إيران تحاصر الجزيرة العربية
2014-03-05 --- 4/5/1435
أحمد منصور
لا أدري هل هناك غفلة من دول الخليج أم تغافل أم تفضيل سياسة دس الرأس في الرمال في ظل الاستراتيجية الإيرانية التي أصبحت تطوق دول الخليج من ثلاث جهات؟! لن أتحدث هنا عن مؤامرات أو مخططات فمن حق كل دولة أن تبحث عن مصالحها وأن تقوم بما تراه مناسبا لها ولكني أتحدث عن العمق الاستراتيجي لكل دولة، فما من دولة إلا ويجب أن يكون لها عمق استراتيجي يحفظ أمنها ويؤمن حدودها من المخاطر وحينما تجد عمقها الاستراتيجي مهددا، عليها أن تتحرك حتى تحميه. ولأن دول الخليج من الناحية الشكلية على الأقل تمثل وحدة جغرافية واقتصادية وثقافية واحدة فإنها يجب أن تحافظ على عمقها الاستراتيجي في ظل توغل إيران داخل عمق هذه الدول، فخلال العشر سنوات الأخيرة تمكنت إيران من تدعيم وجودها في كل من لبنان عبر حزب الله، كما أكدت أنها الداعم الأساسي للنظام العلوي الحاكم في سوريا وهي التي تحول بينه وبين السقوط منذ اندلاع الثورة السورية، وليس سرا أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي يقود المعركة الأساسية في سوريا الآن مدعوما بقوات حزب الله بعد انهيار جيش النظام السوري ولم يعد له إلا بقايا لا يمكن أن تحمي النظام، أما العراق التي كانت إحدىالدول العربية التي تحد من النفوذ الإيراني فقد تمكن الإيرانيون منها الآن بشكل كامل، وأصبح نظام المالكي الحاكم في العراق امتدادا لنظام طهران حيث يقوم بتصفية السنة بشكل واضح وبحملات منظمة وحينما أعلن المالكي أن ما يجرى في العراق هو حرب بين أحفاد يزيد وأحفاد الحسين فإنما أعلن حربا طائفية لا تحتمل أي تأويل تابعها بحرب الإبادة القائمة في الأنبار، وعلى يد المالكي قسمت العراق فقد أصبحت كردستان دولة شبه مستقلة تماما عن العراق وإن لم يتم إعلان ذلك بشكل رسمي، وقد كان كثير من المراقبين يحاولون فهم العلاقة الحميمة بين المالكي والولايات المتحدة الأميركية وعلاقته الحميمة كذلك مع إيران ولكن حينما اتضح أن الولايات المتحدة وإيران تقيمان علاقات سرية منذ سنوات طويلة تم فهم أبعاد وعلاقة الدعم الإيراني والأميركي في آن واحد للمالكي من هنا فإن النفوذ الإيراني يمتد من لبنان عبر حزب الله إلى سوريا إلى العراق، أما شرق الجزيرة العربية فعلاوة على وجود إيران كجار على امتداد الحدود الشرقية للخليج فإن نسبة لا بأس بها من شيعة الجزيرة العربية يقيمون في المناطق الشرقية القريبة من إيران ولا يمكن أن ننسى أو نتجاوز الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى وهي لا تبعد عن سواحل الإمارات سوى مسافة قصيرة للغاية، أما من الناحية الجنوبية فإن جماعة الحوثيين في اليمن يمثلون الامتداد الإيراني في جنوب الجزيرة العربية وأصبحوا يهددون الاستقرار في اليمن بشكل كبير لاسيما بعدما تمكنوا من الوصول إلى مناطق قريبة من العاصمة اليمنية صنعاء بل إنهم في مرحلة من مراحل القتال وصلوا إلى احتلال جبل مشرف على مطار صنعاء.
إذن نحن أمام واقع لا تصلح معه سياسة النعامة ولأن أميركا دولة تبحث دائما عن مصالحها فإني هنا يحضرني قول المخلوع مبارك «اللي متغطي بالأميركان عريان» وقول الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق «من يعمل مع الأميركان مثل الذي يعمل في الفحم دائما وجهه ويداه ملطخة بالسواد».
