home الرئيسيةpeople_outline الأعضاء vpn_key دخول


chatالمواضيع الأخيرة
فيفو Vivo V40access_timeأمس في 6:12 pmpersonrahma14
موبي برايس ماركات الموبايلاتaccess_timeأمس في 6:02 pmpersonrahma14
افضل شركة تسليك مجاري بمكةaccess_timeأمس في 5:24 pmpersonrahma14
كهربائي منازل بجدةaccess_timeأمس في 5:11 pmpersonrahma14
افضل شركة مكافحة حشرات الدمامaccess_timeأمس في 4:58 pmpersonrahma14
افضل شركة تسليك مجاري بالخرجaccess_timeأمس في 4:41 pmpersonrahma14
new_releasesأفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
new_releasesأفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
bubble_chartالمتواجدون الآن ؟
ككل هناك 86 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 86 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

مُعاينة اللائحة بأكملها

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 2984 بتاريخ السبت أبريل 14, 2012 8:08 pm

طريقة عرض الأقسام

لونك المفضل

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وسلم
لقد دعت الحاجة الى الولوج في صفحات التاريخ وخصوصاً تاريخ بلاد الشام
لنعرف سبب البلاء الحاصل اليوم وتداعياته
وحرصاً على معرفة ملامح الخيانة وشخوصها وأحزابها والدول التي دعمت وموّلت وخططت وشاركت على استعمار سورية الحبيبة من قبل حثالة من البشر اذا ماذهبت الى جبالهم لن تجد معلم حضاري واحد ..
سأحاول هنا رسم ملامح الخيانة التي أودت بحياة اكثر من مليون ونصف المليون من البشر منذ العشرينات وحتى يومنا هذا .
طبعاً سنخوض في مراحل تاريخية سابقة لنعرف مدى جهل العرب بكافة دياناتهم والمسلمين بطوائفهم بأبطال الخيانة .. فكما للشجاعة والاقدام أبطال للخيانة أبطال على النقيض يتّسمون بالخسة والنذالة والغدر والباطنية الحقيرة
وللحق أقول أنني بحثت في كل الأديان لم اجد الا في الديانة النصيرية والشيعية الاثني عشرية دعوى على الخيانة باسم امام جليل وعائلته وهو علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم
فالنصيرية تعتبره الهاً ولاتعترف بقرآن محمد ولابجنة ولانار وتقدس الخمر ولاتعطي سر الكهنوت الى النساء
والشيعة يعزون جنوحهم الى التقيّة الغادرة بسبب تسلط السنّة عليهم وهذا محض افتراء
ويقولون أن سيدنا علي كرم الله وجهه الشريف وآل بيته محور الدين الشيعي وسبب المغالاة والتطرّف والانطلاق لأخذ الثأر
من المسلمين السنّة وبكل حماقة وعته ينادي سيدهم نصر الله ومراجع عراقيّة وفارسيّة بأنهم يذبحون أطفال ونساء ورجال المسلمون السنّة ( ويطلقون علينا اولاد العامّة كنوع من التحقير )
لأنهم يزيديون ودرءاً لسبي زينب مرة ثانية وآل البيت منه ومن امثاله برءاء
فنحن نعزو كل خلافات الصحابة لاجتهادات منهم وحسابهم عند ربهم وننادي بطي صفحات الماضي
فوجه الله هو الباقي ..وهم يصرّون على أن ينكؤوا الجراح والخوض في الفتنة
ورغم ادعاءهم النصرة لمظلوميّة أهل البيت عليهم السلام هاهم يسومون المسلمين السنّة سوء العذاب والتفنن في ذبحهم
وابادتهم وحاشا أن يأمر سيد شهداء أهل الجنة الحسين وآل بيته الكرام بذلك
ولاننكر أنه هناك مراجع شيعية كرام لايرضون بما آلت اليه الأمور في العراق والشام وايران واليمن
لأنهم علماء فعلاً ولديهم علم بمعناه وفحواه
ويعلمون أن النصيرية كفّار وسوف يغدرون بهم فور الإنتهاء من ركوب سياسييهم ومعمميهم الحمقى
طبعاً القليل من المسلمون الشيعة يكلّفون أنفسهم بقراءة أمهات الكتب لأهل السنّة والجماعة
التي تبجّل وتنهل من علم آل البيت بما يتناسب مع القرآن والسنّة التي ثبتت أصولاً ومتناً وتواتراً
طبعاً لن نخوض في المسألة العقدية كمقارنة بل كتبيان
ولكي نسلّط الضوء عليها لندرك أن الخيانة مزمنة وملامحها ستبقى تلازم هؤلاء القوم ( النصيرية والشيعة )
رغم كل دعوات التقارب والجنوح الى العقل والسلام .
يكفي أن نعلم أنه قبل أن يستتبّ الأمر للنصيريين في حكم سورية ولبنان بتكليف من اسرائيل والدول الغربية كان في دمشق وحدها عشرات من المجلات والصحف المستقلّة التي كانت تعنى بأمور السياسة والأدب ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
جريدة البناء
وجريدة الاستقلال
وجريدة العلم
وجريدة النظام
وجريدة البلد
مجلة كل جديد
مجلة مجمع العلمي العربي
وجريدة القباء
وفي ظل القمع والبطش لم يبقى ولا واحدة
ولكن علينا أن نستحضر قوة الاقتصاد السوري أيضاً قبل اقامة دولة العلويين الثانية ( النصيريين )
وسنذكر فقط أن الليرة السورية انخفضت
عام 1973مثلاً من 4 ليرات ل...لدولار لتصبح 15 ليرة بعد عشر سنوات ثم إلى 37 ل س عام 2000 ثم انهارت إلى 50 ليرة مقابل الدولار بسبب السرقة والسلب والنهب النصيري المستمرمن كافة أفراد الطائفة بلا استثناء ولاننسى قصة وهب الميزانية السورية للمجرم رفعت أسد من قبل أخيه واقتراض ملايين الدولارات من قذافي ليبيا ( شاهد مقابلة وزير خارجية عبد الرحمن شلقم ليبيا لقناة العربية ) في الثمانينات .
الا أننا اخوتي سنعلن أن الطبقة النصيرية الحاكمة تعمدت ابقاء أتباعها من النصيريين متخلّفين وذوي عقلية بهائمية لاستخدامهم فيما بعد للحرب على الاسلام واقفال اي طريق لاندماجهم مع شركاء الوطن مما يؤدّي الى اضمحلال الحقد وذوبان الخزعبلات والقصص الخرافيّة التي سرعان ماتكشّفت للمثقفين النصيريين أنها مجرّد أساطير وقصص اختلقها علماؤهم الذين استغلوا البسطاء منهم حتى أن أحدهم ادعى البابيّة والألوهيّة وكوّن له ديانة تتفرّع من النصيرية وهي المرشدية
كنّا ولازلنا طلاب الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة
والحقيقة ماثلة أمامنا اليوم في اغتصاب نساء المسلمين وتدمير مساجدهم وانتهاك آدميتهم وامتهان كرامتهم ..
في ظل ماسأكتبه لايوجد تجمّل او استحياء ولامواربة ولامداهنة بل مصارحة وتعرية
والله الموفق
أخوكم الشمقمق الدمشقي

