إلى ثوار حلب: خطة مقترَحة للعمل
مجاهد مأمون ديرانية
المشكلة الكبرى التي يواجهها ثوار حلب الصامدون هي قلة عددهم مقارَنةً بأعداد أعدائهم من الشبّيحة وعناصر الأمن، ولا شك أنهم يملكون قدراً كبيراً من الشجاعة وقوة القلب، لكن الكثرة تغلب الشجاعة، لذلك ينبغي عليهم أن يزيدوا عددهم حتى يساووا عدوهم، ولن يُغلَبوا عندئذ من قِلّة بإذن الله، وحتى ذلك الحين لا بأس في اتخاذ بعض التدابير الاحترازية لتوفير أكبر قدر ممكن من الأمان. الخطة التي أقترحها تنقسم إلى قسمين يمشيان معاً في خطين متوازيين:
(1) خطة التعبئة والتجنيد
أقترح عليكم -إخواني وأبنائي من ثوار حلب- أن تنفذوا خطة بسيطة، نفّذوها بإتقان وعزيمة وسوف تحققون نتيجة مبهرة في الزمن القصير بإذن الله.
تابعت أخبار ثورتكم خلال الأسابيع الأخيرة فوجدت أنكم تخرجون أحياناً في عشرة مواضع أو خمسة عشر موضعاً من مدينة حلب، وربما كان عددكم في المظاهرة الواحدة نصفَ ألف أو ألفاً أو ألفين، فقدّرت أنكم لا تقلّون بالجملة عن عشرة آلاف أو اثني عشر ألفاً. للاحتياط سأفترض أن نصف هذا العدد مستعد لتنفيذ الخطة وقادر عليها، أي أنني سأبدأ بستة آلاف، وأعدكم أن تكونوا مئة ألف خلال شهر بإذن الله، ثم أن يصلّي العيدَ في حلب ربع مليون ثائر إذا نجحتم في تنفيذ هذه الخطة بعون الله تبارك وتعالى، وعندئذ سينفجر في حلب البركان الأكبر بإذن الله.
سوف أطلب من كل واحد منكم أن يرتب أولويات الثورة فيقدّم الاهتمام بالتجنيد والتعبئة على اهتمامه بالتظاهر، لأنه إن خرج اليوم فسوف يكون قليلاً ضعيفاً معرَّضاً للاعتقال، أما لو تضاعف عدد المتظاهرين خمس مرات مثلاً فسوف يقل الخطر عليهم عشرين مرة… فلنركز إذن على مضاعفة العدد.
الهدف المطلوب هو أن يضم الواحدُ منكم واحداً من أصحابه أو أقربائه إلى الثورة في كل أسبوع. معك لإنجاز هذا الهدف ستة أيام، من بداية يوم السبت إلى نهاية يوم الخميس، بحيث تخرج إلى مظاهرة الجمعة أنت وثان معك بعدما كنت تتظاهر في الأسابيع الماضية وحدك. لا بد أنك تعرف عشرات من الشبان، وربما كان بعضهم من المشاركين في الثورة منذ اليوم، لكنك ستجد بالتأكيد كثيرين من المترددين أو الخائفين، فاختر أقربهم وأيسرهم تحريكاً وركز عليه جهودك فلا يأتي يومُ الجمعة إلا وقد صار جاهزاً للخروج، وللتأكيد والتشجيع احرص على أن تترافقا في المظاهرة معاً ولو كان من سكان منطقة بعيدة، فإن الواحد بالواحد أقوى خمسين مرة من الواحد وحدَه.
نظرياً سوف يصبح الستة الآلاف اثني عشر ألفاً بعد أسبوع. بعدها سوف يطلب كل واحد منكم من صاحبه الجديد أن يأتي بصديق لمظاهرات الجمعة الآتية، وهو نفسه سيبحث عن كسب جديد، فلا يمر أسبوع إلا والمجموع قد تضاعف من اثني عشر ألفاً إلى أربعة وعشرين، وفي نهاية الأسبوع الثالث إلى ثمانية وأربعين، وستصبحون نحو مئة ألف بعد شهر.
