الأستاذ الداعية ( زهير نواحة ) يبكي لموت قتيل من حزب اللات :
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ 35 سنة ، وبينما كنت أسير في أحد شوارع القاهرة ، القريبة من قرافة الإمام الشافعي رحمه الله ، انتبهت على صراخ نساء من خلفي ، فاستدرت إلى جهة الصوت ، فرأيت جنازة محمولة على أكتاف الرجال ، يمشي وراءها المشيعون ، ورأيت عددا من النسوة ، يخمشن الوجوه ، ويلطمن الخدود ، ويصرخن بأعلى الصوت ، ويقلن كلاما أنسانيه طول العهد .. وفجأة كففن عن الصراخ ، وأخذن يتبادلن فيما بينهن حديثا عاديا ، لا علاقة له بالحزن ، ولا صلة له بالبكاء .. مما اثار استغرابي ، ودفعني إلى السؤال عن شأنهن .!!؟؟ فقيل لي هؤلاء نواحات مستأجرات للبكاء على الميت .. ومطلوب منهن أن يصوتن ويلطمن عددا من المرات ، حتى تصل الجنازة إلى مثواها الأخير ...
ومنذ ذلك الحين ، وحتى اليوم ، كنت موقنا أن في النساء نواحات يبكين الأموات .. وأنهن يمارسن اللطم والخمش والعويل .. ولم يدر بخلدي أن شخصا ضخم الجسم ، ضخم الاسم ، ممكن أن يعمل ( نواحة) وبالمجان .. رجل يدعي الثقافة ، والفصاحة ، والفكر ، ويقود مركزا للدراسات الحضارية والإستراتيجية في لندن ، ويتحدث تقريبا باسم تنظيم الإخوان المسلمين .. وتستضيفه قناة المستقلة باستمرار .. وهو من الذين تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم .. ومع كل هذه الأوسمة التي تطير بشهرته في الافاق ، يخرج علينا اليوم زهير سالم في ثوب ( نواحة ) .
إنه لا يبكي لفقد قريب .. ولا لموت حبيب .. ولا لوداع عزيز .. إنه يلطم ويخمش وينوح مع فتاة إعلامية من شبيحات حزب اللات اسمها فاطمة عبد الله ، كان أخوها يؤدي واجبه الجهادي في قتل شبابنا السوريين ، وذبح أطفالنا أبناء السنة ، وانتهاك أعراض نسائنا ..
وفي ظهور مميز للأستاذ زهير سالم على قناة المستقلة ، هبطت عليه كل معاني الإنسانية فجأة ، واغرورقت عيناه الزرقاوان بالدموع ، وتباكى مع الثكلى فاطمة عبد الله وأبكى المشاهدين .. ولو كان له شعر لشده بكلتا يديه ..ولكنه بحمد الله أصلع ...
وبينما هو في غمرة الحزن والبكاء ، توقف فجأة عن النحيب .. وشرع يحدثنا عن وحدات القياس العربية التقليدية ، فيعدد منها : الشعرة والشعيرة والإصبع والفتر والشبر والذراع والباع والميل .. يا سبحان الله ..!! إنه يتصرف كما كانت تتصرف تلكم النواحات ، اللاتي رأيتهن في القاهرة منذ أكثر من ثلث قرن من الزمن ...
وقبل أن يغادر قناة المستقلة ، انهالت عليه التعليقات ، تلومه على رثاء هذا القاتل المجرم .. فيجيب عليها الأستاذ ( زوزو) إجابات أقبح من ذنبه .!! فكان مما قال : لقد كتبتْ الأختُ فاطمة عبد الله كلاما موجعا .. وأعرفُ أنكم ستحتجون عليَّ ... أرجوكم ... أرجوكم ... أن لا نفقد إنسانيتنا .!! قال الرجل هذا ، ثم أجهش بالبكاء ، حتى اخضلت لحيته الحليقة ، وشارباه المنتوفان . وحتى اضطر مدير الحلقة أن يأخذ فترة ( بريك ) ويجلب له كاسا من الماء ، ليصرفه قليلا عن البكاء .
ولو كانت هذه هي المرة الوحيدة ، التي يرثي فيها الأستاذ الفاضل أعداءنا على مسامعنا لعذرناه ، وازدردنا فعلته على مضض .. ولكن صاحبنا جعل ذلك ديدنه .. فتارة يبكي الشيعة ، وتارة يندب النصيرية ، وهو يفعل ذلك عبر قناة المستقلة ، التي يشاهدها الملايين ، أو عبر صفحته على الفيسبوك التي يقرؤها عشرات الالاف ..
فاستمع إليه وهو يقول " وجع الأمهات .. وجع الزوجات .. والأبناء .. والبنات .. هذا ما أحسستُ اليوم به وأنا أتحدث عن رقم 124 ألف علوي قتيل ..!! ويستطرد صاحبنا قائلا : " أعرفُ أن إحساسي هذا لا يعجب الكثيرين منكم . ولكنه حق وصدق، حاولوا أن تشاركوني إياه ." ومرة أخرى تهدج صوته واغرورقت عيناه ، وأجهش بالبكاء .