دولة العلويين منذ بدء قيامها حتى عام 1936

في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 1918، غادر آخر موظف تركي مدينة اللاذقية، وأقيمت بعدها حكومة من وجهاء المدينة، وانتصبت في دار الحكومة، السرايا، وأعلنت انتمائها لحكومة الشريف فيصل في دمشق. وكان أمراً طبيعياً، حيث أنّ أكثر سكان المدينة من السنّة. لكنّ سلطة هذه الحكومة لم تكن تتعدّى أبواب المدينة... حيث أنّ الفوضى كانت تعمّ المناطق الأخرى بسبب التنازع بين الع...
شائر النصيرية التي كانت تحت تصرّف المقدّمين، أي الطبقة الثانية بعد روؤساء العشائر(1). في التاسع من تشرين ثاني/نوفمبر، دخلت فرقة من الخيّالة الفرنسية وأقالوا الممثلين عن الشريف فيصل وأعلنوا ضمّ هذا الإقليم تحت السيادة الفرنسية(2).

هذه السيطرة لم تكن بتلك السهولة، فكما أسلفنا سابقاً أنّ ثورتين قامتا ضدّ الاحتلال الفرنسي في المنطقة التي سيتشكل على ترابها دولة العلويين، وهما ثورة الدنادشة وثورة الشيخ صالح العلي اللتان أُخمِدتا واحدة تلو الأخرى. وبعد إخمادهما أعلنت دولة الانتداب المحتل المنطقةَ مستقلةً ذاتياً تحت سيطرة الانتداب الفرنسي منذ 31 آب/أغسطس سنة 1920(3).

سيطر الهدوء على المنطقة بشكل عام، حتى خلال فترة الثورة السورية الكبرى التي اندلعت في جبل الدروز عام 1925.
واستمرّ الأمر حتى تمّ انضمام هذه الدويلة للجمهورية السورية عام 1936

(1) Voir, J. WEULERSSE, Le pays des Alaouite.P.118
(2) Cf. Ibid et P.JACQUOT, L’état des Alaouite, p.16.
(3) Voir, M.M.MUSA, op.cit. p.56.

ففي عام 1921 هاجر ما يُقارب من 1000 عائلة علوية نصيرية من قلقيلية(كليكية)، التي تنازلت عنها فرنسا، لتركيا الكمالية، إلى ما أُطلِق عليه اسم دولة العلويين اعتباراً من 12 تموز/ يوليو 1922. وأضافوا لهذه الدويلة المدن الساحلية ذات الأكثرية السنيّة، وهي اللاذقية وجبلة وطرطوس وبانياس ومنطقة تلكلخ، كما أضافوا مدينة ذات أكثرية مسيحية وهي صافيتا، وكذلك بلدة مصياف ذات الأكثرية الاسماعيلية(1)

المستشار السامي الفرنسي، الجنرال فيغاند، أعلن أنّ بلاد النصيرية هذه تترقى إلى مستوى الدولة، وتحمل إسم دولة العلويين، سيكون فيها مجلس تمثيلي مُنتخب لمدة عامين ومن ثمّ لمدة خمسة أعوام، ثلاثة منهم يعيّنهم المستشار السامي الفرنسي، مساحة هذه الدويلة 6,500 كم2، كان عدد سكانها 300 ألف نسمة تقريباً، وكان العلويون النصيريون يشكلون فيها ثلثي عدد السكّان، نسبة المقاعد في المجلس التمثيلي كانت: تسعة من العلويين، ثلاثة من السنّة، اثنان من المسيحين الأرثوزكس، واحد من الإسماعيليين، وممثل واحد عن الروم الأرثوزكس والمارونيين والأرمن. عاصمتها مدينة اللاذقية.(2) وذلك بذات الطريقة التي حصلت للتجميع الذي حصل بتأسيس دولة لبنان الكبير. بحيث أن تكون أكثر الطوائف عدداً هي العلوية في هذه الدويلة كما كانت حالة المارونيين في دويلة لبنان الكبير

خلال أوّل محاولة لجمع شتات الدويلات الخمسة، في شهر حزيران من عام 1922، على شكل الولايات المتحدة الأمريكية، ونعني بذلك: لبنان ودمشق وجبل الدروز وحلب ودولة العلويين، رفض اللبنانيون هذه الفدرالية، وطلبوا من الدولة المنتدبة مجرّد اتفاقية تحت رعايتها، فانسحب العلويون من هذه الفيدرالية في بداية عام 1924 بتشجيع من الإدارة

(1) Cf. J.WEULETSSE ; op.cit. p.120
(2)Cf. op.cit.p.121

الفرنسية (1) ومن ثمّ أصبحت دويلتهم تقاد مباشرة من فرنسا مع الغش والخيانة من قِبل أعضاء المجلس التمثيلي والذي كان منقسما لاتجاهين. الاتجاه الأول إنفصالي عن الاتحاد مع سوريا وكذلك طائفي، كان فيه ثمانية من العلويين النصيريين وإسماعيلي وأحد المسيحيين، والاتجاه الثاني كان وحدوياً فيه أحد العلويين وهو جابر بيك العبّاس، والثلاثة السنّة واثنين من المسيحيين. ولم يحصل الطرف الثاني سوى على مطلب سياسي واحد، كان ذاك عام 1930، وذلك بتغيير اسم دولة العلويين إلى حكومة اللاذقية (2).
بعد أن ساد الهدوء في البلاد، مع نهاية عام 1927، إزاء ثورتي جبل الدروز وغوطة دمشق وريفها، أخذت الأمور منحى سياسياً من أجل وحدة البلاد... فبعد انتخابات شهر نيسان/ أبريل عام 1928، في الدولة السورية التي تشكّلت تحت رايتيّ دولة حلب ودولة دمشق، تمّ التصويت في هذا المجلس وفي الجلسة الأولى على المطالبة بضمّ شمْل البلاد التي فُرِض عليها الانتداب الفرنسي، كلـِّها في دولة واحدة، وقد رفض المستشار السامي الفرنسي هذا المطلب، ومع إصرار الوطنين وتحريضهم للجماهير، فإن المستشار السامي حلّ ذلك المجلس المُنتخب من الشعب عام 1930. ثمّ قامت انتخابات جديدة عام 1932 كانت أغلبيتها من الكتلة الوطنية والتي حملت محمد علي العابد لرئاسة الجمهورية (3).
بتاريخ السابع عشر من شباط/فبراير1933، أُقيم بمدينة حلب اجتماع للكتلة الوطنية، برئاسة هاشم الأتاسي، مؤتمرٌ أفصح فيه جميع الأعضاء الذين تنبثق منهم الحكومة السورية، برفض توقيع أيّة اتفاقية مع السلطة المُنتدَبة على حساب الوحدة الوطنية للبلاد. وكان الداعي لهذا المؤتمر، أنّ المندوب السامي الفرنسي كان قد عرض على عصبة الأمم في جنيف أن يُعطى الاستقلال للجمهورية السورية، على أساس ولايتي دمشق وحلب. وبالنتيجة، تبادل السيد محمد العابد، رئيس الجمهورية، عدة رسائل، مع المستشار السامي الفرنسي، داعما لمطالب الكتلة الوطنية، بينما حاول المستشار السامي المراوغة حول هذه المطالب(4)


(1) Ch. 0’ZOUX,R. Les Etat du Levant sous le mandat français, pp.76-77
(2) Cf. J.WEULERSE, Op.cit.p 121.
(3) Ch. A. RAYMOND, La Syrie d’aujourd’hui, P. 73.
(4) Cf. L’Asie Français, n° Avril. 1933 ; P. 146-47.