هذا العرض مبسَّط بالتأكيد، فربما مر أسبوع ولم ينجح أحدكم في تجنيد شخص واحد، ولكن لا تنسوا أن بعض النشطين ينجح الواحد منهم في تجنيد اثنين وأكثر. وربما عانيتم من ظاهرة “التسرّب”، وهي معروفة في العمل الجماعي حيث يتساقط بعض الأفراد أثناء العمل، لكن هذا الخطر بالذات بعيد في ثورة سوريا، لأن استنشاق ريح الحرية يصيب المتظاهر بالإدمان من مرة واحدة، هذا ما ثبت من سيرة كل من تظاهر حتى الآن وهتف بسقوط النظام!
المحصلة التراكمية سوف تؤتي ثمارها إن شاء الله، ولا أستبعد أبداً أن يصل عدد المتظاهرين إلى مئة ألف بعد شهر أو أكثر قليلاً، والانتقال بعد ذلك إلى مئتي ألف وثلاثمئة ألف لن يكون صعباً بإذن الله لأن كرة الثلج تهتم بأمر نفسها متى ما تكونت نواتُها الصلبة وهي تتدحرج من أعلى الجبل!
(2) خطة الحركة والتظاهر
سوف تزيد أعدادكم بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القادمة بإذن الله، بهمّتكم وعزيمتكم وبتوفيق الله، لكنكم لن تتوقفوا عن التظاهر خلال تلك الفترة، ولا بأس ببعض الاقتراحات التي يمكن أن تنفعكم في هذه المرحلة وفيما يأتي بعدها.
(1) الأجهزة الأمنية مذعورة من مظاهرات حلب ولن تتردد في اتّباع أي وسيلة إجرامية للقضاء عليها، ومن أقرب ما يستعينون به لصنع ذلك الاعتقال الجماعي للمشاركين في المظاهرات. وأنتم تتظاهرون وسط بحر من العملاء والمخبرين الذين لا يترددون في الوشاية بكم، فأخفوا هوياتكم بتغطية وجوهكم في أثناء المظاهرات، وأخفوا تحركاتكم بإحاطتها بالكتمان إلا ضمن القلة القليلة من الثقات الخُلَّص من الأقرباء والأصدقاء، على الأقل حتى تتكاثرَ جموعكم وتعبروا مرحلة الخطر.
(2) عصابات النظام تترصد لكم دائماً، ولا سيما بعد صلاة الجمعة، فإذا أردتم الهرب منها فلا بد أن تغيّروا أماكن التظاهر وتتحولوا إلى مناطق وجوامع لم تتظاهروا فيها من قبل، ولكن هذا العمل يشتت المتظاهرين بمقدار ما يشتت الشبيحة والأمن، لأن الذين يريدون المشاركة في المظاهرات يذهبون إلى البؤر الحية، وكثيراً ما يأتون من خارج مناطق التظاهر أصلاً.
إذن لن تستطيعوا تغيير أماكن التظاهر، ليس بسهولة على الأقل، لكنكم تستطيعون تغيير خطوط المظاهرات. سوف تبدؤون مثلاً من أمام مسجد آمنة في سيف الدولة، إذا كان طريقكم المألوف هو الاتجاه إلى الشمال (حيث ستجدون أمامكم حاجزاً من الشبيحة والأمن بانتظاركم بالقرب من شارع الاستقلال مثلاً) فغيروا الاتجاه هذا الأسبوع وتوجهوا إلى الجنوب، وفي الأسبوع القادم ادخلوا في شارع أبي العباس المبرد إلى الشرق، ثم عودوا إلى الشمال في أسبوع ثالث، وهكذا بحيث تربكونهم وتشتتونهم فيضطرون إلى تقسيم جموعهم على كل المحاور والاتجاهات، فحيثما اتجهتم فسوف تجدون أعداداً أقل منهم.
(3) التكتيك الذي تتبعونه غالباً هو التفرق والهرب عندما تصطدمون بعصابات الشبيحة، هذا ما أراه من متابعة مظاهراتكم حتى الآن على الأغلب (مع استثناءات قليلة)، لكن أعدادكم سوف تتزايد خلال الأسابيع القادمة بمتتالية هندسية بإذن الله، ومن ثم فسوف تصبحون عما قريب مساوين لعدد الأعداء في أكثر مناطق التظاهر، فغيّروا أسلوبكم من الانسحاب إلى الهجوم. عندما تقترب المظاهرة من حاجز الشبيحة ويبدؤون بالتلويح بعصيّهم وأسلحتهم سيتوقعون منكم التفرق والهروب، ففاجئوهم بالهجوم باندفاع مفاجئ مع التكبير، وسوف ترونهم هم الفَزِعين الهاربين بإذن الله.
