أُعلن انشقاقي عن "الثورة" وهذه هويتي! / أيمن الإبراهيم
2014-03-08 --- 7/5/1435
المختصر/ كانت هذه الكلمات في وقت من الأوقات عبارة عن شعار انتقال من صفوف الطاغية بشار، وحزبه، وجيشه، ووظائفه، إلى صفوف ثورة العزة والكرامة..
لم تكن خاصة بالعسكريين فقط، بل كانت من إعلاميين، ودبلوماسيين، وقضاة، وأطباء، ومهندسين، وغيرهم من أطياف الشعب ومكوناته..
منذ زمن طويل، لم نعد نسمع هذه العبارة تتردد في وسائل الإعلام المختلفة، ولعل زمنها انقضى، فقد كان لها أثر في وقت كانت الثورة بحاجة للتعبئة، واكتساب شعبية، باستقطاب موظفي الدولة على اختلاف وظائفهم..
أما الآن، فقد ينشق البعض عن النظام، ويقفز من مركبه المتهالك، ولكن إعلانه عن ذلك ليس له أثر كبير؛ مما جعل المنشقين يستغنون عن هذه العبارة، والطريقة في الانشقاق...
ولكن الذي أريد أن أصل إليه كما في عنواني ( أُعلن انشقاقي عن الثورة ... وهذه هويتي):
هل من الممكن أن يأتي يوم نرى فيه من جلس خلف طاولة، ووضع أمامه على الطاولة علمَ سوريا ذا الألوان الثلاثة: الأسود، والأبيض، والأحمر، ويقول: أُعلن انشقاقي عن الثورة السورية وهذه هويتي؟!
في حقيقة الأمر ليس مستغربًا أن نرى ذلك، طالما أننا نرى حجم المظاهر السلبية في الثورة والحال التي وصلت إليه؛ فإنني أقول أنا وبكل صراحة:
أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة التخوين، والاتهام بالظنون.. فقد أصبح البعض ليس له عمل سوى تخوين فلان، واتهام علان بالعمالة للنظام، أو لأطراف خارجية، ووضع ثقله في ذلك، واستخدم كل ما أوتي من وسائل؛ من أجل تشويه صورة بعض القادة، أو الفاعلين، في الثورة ليس لشيء سوى حاجة في نفسه يريد قضاءها..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة متآلفة متكاتفة بعيدة عن التهم والتخوين
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة العشوائية وعدم التنظيم.. وهذه ظاهرة قاتلة في ثورتنا فمن ميادين القتال، إلى مستودعات المساعدات، مرورًا بالمستشفيات الميدانية، وانتهاءً بالقنوات الإعلامية، نتعامل بعشوائية وبساطة - بل وسذاجة - جعلت منا أضحوكة أمام الناس، وأفسحت المجال للصغير والكبير، أن يتكلم بكل سلبية عن ثورتنا..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة التنظيم والتخطيط لكل صغيرة وكبيرة، والنظرة البعيدة، وورش العمل، وغرف العمليات، وإدارة الوقت والخبرات، وتوظيف الكفاءات، واستغلال الموارد البشرية
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة حب الظهور، واستغلال المناصب، وتسخير المال العام للثورة لمصالح شخصية.. وهذه للأسف موجودة عند البعض..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة العدل، وإعطاء كل ذي حق حقه، ثورة المؤاثرة والبذل، ومساعدة المحتاجين، وإيصال حقوقهم إليهم، بدل التسول في شوارع عمان، وإسطنبول، ومطارات تركيا، وأزقة بيروت
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة الأجندات والمشاريع الشخصية، أو المرتهنة للخارج.. التي يصر البعض على تنفيذها في أرض سوريا التي رويت بدماء الشهداء؛ من أجل تحريرها من مشروع عائلي طائفي مقيت على أيدي آل الأسد، ومن تحريرها من ارتهانهم لمشروع خارجي لصالح إيران، ومخططها بفرض النفوذ على المنطقة..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة السوريين، قامت على يد أطفال درعا، وشبت وترعرت على أيدي أبناء سوريا، في كل شبر من أرضها، وستنتهي بالنصر، إن شاء الله، على أيدي السوريين، وضمن ما يريدون، لا ما يملى عليهم من الخارج، ونرفض أن نرهن الثورة ومكتسباتها لأي شخص مهما يكن حجمه ومهما يبلغ وزنه!
