أمثلة من الكذب الأبلق (3) : ( تفسيرهم لتفجير الضاحية )
بقلم : أبو ياسر السوري
التفجير الأخير الذي حدث البارحة في الضاحية الجنوبية ، حصد ثمانية قتلى وأكثر من مائة وثلاثين جريحاً من أبناء الضاحية بعضهم جراحه خطيرة جدا ، مما يرشح عدد القتلى إلى الزيادة في الساعات القادمة . ومعلوم أن الضاحية هي الحاضنة الشعبية لحزب الشيطان .. ونحن نعلم أن هذا التفجير هو الرابع ، وأن عدد القتلى والجرحى والمعوقين بهذه التفجيرات سوف يستمر ما دامت أسبابه قائمة .. أضف إلى ذلك أن أولئك الفطايس لا يقتلون بالتفجيرات وحدها ، وإنما هنالك منهم من يرسله أبطالنا إلى جهنم في منطقة القلمون ، ومنهم من يقتل في ريف حلب ، وريف دمشق ... وأماكن أخرى في طول سوريا وعرضها .. مما يؤكد بأن الضربات التي تنزل بحزب اللات وحاضنته الشعبية في الضاحية الجنوبية ، قد باتت موجعة لهم جدا جداً .. وتلك نتيجة طبيعية لمن جربوا أن يلعبوا بالنار ..
وإذا كان الشأن كذلك ، وثبت عمليا أن هذه التفجيرات تفتح بوابات واسعة لموت أبناء الضاحية ، وتحصد منهم العشرات بعد العشرات .. فمنطق العقل يحتم في هذه الحال على أولئك المستهترين أن يتوقفوا عن لعبهم بالنار .. ولكي يتوقفوا عن هذه مجازفة المميتة ، يجب أن يقتنعوا أولاً بأنهم كانوا مخطئين في انخراطهم في الصراع السوري ، الذي لا ناقة لبلدهم فيه ولا جمل ، سوى أنه تضحية بأمن لبنان وسلامته خدمة لملالي إيران ، وتمهيدا لمشاريعهم الطائفية التوسعية في المنطقة العربية ... فهل كان التفجير الأخير بمثابة جرس إنذار لأبناء الضاحية ؟ أم لا .؟؟
تابعت البارحة أغلب التحليلات المعنية بتفسير التفجير الأخير المزدوج للسيارتين المفخختين، بمنطقة بئر حسن، على مقربة من المستشارية الثقافية الإيرانية ، في الضاحية الجنوبية ببيروت ، فسمعت أمثلة غريبة من الكذب الأبلق في تفسير ما حدث ..
فقد استضافت العربية والجزيرة أمس عددا من أبناء الشيعة في لبنان فأجمعوا على القول : بإنه لا علاقة لهذا التفجير بدخول حزب الله في الصراع السوري ، وإنما الغاية منه الرد على تشكيل الوزارة في لبنان ، وضرب الاستقرار السياسي في البلد .. وخلص بعضهم إلى القول : بأن انسحاب الحزب من هذا الصراع السوري لن يوقف هذه التفجيرات ، لأنها تفجيرات ضد تيار الممانعة والمقاومة ، وسوف تستمر لأن منفذيها عملاء لإسرائيل ... وطبعا ، هذا التفسير بمنطوقه وفحواه هو تبرير لاستمرار بقاء الحزب في الصراع السوري . وتخوين لكل من يطالب بخروجه من هذا الصراع .. على أن كل كلام هؤلاء الأبواق الإعلامية ينهل من تصريح الأمين العام لحزب اللات ، الذي زعم لجمهوره أن انسحاب الحزب من الصراع السوري لن يوقف الهجمات الإرهابية على لبنان ، بل سوف يفتح لها الباب على مصراعيه . وخذ .. يا .. انفجارات ...