(4) أعداؤكم من شبيحة وعبيد النظام في حلب يتسلحون بالعصي المعدنية والسكاكين، فلماذا تواجهونهم بصدور عارية وأيد خالية من أدوات الدفاع عن النفس؟ الثورة السلمية تقتضي عدم حمل السلاح ولكنها لا تعني الاستسلام للذبح والضرب والاعتقال، لا سيما أنكم لا تواجهون غالباً قوات أمنية نظامية بل عصابات من قطاع الطرق يعملون لحساب النظام. برأيي المتواضع فلا مانع من أن تحملوا عصياً للدفاع عن أنفسكم، ولو على مستوى عصي المكانس… أيّ شيء في أيديكم سيبثّ في قلوبهم الرعب إذا اجتمع مع التكبير والاندفاع باتجاههم، وتذكروا أنهم بالجملة جبناء، إنما يستمدون شجاعتهم المزوَّرة من السلاح الذي يحملون والعدد الكبير الذي به يتجمّعون. وإذا ظفرتم بأحد الشبيحة من عبيد النظام فلا مانع من أن تلقّنوه درساً وتكسروا بعض عظامه، تكسيراً “سلمياً” بالطبع! نعم، التكسير في شرعة السلمية جائز دفاعاً عن النفس، فلا تترددوا في تكسير سوقهم أو أذرعهم إذا وقعوا في أيديكم.
وفّقكم الله يا ثوار حلب الأبطال، وأبدلكم بالقلة كثرة وبالضعف قوة، فلا تُغلَبون من قِلّة ولا من ضعف بإذن الله ناصر المظلومين وقاصم الظالمين. إن موعدكم العيد، ليس العيد ببعيد.
مجاهد مأمون ديرانية
المشكلة الكبرى التي يواجهها ثوار حلب الصامدون هي قلة عددهم مقارَنةً بأعداد أعدائهم من الشبّيحة وعناصر الأمن، ولا شك أنهم يملكون قدراً كبيراً من الشجاعة وقوة القلب، لكن الكثرة تغلب الشجاعة، لذلك ينبغي عليهم أن يزيدوا عددهم حتى يساووا عدوهم، ولن يُغلَبوا عندئذ من قِلّة بإذن الله، وحتى ذلك الحين لا بأس في اتخاذ بعض التدابير الاحترازية لتوفير أكبر قدر ممكن من الأمان. الخطة التي أقترحها تنقسم إلى قسمين يمشيان معاً في خطين متوازيين:
(1) خطة التعبئة والتجنيد
أقترح عليكم -إخواني وأبنائي من ثوار حلب- أن تنفذوا خطة بسيطة، نفّذوها بإتقان وعزيمة وسوف تحققون نتيجة مبهرة في الزمن القصير بإذن الله.
تابعت أخبار ثورتكم خلال الأسابيع الأخيرة فوجدت أنكم تخرجون أحياناً في عشرة مواضع أو خمسة عشر موضعاً من مدينة حلب، وربما كان عددكم في المظاهرة الواحدة نصفَ ألف أو ألفاً أو ألفين، فقدّرت أنكم لا تقلّون بالجملة عن عشرة آلاف أو اثني عشر ألفاً. للاحتياط سأفترض أن نصف هذا العدد مستعد لتنفيذ الخطة وقادر عليها، أي أنني سأبدأ بستة آلاف، وأعدكم أن تكونوا مئة ألف خلال شهر بإذن الله، ثم أن يصلّي العيدَ في حلب ربع مليون ثائر إذا نجحتم في تنفيذ هذه الخطة بعون الله تبارك وتعالى، وعندئذ سينفجر في حلب البركان الأكبر بإذن الله.
