لن يركع الجبل
14-7-2011
مجاهد مأمون ديرانية
ما هذه البطولة يا نظام الإجرام؟ جيشك استسلم وسلّم قطعة غالية من أرضنا لليهود على رأس خمسة أيام... خمسة أيام لم يصمد جيشك بعدها ساعة، وقرى جبل الزاوية ما زالت صامدة في وجه جيشك ومدافع جيشك ودبابات جيشك وطيّارات جيشك منذ أربعين يوماً!
أربعون يوماً وأنتم تدكّون الجبل وتجتاحون مدنه وقراه، أربعون يوماً وأنتم تغتالون الحياة وتوزّعون إجرامكم بالقسطاس بين البشر والحجر والبقر والشجر: المحاصيلَ تحرّقون، والمواشي تذبّحون، والبيوتَ تهدّمون، والرجالَ تقتّلون، والنساءَ ترمّلون، والأطفالَ تيتّمون، ومن بقي من الأحياء تهجّرون... ولكن الجبل لم يستسلم، لم يركع الجبل. جبل الزاوية لن يركع يا أيها النظام، أرأيت قَطُّ جبلاً ركع لمخلوق؟
وجسر الشغور... ماذا صنعت بجسر الشغور يا نظام الإجرام؟
سمعتُ بجسر الشغور أول ما سمعت منذ واحد وثلاثين عاماً وأنا في آخر سنوات الجامعة، لم أسمع بها من قبلُ ولا عرفتها، فكانت أول معرفتي بها ضحيةً من ضحايا إجرام الطاغية الأول، الأسد الكبير. ثم دارت الأيام وسمعت بها مرة أخرى، ضحيةً من ضحايا إجرام الطاغية الثاني، الأسد الصغير... ولكن ليس اليوم كالأمس!
إنكم -يا طغاة- تأبَون أن تفهموا: لو كانت جسر الشغور قابلة للكسر لكسرها عدوانكم الأول، ولكنها لم تنكسر من قبلُ ولن تنكسر اليوم بإذن الواحد الأحد، بل سينكسر على أرضها جبابرة الأرض، الأسود المزيّفون المَهازيل. أما علمتم -يا طغاةُ- ما حصل؟ بين إجرامكم الأول والإجرام الثاني وُلد جيل قرر ووعد: أن يطهّر أرضَ الأحرار من الأسد إلى الأبد، ولو طغى ولو بغى، ولو جمع وحشد.
لقد مضى الزمان الذي كنتم تقتنصون فيه القاصيةَ من غنم القطيع، فلا قاصيةَ بعد اليوم ولا قطيع، بل كتلة من أحرار تراصَّت صفوفهم وتشابكت أياديهم وتعاهدوا أن لا يخذل أحدُهم أحدَهم منذ اليوم. إنكم لا تقاتلون اليوم جسر الشغور كما صنعتم ذات يوم؛ افتحوا عيونكم: ها هم معها العمالقة الأحرار في إدلب وبنّش وسراقب والمعرة وكفرنبل وكفررومة وخان شيخون وتلمنس وحيش ومحمبل وسلقين وسرمين وجرجناز وتفتناز وأرمناز... وكل حر شجاع في هاتيك الأنحاء.
يا نظام الإجرام: أنت لم تعرف -بعدُ- من هم أهل إدلب، من حارم شمالاً إلى خان شيخون جنوباً ومن بداما غرباً إلى أبي الظهور شرقاً، لا قرأت تاريخ هذي البقعة من بلادنا ولا عرفت أي رجال هم رجالها وأي نساء هنّ نساؤها، ولو عرفت لوادعت واسترضيت وما حاربت واستعديت، ولما أرسلت إلى جبل الزاوية جيشك وكتائب بغيك وإجرامك.
لقد ارتكبتَ الخطأ الأكبر حين نطحت الجبل يا نظام الإجرام، لَسوف تفنى قرونُك ويبقى الجبل.
