الشهيد صفوان مشارقة

بيّن المنبر والجنّة باب لا قفل له ولا مفتاح

قد تكفيك تكبيرة إحرام واحدة .. أو نيّة بالتكبير حتى ..! لترتقي بأمان إلى وجنتيها .. فتقبّل الجمال وتكتسي بالخلود منزلاً

نعم .. في موطني لا شيء مستحيل

فالأرواح الطاهرة بنفوسها السليمة لم تعد تخشى إلا أن تفوتها الركعات .. التي لعلّها نادت

شهيدنا باللقاء الأخير مستعجلةً أن" ودّعني يا أبا أحمد .. واذهب بي إلى الجنة .. خذني وخذ من عتبات حمص غباراً ليبني بالجنة منبراً كهذا فلا تفرقنا السماء " ..!

يقال بأن السماء في تلك الجمعة اكتظت بالغيوم .. وإني أحسبها تبارك للجنان بخطيب جمعتها

الجديد

أيا جنّة تطلبين الكمال ..هنيئاً لكِ بالشهيد الجميل .!

الشهيد الشيخ محمد صفوان عبدالحكيم مشارقة (أبو أحمد) من مواليد حي الخالدية في حمص بتاريخ 15/10/1964، بدأت حياة أبا أحمد بالتبلوّر بعد إنهائه للخدمة العسكرية حين اعتنق الذهاب إلى مسجد خالد بن الوليد ليحضر دروسآ عند الشيخ محمود جنيد (رحمه الله) فتتلمذ على يده، وكان يحضر دروسآ عند الشيخ احمد كعكة والشيخ اسماعيل المجذوب وغيّرهم من أولي المعارف الدينية والفقه الإسلاميّ السليم

كانت أول خطواته الحقيقية حين تسلّم الإمامة في جامع النور لفترة قصيرة، حتى انتقل في عام 1991 إلى مسجد الغفران بعد نصيحة من شيخه الشيخ محمود وبقي يصلي ويخطب في هذا المسجد حتى أول يوم من حصار حمص؛ خرج يومها إلى حي الوعر وكان يتنقل بين جامع وآخر، وخطب في بعضها، إلى أن توفاه الله على ماكان عليه في الدنيا على منبر جامع العمري ( الرئيس سابقاً.. وسمّي بالعمري تضامناً مع احداث العمري بدرعا)

عمل في مكتب له بمجالات عدّة ولكنها لم تخلو من تقديم المشورات وحل المشاكل الشرعية وغيرها، كما أنه كان يقوم بجمع فوج من الناس كل سنة والذهاب بهم لأداء مناسك الحج، وبذلك أكرمه الله بأن أدى هذه الفريضة 19 مرة بالإضافة إلى أدائه العمرة مرات عدة.

له ولدان أحمد وعبدالله، وقد وصف أحمد دور والده التربوي الذي أسسهم منذ الصغر على حفظ القرآن الكريم والإلمام بأمور الدين الحنيف كما أجاز بالحديث عن دور والده في الثورة الذي كان كثير الكتمان، لعلّ أبا أحمد آثر ذلك طمعاً بقبولها من الله ..

قلّة قليلة هم من عرفوا دور الشيخ صفوان رحمه الله خلال الثورة..! لم يكن ذلك تقصيراً منه بل لسياسة يتّبعها تشمل مبادرات سياسية مع أعضاء في الدولة لصالح مدينته حمص وأهلها الذي هو منهم، إذ كان يعمل جاهداً ليساهم بإطلاق سراح المعتقلين من الأفرع الأمنية، كما شارك بتنسيق مبادلات لمخطوفين ومخطوفات منهن فتيات خطفن في حي العباسية في السنة الأولى للثورة ...

حضر عدداً من الاجتماعات عند الطاغية لعنة الله عليه، وكانت تصله تهديدات بضرورة التزامه بالنصوص التي زوّده النظام بها عند إمامته بالمصلين وأهل الحي في خطبة الجمعة، وكان يلقى من أهالي حي الخالدية تفهماً لدوره وللضغوط القائمة عليّه

وأتى ذلك اليوم الذي نالت به روح شيخنا الشهيد من عطر الجنة ماترضى، فكان استشهاده وهو قائم يخطب بالناس يوم الجمعة بتاريخ 20/12/2013 نتيجة القصف الغاشم على المسجد العمري بحمص..

من لاحظ ثباته بالدعاء حينها وحده من سيعلم كم بلغت نفسه من الزهد والإيمان..

ومن دقق باستعجاله بالصلاة لا الهروب عند ازدياد القصف سيعلم شوقه لسجدة وشوق السجدة لجبينه الطاهر..

شيخنا الجليل جاهد في سبيل الله، ونحسب سلاحه كلمة حق، وتكبيرة إحرام أخيرة، لربما نطقها على عتبات الجنة ..!

تلك التي سارعت لاستقباله فكان تشييعه كما لم أشاهد قط، موكب بسيط يجري سريعاً كأن شيخنا كان على موعد قريب هناك مع أصحابه ..

فهنيئاً له ولأهله بنعيم الجنة .. فإنا نحسبه شهيداً جميلاً

ستبكي عليّه منابر الجمعة حتى النصر




قصص شهداء الثورة السورية | syrian-martyrs.com




قصة الشهيد الشيخ محمد صفوان عبدالحكيم مشارقة (أبو أحمد)  1538938_688607014523209_301708215_n