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

مع إصرار محمد علي العابد، رئيس الجمهورية السورية، بالمطالبة لضم لواء اللاذقية وإمارة جبل الدروز إلى الجمهورية السورية، وازدياد الإضرابات بالمد الشعبي، ومحاولة الدولة المنتدبة استغلال طلب الجمهورية السورية للانضمام إلى عصبة الأمم، والتي وافقت عليه، ولكن على شرط دخول حكومة اللاذقية وإمارة جبل الدروز بذات الصيغة كدولتين منفصلتين عن سوريا، فكانت هذه الموافقة، التي يمكننا تسميتها بـِ "خسيسة"، رفضت الحكومة السورية وعلى رأسها رئيس الجمهورية الدخول في منظمة عصبة الأمم دون أن يكون لواء اللاذقية جزءاً منها، كما كان يدعوه أتباع الجبهة الوطنية، وكذلك إمارة جبل الدروز تحت لواء الجمهورية السورية. وهكذا فإنّ المستشار السامي الفرنسي دومارتل، عطّل الدستور، وأقال رئيس الجمهورية، وفرض مكانه تاج الدين الحسيني، المقرّب من سلطة الانتداب، لتشكيل وزارة لتسيير الأمور وذلك في شهر آذار/مارس 1934. رفضت الكتلة الوطنية كل المراوغات التي كانت تدور حولها سياسة الانتداب، وكثر أتباعها في جميع أنحاء البلاد، سواء في جبل الدروز أو حكومة اللاذقية. ومع ازدياد المدّ الوطني، وبعد وفاة ابراهيم هنانو، في نهاية عام 1935، بدأت مظاهرات ضخمة في حلب تطالب باتحاد سوريا وإنهاء الاحتلال الفرنسي، وامتدت هذه المظاهرات إلى باقي المحافظات وأسفرت بإضراب الستين يوماً،(1) على غرار ما كانت تقوم به الهند تحت لواء المهاتما غاندي.

كتب الاستاذ علي الطنطاوي، يرحمه الله، عن دمشق: "لا تجد فيها حانوتاً واحداً مفتوحاً، مقفرة أسواقها... فتعطلت تجارة التاجر، وصناعة الصانع، وعاش هذا الشعب على الخبز القفار، وطوى ليله من لم يجد الخبز، ثم لم يرتفع صوت واحد بشكوى، ولم يفكر رجل أو امرأة أو طفل بتذمر أو ضجر، بل كانوا جميعاً من العالِم إلى الجاهل، ومن الكبير إلى الصغير، راضين مبتهجين، يمشون ورؤوسهم مرفوعة وجباههم عالية، ولم نسمع أن (دكاناً) من هذه الدكاكين قد مُسَّ أو تعدى عليه أحد، ولم يُسمَع أن لصاً قد مدَّ يده خلال هذه الأيام إلى مال، وقد كانت الأسواق كلها مطفأة الأنوار ليس عليها حارس ولا خفير..
.
(1)Cf. A.RAYMOND, op-cit.p 73.
الكونت دي مارتل ، والذي كان المفوض السامي الفرنسي آنذاك، قرر إغلاق مكاتب حزب الكتلة الوطنية وقامت القوات الفرنسية بالإعتقالات. فما كان من الكتلة الوطنية إلاّ أن دعت إلى إضراب كبير في البلاد وكان تجاوب الشعب لذلك فعّالاً وكبيراً جداً، فاستمر الإضراب 60 يوماً وتضمّن جميعَ المرافق حتى المدارس والجامعة والأسواق والقضاء والخدمات العامة. وقامت المظاهرات والتي سقط فيها من أبناء الشعب العشرات، واعتقل منهم المئات، وتداعى الشعب العربي والمسلم في كافة الأقطار إلى التعاضد مع الإضراب السوري وحتى الشيوعيون الفرنسيون، فأضرب طلاب الأزهر في مصر، وأرسلوا بعد إعلانهم الاضراب برقية احتجاج إلى عصبة الأمم تأييداً لسوريا، وبعثوا كذلك إلى الرئيس هاشم الأتاسي ببرقية قائلين: "نحيي فيكم الشجاعة الباسلة، ونشاطركم في جهادكم، فللشهداء الرحمة، وللزعماء التحية، وللشباب الإعجاب والتقدير"، وأرسل أعضاء مجلس الشيوخ العراقي ومجلس النواب مذكرات احتجاج إلى عصبة الأمم، يؤيدون فيها الإضراب السوري، وزار وفدٌ من مجلس الشيوخ العراقيين دار المفوضية الفرنسية ليسجلوا احتجاجهم، وأضربت المدن اللبنانية تضامناً مع سوريا وأُرسلت برقيات احتجاج إلى عصبة الأمم باسم مدن بيروت وطرابلس وصيدا وصور وجبيل وغيرها، وأضربت انطاكية، ودعا الحزب العربي الفلسطيني في القدس بالاضراب تأييداً للسوريين، وراحت البرقيات تنهال على الأتاسي من زعماء العالم العربي تعلن دعمها، ومن هؤلاء مصطفى باشا النحاس، رئيس الوزراء في مصر الذي قال في برقيته إلى الأتاسي: "أدمَت قلوبَنا حوادثُ سوريا، فأبعثُ إليكم وإلى القطر الشقيق باسم مصرَ، خيرَ ما تكنه نفوسُنا من عطفٍ على ما أصابكم في محنتكم وإعجابٍ بوطنيتكم واسترحامٍ لشهدائكم، وأرجو من الله أن يكلل جهودكم بالفوز والفلاح".
وأصدر زعيم الكتلة الوطنية هاشم الأتاسي في 9 شباط/فبراير بياناً باسم الكتلة يحمّل الفرنسيين وانتدابهم مسؤولية أعمالهم ودعا إلى التمسك بالمطالب الوطنية والوحدة والاستقلال. وبدا واضحاً أن القمع والعنف الذي مارسه الفرنسيون لم يأت إلا بالنتائج السلبية عليهم ولم يضعف من همة الوطنيين وزعماء البلاد، بذلك أُرغم الفرنسيون على إجراء المفاوضات تجاوباً مع التأييد العظيم الذي لقيته الكتلة الوطنية وزعيمها....

