شهيد في الذاكرة
==========
الشهيد محمد قاسم عيد المسالمة
ولد عام ١٩٨٠، متزوج، يعمل في تجارة الألمنيوم والزجاج، ناجح جداً في عمله، عشقه للجهاد ورفع كلمة الله يسري مسرى الدم في عروقه، فهو ممن جاهدوا في العراق ضد الأمريكان، وعندنا هبّت نفحاتُ الربيعِ العربي وبدأتِ الثورةُ السوريةُ، بدت شجاعته واضحة جليّة فرأيناه يتحدّث دون إخفاء ملامحه ليقدم شهادته عن المظاهرة الأولى والخليّة الأولى في درعا متأثرا باستشهاد المسؤول عن الخلية علي مسالمة شيخ ثوار درعا وأول من صدح صوته بالتكبير فيها ...
استدعته أسوأ فروع الأمن (فرع المخابرات الجوية) مرات كثيرة تعرض عليه التعاون معها وتخبّئ له تهمة جاهزة وهي التعاون مع الأمريكان!!!...
لكن كيف لمحمد أن يتعاون مع الأمريكان بشأن بلاده وهو من قاتلهم في العراق!
غطى محمد أحداث الثورة بحرفية وشجاعة، بدأ ناشطاً على الانترنت في شبكة شام، ينقل أحداث الثورة وتضحياتها... يمتشق كميرته، يصور ويطلق العنان للصورة حاملة معها هدر حناجر الأحرار وشوقهم المتوقد للحرية... حاملة معها صرخات ملأت السماوات والأرض بصوتها الذاهب إلى أبعد مدى... بمناجاتها ،لخالق الكون... تنقل آلامنا التي هزّت ضمير الوجود وحرّكت كل سمعٍ وكل قلب أنعم الله عليه بنعمة الإحساس، فبدت أفعالهم ترجمة صادقة لأحاسيسهم...
محمد الحوراني فتح حواسه ومشاعره للثورة التي جعلته يولد من جديد، استطاع خلال فترة قصيرة عبور المسافة الفاصلة بين الثائر صاحب القضية والصحفي المهني، سافر إلى عمان ليتلقى دورة إعلامية وصار بعدها مراسل قناة الجزيرة، عندما تعاون مع القناة لم يكن لدية طلبات شخصية أو مالية، كان مثالا للنزاهة والإخلاص، يرفض أخذ أي مكافأة وآخر مكافأة صرفت له تبرع بها للجرحى السورين...
يصور الحدث ببراعة وإتقان يفوق الحرفين، ينقل من قلب الحدث معرضاً نفسه للموت مرات ومرات... همه أن يوثق لنا بالصوت والصورة ما يحدث بعفوية وبصدق في الوقت الذي أقفل النظام فيه كل وسائل الإعلام ومنعها من دخول الحدث لترى بأم عينها الظلم والقهر... كي يفبرك وينسج الأكاذيب كما يشاء... لكن بوجود محمد مسالمة وأمثاله من الأحرار فشل الطاغية في تعتيم الحدث... فجيل الثورة لا يهاب الموت... ولن يسكت حتى لو طال الطريق وصعب المسير...
الحوراني الصادق رغم عذابه على فراقه لأهله .. وقهره على استشهاد أخته لكنه رفض الخروج وقال : إذا غادرت أنا.... فمن سيبقى ..!؟!
والآن رحل محمد وإلى الجنان ارتقى ... رحل وترك لنا الكمرة التي حملها شهيدان ، كانت للشهيد أحمد مسالمة من قبله و وثقت رحيل محبين ودمار ديار ....
رحل محمد و وجهه كوجه الشمس يشع نورا لأنه هو من أنار لنا بشجاعته الحقيقة وجعلها نابضة حية متنقلة ...
تقبلك الله شهيد وأسكنك الفردوس الأعلى
==========
الشهيد محمد قاسم عيد المسالمة
ولد عام ١٩٨٠، متزوج، يعمل في تجارة الألمنيوم والزجاج، ناجح جداً في عمله، عشقه للجهاد ورفع كلمة الله يسري مسرى الدم في عروقه، فهو ممن جاهدوا في العراق ضد الأمريكان، وعندنا هبّت نفحاتُ الربيعِ العربي وبدأتِ الثورةُ السوريةُ، بدت شجاعته واضحة جليّة فرأيناه يتحدّث دون إخفاء ملامحه ليقدم شهادته عن المظاهرة الأولى والخليّة الأولى في درعا متأثرا باستشهاد المسؤول عن الخلية علي مسالمة شيخ ثوار درعا وأول من صدح صوته بالتكبير فيها ...
استدعته أسوأ فروع الأمن (فرع المخابرات الجوية) مرات كثيرة تعرض عليه التعاون معها وتخبّئ له تهمة جاهزة وهي التعاون مع الأمريكان!!!...
لكن كيف لمحمد أن يتعاون مع الأمريكان بشأن بلاده وهو من قاتلهم في العراق!
غطى محمد أحداث الثورة بحرفية وشجاعة، بدأ ناشطاً على الانترنت في شبكة شام، ينقل أحداث الثورة وتضحياتها... يمتشق كميرته، يصور ويطلق العنان للصورة حاملة معها هدر حناجر الأحرار وشوقهم المتوقد للحرية... حاملة معها صرخات ملأت السماوات والأرض بصوتها الذاهب إلى أبعد مدى... بمناجاتها ،لخالق الكون... تنقل آلامنا التي هزّت ضمير الوجود وحرّكت كل سمعٍ وكل قلب أنعم الله عليه بنعمة الإحساس، فبدت أفعالهم ترجمة صادقة لأحاسيسهم...
محمد الحوراني فتح حواسه ومشاعره للثورة التي جعلته يولد من جديد، استطاع خلال فترة قصيرة عبور المسافة الفاصلة بين الثائر صاحب القضية والصحفي المهني، سافر إلى عمان ليتلقى دورة إعلامية وصار بعدها مراسل قناة الجزيرة، عندما تعاون مع القناة لم يكن لدية طلبات شخصية أو مالية، كان مثالا للنزاهة والإخلاص، يرفض أخذ أي مكافأة وآخر مكافأة صرفت له تبرع بها للجرحى السورين...
يصور الحدث ببراعة وإتقان يفوق الحرفين، ينقل من قلب الحدث معرضاً نفسه للموت مرات ومرات... همه أن يوثق لنا بالصوت والصورة ما يحدث بعفوية وبصدق في الوقت الذي أقفل النظام فيه كل وسائل الإعلام ومنعها من دخول الحدث لترى بأم عينها الظلم والقهر... كي يفبرك وينسج الأكاذيب كما يشاء... لكن بوجود محمد مسالمة وأمثاله من الأحرار فشل الطاغية في تعتيم الحدث... فجيل الثورة لا يهاب الموت... ولن يسكت حتى لو طال الطريق وصعب المسير...
الحوراني الصادق رغم عذابه على فراقه لأهله .. وقهره على استشهاد أخته لكنه رفض الخروج وقال : إذا غادرت أنا.... فمن سيبقى ..!؟!
والآن رحل محمد وإلى الجنان ارتقى ... رحل وترك لنا الكمرة التي حملها شهيدان ، كانت للشهيد أحمد مسالمة من قبله و وثقت رحيل محبين ودمار ديار ....
رحل محمد و وجهه كوجه الشمس يشع نورا لأنه هو من أنار لنا بشجاعته الحقيقة وجعلها نابضة حية متنقلة ...
تقبلك الله شهيد وأسكنك الفردوس الأعلى