شبكة #شام الإخبارية - #قصة_شهيد

الشهيد غسان محمد خالد الكردي

يقول النبي صلى الله عليه و سلم :
(إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)
بهذا الحديث الشريف يمكن اختصار سيرة شهيدنا البطل، فلقد كان محبوباً يحبه الكبير وحتى الصغير لما يمتلكه من أخلاق عالية ورأفة وكرم نفس، وكان محبوباً إذا كان الصدر الحنون والملجأ الآمن لكل أولاد إخوته، فهو الخال و الأخ والصديق والمعلم لهم، عمل بمديرية الشؤون المدنية في محافظة حمص، وكان حكيما متدينا، وحتى زملائه في العمل كانوا يحبونه ويكنون له كل الاحترام لأخلاقه وتعامله الرائع معهم.
كان يتمنى أن يكون أباً ليسمع كلمة (بابا) من ابنه، وبالفعل تزوج وأنجبت له زوجته طفلاً جميلاً كوجه القمر، وكان ينتظر تلك الكلمة الجميلة من ابنه، لكن الثورة اندلعت قبل ذلك، والجيش السوري النظامي بدأ بقصف المنطقة وكانت القذائف تسقط بشكل كثيف على المنطقة بدون تمييز، وعندما رأى حال الأطفال والأهالي لم يتحمل أن يبقى مكتف الأيدي، فعمل على مساعدتهم بالخروج من المنطقة لأنه كان يعرف الطرق بشكل جيد وخبرها وخبر تفاصيلها، فأخرج العديد من العائلات وساعدهم في الوصول إلى الجانب الآمن والنجاة من نيران القذائف التي لا تفرق بين حجر وشجر، وعندما أراد الخروج هو أيضا مع عائلته من المنطقة، اخرج زوجته و طفله من المنزل ثم عاد ليأخذ بعض الحاجيات، فجاءته قذيفة من قوات الغدر استقرت أمام المنزل لتعلن انتقاله للجنة بإذن الله.
استشهد غسان عن 37 عاما، كانت كافية لزرع المحبة والألفة في قلوب كل من عرفه، وليؤدي رسالته على اكمل وجه، استشهد ولم يسمع كلمة (بابا) من ملاكه الصغير ، لكنه في الجنان بإذن الله سيسمع ألف كلمة تثلج صدره و تزيل همه، وبإذن الله سيكون له في الجنان من يؤنسه ويصبره على الفراق.

أما طفله الصغير , فلم يقض مع أبيه سوى ستة أشهر، ولكنه كانت كافية لتزرع فيه من أخلاق أبيه ما سيجعله يوماً من الأيام محبوبا كأبيه وسيكمل مسيرة أبيه إن شاء الله
صورة للملاك الصغير بلال ابن الشهيد البطل - عندما أنظر في عينيك وفي عيني أبيك اعرف كم أنك فقدت شيئا غالي جداً لا يمكن تعويضه، و ادرك حجم المشكلة، لكنه قضاء الله


قصة_الشهيد غسان محمد خالد الكردي 1530437_690122881038289_446784347_n