نظم النبي العلاقات بين سكان المدينة، وكتب في ذلك كتاباً أوردته المصادر التاريخية واستهدف هذا الكتاب أو الصحيفة توضيح التزامات جميع الأطراف داخل المدينة، وتحديد الحقوق والواجبات، وقد سميت في المصادر القديمة بالكتاب والصحيفة، وأطلقت الأبحاث الحديثة عليها لفظ (الدستور).
ولقد تعرض الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه السيرة النبوية الصحيحة لدراسة طرق ورود الوثيقة، وقال: «ترقى بمجموعها إلى مرتبة الأحاديث الصحيحة»
وبين أن أسلوب الوثيقة ينم عن أصالتها فنصوصها مكونة من كلمات وتعابير كانت مألوفة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قل استعمالها فيما بعد حتى أصبحت معلقة على غير المتعمقين في دراسة تلك الفترة، وليس في هذه الوثيقة نصوص تمدح أو تقدح فرداً أو جماعة، أو تخص أحداً بالإطراء أو الذم؛ لذلك يمكن القول بأنها وثيقة أصلية وغير مزورة ثم إن التشابه الكبير بين أسلوب الوثيقة وأساليب كتب النبي صلى الله عليه وسلم يعطيها توثيقاً آخر. »
وهذه سند الوثيقه وان كان قد رواها ابن اسحاق بغير سند الا ان أبو عبيد قد رواها بسند في كتابه في الأموال قال : حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير وعبد الله بن صالح قالا: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب بهذا الكتاب: " هذا الكتاب من محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين قريش وأهل يثرب ومن تبعهم. فلحق بهم، فحل معهم وجاهد معهم. أنهم أمة واحدة دون الناس-وإن ذمة الله واحده يجير عليهم أدناهم ،إنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم وإن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا وإن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن وإنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول وإن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا ولا يؤويه وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف
وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس وإن المؤمنين لا يتركون مُفْرَحا بينهم أن يعطوه بالمعروف من فداء أو عقل، أن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه. و إنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم و إنه من خرج آمن و من قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو أثم و إن الله جار لمن بر و اتقى ]
كذا أورده ابن إسحاق بنحوه و قد تكلم عليه أبو عبيدة القاسم بن سلام رحمه الله في كتاب الغريب و غيره بما يطول (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة) د محمد حميد الله ، ص 57-
-وأخرج -بنحوه- البيهقي في الكبرى 8/106من طريق الحاكم النيسابوري فأسنده إلى محمد بن إسحاق قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : حدثنا أبو العباس ،محمد بن يعقوب. قال :حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال :حدنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال :حدثني عثمان بن محمد بن عثمان بن الأخنس بن شريق قال: أخذت من آل عمر بن الخطاب هذا الكتاب كان مقرونا بكتاب الصدقة الذي كتب عمر للعمال ...".بنحو الحديث. وأخرج - طرفاً منه -البيهقي 8/106 من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف فقال : وروى كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال : كان في كتاب النبي :" إن كل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط من المؤمنين وإن على المؤمنين أن لا يتركوا مفرحا منهم حتى يعطوه في فداء "
وأخرجه ابن أبي خيثمة -كما نقله ابن سيد الناس في عيون الأثر 1/240 من طريق كثير هذا ،فقال : حدثنا احمد بن جناب ابو الوليد ،قال: حدثنا عيسى بن يونس قال:حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن ابيه عن جده :"أن رسول الله r كتب كتابا من المهاجرين والانصار"فذكر بنحوه -أي بنحو الكتاب الذي أورده ابن إسحاق أ.هـ كلام ابن سيد الناس .
