الإيرانية ، التي يقصفهم بها الأسد وعصابته ..  
ومما لا شك فيه أيضا ، أن الائتلاف الوطني مطالب أن يتولى هذه القضية ، ويعطيها جل اهتمامه ، فأعضاؤه مفوضون من الشعب بتولي الحراك السياسي للثورة ، وهذه القضية من صميم واجباتهم ، وعليهم أن يطالبوا بها ليل نهار ، حتى يتحقق تعيين السفير الثوري البديل ، الذي يحل محل سفير النظام المطرود . ويجب أن تعترف الدول العربية والدول الأخرى الصديقة كلها بهؤلاء السفراء البديلين ، المعينين لديها من قبل الائتلاف . وبهذه الخطوة الإجرائية تتبلور المواقف ، وتوضع النقاط على الحروف ، ونعلم العدو من الصديق ..
فماذا صنع الائتلاف في هذا المضمار .؟
قرأت منذ أيام قليلة تصريحا يقول  ما نصه :
[ الائتلاف الوطني .. الائتلاف يقرر تمديد جوازات سفر السوريين ، في سفارة سوريا الحرة في قطر و23دولة أخرى خلال الأيام القادمة .
هــــــــــــــام - 13 / 3 2014 :
نزار الحراكي – سفير الائتلاف الوطني في قطر : سنبدأ خلال أيام بتمديد وإصدار الجوازات بشكل رسمي . وقانوني للسوريين  
] .
وها قد مضى أسبوع على هذا التصريح .. فهل ما قاله الحراكي كلام يستند إلى حقيقة ، أم أنه لا يعدو عن كونه مجرد وعد عربي غير قابل للوفاء .؟؟؟؟
لنفرض أن الائتلاف لم يتحرك لحل هذه المشكلة .. ولنفرض أنه تحرك ولم تستجب له جامعة الدول العربية .. فماذا نعمل عندها وبدون إبطاء .؟؟ ما هو موقفنا من الدول العربية التي ترفض تلبية هذا المطلب .؟ لا بد من تحديد المواقف . ولا بد من وضع النقاط على الحروف .. ولنضع في اعتبارنا أنه قد نمر - نحن السوريين - بظروف أقسى وأبشع من الظروف التي مر بها إخواننا الفلسطينيون على مدى 66 سنة مضت .. ولم ينفعهم العرب بشيء سوى خذلانهم وإذلالهم والتعالي عليهم .. والسماح لليهود أن تحتل 95% من أرضهم وتقضمها قطعة قطعة ، حتى لم يبق لأهل الأرض سوى 5% ، يطالب الفلسطينيون بإقامة دولة عليها ، ولا يستجاب لهم .. هذه حقيقة تؤمن بها الشعوب العربية قاطبة ، وإن أنكرها حكام العرب جميعا ، وما زلوا منكرين .. والويل ثم الويل لمن يتجرأ على مواجهتهم بها .
أفيقوا أيها السوريون .. ولا تسمحوا للاعتبارات التافهة أن تتحكم بمواقفكم المبدئية .. وإلا فاستعدوا لذل ، لا يرفع عنكم حتى تقولوا الحق ، وتعملوا به من جديد .