بسام جعارة : لا تفاوض على دماء الأطفال وأعراض النساء
بسام جعارة المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوربا كتب بخصوص رفضه الذهاب إلى مؤتمر جنيف2 يقول
أخوتي وأخواتي الكرام . البارحة بعد نشر ما نشرت انهالت رسائل الشتائم والسباب !!! وللعلم أنا لازلت على موقفي الثابت ولم يتغير منذ بداية الثورة ، لم اخفض صوتي بالمطالب المحقة بمطالب شعبنا . حوربت من الجميع ، من وسائل الاعلام ، ومن التكتلات السياسية التي تتبع اجندات خارجية ، ومن النظام ، وتم التشهير بي على الصفحات ، وفي مواقع التواصل الاجتماعي .. قد أكون يوما ما كنت أعمل في احد مؤسسات النظام ، ومن منا قبل الثورة لم يكن يعمل تحت رحمة النظام .؟ فمنذ اربعون عام وهذه العائلة المجرمة تحكمنا ، ولكن من ينكر على من ثار وأوقد شرارة الثورة .؟ أنه ثائر حر بغض النظر عن ما كان يعمل ، قد يكون موظف أو عامل أو فلاح أو عسكري أو حتى عنصر أمن .. فالحرية ليست حكر على أحد ، وهي من حق الجميع ، بغض النظر عن طيفه أو دينه أو عمله أو انتمائه ..
أخوتي قد أقمت في أحد البلدان الغربية من قبل بداية الثورة ، ولم أكن مثل كثيراً ممن يتشدقون اليوم بأنهم يمثلون الشعب السوري بحاجة إلى لجوء أو مال .. ولكن عار علينا أن نتغاضى عن ما يجري لشعبنا من قتل وتشريد . لقد كانت هذه الثورة فرصة لإضاءة طريق المستقبل لأطفالنا ، وستكون أرثاً نكتبه بدمائنا ، وسيذكر التاريخ الثورة السورية كأعظم الثورات في التاريخ على مر العصور ، وستكون شعلة مضيئة ، ستستمر لترسم درب الخلاص لباقي المظلومين والمقهورين في العالم ، بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو الديني ، فالحرية حق لجميع الشعوب ، ومطمح للمظلومين ، وسندعمها أينما كانت . وأخيراً بالنسبة لما تم توجيهه الي من اسئلة سأجب عليها جميعاً ...
فلو أردت أن أكون في الائتلاف لكنت في المقاعد الأولى ، ولو أردت أن أكون في الحكومة الخلبية المشكلة لكنت من أول المرشحين ، ولو أردت أن أكون في الوفد المفاوض في جنيف 2 لكنت ، ولكن لا . لا . لمؤتمر نتائجه معروفة . وأهمها كسب الوقت للقاتل والمجرم ، وسيكون هناك جنيف 3 وجنيف 4 ... والله أعلم . ولننظر ، هل توقف القتل ؟ هل خرج المعتقلون ؟ هل شبع الجوعى ؟ هل عاد المشردون ؟ هل ؟ وهل ؟ وهل ؟ ...
نسمع مرة تلو الأخرة عن مؤتمرات أصدقاء الشعب ، وداعمون الشعب ، واحباء الشعب ، و و و و الخ .. ونسمع جمع المبلغ كذا .. والمبلغ كذا .. وتبرع فلان بالمبلغ كذا .. وتبرعت دولة كذا بالمبلغ كذا .. وجمع اموال واموال وأموال .. ارقام فقط . نسمع أرقام كأرقام شهدائنا ، وأرقام مهجرينا ، وأصبحنا نحصي الأرقام والارقام .. فقد أصبحنا في نظر المجتمع الدولي مجرد أرقام لا اكثر وهذه حقيقة ... والدليل اين ما ينتج عن هذه التبرعات من أموال ؟ ومن تعيل ؟ ومن تساعد ؟ والى من تصل .؟ مع العلم أنه تسرب الكثير عن استلام النظام الكثير من الاغاثة المرسلة للمحتاجين ، عدا عن ما يصله من روسيا وايران .
أخوتي وأخواتي أخيرا سأنهي ما كتبت ، وأقول : من حق أولادنا علينا أن نسير في هذا الطريق الى أن نسلم الراية لهم ، ونكون قد أتممنا ما علينا ، ولكننا نكون قد وضعنا قاعدة لن يضلوا بعدها ، فدماء الأطفال ، وأعراض النساء ، لا يفاوض عليها .. ونحن اصحاب حق ، لن نقعد عن المطالبة به ، حتى لو قتلنا جميعاً ، وإن قتلنا سنطالب بحقنا عند الله عز وجل .
وهذا أخر الكلام كموقف رسمي أعبر عنه (( لا تفاوض على دماء الأطفال وأعراض النساء )) عاشت سوريا حرة أبية والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والنصر لثورتنا إن شاء الله .