عالم بلا إنسانية


هبت رياح فهزت كل جدار
عازفة لحنا حزينا أذاب أقسى الأحجار
لحنا كاد أن يقتلع كل ما في الأرض من أشجار
لحنا أبكى السماء فكادت أن تغيض الأرض بالامطار
عندما هجم العدو على شامنا و أغار عليها وعلى الديار
و صار الصوت مسموعا من على بعد آلاف الأمتار
فما عاد قلبي يحتمل و تقطعت به الأوتار
كيف يسمح لسفاح أن يشرب دم أزهار الشام الصغار
كيف يسمح أن يعذب شعب جرمه الوحيد أن قال أريد أن أكون من الأحرار
أيعقل ألا يشعر أحد بنا, أم أنه قد غشيت القلوب بستار
أيعقل رغم كل هذا القتل أن يطالبنا العالم بعد بالحوار
لقد فكرت بما يكفي حتى شارف عقلي على الإنفجار
و لم أكن لأجد لصمت العالم من أعذار
أيها العالم أنت لست بأعمى و لا بأصم فلا تحاول الإنكار
بل فضلت مصالحك فتعاونت مع الأشرار
لكنك قد تجاوزت حدك فاعتبر ما أقوله لك إنذار
فالشام ليست ببلد تذل أو يلعب فيها بالنار
الشام فيها رجال شهام  مليئون بالعزم و الإصرار
لا يعرفون معنى القيد و لا يوقفهم قتل و لا حصار
و إن غضبوا فاعلم أنها لن تعيقهم فخاخكم و لا الأسوار
و سيمضوا بعزم و ثبات حتى النصر لو مهما صار
لأن من معهم هوالله, خالق الكون القوي الجبار

***

لصمتك يا عالم لن أبالي
ففي الشام اقوى الرجال
لا تحسب أنك قد غدوت قويا بما لديك من العتاد و المال
ألست تراني بدون سلاح صامدا في وسط ساحات القتال
يكفيني أن معي ربي المنتقم العالي
وحده من سيمكنني من الوصول لاعلى قمم الجبال
وحده من سيحقق أحلامي مهما كانت صعبة المنال
لن أطلب منك العون و لن أشكو لك سوء حالي
أقسمت ألا أدعو أو أرجو أحدا غير إلهي العالي
لأنني لن أسمح لك يا عالم من بعد اليوم بإذلالي