14-7-2011
مجاهد مأمون ديرانية
ما هذه البطولة يا نظام الإجرام؟ جيشك استسلم وسلّم قطعة غالية من أرضنا لليهود على رأس خمسة أيام... خمسة أيام لم يصمد جيشك بعدها ساعة، وقرى جبل الزاوية ما زالت صامدة في وجه جيشك ومدافع جيشك ودبابات جيشك وطيّارات جيشك منذ أربعين يوماً!
أربعون يوماً وأنتم تدكّون الجبل وتجتاحون مدنه وقراه، أربعون يوماً وأنتم تغتالون الحياة وتوزّعون إجرامكم بالقسطاس بين البشر والحجر والبقر والشجر: المحاصيلَ تحرّقون، والمواشي تذبّحون، والبيوتَ تهدّمون، والرجالَ تقتّلون، والنساءَ ترمّلون، والأطفالَ تيتّمون، ومن بقي من الأحياء تهجّرون... ولكن الجبل لم يستسلم، لم يركع الجبل. جبل الزاوية لن يركع يا أيها النظام، أرأيت قَطُّ جبلاً ركع لمخلوق؟
وجسر الشغور... ماذا صنعت بجسر الشغور يا نظام الإجرام؟
سمعتُ بجسر الشغور أول ما سمعت منذ واحد وثلاثين عاماً وأنا في آخر سنوات الجامعة، لم أسمع بها من قبلُ ولا عرفتها، فكانت أول معرفتي بها ضحيةً من ضحايا إجرام الطاغية الأول، الأسد الكبير. ثم دارت الأيام وسمعت بها مرة أخرى، ضحيةً من ضحايا إجرام الطاغية الثاني، الأسد الصغير... ولكن ليس اليوم كالأمس!
إنكم -يا طغاة- تأبَون أن تفهموا: لو كانت جسر الشغور قابلة للكسر لكسرها عدوانكم الأول، ولكنها لم تنكسر من قبلُ ولن تنكسر اليوم بإذن الواحد الأحد، بل سينكسر على أرضها جبابرة الأرض، الأسود المزيّفون المَهازيل. أما علمتم -يا طغاةُ- ما حصل؟ بين إجرامكم الأول والإجرام الثاني وُلد جيل قرر ووعد: أن يطهّر أرضَ الأحرار من الأسد إلى الأبد، ولو طغى ولو بغى، ولو جمع وحشد.
لقد مضى الزمان الذي كنتم تقتنصون فيه القاصيةَ من غنم القطيع، فلا قاصيةَ بعد اليوم ولا قطيع، بل كتلة من أحرار تراصَّت صفوفهم وتشابكت أياديهم وتعاهدوا أن لا يخذل أحدُهم أحدَهم منذ اليوم. إنكم لا تقاتلون اليوم جسر الشغور كما صنعتم ذات يوم؛ افتحوا عيونكم: ها هم معها العمالقة الأحرار في إدلب وبنّش وسراقب والمعرة وكفرنبل وكفررومة وخان شيخون وتلمنس وحيش ومحمبل وسلقين وسرمين وجرجناز وتفتناز وأرمناز... وكل حر شجاع في هاتيك الأنحاء.
يا نظام الإجرام: أنت لم تعرف -بعدُ- من هم أهل إدلب، من حارم شمالاً إلى خان شيخون جنوباً ومن بداما غرباً إلى أبي الظهور شرقاً، لا قرأت تاريخ هذي البقعة من بلادنا ولا عرفت أي رجال هم رجالها وأي نساء هنّ نساؤها، ولو عرفت لوادعت واسترضيت وما حاربت واستعديت، ولما أرسلت إلى جبل الزاوية جيشك وكتائب بغيك وإجرامك.
لقد ارتكبتَ الخطأ الأكبر حين نطحت الجبل يا نظام الإجرام، لَسوف تفنى قرونُك ويبقى الجبل.