فتوى الشيخ ياسين العجلوني الأردني تخرجه من الدين والشرف والمروءة :
بقلم : أبو ياسر السوري
تعريف بهذا الشيخ وفتياه :
الشيخ ياسين العجلوني . سلفي أردني ، له لحية بطول (40) سنتي متر ، أي اقل من نصف متر بقليل .. وعرضها قريب من ذلك . وهو في الأربعينات من عمره ..
مضمون فتواه : [ يفتي هذا الشيخ الجاهل بجواز أن تتخلى المرأة السورية المسلمة عن حريتها ، وتتنازل عنها لمن شاءت من الرجال ، ويلقنها أن تقول له ملكتك نفسي ، ورضيت أن أكون أمة من جواريك ، بمبلغ وقدره كذا .. ويقول لها هو : اشتريتك بهذا المبلغ .. وبناء على ذلك تتحول إلى أمة رقيقة ، وتصبح ملكا لسيدها الذي دفع ثمنها ، ويكون له الحق بعد ذلك في أن يتسرى بها ، وأن يضاجعها ، وأن يحتفظ بها أو يبيعها لغيره إن شاء. ويزعم الشيخ العجلوني أنه لا حرج أن يعاشر الرجلُ الواحدُ آلافَ الإماء بملك اليمين، وله الحق في مضاجعتهن جميعا من غير تقييد بعدد .. ] انتهى مضمون الفتوى .
لمحة عن الأسرى وأحكام الرق في الإسلام :
لم يكن الرق أمرا مستحدثا في الإسلام ، وإنما كان عرفا بشريا قديما بين المتحاربين قبل ظهور الإسلام بآلاف السنين. فمنذ قديم الزمن والشعوب المتنازعة ، والممالك المتحاربة ، يقع فيما بينها أسرى ، فيتصرف بهم أعداؤهم كما يشاؤون ، فإما أن يقتلوهم ، وإما أن يقبلوا منهم الفداء ، وإما أن يسترقوهم ويحولوهم إلى عبيد وجواري ، يباعون كما تباع السائمة والمتاع ..
فلما جاء الإسلام ، وأنزل الله خاتم كتبه على خاتم رسله ، وأذن للمسلمين بالقتال ، وكانت موقعة بدر ، التي أسر المسلمون فيها سبعين رجلا من صناديد قريش .. لما كان ذلك ، كان لا بد من بيان أحكام هؤلاء الأسرى في هذا الدين الجديد . فنزل القرآن بإباحة أن يعامل المسلمون أعداءهم بالمثل ، فيضربوا عليهم الرق إن شاؤوا ، أو يمنوا عليهم بدون مقابل ، أو يطلقوهم في مقابل فداء يأخذونه منهم ، أو يقتلوهم ...
وهكذا نعلم أن ضرب الرق لم يكن سابقة اخترعها الإسلام .. وإنما هو عرف دولي سابق ، كان يتعامل به المتحاربون .. فأباحه الله للمسلمين ، عملا بمبدأ العدالة ، وهو أن تعامل خصمك بالمنطق والعرف الذي يعاملك عل أساسه ..
ولكن الإسلام الذي هو دين الفطرة ، ما كان ليرضى استرقاق البشر ، وما كان ليشرعه ابتداء ، لأن الرق سلب للحرية ، وامتهان للكرامة التي امتن الله بها على بني آدم .. ولهذا لم يأذن به الإسلام إلا مسايرة للعرف السائد من جهة ، وعقوبة للكافر الذي رفض أن يكون عبدا لخالقه ، فعوقب بأن صيره الله عبدا للمخلوقين ، وأوقعه في أغلال الأسر ، ليعيش بعد ذلك مجردا من حريته وكرامته ، ويباع ويشرى كما تباع وتمتهن البهائم العجماوات ..
ثم تفضل الله على الأرقاء ، فندبهم إلى الإسلام ، فمن استجاب منهم واعتنق الإسلام ، كان عتقه محبوبا إلى الله .. لذلك فتح الله نوافذ عديدة لتحرير الأرقاء الذين اعتنقوا الإسلام بعد الأسر .. فجعل عتق رقابهم إحدى صور كفارة اليمين .. وإحدى صور كفارة الظهار من الزوجات .. وإحدى صور كفارة القتل الخطأ .. وإحدى صور كفارة الفطر في نهار رمضان .. بل وندب الإسلام إلى عتق رقاب من أسلم من هؤلاء الأرقاء ، تقربا إلى الله ، قال تعالى ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * ) فندب إلى إنفاق المال في هذه الوجوه ، ومنها تحرير الرقيق إحدى الوسائل المضمونة لاجتياز الصراط بسهولة ، والسلامة من السقوط في نار جهنم يوم القيامة .
الناس يولدون أحرارا :
ومما أجمع عليه فقهاء الأمة سلفا وخلفا ، أن الناس يولدون أحرارا ، لأنهمْ أولادُ آدمَ وحوَّاءَ عليهما السلامُ ، وقد هبطا إلى الأرض حرَّينِ وليسا عبدين لأحد من أهل الأرض ).؟؟ يؤكد هذا المعنى ما جاء في مقاله عمر بن الخطاب لعمرو ابن العاص رضي الله عنهما في قضية القبطي .؟ " يا عمرو : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " وبناء على هذا كانت الحرية هبة من السماء ، فلا يحق لأحد أن يتنازل عنها لغيره ، ولا يحق لغيره أن يسلبها إياه .. مثلها في ذلك كمثل الحياة ، التي كانت منحة من الله ، فحرم الاعتداء عليها ، كما حرم التنازل عنها قال تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله بكم رحيما ) وقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( من قتل نفسه حرمت عليه الجنة ) ...