وفي أوائل شهر شباط/فبراير عام 1936 تفاوض المستشار السامي الفرنسي مع الرئيس الأتاسي وأخبره عن عزم الحكومة الفرنسية على استقبال وفد سوري للمساومة على معاهدة بين البلدين، فألقت الكتلة الوطنية في 28 شباط من ذلك العام بياناً في الإذاعة باسم رئيسها معلنة رغبتها بقبول العرض الفرنسي، تحت شعار "خذْ وطالب"، بالمفاوضة على معاهدة تضمن حقوق واستقلال ووحدة البلاد السورية على غرار معاهدة العراق مع بريطانيا. ثم قام الزعيم الأتاسي، ومعه قادة الكتلة وأعيان دمشق، وبحضور الملأ من الجماهير، بقص شريط الحرير الأخضر على باب سوق الحميدية، معلناً نهاية الإضراب الذي كانت قد دعت إليه الكتلة، وعادت الحياة إلى متاجر وأسواق المدن االسورية.

وفي الأول من آذار /مارس عام 1936 اجتمعت الكتلة في مقر المفوضية الفرنسية وحصل اتفاق بينها وبين المفوض الفرنسي والحكومة السورية على تشكيل وفدٍ يرأسه هاشم الأتاسي ويتألف من فارس الخوري وسعدالله الجابري وجميل مردم بيك مندوبين عن الوطنين، وإدمون الحمصي والأمير مصطفى الشهابي ممثلين للحكومة، ونعيم الأنطاكي سكرتيراً للوفد ومستشاراً حقوقياً، وادمون ربّاط أميناً للسر، وأحمد اللحام خبيراً عسكرياً.

في الرابع من آذار/مارس 1936 قام وفد من حكومة اللاذقية، بقيادة نائب طرطوس، السيد منير العبّاس، بالالتقاء بالمستشار السامي الفرنسي في بيروت، الكونت دومارتل، وقدّم له عريضةً مطالباً بالاتحاد مع سورية بهذه الصيغة: إنّ تقسيم البلاد بهذا الشكل لا يتلائم مع مطالب السكان ولا مع مصالحهم، فنحن لسنا من عداد الموجودين اليوم في هذا العالم، م ادمنا لا نشكّل جزءاً من سوريا، وإن مبدأ الاتحاد السوري ليس له معارضين بين العلويين. هذه الوحدة التي نُطالب بها لن تؤدي بنا أبداً لخسارة هويتنا أو انتمائنا. هنالك بعض الحالات في بلاد العلويين تتطلب شروطاً خاصة. ولكن بنود الاتفاق ما بين حكومة فرنسا والوطنين توفّر لنا بشكل كافٍ رغباتنا، وفيه المطالب الكافية لنا في الإدارة
اللامركزية (1).

في ما يخص حكومة اللاذقية وإمارة جبل الدروز من المعاهدة السورية الفرنسية التي قام توقيعها في آذار عام 1936، شملتْ هذه المعاهدة ثلاث نقاط وهي:
1- محافظة اللاذقية وجبل الدروز هما جزءٌ من الدولة السورية.
2 – هاتان المحافظتان تحظيان، ضمن الدولة السورية، بنظام إداري ومالي خاص.
3- ما خلا هاتين النقطتين فإن المنطقتين الآنفتي الذكر تخضعان لدستور الجمهورية السورية (2).
إلاّ أن الأعضاء الإنفصاليين في المجلس التمثيلي من العلويين النصيريين أرسلوا عدة رسائل للحكومة الفرنسية ضدّ الاتحاد مع الجمهورية السورية ما بين 8 و 15 حزيران/ يونيو من ذات العام، وهذا من بعض نصوصها:
نص الرسالة الأولى:
دولة ليون بلوم ، رئيس الحكومة الفرنسية
بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرف نحن زعماء ووجهاء الطائفة العلوية في سورية أن نلفت نظركم ونظر حزبكم إلى النقاط التالية: إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل.

1- إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة، لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي، بالنسبة إلى الدين الإسلامي، يُعتبر كافرا. لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح بإمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينه.
(1)Cf. Asie Française, Mars 1936, p.99.
(2) Cf. Loc-cit; Avril.1936, p.135, J.WELERSSE,op-cit, p.122 et A.RAYMOND, op-cit,p.74.
2 - إن منح سوريا استقلالها وإلغاء الانتداب يؤلفان مثلاً طيّباً للمبادئ الاشتراكية في سوريا، إلاّ أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا واسكندرون وجبال العلويين. أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية. إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها أية قيمة ، بل يخفي في الحقيقة نظاماً يسوده التعصب الديني على الأقليات. فهل يريد القادة الفرنسيين أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس؟
3 - إن روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام. فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية. لذلك فان الأقليات في سوريا تصبح، في حالة إلغاء الانتداب، معرضة لخطر الموت والفناء، بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد، وها إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين. وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على عنف القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام. فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونشروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه، ولم يوقعوا الأذى بأحد، ولم يأخذوا شيئاً بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا. لذلك فإن مصيراًأاسود ينتظر اليهود والأقليات الأخرى في حال إلغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة. هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم.
4 - إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال، لكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون إليه لأنها لا تزال خاضعة لروح الاقطاعية الدينية. ولا نظن أن الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلون أن يُمنح السوريون استقلالاً يكون معناه، عند تطبيقه، استعباد الشعب العلوي وتعريض الأقليات لخطر الموت والفناء. أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي إلى سوريا فمن المستحيل أن تقبلوا به أو توافقوا عليه، لان مبادئكم النبيلة، إذ كانت تؤيد فكرة الحرية، فلا يمكنها أن تقبل أن يسعى شعب إلى خنق حرية شعب آخر لإرغامه على الانضمام إليه.
5 - قد ترون أن من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة، أما نحن فنؤكد لكم أن ليس للمعاهدات أية قيمة إزاء العقلية الإسلامية في سوريا. وهكذا استطعنا أن نلمس قبلاً في المعاهدة التي عقدتها إنكلترا مع العراق التي تمنع من ذبح الأشوريين واليزيديين. فالشعب العلوي، الذي نمثله، نحن المجتمعون والموقعون على هذه المذكرة، يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما ضماناً لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير، ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين، وهو واثق من أنه واجد لديهم سنداً قوياً أميناً لشعب مخلص صديق، قدّم لفرنسا خدمات عظيمة، مهدد بالموت والفناء.
الموقعون:عـزيز آغـا الهوّاش، محمد بك جنيـد، سـليمان المرشـد، محمود آغـا جديـد، سـليمان الأسـد(1)، محمد سليمان الأحمد
الرسالة الثانية
فخامة السيد السامي، بواسطة دولة حاكم اللاذقية الأفخم.
نتشرف نحن رؤساء العشائر والزعماء والنواب العلويون بعرض ما يلي:
لقد جاءت حكومة الانتداب إلى بلادنا ونحن مستقلون عن كل سلطة في الداخل بقوة سلاحنا ومنعة جبالنا. وهذا الاستقلال الغريزي دفع فريقاً منّا في بادئ الأمر إلى محاربة الجيش الإفرنسي احتفاظا فيه، ولكن الفريق الأكبر منا وثق بشرف فرنسا وتاريخها، فوضعنا يدنا بيد الانتداب الذي قدّر لنا هذه الثقة، فحفظ لنا استقلالنا ونظمه.
(1) المؤرّخ العظيم مصطفى طلاس وضع إسم سليمان الأسد بين العلويين الوطنيين الذين الذين طلبوا الانضمام إلى سوريا، أنظر مرآة حياته، ج2، ص, 597.
ومنذ ذلك الحين أخلصنا لفرنسا إخلاصاً لا حدّ له، وزاد في هذا الإخلاص أنّ جميع المفوضين السامين كانوا يصرّحون ويعدون باسم فرنسا بضمان هذا الاستقلال وحمايته، وكنّا نتقبّل هذه الوعود والتصريحات كما نتقبّل كلام الله، إذ لم يخطر على بالنا قط أنه يمكن لفرنسي يمثّل حكومته أن يعد ثم يحنث في وعده.
وكم كانت دهشتنا عظيمة حين رأينا الإفرنسيين المسؤولين لأول صدمة صغيرة يتلقونها من السوريين يتناسون جميع وعودهم السابقة ويعدون السوريين بتصريح أنه بإمكان إلحاقنا في سورية. كأنّ استقلالنا هو هبة من فرنسا تعطيها حين تريد وتنزعها حين تريد. وزاد في دهشتنا أنّ قضيتنا مع الأسف لم تكن- أثناء المفاوضات السورية الفرنسية- موضع نظر وعطف ومحافظة من الإفرنسيين على شرف وعودهم بل كانت- كما كتبت جميع الصحف- موضع مساومة، بل كانت أكثر من ذلك، عملية بيع وشراء، كأننا من عبيد أفريقيا، يُباعون لأسيادهم دون أخذ موافقتهم – وهذا أمر لم نكن نتصوره ولا في الأحلام.
تجاه ذلك، رأينا أن نحدد موقفنا من فخامتكم بصراحة متناهية، لأننا أمام كارثة عُظمى وعلى وشك الاستشهاد في ميدان الشرف.
إننا نطالب فرنسا العظيمة بالمحافظة على وعودها وشرف قراراتها ونزاهتها، على ذلك، أننا لا نسمح حتى ولا لفرنسا الكريمة المحسنة أن تتصرف باستقلالنا وتهَبَهُ لمن تريد، متناسية إخلاصنا وتضحيتنا وثقتنا من جهة، ووعودها وتأكيداتها من جهة أخرى، غير مهتمة بحكم التاريخ. إننا لا نزال على شيءٍ من الثقة في فرنسا، فإذا أرادت أن تحافظ على هذه الثقة، فعليها أن تجيبنا إلى أحد هذين المطلبين:
1– إصدار وثيقة رسمية تعلن فيها فرنسا احترامَها وضمانَها لاستقلال العلويين تحت إشرافها.
2- إرسال وفد علوي رسمي يمثّل حكومة اللاذقية للدفاع عن الاستقلال العلوي تحت إشرافها ومساندته من الحكومة الافرنسية المسؤولة.
فإذا لم تتفضّل الحكومة الافرنسية بقبول أحد هذين المطلبين، فإننا نصارحها القول أننا نحبها ولكننا نحبها لأنها تريد لنا الخير، فإذا تلاشى هذا الأمل تماما، فنحن أحرارٌ باتخاذ الموقف الذي تقضي به تقاليدنا ورجولتنا وغريزة الاستقلال المتأصّلة فينا، مبتدئين في إعلان العصيان المدني في جميع المنطقة.
إننا لا نهدد فرنسا، فنحن نعرف أنها قادرةٌ على سحقنا حين تريد، ولكننا مع ذلك سندافع عن استقلالنا بجميع الطرق والوسائل حتى الموت، ونحن نفخر أن يسجل التاريخ أننا متنا في ميدان الشرف نضالا عن قوميتنا، وأن فرنسا أمّ الحرية سحقت شعبا صغيرا لأنه طالب بحريته ولأنه وثق بها وبوعودها وأخلص لها.
وبانتظار جواب فخامتكم المستعجل، نرجو أن تتفضّلوا بقبول احترامنا الأكيد.
محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية- سوريا/لبنان-مجلد492-493" 8 حزيران 1936
عزيز هواش – محمد سليمان الأحمد – محمد جناد – صقر خير بيك – ابراهيم الكنج – يوسف الحامد.

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

الرسالة الثالثة
دولة ليون بلوم رئيس مجلس الوزراء الفرنسي
(( سيدي: عطفاً على برقياتنا وكتبنا السابقة، نتشرّف بعرض ما يأتي _
إنّ العلويين الذين يشكّلون الأكثرية الساحقة من سكّان حكومة اللاذقية، يرفضون الرفض الجازم رجوعهم إلى النير الإسلامي السنّي، ويذكّرون فخامتكم ورجال البرلمان الإفرنسي على اختلاف الأحزاب بتعهدات المفوضين الساميين باحترام الاستقلال العلوي وعدم إحداث تغيير إلا بعد أخذ رأي العلويين ومواقفهم، وهذه التعهدات تشهد في نظرنا على الأقل كل حكومة فرنسية، بل تفيد شرف فرنسا وكرامتها.
إننا نؤكد لفخامتكم بمناسبة المفاوضات الإفرنسية – السورية أن كل اتفاق مع السوريين على قضيتنا مهما كان صغيراً لا يفيدنا مطلقا ولا نعترف به ولا بقانونيته بل نعدّه خروجاً من قبل المفوض الإفرنسي على مبادئ فرنسا السامية وعلى وعودها بل وعلى مبادئ الإنسانية التي لا تجيز لشعب أن يتحكّم بمستقبل شعبٍ آخر دون رضاه.
ونعتقد بأنّه يستحيل على فرنسا الممثلة بأحزابها البرلمانية أن تؤثر عبودية شعب صغير صديق لأعدائه التاريخيين الدينيين، ولكي تتأكدوا من عمق الهوة التي تفصل بيننا وبين السوريين وتتصوروا الكارثة المفجعة التي نحن على أبوابها نرجوكم التفضّل بإرسال لجنة تحقيق نيابية لتطلع على الحالة كما هي ولترى هل في الإمكان إلحاق العلويين بسوريا دون التعرّض لمأساة دامية تكون لطخة سوداء في تاريخ فرنسا، مع إيقاف المفاوضات الإفرنسية – السورية، فيما يختص بالعلويين لانتهاء مهمة هذه اللجنة. ولا يمنع هذا إصرارنا السابق على ذهاب وفد منّا إلى باريس، ونعيد ثانية إلى فخامتكم أننا لا نعترف – مهما كلفنا الأمر- بكل حل أو تعهّد في قضيتنا لا يأخذ رأينا أو موافقتنا عليه، وإذا كنتم تريدون تطبيق مبادئكم الإنسانية على الشعب السوري السني، رغم عداوته لكم، فلنا وطيد الأمل تطبيقه علينا نحن العلويين، لأننا أصدقاء مخلصون.
وتقبّلوا يا صاحب الفخامة بقبول أخلص الاحترام
محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية- سوريا/لبنان-مجلد492-493" في 11 حزيران 1936
رئيس المجلس التمثيلي: ابراهيم الكنج
من رسائل الوطنيين لحكومة الانتداب
الرسالة الأولى:
إلى وزارة الخارجية الفرنسية، بعد أن جرّبنا الانفصال عن سوريا ستة عشر عاماً، لا يمكننا إلاّ أن نلمس الأمور التالية:
1- لم يكن العلويون قط منقسمين كما هم اليوم، وهذا التفسّخ نتيجة الإدارة.
2-إنّ بلاد العلويين تتحمّل أبهظ الضرائب في سوريا وذلك لتغذية الاستقلال المحلي (الأتونومي)الذي لا يؤمّن حاجة من حاجتنا والذي أوجد سوء حالتنا المادية والمعنوية.
3- إن هذا الانفصال يتغنّى به بحماسة بعض العلويين النفعيين ليس سوى سلّماً للتبشير اليسوعي، وبالتالي لإفناء العلويين التدريجي.
4- إنّ هذا الانفصال يحول دون تحقيق وحدتنا القومية، هذه الوحدة التي هي حجر الزاوية في تحريرنا واستقلالنا.
الموقعون: صالح علي سليمان، علي محمد سليمان، صالح ناصر الحكيم، جابر العبّاس، جابر حرفوش، محسن حرفوش، علي شهاب ناصر، أحمد ديب الخيّر، خالد محمد يونس، عبد الحميد الصالح، علي محمود كامل، صالح محمود، مصطفى عمران، عبد الكريم عمران، محمد محمود مصطفى.

