الثورة السورية قيامها مخالف لكل التوقعات وهكذا سيكون انتصارها :
17 / 3 / 2014
بقلم : أبو ياسر السوري
لم يكن أي سوري يتوقع في يوم ما ، أن تقوم في سوريا ثورة .. بل كان المتوقع أنه لو قامت ثورات لتغيير الأنظمة الحاكمة في العالم كله ، فإن سوريا سوف تكون آخر دولة تثور على نظامها الحاكم .. لا لأن السوريين يحيون في ظل حكم يحقق لهم كل ما يتطلعون إليه من حرية وعدالة ومساواة ، وأنهم ليسوا بحاجة معه إلى ثورة للتغيير .. لا . لا ليس الشأنُ كذلك ، بل لأنهم لا يمكنهم أن يثوروا على هذا النظام ، الذي يمثل أسوأ وأظلم وأجرم نظام قمعي في العالم كله ، منذ أول نظام حكم في الأرض وإلى يومنا هذا .. وهم يقدرون أن الثورة عليه معناها أن تجري الدماء أنهارا ، وأن تدمر سوريا وتسوى مبانيها بالأرض ..
وكان المتوقع أنه لو حدث وقامت ثورة في سوريا لسبب لا نعرفه ، فكان الظن أن تكون درعا هي آخر مدينة تؤيد الثورة .. لا لأن درعا أقل شجاعة من غيرها من المدن السورية ، وإنما لأن درعا كانت هي الأوفر حظا من المناصب في ظل هذا الحكم . فمن درعا كان رئيس وزراء سوريا محمود الزعبي ، وفاروق الشرع الذي شغل منصب وزير الخارجية لأعوام ، ومن ثم شغل منصب نائب رئيس الجمهورية ، ومن درعا وزير الإعلام الحالي عمار الزعبي ، وفيصل المقداد نائب وزير الخارجية . وعضو مجلس الشعب شيخ مشايخ حوران ناصر الحريري ، وعضو مجلس الشعب الشيخ يوسف أبو رومية .. وغيرهم .. وغيرهم ..
وكان من المتوقع ، أن تقوم النخبة بأي ثورة تقوم في سوريا ، وأعني بالنخبة ، أتباع الأحزاب المعارضة المنحلة المقموعة والمهمشة ، ورجال العلم والفكر والسياسة والدين .. ولكنه لم يكن شيء من ذلك ، وإنما كان الذين فجروا الثورة أطفال صغار من مدينة درعا .. لم يدفعهم أحد إلى كتابة العبارات المضادة للنظام .. ولم يخطط لهم أحد .. لا من النخبة ، ولا من العامة ، وإنما بدأت الثورة بعبارة " الشعب يريد إسقاط النظام " كتبها أيدي أطفال صغار على جدار مدرسة في درعا .. درعا التي كانت في جيب النظام ، وكانت محل ثقته إلى أبعد الحدود .. ولكن صدق المثل القائل " مِنْ مأمَنِهِ يُؤتَى الحذرُ " .
إذن ، إن الثورة السورية في قيامها ، قد خالفت كل التوقعات .. وهي في انتصارها القادم سوف تخالف كل التوقعات أيضا .. الثورة السورية مسيرة بقدر الله .. تحف بها الملائكة ، وتغشاها الرحمة ، وتنزل عليها السكينة ، وتمضي إلى مداها بثقة وثبات .. يسيرها إلى غايتها قدر الله .. فثقوا بأنها منصورة . لأنه لا غالب لقدر الله .
17 / 3 / 2014
بقلم : أبو ياسر السوري
لم يكن أي سوري يتوقع في يوم ما ، أن تقوم في سوريا ثورة .. بل كان المتوقع أنه لو قامت ثورات لتغيير الأنظمة الحاكمة في العالم كله ، فإن سوريا سوف تكون آخر دولة تثور على نظامها الحاكم .. لا لأن السوريين يحيون في ظل حكم يحقق لهم كل ما يتطلعون إليه من حرية وعدالة ومساواة ، وأنهم ليسوا بحاجة معه إلى ثورة للتغيير .. لا . لا ليس الشأنُ كذلك ، بل لأنهم لا يمكنهم أن يثوروا على هذا النظام ، الذي يمثل أسوأ وأظلم وأجرم نظام قمعي في العالم كله ، منذ أول نظام حكم في الأرض وإلى يومنا هذا .. وهم يقدرون أن الثورة عليه معناها أن تجري الدماء أنهارا ، وأن تدمر سوريا وتسوى مبانيها بالأرض ..
وكان المتوقع أنه لو حدث وقامت ثورة في سوريا لسبب لا نعرفه ، فكان الظن أن تكون درعا هي آخر مدينة تؤيد الثورة .. لا لأن درعا أقل شجاعة من غيرها من المدن السورية ، وإنما لأن درعا كانت هي الأوفر حظا من المناصب في ظل هذا الحكم . فمن درعا كان رئيس وزراء سوريا محمود الزعبي ، وفاروق الشرع الذي شغل منصب وزير الخارجية لأعوام ، ومن ثم شغل منصب نائب رئيس الجمهورية ، ومن درعا وزير الإعلام الحالي عمار الزعبي ، وفيصل المقداد نائب وزير الخارجية . وعضو مجلس الشعب شيخ مشايخ حوران ناصر الحريري ، وعضو مجلس الشعب الشيخ يوسف أبو رومية .. وغيرهم .. وغيرهم ..
وكان من المتوقع ، أن تقوم النخبة بأي ثورة تقوم في سوريا ، وأعني بالنخبة ، أتباع الأحزاب المعارضة المنحلة المقموعة والمهمشة ، ورجال العلم والفكر والسياسة والدين .. ولكنه لم يكن شيء من ذلك ، وإنما كان الذين فجروا الثورة أطفال صغار من مدينة درعا .. لم يدفعهم أحد إلى كتابة العبارات المضادة للنظام .. ولم يخطط لهم أحد .. لا من النخبة ، ولا من العامة ، وإنما بدأت الثورة بعبارة " الشعب يريد إسقاط النظام " كتبها أيدي أطفال صغار على جدار مدرسة في درعا .. درعا التي كانت في جيب النظام ، وكانت محل ثقته إلى أبعد الحدود .. ولكن صدق المثل القائل " مِنْ مأمَنِهِ يُؤتَى الحذرُ " .
إذن ، إن الثورة السورية في قيامها ، قد خالفت كل التوقعات .. وهي في انتصارها القادم سوف تخالف كل التوقعات أيضا .. الثورة السورية مسيرة بقدر الله .. تحف بها الملائكة ، وتغشاها الرحمة ، وتنزل عليها السكينة ، وتمضي إلى مداها بثقة وثبات .. يسيرها إلى غايتها قدر الله .. فثقوا بأنها منصورة . لأنه لا غالب لقدر الله .