الحرية كالحياة حق لله وحده :
وحق الحرية يا سادة ، كحق الحياة سواء بسواء . وبناء عليه فليس لأحد أن يتنازل عن حريته وكرامته لأي كان ، ومن فعل ذلك فكأنما قتل نفسه ، وتجاوز حدا من حدود الله تعالى .. ولا نقول بأن الحرية تعدل الحياة اجتهادا ، وإنما فهما من منطوق قوله النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيعتقه ) فلما كان الوالد سببا لوجود ابنه كان حقه عظيما عليه ، ولا يستطيع مكافأة أبيه على ذلك إلا أن يجده عبدا رقيقا ، مسلوب الحرية ، فيشتريه من سيده ، ويحرره من الرق .. ويكون بهذا قد كافأه واحدة بواحدة .. وهذا صريح بأن الحرية تعادل الحياة . وأن وجود الإنسان بدونها مساو لعدمه ...
مناقشة العجلوني في فتياه :
فمن أين جاء هذا الشيخ المدعو " ياسين العجلوني الأردني " بجواز "أن تتنازل المرأة عن حريتها ، وأن يكون لها الحق في بيع نفسها لمن رغب في شرائها ".؟؟ من أين له دعوى أن المرأة شيء محتقر مهان لهذه الدرجة ، وأنها يمكن تداولها بالبيع والشراء في الأسواق تداول الحيوانات العجماوات.؟ أليست النساء شقائق الرجال .؟ أليست المسلمة حرة في الأصل ، ولا يجوز للمسلمين استرقاقها .؟ ألم يقرأ ما قاله علي رضي الله عنه لمن سأله أنأسر من هؤلاء .؟ يعني من جند أهل الشام الذين كانوا مع معاوية يوم صفين .؟ فقال علي رضي الله عنه للسائل : " لا .. فهؤلاء إخواننا بغوا علينا .. لا نأسر منهم أحدا ، ولا نتخذ منهم رقيقا . ولا نتبع هاربهم .. ولا نجهز على جريحهم " .
فمن أين جاء هذا الشيخ العجلوني بهذا الهُراء ، ومن أين له أن يفتي بجواز استرقاق المسلمة ، ويخالف بذلك إجماع المسلمين .؟ ألم يعلم أنه لا يخرج عن إجماع المسلمين إلا ضال مضل ، توعده القرآن بالحرق في النار يوم القيامة .؟ قال تعالى ( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ) .؟ هل طول لحية العجلوني يعطيه الحق في تغيير دين الله بحسب هواه .؟ هل طول لحيته يخوله أن يحل ما حرم الله ؟ أو يفتي بغير ما أنزل الله .؟ كيف يجرؤ هذا الرجل ، فيفتري على دين الله أمرا ما أنزل الله به من سلطان .؟؟ ويدعو إلى إباحية دينية ، ويشجع النساء السوريات على الزنا باسم الإسلام .؟ بل ويشجعهن على التنازل عن كرامتهن وإنسانيتهن ، وهن مسلمات عربيات حرائر .؟
يا عجلوني ، هل أنت عربي حقا .؟ هل أنت مسلم حقا .؟؟ أم أنك يهودي مدسوس على العرب والمسلمين .؟ فإنه لا يملك هذه الجرأة على دين الله إلا يهودي .!! ولا يتكلم بهذه القذارة الخلقية إلا عبري لا عربي .!! فتبا لهذه اللحية التي نبتت على ضلال . وتبا لك على هذه الفتوى التي لا تصلح إلا للحمير أو الخنازير ... وتبا لك على هذه الفرية السيئة التي ترمي بها إسلامنا الحنيف النظيف ... فإن كنت يا هذا من هواة الزنا والبغاء ، فهنالك دور دعارة كثيرة لا تزال مفتحة الأبواب لأمثالك من القذرين ... وإن كنت من هواة الفتوى ، فتذكر قوله صلى الله عليه وسلم " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار " وتدبر إنكار القرآن على من يفترون الكذب على الله ، أعني قوله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ) .؟؟ وإن كنت تريد أن تخالف لتُعرف وتكون لك شهرةٌ في الناس ، فأبشر لقد عُرفت بهذه الفتيا ، كما عرف من بال في الكعبة طلبا للشهرة ، فكان له ما أراد ، واستحق أن يُلعَنَ كلما جرى ذكره على لسان .
لقد برئ منك الإسلام يا هذا ، لكونك تفتري عليه ما ليس منه .. وبرئت منك العروبة لكونك تدعو حرائرها إلى الفاحشة بدون تحرج ولا حياء .. وبرئت منك المروءة لأنك تدعو إلى ما يخالف المروءة والشرف ، بامتهانك حرائر الشام ، وإهانتهن بأقذر الكلام .. فعليك من الله ما تستحق . وأبشرك بأن الله لن يغفل عنك ولا عن أمثالك من أعداء الدين والشرف والفضيلة ، وليفضحنك الله ولو بعد حين .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الخميس ديسمبر 26, 2013 9:10 pm عدل 1 مرات