الشهيد عبدالباسط عدنان أبوصلاح
حين يشتد الخطب وتشتعل الأرض ناراً.. وتعلو الصرخات في سماء حمص..
تجدهم دائماً هناك.. الطيبون أبناء الكرامة الذين وهبوا حياتهم لحماية أبناء الوطن الذي يسحق تحت عجلات الظلم ...
كلما سمع صوت القصف كان عبد الباسط المكنى بأبي محمود، يشمر عن ساعديه و يقول بلهجته الحمصيه: بلش الشغل، فيذهب لإسعاف الجرحى ولنقل المصابين متحدياً القصف بهمة عالية لا تعرف الخوف ... ولد الكرماوي الحمصي عام 1959 في مدينة حمص ...
وحمص شقيقة حماة وجارتها .. خرجت كباقي المدن السورية في الذكرى الثلاثون لمجزرة حماة في جمعة سميت: عذراً حماة 3/2/2012 ... خرج أبناء كل أحياء حمص وريفها في تظاهرات حاشدة ضد النظام .. حتى حان وقت دفع الثمن لكلمة الحق التي رفعت عالياً وهتفت بها الحناجر ذاك اليوم .. جاء الرد بقصف عنيف ووحشي تفاجأ به أهالي حي الخالدية ... كانت القذائف تطلق بكثافة من فرع المخابرات الجوية في حمص .. ركب عبد الباسط دراجته الهوائية وتوجه لإسعاف الجرحى عند سقوط أول قذيفة قرب حديقة الأحرار في حي الخالدية .. لحظات ثم سقطت قذيفة أخرى أنهت حياته برفقة ابن أخيه زياد وابن عمته سامي فاختلط دمه بدم من ذهب لإنقاذه .. في حين بقيت دراجته التي أتى بها مستندةً إلى ساعة الحرية الشامخة وسط الحي.
تلك الليلة كانت من أكثر الليالي دموية في تاريخ حمص .. استشهد العديد من الشبان العاملين في الإغاثة والإسعاف والناشطين الإعلاميين والأطفال والنساء حيث دمرت أكثر من 36 بناية سكنية بشكل كامل بقاطنيها وسويت بالأرض .... وتكدست المشافي والمساجد بالجثث الملقاة على الأرض .. استهدفت سيارات الإسعاف بزخات الرصاص الحي حتى بلغت حصيلة شهداء مجزرة الخالدية بحلول يوم الجمعة 7/2/2013 إلى 775 شهيداً قتل على يد النظام.
استشهد عبد الباسط تاركاً أربعة ابناء أكبرهم في الثانية عشرة من عمره ....
كتب شقيقه بعد استشهاده هذه الكلمات:
"" جلستُ وعواصفُ الدمع تغتالُ ابتسامتي التي فقدتها لرحيلِ أحبةٍ عني، فأخي عبدالباسط قد ارتقى شهيداً وهو توأم الروح، لم يمض أكثر من أسبوعٍ على رحيله، حتى وصلتني في غربتي حقيبةٌ والمرسل أخي أبومحمود! تطايرتِ اللحظاتُ وتاهتِ الكلماتُ في سراديبِ الصمتِ وزفراتِ الأتراح .. فتحتها فعبَقَ المسكُ والعودُ في أنفاسي .. وتعطّرَ بيتي بريحٍ لم أعرفها قبلاً .. يالله! و كأنها قطعةٌ من الجنةِ، هي هدايا لأولادي كان قد اشتراها عمهم أبومحمود قبل استشهاده بيومين ولم يخبرني.. ولم أدر إلا عندما وصلتني وكأنهُ يقولُ لي.. أبنائي أمانةٌ فلا تتركهم..""
كانت هذه الهدايا التي وصلت بعد وفاته بأسبوع.. إضافة لدراجته الهوائية التي وجدت قرب نصب ساعة الحي الشهيرة... تحكي باختصار قصة إنسان مر من هنا.. أوقف دراجته ... ترجل عنها وتأهب لينقذ الجرحى.. واستشهد بصمت.. هذا ما يحدث في سوريا كل يوم !!!