سبحان الله .!! لكأني بالأستاذ ( زهير نواحة ) قد تعلم من صنيع امرئ القيس ، فهو ما زال يقف على أطلال العلويين ويستوقف ، ويبكي لموت قتلاهم ويستبكي .!! وما رأيناه ، ولا سمعناه بكى لموتانا ، ولا لمشردينا ، ولا لذبح أطفالنا ، ولا لاغتصاب أعراضنا .. ولم يتمعر وجهه غضبا لشيء من ذلك ..!! فماذا يعني هذا .؟؟ أرجوكم فسروه لي .. فقد أرتج على فكري ، وتوقف عقلي وإدراكي .. هل أنا الآن مجنون .؟ وهل ألام إذا جننت .؟؟؟ فالخطأ يقاس إلى حجم صاحبه .. خطأ الصغير صغير .. وخطأ الكبير كبير .. فما بالك برجل يحسب من خيارنا ، وهو أضخم من الفيل ، وأعتى من وحيد القرن ، وأغلظ من الدرفيل ، ثم إنه يبكي لموت أعداءنا من النصيرية والرافضة ؟ يبكي لموت من قتلوا أهلنا وذبحوا شبابنا وأطفالنا وهدموا ديارنا وشردونا .!؟ يبكي ويوصينا بالبكاء عليهم ، وهو واحد منا .!؟ ولكن هل حقا زهير نواحة هو واحد منا ونحن منه .؟ أو حقا أنه يمت إلى شهدائنا بصلة ما .؟
ماذا يعني ( لزهير نواحة) موت مليون ومائتئ ألف سوري .؟ ماذا يعني ( لزهير نواحة ) هدم ثلاثة ملايين منزل ، وألف وخمسمائة مسجد ، وأربعة آلاف مدرسة ، وألفي مشفى ومستوصف .. وماذا يعني له تهجير وتشريد وإبعاد 15 مليون سوري عن وطنهم .؟؟
لو كان هؤلاء يعنون له شيئا لبكاهم ..!! ولو كان يشعر بالانتماء إلينا لبكى لأسانا ، ولعن من عادانا .. لوكان منا لما واسى الشيعية الشبيحة الإعلامية فاطمة عبد الله ، لموت شقيقها الذي كان يقتلنا مع حزب اللات .. فلا رحمه الله ، ولا رحم من بكاه ..
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ 35 سنة ، وبينما كنت أسير في أحد شوارع القاهرة ، القريبة من قرافة الإمام الشافعي رحمه الله ، انتبهت على صراخ نساء من خلفي ، فاستدرت إلى جهة الصوت ، فرأيت جنازة محمولة على أكتاف الرجال ، يمشي وراءها المشيعون ، ورأيت عددا من النسوة ، يخمشن الوجوه ، ويلطمن الخدود ، ويصرخن بأعلى الصوت ، ويقلن كلاما أنسانيه طول العهد .. وفجأة كففن عن الصراخ ، وأخذن يتبادلن فيما بينهن حديثا عاديا ، لا علاقة له بالحزن ، ولا صلة له بالبكاء .. مما اثار استغرابي ، ودفعني إلى السؤال عن شأنهن .!!؟؟ فقيل لي هؤلاء نواحات مستأجرات للبكاء على الميت .. ومطلوب منهن أن يصوتن ويلطمن عددا من المرات ، حتى تصل الجنازة إلى مثواها الأخير ...
ومنذ ذلك الحين ، وحتى اليوم ، كنت موقنا أن في النساء نواحات يبكين الأموات .. وأنهن يمارسن اللطم والخمش والعويل .. ولم يدر بخلدي أن شخصا ضخم الجسم ، ضخم الاسم ، ممكن أن يعمل ( نواحة) وبالمجان .. رجل يدعي الثقافة ، والفصاحة ، والفكر ، ويقود مركزا للدراسات الحضارية والإستراتيجية في لندن ، ويتحدث تقريبا باسم تنظيم الإخوان المسلمين .. وتستضيفه قناة المستقلة باستمرار .. وهو من الذين تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم .. ومع كل هذه الأوسمة التي تطير بشهرته في الافاق ، يخرج علينا اليوم زهير سالم في ثوب ( نواحة ) .
إنه لا يبكي لفقد قريب .. ولا لموت حبيب .. ولا لوداع عزيز .. إنه يلطم ويخمش وينوح مع فتاة إعلامية من شبيحات حزب اللات اسمها فاطمة عبد الله ، كان أخوها يؤدي واجبه الجهادي في قتل شبابنا السوريين ، وذبح أطفالنا أبناء السنة ، وانتهاك أعراض نسائنا ..