2014-03-05 --- 4/5/1435
أحمد منصور
لا أدري هل هناك غفلة من دول الخليج أم تغافل أم تفضيل سياسة دس الرأس في الرمال في ظل الاستراتيجية الإيرانية التي أصبحت تطوق دول الخليج من ثلاث جهات؟! لن أتحدث هنا عن مؤامرات أو مخططات فمن حق كل دولة أن تبحث عن مصالحها وأن تقوم بما تراه مناسبا لها ولكني أتحدث عن العمق الاستراتيجي لكل دولة، فما من دولة إلا ويجب أن يكون لها عمق استراتيجي يحفظ أمنها ويؤمن حدودها من المخاطر وحينما تجد عمقها الاستراتيجي مهددا، عليها أن تتحرك حتى تحميه. ولأن دول الخليج من الناحية الشكلية على الأقل تمثل وحدة جغرافية واقتصادية وثقافية واحدة فإنها يجب أن تحافظ على عمقها الاستراتيجي في ظل توغل إيران داخل عمق هذه الدول، فخلال العشر سنوات الأخيرة تمكنت إيران من تدعيم وجودها في كل من لبنان عبر حزب الله، كما أكدت أنها الداعم الأساسي للنظام العلوي الحاكم في سوريا وهي التي تحول بينه وبين السقوط منذ اندلاع الثورة السورية، وليس سرا أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي يقود المعركة الأساسية في سوريا الآن مدعوما بقوات حزب الله بعد انهيار جيش النظام السوري ولم يعد له إلا بقايا لا يمكن أن تحمي النظام، أما العراق التي كانت إحدىالدول العربية التي تحد من النفوذ الإيراني فقد تمكن الإيرانيون منها الآن بشكل كامل، وأصبح نظام المالكي الحاكم في العراق امتدادا لنظام طهران حيث يقوم بتصفية السنة بشكل واضح وبحملات منظمة وحينما أعلن المالكي أن ما يجرى في العراق هو حرب بين أحفاد يزيد وأحفاد الحسين فإنما أعلن حربا طائفية لا تحتمل أي تأويل تابعها بحرب الإبادة القائمة في الأنبار، وعلى يد المالكي قسمت العراق فقد أصبحت كردستان دولة شبه مستقلة تماما عن العراق وإن لم يتم إعلان ذلك بشكل رسمي، وقد كان كثير من المراقبين يحاولون فهم العلاقة الحميمة بين المالكي والولايات المتحدة الأميركية وعلاقته الحميمة كذلك مع إيران ولكن حينما اتضح أن الولايات المتحدة وإيران تقيمان علاقات سرية منذ سنوات طويلة تم فهم أبعاد وعلاقة الدعم الإيراني والأميركي في آن واحد للمالكي من هنا فإن النفوذ الإيراني يمتد من لبنان عبر حزب الله إلى سوريا إلى العراق، أما شرق الجزيرة العربية فعلاوة على وجود إيران كجار على امتداد الحدود الشرقية للخليج فإن نسبة لا بأس بها من شيعة الجزيرة العربية يقيمون في المناطق الشرقية القريبة من إيران ولا يمكن أن ننسى أو نتجاوز الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى وهي لا تبعد عن سواحل الإمارات سوى مسافة قصيرة للغاية، أما من الناحية الجنوبية فإن جماعة الحوثيين في اليمن يمثلون الامتداد الإيراني في جنوب الجزيرة العربية وأصبحوا يهددون الاستقرار في اليمن بشكل كبير لاسيما بعدما تمكنوا من الوصول إلى مناطق قريبة من العاصمة اليمنية صنعاء بل إنهم في مرحلة من مراحل القتال وصلوا إلى احتلال جبل مشرف على مطار صنعاء.
إذن نحن أمام واقع لا تصلح معه سياسة النعامة ولأن أميركا دولة تبحث دائما عن مصالحها فإني هنا يحضرني قول المخلوع مبارك «اللي متغطي بالأميركان عريان» وقول الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق «من يعمل مع الأميركان مثل الذي يعمل في الفحم دائما وجهه ويداه ملطخة بالسواد».