سوف أطلب من كل واحد منكم أن يرتب أولويات الثورة فيقدّم الاهتمام بالتجنيد والتعبئة على اهتمامه بالتظاهر، لأنه إن خرج اليوم فسوف يكون قليلاً ضعيفاً معرَّضاً للاعتقال، أما لو تضاعف عدد المتظاهرين خمس مرات مثلاً فسوف يقل الخطر عليهم عشرين مرة… فلنركز إذن على مضاعفة العدد.
الهدف المطلوب هو أن يضم الواحدُ منكم واحداً من أصحابه أو أقربائه إلى الثورة في كل أسبوع. معك لإنجاز هذا الهدف ستة أيام، من بداية يوم السبت إلى نهاية يوم الخميس، بحيث تخرج إلى مظاهرة الجمعة أنت وثان معك بعدما كنت تتظاهر في الأسابيع الماضية وحدك. لا بد أنك تعرف عشرات من الشبان، وربما كان بعضهم من المشاركين في الثورة منذ اليوم، لكنك ستجد بالتأكيد كثيرين من المترددين أو الخائفين، فاختر أقربهم وأيسرهم تحريكاً وركز عليه جهودك فلا يأتي يومُ الجمعة إلا وقد صار جاهزاً للخروج، وللتأكيد والتشجيع احرص على أن تترافقا في المظاهرة معاً ولو كان من سكان منطقة بعيدة، فإن الواحد بالواحد أقوى خمسين مرة من الواحد وحدَه.
نظرياً سوف يصبح الستة الآلاف اثني عشر ألفاً بعد أسبوع. بعدها سوف يطلب كل واحد منكم من صاحبه الجديد أن يأتي بصديق لمظاهرات الجمعة الآتية، وهو نفسه سيبحث عن كسب جديد، فلا يمر أسبوع إلا والمجموع قد تضاعف من اثني عشر ألفاً إلى أربعة وعشرين، وفي نهاية الأسبوع الثالث إلى ثمانية وأربعين، وستصبحون نحو مئة ألف بعد شهر.
هذا العرض مبسَّط بالتأكيد، فربما مر أسبوع ولم ينجح أحدكم في تجنيد شخص واحد، ولكن لا تنسوا أن بعض النشطين ينجح الواحد منهم في تجنيد اثنين وأكثر. وربما عانيتم من ظاهرة “التسرّب”، وهي معروفة في العمل الجماعي حيث يتساقط بعض الأفراد أثناء العمل، لكن هذا الخطر بالذات بعيد في ثورة سوريا، لأن استنشاق ريح الحرية يصيب المتظاهر بالإدمان من مرة واحدة، هذا ما ثبت من سيرة كل من تظاهر حتى الآن وهتف بسقوط النظام!
المحصلة التراكمية سوف تؤتي ثمارها إن شاء الله، ولا أستبعد أبداً أن يصل عدد المتظاهرين إلى مئة ألف بعد شهر أو أكثر قليلاً، والانتقال بعد ذلك إلى مئتي ألف وثلاثمئة ألف لن يكون صعباً بإذن الله لأن كرة الثلج تهتم بأمر نفسها متى ما تكونت نواتُها الصلبة وهي تتدحرج من أعلى الجبل!
(2) خطة الحركة والتظاهر
سوف تزيد أعدادكم بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القادمة بإذن الله، بهمّتكم وعزيمتكم وبتوفيق الله، لكنكم لن تتوقفوا عن التظاهر خلال تلك الفترة، ولا بأس ببعض الاقتراحات التي يمكن أن تنفعكم في هذه المرحلة وفيما يأتي بعدها.
(1) الأجهزة الأمنية مذعورة من مظاهرات حلب ولن تتردد في اتّباع أي وسيلة إجرامية للقضاء عليها، ومن أقرب ما يستعينون به لصنع ذلك الاعتقال الجماعي للمشاركين في المظاهرات. وأنتم تتظاهرون وسط بحر من العملاء والمخبرين الذين لا يترددون في الوشاية بكم، فأخفوا هوياتكم بتغطية وجوهكم في أثناء المظاهرات، وأخفوا تحركاتكم بإحاطتها بالكتمان إلا ضمن القلة القليلة من الثقات الخُلَّص من الأقرباء والأصدقاء، على الأقل حتى تتكاثرَ جموعكم وتعبروا مرحلة الخطر.