وفي ظهور مميز للأستاذ زهير سالم على قناة المستقلة ، هبطت عليه كل معاني الإنسانية فجأة ، واغرورقت عيناه الزرقاوان بالدموع ، وتباكى مع الثكلى فاطمة عبد الله وأبكى المشاهدين .. ولو كان له شعر لشده بكلتا يديه ..ولكنه بحمد الله أصلع ...
وبينما هو في غمرة الحزن والبكاء ، توقف فجأة عن النحيب .. وشرع يحدثنا عن وحدات القياس العربية التقليدية ، فيعدد منها : الشعرة والشعيرة والإصبع والفتر والشبر والذراع والباع والميل .. يا سبحان الله ..!! إنه يتصرف كما كانت تتصرف تلكم النواحات ، اللاتي رأيتهن في القاهرة منذ أكثر من ثلث قرن من الزمن ...
وقبل أن يغادر قناة المستقلة ، انهالت عليه التعليقات ، تلومه على رثاء هذا القاتل المجرم .. فيجيب عليها الأستاذ ( زوزو) إجابات أقبح من ذنبه .!! فكان مما قال : لقد كتبتْ الأختُ فاطمة عبد الله كلاما موجعا .. وأعرفُ أنكم ستحتجون عليَّ ... أرجوكم ... أرجوكم ... أن لا نفقد إنسانيتنا .!! قال الرجل هذا ، ثم أجهش بالبكاء ، حتى اخضلت لحيته الحليقة ، وشارباه المنتوفان . وحتى اضطر مدير الحلقة أن يأخذ فترة ( بريك ) ويجلب له كاسا من الماء ، ليصرفه قليلا عن البكاء .
ولو كانت هذه هي المرة الوحيدة ، التي يرثي فيها الأستاذ الفاضل أعداءنا على مسامعنا لعذرناه ، وازدردنا فعلته على مضض .. ولكن صاحبنا جعل ذلك ديدنه .. فتارة يبكي الشيعة ، وتارة يندب النصيرية ، وهو يفعل ذلك عبر قناة المستقلة ، التي يشاهدها الملايين ، أو عبر صفحته على الفيسبوك التي يقرؤها عشرات الالاف ..
فاستمع إليه وهو يقول " وجع الأمهات .. وجع الزوجات .. والأبناء .. والبنات .. هذا ما أحسستُ اليوم به وأنا أتحدث عن رقم 124 ألف علوي قتيل ..!! ويستطرد صاحبنا قائلا : " أعرفُ أن إحساسي هذا لا يعجب الكثيرين منكم . ولكنه حق وصدق، حاولوا أن تشاركوني إياه ." ومرة أخرى تهدج صوته واغرورقت عيناه ، وأجهش بالبكاء .
سبحان الله .!! لكأني بالأستاذ ( زهير نواحة ) قد تعلم من صنيع امرئ القيس ، فهو ما زال يقف على أطلال العلويين ويستوقف ، ويبكي لموت قتلاهم ويستبكي .!! وما رأيناه ، ولا سمعناه بكى لموتانا ، ولا لمشردينا ، ولا لذبح أطفالنا ، ولا لاغتصاب أعراضنا .. ولم يتمعر وجهه غضبا لشيء من ذلك ..!! فماذا يعني هذا .؟؟ أرجوكم فسروه لي .. فقد أرتج على فكري ، وتوقف عقلي وإدراكي .. هل أنا الآن مجنون .؟ وهل ألام إذا جننت .؟؟؟ فالخطأ يقاس إلى حجم صاحبه .. خطأ الصغير صغير .. وخطأ الكبير كبير .. فما بالك برجل يحسب من خيارنا ، وهو أضخم من الفيل ، وأعتى من وحيد القرن ، وأغلظ من الدرفيل ، ثم إنه يبكي لموت أعداءنا من النصيرية والرافضة ؟ يبكي لموت من قتلوا أهلنا وذبحوا شبابنا وأطفالنا وهدموا ديارنا وشردونا .!؟ يبكي ويوصينا بالبكاء عليهم ، وهو واحد منا .!؟ ولكن هل حقا زهير نواحة هو واحد منا ونحن منه .؟ أو حقا أنه يمت إلى شهدائنا بصلة ما .؟
ماذا يعني ( لزهير نواحة) موت مليون ومائتئ ألف سوري .؟ ماذا يعني ( لزهير نواحة ) هدم ثلاثة ملايين منزل ، وألف وخمسمائة مسجد ، وأربعة آلاف مدرسة ، وألفي مشفى ومستوصف .. وماذا يعني له تهجير وتشريد وإبعاد 15 مليون سوري عن وطنهم .؟؟
لو كان هؤلاء يعنون له شيئا لبكاهم ..!! ولو كان يشعر بالانتماء إلينا لبكى لأسانا ، ولعن من عادانا .. لوكان منا لما واسى الشيعية الشبيحة الإعلامية فاطمة عبد الله ، لموت شقيقها الذي كان يقتلنا مع حزب اللات .. فلا رحمه الله ، ولا رحم من بكاه ..