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة القرارات الفردية، والهدن الجانبية، والتنازُلات التي أضرت بالثورة والثوار، وقوت من شوكة النظام، وأعادت له هيبته التي سقطت؛ مما جعله يستريح من بعض الجبهات؛ ليتفرغ لجبهات أكثر أهمية، يضع فيها ثقله، كما رأينا في بعض مناطق ريف دمشق..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة القرار الواحد، والكلمة الواحدة، والاجتماع على رأي واحد، يصب في مصلحة ثورتنا، ولو أضر بمصالح البعض الشخصية، فمصلحة المجتمع مقدمة على مصلحة الفرد، والفرد الذي يقدم مصلحته، أو مصلحة عائلته، أو منطقته، على مصلحة مجتمعه هو فرد فاسد، يجب عليه إصلاح نفسه
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة المحاصصة، وتقاسم النفوذ على المناطق المحررة.. وكأننا نتعامل بمبدأ اقتسام الكعكة! الذي أضر بالمناطق المحررة وأهلها، وأفقد الثورة شعبيتها في بعض الأماكن؛ بسبب ما رأى الناس من سلوك قادة وأفراد الجماعات التي تحاول بسط النفوذ، وحكم الناس بعقولها، وأهوائها، وحسب فهمها لدين الله..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة الشعب التي قامت؛ من أجل إنصاف المظلوم، والضرب على يد الظالم، وحكم الناس بدين الله، كما علمنا الله في قرآنه بفهم سلف الأمة، لا بفهم صغار العقول
- نعم أُعلن انشقاقي ..
عن كل ما يضر بالثورة والثوار لنعود إلى صفاء الثورة الأول، في بداياتها عندما كان الثوار يتقاسمون رغيف الخبز، ويقترعون على قطعة السلاح، أيهم يخرج للمعركة.
[نريد العودة إلى زمن البكاء، عندما كان أحدنا يحرم من الخروج للمعركة؛ لعدم وجود سلاح]
[نريد العودة إلى زمن كان الثوار إذا دخلوا مدينة أو حيًّا، استقبلهم الأهالي بالورود، وزغاريد النساء، وهن يقمن برش الرز على رؤوس الثوار]
- نعم أُعلن انشقاقي .. عن ثورة حظوظ النفس ..
اقتباس :
وهويتي ثورة سورية، هي ثورة الأمة ضد كل ما يحاك لها من أعدائها، فلا بد أن نكون على قدر المسؤولية!
المصدر: الدرر الشامية
2014-03-08 --- 7/5/1435
المختصر/ كانت هذه الكلمات في وقت من الأوقات عبارة عن شعار انتقال من صفوف الطاغية بشار، وحزبه، وجيشه، ووظائفه، إلى صفوف ثورة العزة والكرامة..
لم تكن خاصة بالعسكريين فقط، بل كانت من إعلاميين، ودبلوماسيين، وقضاة، وأطباء، ومهندسين، وغيرهم من أطياف الشعب ومكوناته..
منذ زمن طويل، لم نعد نسمع هذه العبارة تتردد في وسائل الإعلام المختلفة، ولعل زمنها انقضى، فقد كان لها أثر في وقت كانت الثورة بحاجة للتعبئة، واكتساب شعبية، باستقطاب موظفي الدولة على اختلاف وظائفهم..
أما الآن، فقد ينشق البعض عن النظام، ويقفز من مركبه المتهالك، ولكن إعلانه عن ذلك ليس له أثر كبير؛ مما جعل المنشقين يستغنون عن هذه العبارة، والطريقة في الانشقاق...
ولكن الذي أريد أن أصل إليه كما في عنواني ( أُعلن انشقاقي عن الثورة ... وهذه هويتي):
هل من الممكن أن يأتي يوم نرى فيه من جلس خلف طاولة، ووضع أمامه على الطاولة علمَ سوريا ذا الألوان الثلاثة: الأسود، والأبيض، والأحمر، ويقول: أُعلن انشقاقي عن الثورة السورية وهذه هويتي؟!
