الأمنية الأخيرة لشاعر الطاغية
 
شعر : خالد المحاميد
 


الإهداء إلى أدونيس ونزيه أبو عفش شعراء الضلال
 
يا سيدي
ياسيد الصباح والمساء
هذا دمي أرفعه حبرا على ورق
لأنني يا سيدي المعطاء
تعبت من كتابة الرسائل الخرساء
ولم أجد سوى دمي نطق
**
يا سيدي معذرة ....
حاولت كالمعتاد أن أمهد القصيد بالثناء
لكنني يا سيدي اكتشفت في دمي
عصفورة البكاء
تطير في السماء
وتلعن الذين نصبوك
والذين ناصروك
والذين أهدروا  كرامة الوطن
**
معذرة يا سيدي
ما كنت أدري أنها تطير
عشرون عاما في دمي تبكي وما لان الضمير
عشرون عاما
أنشد الشعر المدبج في هوى عينيك
وأصب أنهار المديح على يديك
وأعيد ترتيب المدائح
مرةً
    وثلاثةً
          مئةً
                 وألفا
فلطالما أعطيت نعلك ما يشاء  من الثناء
ومدحت ظلك....وانتصارك تحت أحزمة النساء
حتى السجون مدحتها!!
ومدحت ماضيك الوباء
يا سيدي
كن ما تشاء!
         بطلا ......
             عظيما ......
                     قائدا .....
                        ومظفرا......
حامي العروبة واللواء
كن ما تشاء !
لكن لي من فضلك الباقي رجاء
يا سيدي
الشعب كله يثور
والموت قاب لحظتين
آتيا لابد هذه القصور
مقتحما حصونك التي شيدتها من لغة
حروفها جماجم القتلى وأنات الصدور
يا سيدي
الشعب كله يثور
دعني أموت على يديك
وتموت بعدي
ربما لو نلتقي
سنقيم من صمت المقابر دولة
أبناؤها الموتى
وشعب لا يثور
سأكون شاعرك الغيور
وتكون سيدنا
وكبيرنا
وعظيم مملكة القبور!!!!