(2) عصابات النظام تترصد لكم دائماً، ولا سيما بعد صلاة الجمعة، فإذا أردتم الهرب منها فلا بد أن تغيّروا أماكن التظاهر وتتحولوا إلى مناطق وجوامع لم تتظاهروا فيها من قبل، ولكن هذا العمل يشتت المتظاهرين بمقدار ما يشتت الشبيحة والأمن، لأن الذين يريدون المشاركة في المظاهرات يذهبون إلى البؤر الحية، وكثيراً ما يأتون من خارج مناطق التظاهر أصلاً.
إذن لن تستطيعوا تغيير أماكن التظاهر، ليس بسهولة على الأقل، لكنكم تستطيعون تغيير خطوط المظاهرات. سوف تبدؤون مثلاً من أمام مسجد آمنة في سيف الدولة، إذا كان طريقكم المألوف هو الاتجاه إلى الشمال (حيث ستجدون أمامكم حاجزاً من الشبيحة والأمن بانتظاركم بالقرب من شارع الاستقلال مثلاً) فغيروا الاتجاه هذا الأسبوع وتوجهوا إلى الجنوب، وفي الأسبوع القادم ادخلوا في شارع أبي العباس المبرد إلى الشرق، ثم عودوا إلى الشمال في أسبوع ثالث، وهكذا بحيث تربكونهم وتشتتونهم فيضطرون إلى تقسيم جموعهم على كل المحاور والاتجاهات، فحيثما اتجهتم فسوف تجدون أعداداً أقل منهم.
(3) التكتيك الذي تتبعونه غالباً هو التفرق والهرب عندما تصطدمون بعصابات الشبيحة، هذا ما أراه من متابعة مظاهراتكم حتى الآن على الأغلب (مع استثناءات قليلة)، لكن أعدادكم سوف تتزايد خلال الأسابيع القادمة بمتتالية هندسية بإذن الله، ومن ثم فسوف تصبحون عما قريب مساوين لعدد الأعداء في أكثر مناطق التظاهر، فغيّروا أسلوبكم من الانسحاب إلى الهجوم. عندما تقترب المظاهرة من حاجز الشبيحة ويبدؤون بالتلويح بعصيّهم وأسلحتهم سيتوقعون منكم التفرق والهروب، ففاجئوهم بالهجوم باندفاع مفاجئ مع التكبير، وسوف ترونهم هم الفَزِعين الهاربين بإذن الله.
(4) أعداؤكم من شبيحة وعبيد النظام في حلب يتسلحون بالعصي المعدنية والسكاكين، فلماذا تواجهونهم بصدور عارية وأيد خالية من أدوات الدفاع عن النفس؟ الثورة السلمية تقتضي عدم حمل السلاح ولكنها لا تعني الاستسلام للذبح والضرب والاعتقال، لا سيما أنكم لا تواجهون غالباً قوات أمنية نظامية بل عصابات من قطاع الطرق يعملون لحساب النظام. برأيي المتواضع فلا مانع من أن تحملوا عصياً للدفاع عن أنفسكم، ولو على مستوى عصي المكانس… أيّ شيء في أيديكم سيبثّ في قلوبهم الرعب إذا اجتمع مع التكبير والاندفاع باتجاههم، وتذكروا أنهم بالجملة جبناء، إنما يستمدون شجاعتهم المزوَّرة من السلاح الذي يحملون والعدد الكبير الذي به يتجمّعون. وإذا ظفرتم بأحد الشبيحة من عبيد النظام فلا مانع من أن تلقّنوه درساً وتكسروا بعض عظامه، تكسيراً “سلمياً” بالطبع! نعم، التكسير في شرعة السلمية جائز دفاعاً عن النفس، فلا تترددوا في تكسير سوقهم أو أذرعهم إذا وقعوا في أيديكم.
وفّقكم الله يا ثوار حلب الأبطال، وأبدلكم بالقلة كثرة وبالضعف قوة، فلا تُغلَبون من قِلّة ولا من ضعف بإذن الله ناصر المظلومين وقاصم الظالمين. إن موعدكم العيد، ليس العيد ببعيد.