أبناء المذاهب الباطنية على رأس السلطة
(من 8 آذار/مارس 1963 إلى يومنا هذا)
قبل أن يغدر النصيريون بالاسماعيليين والدروز

(مرعبة ومعقّدة، السياسة التي تسير عليها سورية تحتجب وتنزلق بين أصابع الذين يظنون انهم أدركوا فهمها، تفرّقٌ ومؤامرات، تحالفات مفاجئة تنتكس بسرعة، تطوّر ضدّ الطبيعة، أسرارٌ عقائدية في أروقة الدولة، النفاق البيزنطي يحيط بها، الوضوح غائب، الغير المتوقع يمكن أن يحصل في كل لحظة...وحين نشعر باننا اجتزنا بوابة الظلام الواسع...

ة والثابتة، بكل بساطة وسهولة نرى بوضوح أنّه لا يحق سوى لأسياد المعابد الدخول إلى هذا المكان)(1)
بعد تغيير وزارات ووزارات، واحتجاز رئيس الجمهورية، ناظم القدسي، ووضعه في السجن، وتقديم استقالته التي رُفضت من قبل الضباط، وإعادته من الحدود السورية اللبنانية أكثر من مرّة، وفقدان هيبة الدولة، والحنين إلى عهد الوحدة مع مصر، وسقوط حكم أحد أكبر أعداء الوحدة العربية، عبد الكريم قاسم في العراق بتاريخ 8 شباط/ فبراير1963. استيقظ السوريون بعد شهر من ذلك على بيانات تبثها الإذاعة وتعلن عن سقوط حكم الانفصال في الثامن من آذار/مارس 1963. الانقلاب على الحكم الذي لا هيبة له، كان من المفروض أن يحصل في التاسع من آذار/مارس بقيادة اللواء الناصري محمد الصوفي، وذلك بقدومه بالفرقة أو اللواء المرابط في حمص، لقلب النظام ولإعادة الوحدة بين شطري الجمهورية العربية المتحدة...ماذا حصل إذاً ؟
(في ليلة السابع والثامن من آذار بدأت الدبّابات والمشاة تتحرّك للانقضاض على دمشق. وقاد العقيد زياد الحريري لواءً من الجبهة مع إسرائيل، بينما تحرّك لواء ثاني من السويداء في جبل الدروز باتجاه العاصمة بعد أن سيطر عليه الضباط البعثيون، وانحصر اللواء المدرع السبعون القوي المتميّز في الكسوة بين فكّي الكمّاشة، فاستسلم قائده المقدّم

(1) Claude PALLAZOLI, La Syrie, le rêve et la repture. p65.

عبد الكريم عبيد، وفي الحال استولى عليه محمّد عمران بلباس مدني، وكان مسرّحاً من الجيش، وكان في قطنا على المشارف الجنوبية الغربية لدمشق لواء كان من المحتمل أن يكون معادياً(1)، بقيادة راشد قطيني الذي قال للإنقلابيين: لست معكم ولست ضدّكم.(2) وذهب السرّ مع اللواء راشد قطيني!
ومع الاستيلاء على اللواء السبعين، والذي كان اللواء المدرّع الوحيد في الجيش السوري، وتحييد القطعة التي كانت تحت قيادة راشد قطيني في قطنا، سارت قوّات زياد الحريري، التي كانت في خط المواجهة مع إسرائيل، إلى دمشق، دون أن يتحرك ساكن للقوات الإسرائيلية! فأقامت حواجز في المدينة، واستولى النقيب سليم حاطوم الدرزي، وعضو اللجنة العسكرية على محطة الإذاعة، وتمّ احتلال وزارة الدفاع ومقر قيادة الجيش بلا قتال، ووضع قائده العام، عبد الكريم زهر الدين ورئيس الجمهورية، ناظم القدسي، وأكرم الحوراني وأكثر الشخصيات السياسية الانفصالية قيد الاعتقال. بينما وصل ضابط مسرّح، صلاح جديد، رئيس اللجنة العسكرية على درّاجة هوائية ليتسلّم مسؤولية مكتب شؤون الضباط، ذاك المركز الحسّاس(3) ليبدأ بتسريح الضباط الغير موالين للجنته وطائفته.
أمّا حافظ الأسد الذي كان مسرّحاً من الجيش، فيكتب باتريك سيل<< وكانت اللحظة المظفّرة للأسد هي لحظة استيلائه على قاعدة العين الجوية، حيث كانت القوة الجوية بكاملها متمركزة فيها والتي كانت القوة الجوية الوحيدة ضدّ الانقلاب، فقد أُرسلت بعض الطائرات لقصف المتمردين. وكانت الخطة تقضي بأن يتحرك الأسد ضدّ الضْمير على رأس سرية من لواء الحريري، مستهدفاً الوصول قبل الفجر لتجنّب وقوع هجوم عليه من الجوّ، ولكن حصلت مشكلة معرقلة لم تكن في الحسبان، فقد استغرقت المفاوضات في الكسوة أطول ممّا كان متوقعاً. ولذا فقد كان في وضح


(1) أنظر باتريك سيل، الأسد، صفحتين 129-130
(2)Cf. B. VERNIER, Le rôle politique de l’armée en syrie, in politique étrangère, 5 juin 1964, p.487.
(3) أنظر باتريك سيل، المرجع السابق.
النهار عندما أُوقفت قوّته الصغيرة على بعد ثلاثة أو أربعة كيلومترات من القاعدة التي كانت الدبّابات قد وجِدت لتتمركز حولها، وكان الأسد لا يزال بالملابس المدنية.