وأما أولئك المنافقون الذين أجريت معهم مقابلات على الهواء ، للتعليق على الحدث في حينه ، فلم يكونوا أقل كذبا من الأمين العام وأبواقه من كَذَبَةِ الإعلاميين .. فقال قائل منهم : هذا التفجير وراءه أمريكا وإسرائيل والسعودية وعدد من الدول العربية ... وقال آخر هذا التفجير يقصد منه إشعال فتنة بين السنة والشيعة في لبنان، بدليل أنه وقع قرب مدرسة للأيتام، وفيها عدد من أبناء السنة . وقال ثالث : هذا التفجير لم يقتل أحدا من حزب الله ، وإنما قتل أطفالاً في مدرسة الأيتام وبعض المارَّة صدفة في هذا الطريق .. وقال رابع يريدون أن يخيفونا بهذه التفجيرات ، لنتراجع عن التمسك بمبدأ الممانعة والمقاومة ، ونقول لهم لن نتراجع وإننا مستمرون في مقاومتنا ، وإن تحرير فلسطين يبدأ من القضاء على التكفيريين والإرهابيين في سوريا..
وكان الوزير "نهاد المشنوق" أحد أولئك المتحدثين على الهواء في مكان الحادث ، فكان مما قال : إنه يجب إغلاق بوابة الموت وعدم السماح للإرهاب أن ينفذ منها إلى لبنان . والجدير بالذكر أن معالي الوزير تلقى سيلا من الشتائم من أبناء الضاحية ، الذين ذهب لتعزيتهم بقتلاهم ، لأنهم يرونه من تيار14آذار ، الذي لم يوافق على تدخل حزب الله بالشأن السوري .
ولا شك أنك يا عزيزي القارئ قد اكتشفت الكذب الأبلق في هذه الأقوال والتصريحات التي جرت الإشارة إليها في الأسطر السابقة .. فهيا بنا نلخصها معا :
أولا : لقد كذب نصر اللات حين نفى الارتباط ما بين التفجير وتدخل حزبه في الصراع السوري .. وكذب حين زعم أن انسحابه من سوريا سوف يفتح الباب على مزيد من التفجيرات .. لأن الإسلاميين الذين يصفهم بالتكفيريين ، هم موجودون في الأردن وفي تركيا ، ومع ذلك لم يقوموا بأية تفجيرات ، لا هنا .. ولا هناك ...
ثانيا : كذب كل من لم يربط بين التفجير وتدخل حزب الشيطان في سوريا .. لأن منفذي التفجير صرحوا بأنهم قاموا بالتفجير ردا على تدخل حزب الله وتدخل إيران في الشأن السوري ..وطالبوا بانسحابهم من سوريا ، كما طالبوهم بالإفراج عن بعض معتقليهم لدى الحزب ..
ثالثا : وكذبوا حين ربطوا بين التفجير وفكرة الممانعة والمقاومة .. ولا أدل على كذبهم من أن منفذي هذا التفجير هم من لب المقاومة ومن أخلص ابنائها ، فهم فلسطينيون وإسلاميون من جماعة الشيخ عبد الله عزام رحمه الله .. فكيف يمكن أن نتصور إقدام هؤلاء على تنفيذ تفجير ضد حزب يدافع عن قضيتهم .؟
وختاما أعجبتني تعليقة على الفيسبوك لأحد اللبنانيين تقول :[ الارهاب رح يقضي على حزب الشيطان وايران ونظام فشار، هم يلي بلشوا اللعب بما يسمى الارهاب ، لكن نسيوا مسألة مهمة ، انه امريكا من قبلهم لعبت هذه اللعبة ، بس ما قدرت تسيطر عليه ، وامريكا بقوتها وعظمتها و جبروتها ما قدرت .. فما بالك بالدول الفاشلة زي ايران، ونظام الهالكي الطائفي الفاشل نظام اللطميات ، ونظام فشار المهترئ، و لبنان اللي أصلاً ما فيها دولة .!!؟؟ بمعادلة بسيطة : " الارهاب فائز .. محور المكايدة والممايعة خاسر" ]