وقفة مع أصدقائنا وأصدقاء النظام والمذبذبين بين ذلك :
بقلم : أبو ياسر السوري
في العالم اليوم ( 290 ) دولة تقريبا .. يمكن تصنيفهم بالنسبة للصراع السوري إلى ثلاثة الأقسام التالية :
1 - منها ( 137 ) دولة أعلنت أنها دول صديقة للشعب السوري . على رأسهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا ...
2 - ومنها ما يقارب (43) دولة محايدة . ليسوا ( مع ) ولا ( ضد ) .
3 - ومنها (10) دول متعاطفة ومساندة ومؤيدة للنظام الحاكم . وهم الدول التالية : إيران – العراق – لبنان – الجزائر– السودان – الأردن - روسيا – الصين – الهند – كوريا الشمالية.
أما أصدقاء النظام :
فقد ظهر أنهم أصدقاؤه بحق وحقيق .. فكلهم يسانده ويصوت إلى جانبه في المحافل الدولية ، وكلهم يمده بما يستطيع من مدد .. فبعضهم يمنحه البترول . وبعضهم يمده بالغاز . وبعضهم يزوده بالمال . وبعضهم يؤمن له كل ما يحتاج إليه من السلاح والصواريخ وبراميل الموت . وبعضهم يساعده بالخبراء العسكريين ، وبعضهم يسانده فنياً على استخدام السلاح الكيمياوي بطرق ذكية ، تمكنه من استخدام هذا السلاح المحظور ، دون أن يكون في استخدامه إحراجٌ للمجتمع الدولي أمام الشعوب .. وبعضهم كإيران والعراق ولبنان مثلا ، يمدونه بكل شيء . بالرجال والسلاح والعتاد والمال ... وقد ثبت أنهم أصدقاء حقا وصدقا ..
أما أصدقاء الشعب السوري :
فلم يمدوا هذا الشعب بشيء ، لا بمال ولا بسلاح ولا برجال .. وليتهم اكتفوا بذلك ، ولكنهم وقفوا حجر عثرة في طريق أي عون ، كان يمكن أن يقدم لهذا الشعب المظلوم .. فإن أصحاب القرار منهم حالوا دون تسليح المعارضة ، وما زالوا يحولون دون ذلك ، بذريعة أنهم يخشون أن تصل الأسلحة للأيدي المتوضئة الطاهرة الوطنية الصادقة ، وهم يرون أنه من الممكن جدا لهذه الأيدي النظيفة أن تتمكن من إسقاط النظام ، ثم تتجه بعد ذلك لاستخدام ما تبقى من هذا السلاح في ضرب إسرائيل ، فتهدم جدارا أو بيتا ، أو تجرح طفلا يهوديا أو امرأة ..
لقد هدم نظام الأسد 80% من المدن والقرى السورية .. وقضى على البنية التحتية قضاء شبه كامل .. وأباد مئات الآلاف .. وتسبب بإعاقة الملايين .. وشرد نصف سكان سوريا ... وحتى الآن لم ينفعنا من يدعون صداقتنا بقطمير ، ولم يساعدونا بقليل ولا بكثير .. ويزعمون أنهم أصدقاء .. فكيف لو كانوا أعداء .؟؟
أمريكا – بريطانيا – فرنسا .. يتظاهرون بالحيرة .. ويتساءلون عن كيفية إيقاف القتل والدمار .. ويتداعون إلى مؤتمر جنيف ..ويقفون خلف الأخضر أو الأحمر الإبراهيمي .. ويشكون من العجز عن معرفة الحل .!؟؟؟؟
ولو سألنا طالبا في الصف الخامس الابتدائي " من الذي يقتل الشعب السوري ؟ لقال النظام .
ولو سألناه : من الذي يهدم المدن والقرى؟ لقال : طيران النظام ودباباته وصواريخه .
ولو سألناه : وكيف يمكن مقاومتها .؟ لقال : بأسلحة نوعية مضادة لأسلحة النظام .
فيا كبراء ساسة العالم .. يا شاطرين .. لن يتوقف قتل السوريين إلا بأسلحة مضادة لسلاح النظام المجرم ..
ويا كبراء ساسة العالم .. يا حلوين .. لا تتغابوا ولا تضحكونا عليكم أكثر من ذلك .. فعجائزنا أصبحن على علم بأنكم تكذبون علينا .. وأنكم لستم أصدقاء . بل أنتم أعداء .. لأن الصديق يقف مع صديقه وقت الضيق .. وها نحن في قلب الضيق ، ولم يقف معنا منكم حتى الآن أي صديق .. فاعذرونا حين نصارحكم ونقول لكم " الصديق الذي لم يمكنا من الدفاع عن حياتنا ، ويحظر علينا السلاح المضاد للطيران والمضاد للصواريخ .. هذا ليس بصديق ..
وأما الدول المحايدة :
فهي خائنة لمبادئ القانون الدولي ، وهي عمليا مؤيدة للنظام المجرم ، لأنها ساكتة عن الحق ، والساكت عن الحق شيطان أخرس . إن القانون الدولي يلزم كل الأسرة الدولية ، أن لا تسمح لأحد أو لجهة قوية أن تبيد شعبا أعزل .. وهي مسؤولة عن دفع الصائل ، وردع المعتدي بالقوة .. هكذا يقول القانون الدولي .. وما أقيم مجلس الأمن إلا ليحافظ على أمن الدول الصغيرة ، والشعوب الضعيفة من ظلم الأقوياء .. فما الذي صنع لنا هؤلاء المحايدون ، الذين اختاروا أن يكونوا " ( مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً * ) .؟ لقد سكتوا عن الظالم ، كما سكتت معهم منظمات الأمم المتحدة ، ولم تتوجه إليه بلوم ولا إنكار ، فكان عدم إنكارها عليه بمثابة الإقرار .. فما الذي صنع لنا مجلس الأمن حتى الآن .؟؟؟
روسيا وهي الدولة العظمى ، المسؤولة قبل غيرها عن تطبيق القانون الدولي ، والمطالبة بالحيلولة دون إبادة الشعب السوري ، هي التي باتت طرفا في عمليات القتل والإبادة .. ولو كان في العالم قانون يُحترَمُ ، وعدالة تُطبَّقُ أحكامها ، لحوكمت الدول الكبرى ، وعلى رأسها روسيا ، والصين ، وكل دولة عظمى ، ثبت تواطؤها مع النظام المجرم القاتل ، وتحملت كل ضرر وقع بسببها على السوريين .. ولو كان هنالك عدالة وقانون دولي حقيقي ، لصدر حكم بإلغاء كراسي هذه الدول العظمى في مجلس الأمن ، وسلبت منها سلطتها فيه ، لأنها لم تعد مؤتمنة على أمن العالم وسلمه ، ولم تعد تحترم قانونه الدولي الذي يحافظ على أمن العباد والبلاد ..!!