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

يقول(حافظ الأسد) مستذكراً:"أرسلتُ إليهم مبعوثاً برسالة تحذيرية بأنني سأباشر القصف إذا كانت هناك أيّة مقاومة. وبعد بضع دقائق جاء اثنان من ضبّاطهم في سيارة ليقترحا التفاوض، فهرعت على الفور معهما إلى حيث آمر القاعدة، وقلت له: لقد انتهى الأمر بالنسبة لكم ونحن لا نريد أن نقتل أحدا، ولكن مالم تستسلموا فإننا سنستعمل القوة. ثم أمرته بإنزال الطائرات" ويتابع الأسد:" وصاح أحد الضبّاط: هل تعتقد بأننا سنستسلم للناصريين؟ وكان السائل مسجوناً معي في القاهرة(1)عند انهيار الوحدة، فقلت له: بالأمس فقط كنّا في السجن معاً، وأنت تعلم أنني بعثي لا ناصري. وتوتّر الجو كثيراً، ولكن بعد فترة من الصياح والصراخ المتبادل استسلموا. وكان بإمكانهم ان يـُقاوموا، فالقوات التي تحت تصرّفهم كانت أقوى من وحدتي الصغيرة، ولكنهم كانوا جبناء، وعندما دخلت قوّاتي إلى القاعدة كانت على وشك ان تفتك بالضباط الانفصاليين لولا أن تدخّلتُ وحميتُهم>>(2)

الأسئلة التي تطرح نفسها في هذا الموقف على اي قارئ هي: أولاً لماذا لم يترك زياد الحريري العمل لقطعة عسكرية كانت ستأتي من وسط البلاد، اي من حمص بقيادة محمد الصوفي ذو الاتجاه الوحدوي بينما أتى هو، اي زياد الحريري، بقطعة عسكرية من خطّ المواجهة مع إسرائيل؟ ولماذا لم يتحرك ساكن من القوات الإسرائيلية في تلك الليلة؟ وكيف استولى محمد عمران، العلوي النصيري، والضابط المُسرّح على أقوى الألوية في الجيش السوري وهو اللواء السبعين وكان بلباس مدني؟ وكيف أصبح صلاح جديد مدير شؤون الصباط في قيادة الأركان، هذا المركز المهم، وكان مسرحاً أيضاً من الجيش؟ ماذا يستنتج القارئ من هذه المعلومات التاريخية التي صرّح بها حافظ الأسد بذاته؟ وعلى ذلك تتفق المراجع التاريخية التي كتبت عن تلك الفترة دون

(1) سُجنَ حافظ الأسد أربعين يوماً بعد الانفصال في القاهرة، بانتظار تبادل الضباط المصريين الذين احتجزتهم قوى الانفصال في سوريا.

(2) المرجع السابق، الصفحتان 130-131.

استثناء، من منيف الرزّاز إلى سامي الجندي إلى نيكولا فاندام وميشيل عفلق ومنصور الأطرش ومحمّد عمران وغيرهم...

أليس لمخابرات الدول الكبرى دور في تهديد راشد قطيني ومحمد الصوفي وفواز محارب وباقي الضباط الوحدويين؟ ولربما نخص في ذلك المخابرات الانكليزية، كعادتهم، يخططون للانقلاب بقوى مختلفة ويتركون هذه القوى تتصارع فيما بينها، وكلّ انقلاب يعود بالبلاد سنوات نحو الخلف كما اصبح ذلك معلوما للقاصي والداني، ولو نجح الانقلاب في التاسع من آذار لكان إمكانية إعادة الكمّاشة على دولة الصهاينة باتحاد إقليميّ الجمهورية العربية المتحدة أكثر خطراً ووطئة على الإسرائيليين الذين طالما ردّد قادتهم بأنهم لم يخشوا جمال عبد الناصر إلاّ في عهد الوحدة، كذلك صرّح بنغوريون وأباإيبان وموشي دايان...

الدولة العلوية النصيرية تدخل التاريخ.
(عهد الثامن من آذار/مارس) فترة التمهيد
هفوة من هفوات التاريخ على غرار الدولة الفاطمية بل أشدّ تعسّفاً وأكثر دمويّة...
أذكر من الكلمات التي كتبها سامي الجندي في كتابه، البعث ما معناه: لم تعرف القبائل المتوحشة ولا العصر الحجري...عهداً كعهد الثامن من آذار، كل الأمور صحيحة وكلّها خطأ، تظنّ نفسك بأنك تُعد التاريخ، ثمّ انكّ لاشئ، ثم أنتَ شئ مهم، ثم أنت لا شئ، تضيع في دوّامة8 آذار حتى عن نفسك...
كانت الدراسات عن عهد الثامن من آذار لدى أكثر الباحثين وكما بدا للعيان تنقسم إلى ثلاث فترات وهي:
1- سورية تحت سلطة القيادة القومية لحزب البعث بقيادة ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار ومحمد أمين الحافظ ومحمّد عمران وأشباههم، من 8 آذار/مارس 1963 حتى 23 شباط/فبراير 1966.
2- الجناح اليساري لحزب البعث او القيادة القطرية، بقيادة نور الدين الأتاسي وصلاح جديد وحافظ أسد وإبراهيم ماخوس وعبد الكريم الجندي ويوسف زعيّن.
3- عهد حافظ الأسد وهو عهد رأسماليّة الدولة والأسرة وليس من حوله منازع للحكم(1)
برأيننا يمكن أن نقسّم تلك الفترة بشكل آخر:
1- الصراع على السلطة بين ضباط اللجنة العسكرية(العلويون النصيريون والدروز والإسماعيليون) من جانب، والضباط الناصريون والوحدويون من جانب آخر، حُسم هذا الصراع بعد فشل جاسم علوان في 18 تمّوز/يوليو سنة 1963. لصالح المجموعة الأولى.
2- الصراع على السلطة بين القيادة القومية، أتباع ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وأمين الحافظ وأنصارهم من جانب، واتجاه القيادة القطرية، تلاميذ زكي الأرسوزي، وهم اعضاء اللجنة العسكرية، وحُسِمَ هذا الصراع بانتصار جناح الأرسوزي في 23 شباط/فبراير 1966.
3- الصراع بين الضباط العلويين النصيريين من جانب والضباط الدروز من جانب آخر حتى صيف عام 1967، ثمّ الصراع مع الضباط الإسماعيليين حتى نهاية عام 1969 وانتهى بكلتا الحالتين بانتصار العلويين النصيريين.
4- الصراع بين الضباط العلويين النصيريين، أتباع صلاح جديد من جانب، وأتباع حافظ الأسد انتهت بانتصار الأسد عام 1970.
5- الصراع بين حافظ الأسد والطليعة المُقاتلة للإخوان المسلمين من عام 1976 إلى

(1) أنظر باللغة العربية مثلاً، سامي الجندي في كتبه: البعث، عربٌ ويهود، كسرة خبز...وكتاب سقوط الجولان لمصطفى خليل بريز، وباللغات الأوروبية:
Cf. N. VAN DAM, op-cit, C. PALAZZOLI, op.cit.pp.182-222, E. PICARD, Clans militaires et pouvoir Ba’thiste en Syrie, in Orient, juillet-septembre, 1979, pp.49-62 et la Syrie d’aujourd’hui, CNRS 1946-1976, pp.143-84 ; et Ph. RONDOT, la Syrie, pp. 39-50.