في حقيقة الأمر ليس مستغربًا أن نرى ذلك، طالما أننا نرى حجم المظاهر السلبية في الثورة والحال التي وصلت إليه؛ فإنني أقول أنا وبكل صراحة:
أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة التخوين، والاتهام بالظنون.. فقد أصبح البعض ليس له عمل سوى تخوين فلان، واتهام علان بالعمالة للنظام، أو لأطراف خارجية، ووضع ثقله في ذلك، واستخدم كل ما أوتي من وسائل؛ من أجل تشويه صورة بعض القادة، أو الفاعلين، في الثورة ليس لشيء سوى حاجة في نفسه يريد قضاءها..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة متآلفة متكاتفة بعيدة عن التهم والتخوين
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة العشوائية وعدم التنظيم.. وهذه ظاهرة قاتلة في ثورتنا فمن ميادين القتال، إلى مستودعات المساعدات، مرورًا بالمستشفيات الميدانية، وانتهاءً بالقنوات الإعلامية، نتعامل بعشوائية وبساطة - بل وسذاجة - جعلت منا أضحوكة أمام الناس، وأفسحت المجال للصغير والكبير، أن يتكلم بكل سلبية عن ثورتنا..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة التنظيم والتخطيط لكل صغيرة وكبيرة، والنظرة البعيدة، وورش العمل، وغرف العمليات، وإدارة الوقت والخبرات، وتوظيف الكفاءات، واستغلال الموارد البشرية
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة حب الظهور، واستغلال المناصب، وتسخير المال العام للثورة لمصالح شخصية.. وهذه للأسف موجودة عند البعض..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة العدل، وإعطاء كل ذي حق حقه، ثورة المؤاثرة والبذل، ومساعدة المحتاجين، وإيصال حقوقهم إليهم، بدل التسول في شوارع عمان، وإسطنبول، ومطارات تركيا، وأزقة بيروت
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة الأجندات والمشاريع الشخصية، أو المرتهنة للخارج.. التي يصر البعض على تنفيذها في أرض سوريا التي رويت بدماء الشهداء؛ من أجل تحريرها من مشروع عائلي طائفي مقيت على أيدي آل الأسد، ومن تحريرها من ارتهانهم لمشروع خارجي لصالح إيران، ومخططها بفرض النفوذ على المنطقة..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة السوريين، قامت على يد أطفال درعا، وشبت وترعرت على أيدي أبناء سوريا، في كل شبر من أرضها، وستنتهي بالنصر، إن شاء الله، على أيدي السوريين، وضمن ما يريدون، لا ما يملى عليهم من الخارج، ونرفض أن نرهن الثورة ومكتسباتها لأي شخص مهما يكن حجمه ومهما يبلغ وزنه!
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة القرارات الفردية، والهدن الجانبية، والتنازُلات التي أضرت بالثورة والثوار، وقوت من شوكة النظام، وأعادت له هيبته التي سقطت؛ مما جعله يستريح من بعض الجبهات؛ ليتفرغ لجبهات أكثر أهمية، يضع فيها ثقله، كما رأينا في بعض مناطق ريف دمشق..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة القرار الواحد، والكلمة الواحدة، والاجتماع على رأي واحد، يصب في مصلحة ثورتنا، ولو أضر بمصالح البعض الشخصية، فمصلحة المجتمع مقدمة على مصلحة الفرد، والفرد الذي يقدم مصلحته، أو مصلحة عائلته، أو منطقته، على مصلحة مجتمعه هو فرد فاسد، يجب عليه إصلاح نفسه
* أُعلن انشقاقي ..
عن ثورة المحاصصة، وتقاسم النفوذ على المناطق المحررة.. وكأننا نتعامل بمبدأ اقتسام الكعكة! الذي أضر بالمناطق المحررة وأهلها، وأفقد الثورة شعبيتها في بعض الأماكن؛ بسبب ما رأى الناس من سلوك قادة وأفراد الجماعات التي تحاول بسط النفوذ، وحكم الناس بعقولها، وأهوائها، وحسب فهمها لدين الله..
اقتباس :
وهويتي هي ثورة الشعب التي قامت؛ من أجل إنصاف المظلوم، والضرب على يد الظالم، وحكم الناس بدين الله، كما علمنا الله في قرآنه بفهم سلف الأمة، لا بفهم صغار العقول
- نعم أُعلن انشقاقي ..
عن كل ما يضر بالثورة والثوار لنعود إلى صفاء الثورة الأول، في بداياتها عندما كان الثوار يتقاسمون رغيف الخبز، ويقترعون على قطعة السلاح، أيهم يخرج للمعركة.
[نريد العودة إلى زمن البكاء، عندما كان أحدنا يحرم من الخروج للمعركة؛ لعدم وجود سلاح]
[نريد العودة إلى زمن كان الثوار إذا دخلوا مدينة أو حيًّا، استقبلهم الأهالي بالورود، وزغاريد النساء، وهن يقمن برش الرز على رؤوس الثوار]
- نعم أُعلن انشقاقي .. عن ثورة حظوظ النفس ..
اقتباس :
وهويتي ثورة سورية، هي ثورة الأمة ضد كل ما يحاك لها من أعدائها، فلا بد أن نكون على قدر المسؤولية!
المصدر: الدرر الشامية