وقد اعتبر العام الباحث محمد حميد الله معاهدتنا هذه أول دستور مكتوب في العالمبن. قلت:هذا الحديث متابعاًُ لحديث ابن اسحاق وجاء مختصراً كالروايات الآتية، وإنما ذكره ابن سيد الناس كما قال :"أي بنحو الكتاب الذي أورده ابن إسحاق" ولم يذكر لنا ابن سيد الناس متنه ،وهي المفقود من تأريخ ابن ابي خيثمة ويؤيد هذا أن البيهقي أخرجه مختصراً كما ترى ومما يشهد لأصل الوثيقة،وبعض ألفاظها : ما أخرجه أحمد 1/79 ،والبخاري1/53(111) والنسائي 8/23 ،وابن ماجة (2658)من طرق عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال: قلت: لعلي هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة .قال :قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر".وما أخرجه أحمد 3/321و349-واللفظ له-ومسلم2/1146(507)، والنسائي في الكبرى 4،والصغرى8/52،وأبو يعلى في مسنده 4/160(2228)من طرق عن أبي الزبير عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهyِ يَقُولُ :"كَتَبَ النَّبِيُّ r عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَهُ ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُتَوَالَى مَوْلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ " [ قَالَ رَوْحٌ يُتَوَلَّى] وما أخرجه إبن أبي شيبة في مصنفه ،وأحمد1/276،وأبويعلى4/366 من طرق عن حجاج عن الحكم ،عن مقسم عن ابن عباس قال :" كتب رسول الله كتاباً بين المهاجرين والأنصار: أن لا يغفلوا معاقلهم ، وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين الناس".وما أخرجه أحمد 1/276و2/204 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده(أن النبي كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين المسلمين "
وهكذا فإن أصل الوثيقة ثابت بالحديث الصحيح عند الأئمة :البخاري ومسلم وغيرهما ،وجاءت الروايات مجتزأة مختصرة بمجموعها يثبت أن رسول الله كتب كتاباً بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة ؛أما التفصيلات التي جاءت في رواية ابن إسحاق جاءت أيضاً من طريق الزهري مرسلة ؛وقد صحح الوثيقة -بطولها- د.أكرم ضياء العمري السيرة النبوية الصحيحة 1/275 ،وتبعه :د. جاسم العيساوي في بحثه "الوثيقة النبوية"ص 69 ،وتبعهما أخي الفاضل الشيخ محمد صالح السامرائي في بحثه أثر التخطيط النبوي في بناء المجتمع المدني "ص 179 ،وأخي د.خالد سليمان الفهداوي في بحثه "الفقه السياسي للوثائق النبوية "ص 94 ،ود. الصلابي " السيرة النبوية"1/564. الأساس في السنة 1/407. تخريج وثيقة المدينة المنورةـ[عبد القادر المحمدي]
ولقد تعرض الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه السيرة النبوية الصحيحة لدراسة طرق ورود الوثيقة، وقال: «ترقى بمجموعها إلى مرتبة الأحاديث الصحيحة»
وبين أن أسلوب الوثيقة ينم عن أصالتها فنصوصها مكونة من كلمات وتعابير كانت مألوفة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قل استعمالها فيما بعد حتى أصبحت معلقة على غير المتعمقين في دراسة تلك الفترة، وليس في هذه الوثيقة نصوص تمدح أو تقدح فرداً أو جماعة، أو تخص أحداً بالإطراء أو الذم؛ لذلك يمكن القول بأنها وثيقة أصلية وغير مزورة ثم إن التشابه الكبير بين أسلوب الوثيقة وأساليب كتب النبي صلى الله عليه وسلم يعطيها توثيقاً آخر. »
وهذه سند الوثيقه وان كان قد رواها ابن اسحاق بغير سند الا ان أبو عبيد قد رواها بسند في كتابه في الأموال قال : حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير وعبد الله بن صالح قالا: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب بهذا الكتاب: " هذا الكتاب من محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين قريش وأهل يثرب ومن تبعهم. فلحق بهم، فحل معهم وجاهد معهم. أنهم أمة واحدة دون الناس-وإن ذمة الله واحده يجير عليهم أدناهم ،إنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم وإن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا وإن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن وإنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول وإن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا ولا يؤويه وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف
وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس وإن المؤمنين لا يتركون مُفْرَحا بينهم أن يعطوه بالمعروف من فداء أو عقل، أن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه. و إنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم و إنه من خرج آمن و من قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو أثم و إن الله جار لمن بر و اتقى ]
كذا أورده ابن إسحاق بنحوه و قد تكلم عليه أبو عبيدة القاسم بن سلام رحمه الله في كتاب الغريب و غيره بما يطول (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة) د محمد حميد الله ، ص 57-
-وأخرج -بنحوه- البيهقي في الكبرى 8/106من طريق الحاكم النيسابوري فأسنده إلى محمد بن إسحاق قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : حدثنا أبو العباس ،محمد بن يعقوب. قال :حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال :حدنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال :حدثني عثمان بن محمد بن عثمان بن الأخنس بن شريق قال: أخذت من آل عمر بن الخطاب هذا الكتاب كان مقرونا بكتاب الصدقة الذي كتب عمر للعمال ...".بنحو الحديث. وأخرج - طرفاً منه -البيهقي 8/106 من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف فقال : وروى كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنه قال : كان في كتاب النبي :" إن كل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط من المؤمنين وإن على المؤمنين أن لا يتركوا مفرحا منهم حتى يعطوه في فداء "
وأخرجه ابن أبي خيثمة -كما نقله ابن سيد الناس في عيون الأثر 1/240 من طريق كثير هذا ،فقال : حدثنا احمد بن جناب ابو الوليد ،قال: حدثنا عيسى بن يونس قال:حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن ابيه عن جده :"أن رسول الله r كتب كتابا من المهاجرين والانصار"فذكر بنحوه -أي بنحو الكتاب الذي أورده ابن إسحاق أ.هـ كلام ابن سيد الناس .
وقد اعتبر العام الباحث محمد حميد الله معاهدتنا هذه أول دستور مكتوب في العالمبن. قلت:هذا الحديث متابعاًُ لحديث ابن اسحاق وجاء مختصراً كالروايات الآتية، وإنما ذكره ابن سيد الناس كما قال :"أي بنحو الكتاب الذي أورده ابن إسحاق" ولم يذكر لنا ابن سيد الناس متنه ،وهي المفقود من تأريخ ابن ابي خيثمة ويؤيد هذا أن البيهقي أخرجه مختصراً كما ترى ومما يشهد لأصل الوثيقة،وبعض ألفاظها : ما أخرجه أحمد 1/79 ،والبخاري1/53(111) والنسائي 8/23 ،وابن ماجة (2658)من طرق عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال: قلت: لعلي هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة .قال :قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر".وما أخرجه أحمد 3/321و349-واللفظ له-ومسلم2/1146(507)، والنسائي في الكبرى 4،والصغرى8/52،وأبو يعلى في مسنده 4/160(2228)من طرق عن أبي الزبير عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهyِ يَقُولُ :"كَتَبَ النَّبِيُّ r عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَهُ ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يُتَوَالَى مَوْلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ " [ قَالَ رَوْحٌ يُتَوَلَّى] وما أخرجه إبن أبي شيبة في مصنفه ،وأحمد1/276،وأبويعلى4/366 من طرق عن حجاج عن الحكم ،عن مقسم عن ابن عباس قال :" كتب رسول الله كتاباً بين المهاجرين والأنصار: أن لا يغفلوا معاقلهم ، وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين الناس".وما أخرجه أحمد 1/276و2/204 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده(أن النبي كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين المسلمين "
وهكذا فإن أصل الوثيقة ثابت بالحديث الصحيح عند الأئمة :البخاري ومسلم وغيرهما ،وجاءت الروايات مجتزأة مختصرة بمجموعها يثبت أن رسول الله كتب كتاباً بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة ؛أما التفصيلات التي جاءت في رواية ابن إسحاق جاءت أيضاً من طريق الزهري مرسلة ؛وقد صحح الوثيقة -بطولها- د.أكرم ضياء العمري السيرة النبوية الصحيحة 1/275 ،وتبعه :د. جاسم العيساوي في بحثه "الوثيقة النبوية"ص 69 ،وتبعهما أخي الفاضل الشيخ محمد صالح السامرائي في بحثه أثر التخطيط النبوي في بناء المجتمع المدني "ص 179 ،وأخي د.خالد سليمان الفهداوي في بحثه "الفقه السياسي للوثائق النبوية "ص 94 ،ود. الصلابي " السيرة النبوية"1/564. الأساس في السنة 1/407. تخريج وثيقة المدينة المنورةـ[عبد القادر المحمدي]