قصص شهداء الثورة السورية | syrian-martyrs.com
حين يشتد الخطب وتشتعل الأرض ناراً.. وتعلو الصرخات في سماء حمص..
تجدهم دائماً هناك.. الطيبون أبناء الكرامة الذين وهبوا حياتهم لحماية أبناء الوطن الذي يسحق تحت عجلات الظلم ...
كلما سمع صوت القصف كان عبد الباسط المكنى بأبي محمود، يشمر عن ساعديه و يقول بلهجته الحمصيه: بلش الشغل، فيذهب لإسعاف الجرحى ولنقل المصابين متحدياً القصف بهمة عالية لا تعرف الخوف ... ولد الكرماوي الحمصي عام 1959 في مدينة حمص ...
وحمص شقيقة حماة وجارتها .. خرجت كباقي المدن السورية في الذكرى الثلاثون لمجزرة حماة في جمعة سميت: عذراً حماة 3/2/2012 ... خرج أبناء كل أحياء حمص وريفها في تظاهرات حاشدة ضد النظام .. حتى حان وقت دفع الثمن لكلمة الحق التي رفعت عالياً وهتفت بها الحناجر ذاك اليوم .. جاء الرد بقصف عنيف ووحشي تفاجأ به أهالي حي الخالدية ... كانت القذائف تطلق بكثافة من فرع المخابرات الجوية في حمص .. ركب عبد الباسط دراجته الهوائية وتوجه لإسعاف الجرحى عند سقوط أول قذيفة قرب حديقة الأحرار في حي الخالدية .. لحظات ثم سقطت قذيفة أخرى أنهت حياته برفقة ابن أخيه زياد وابن عمته سامي فاختلط دمه بدم من ذهب لإنقاذه .. في حين بقيت دراجته التي أتى بها مستندةً إلى ساعة الحرية الشامخة وسط الحي.
تلك الليلة كانت من أكثر الليالي دموية في تاريخ حمص .. استشهد العديد من الشبان العاملين في الإغاثة والإسعاف والناشطين الإعلاميين والأطفال والنساء حيث دمرت أكثر من 36 بناية سكنية بشكل كامل بقاطنيها وسويت بالأرض .... وتكدست المشافي والمساجد بالجثث الملقاة على الأرض .. استهدفت سيارات الإسعاف بزخات الرصاص الحي حتى بلغت حصيلة شهداء مجزرة الخالدية بحلول يوم الجمعة 7/2/2013 إلى 775 شهيداً قتل على يد النظام.
استشهد عبد الباسط تاركاً أربعة ابناء أكبرهم في الثانية عشرة من عمره ....
كتب شقيقه بعد استشهاده هذه الكلمات:
"" جلستُ وعواصفُ الدمع تغتالُ ابتسامتي التي فقدتها لرحيلِ أحبةٍ عني، فأخي عبدالباسط قد ارتقى شهيداً وهو توأم الروح، لم يمض أكثر من أسبوعٍ على رحيله، حتى وصلتني في غربتي حقيبةٌ والمرسل أخي أبومحمود! تطايرتِ اللحظاتُ وتاهتِ الكلماتُ في سراديبِ الصمتِ وزفراتِ الأتراح .. فتحتها فعبَقَ المسكُ والعودُ في أنفاسي .. وتعطّرَ بيتي بريحٍ لم أعرفها قبلاً .. يالله! و كأنها قطعةٌ من الجنةِ، هي هدايا لأولادي كان قد اشتراها عمهم أبومحمود قبل استشهاده بيومين ولم يخبرني.. ولم أدر إلا عندما وصلتني وكأنهُ يقولُ لي.. أبنائي أمانةٌ فلا تتركهم..""
كانت هذه الهدايا التي وصلت بعد وفاته بأسبوع.. إضافة لدراجته الهوائية التي وجدت قرب نصب ساعة الحي الشهيرة... تحكي باختصار قصة إنسان مر من هنا.. أوقف دراجته ... ترجل عنها وتأهب لينقذ الجرحى.. واستشهد بصمت.. هذا ما يحدث في سوريا كل يوم !!!
قصص شهداء الثورة السورية | syrian-martyrs.com