عام 1982 انتهت بانتصار حافظ الأسد.
سنحاول في الصفحات التالية أن نتوقّف عند مجريات الأحداث وخفاياها قدر ما تعطينا المراجع التاريخية والمخطوطات، مع المقارنة بين الهفوات لدى المؤرّخين من جانب والذين كتبوا مذكّراتهم للتاريخ من جانب آخر. مع العلم أنّ الذين كتبوا مذكّراتهم من بين أولئك الذين كانت لهم مساهمة في السلطة ينطبق على أكثرها المثل العربي القائل: لا أحد يقول عن زيته بأنه عَكِر...
استيقظ العالم في صباح الثامن من آذار/مارس على بيانات النظام الجديد تبثها إذاعة دمشق التي احتلها سليم حاطوم الضابط الدرزي، ليتناول الخطابات الأولى فيها صابر فلحوط، وهو درزي ايضاً، ترافق خطاباته المارشات العسكرية والتي تلقّاها الشعب بقليل من الاكتراث. وتمّ تعيين صلاح الدين البيطار رئيساً للوزارة، وأنّ هدف الثورة التي قامت تحقيق أهداف الأمّة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية، وهذا يعني أنّ الانقلاب كان بعثياً اكثر منه انقلاباً وحدوياًُ. وحين شعرت الجماهير بأنّ هناك مماطلات على الوحدة كانت تهتف في الشوارع: لا تسألني عن صلاح، بدنا الوحدة هالصباح.والمعني هنا كان صلاح الدين البيطار، رئيس مجلس الوزراء.
أُعيد الضباط المسرّحين إلى الجيش في ذات اليوم وعلى رأسهم محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد الذين رُفّع كلٌ منهم رتبتان في الجيش عن الرُّتب التي كانوا فيها قبل تسريحهم.
تمّ تعيين مجلس لقيادة الثورة بشكل موزاييك سياسي، وكان يرأسه العقيد لؤي الأتاسي الذي رُفّع لرتبة فريق، وزياد الحريري وغسّان حدّاد وفهد الشاعر كضباط مستقلّين. وثلاثة ضباط ناصريين وهم محمّد الصوفي وراشد قُطيني وفوزي محارب. وثلاثة ضبّاط من اللجنة العسكرية، أوّلهم موسى الزعبي ومحمّد عمران وصلاح جديد للعمل في الخفاء.

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

يكتب سامي الجندي في كتابه البعث، ص. 142 عام 1969عن صلاح جديد مايلي:<< تَبيّن لمن يعرفون خفايا علاقات العسكريين أنّ حاكم سورية الحقيقي منذ 8 آذار/مارس 1963، هو اللواء صلاح جديد، ولكنّه استطاع بمهارته أن يُخفي هويته الحقيقية. استغلّ جميع الخلافات وسعّرها لمصلحته، وكلّ الأشخاص كلٌّ حسب طاقته وهوايته. لولا حقده الذي يبلغ اللؤم لأعطى سوريا خيراً كثيراً. ولكنّ الضغينة تسيطر على كلّ عواطفه، لا يحبّ أبداً، يكره دائماً، مُناورٌ عنيدٌ، يُبدي الطاعة والاستكانة وهو يُعدّ الشرك، لايحتمل أيّة معارضة أو مخالفة لأمرٍ من أوامره حتى في صغير الأمور. إذا ناقشته أظهر الاقتناع وتودد لك حتى لتظنّه صديقك الوحيد, وتشتدّ الحملة عليك، فيدافع عنك ويقف معك حتى تسقط. مَن رآه يؤدّي التحية للفريق أمين الحافظ، بعد أن اصبح رئيساً للأركان العامّة، عَجِب للانضباط والاحترام. كان يذهب من قطعة لقطعة عسكرية يُنشِد المدائح باسمه ويتغنّى بكرمه وشجاعته ونخوته الجاهلية، ينادي به بديلاً للرئيس عبد الناصر في المنطقة. ويوجّه النقد للفريق من عناصر لم أشك ساعة أنها تأتمر بأمره. فيظنّ ذاك أنه اللواء عمران، فيحمل عليه. استغلّ كل القوى المدنية والعسكرية والطائفية.كان الأستاذ ميشيل عفلق يفتر ثغره تفاؤلاً عندما يراه، وأنا أعلم انّه يُعد العدة للخلاص منه،يعجب بهذا التلميذ الوفيّ المهذّب الحي الحزبي الانضباطي.
بقي أن يعلم القارئ أنّ اللواء صلاح جديد لم ينتسب للحزب ولم يُقسم يمينه. انضمّ إلى حلقات الأنصار قبل أن يكون طالباً في الكلّية العسكرية، وحضر عدة اجتماعات، ثمّ انتهت علاقته الرسمية بالحزب، ولكنه كان يُبدي الميل ويتعاون مع الضبّاط الحزبيين في الفترة التي كان فيها طالباً في الكليّة العسكرية. كان عندي نسخة عن قائمة الحزبيين فيها، ولم يكن اسمه بينهم. لولا حركة 23 شباط/فبراير 1966 لبقي كالظل، تفئ إليه ولا تمسك بشخصه، ولقد حاول بعد أن يعود ظلا فما تمكّن. معروف عنه أنه يكره الوساطات والشفاعات والتدخّل في القضايا الفردية، ولكنّك تلمس أثره في كلّ قضيّة فردية. عُرِف عنه أنه ضد العائلة، وبحثت في الأمر، ولم أجد أحداً من عائلته بلغ الثامنة عشر إلاّ وعيّن في وظيفة. ساهمت ظروف حياته في تعقيد شخصيته، حذرٌ شديد الحذر، معروف انه يساري مُتطرّف، ولكن دراسة المخطط الذي سارت حسبه السياسة السورية حتى 5 حزيران/يونيو (أي حرب 1967) يُناقض هذا ويضحده ...يكره الرئيس عبد الناصر حتى الموت، يعتبره المسؤول عن مقتل أخيه>>
يضيف سامي الجندي في ذات المصدر، ص. 144-45 << سألني صلاح جديد مرّة: كيف نُعالج قضيّة الطائفية؟ قلت: أصبحت هذه المشكلة سياسية أولاً، ولكنّها تتعقّد يوماً بعد يوم، وستصبح قضيّة اجتماعية وستعرّض البلاد للخطر(1) وأُفضّل أن تعودوا إلى المشروع الذي بدأه الجيل العلوي المثقّف الذي سبقكم.
قال: ما هو؟
قلت: نشر الكتب السرّية، فالطوائف الأخرى تُسئ الظنّ بكم وتذهب إلى أنّكم جمعية، يجب ان تبدأوا بالحلول من جذورها، وأنا موقنٌ أن ليس في كتبكم ما يُخشى من نشره، فقد حدّثني عنها بعض شبابكم وأعتقد أنّ فيها كثيراً من الفكر والشعر، وأنا موقنٌ أنّكم غير متعصّبين، وقد خاض شبابكم كل معارك النضال، فلا تتركوا مجالاً للشكّ بنيّاتكم. لقد بات ذلك خطيراً عليكم وعلى الوطن.
قال: لو فعلنا لسحقنا المشايخ.
أجبت: ثوريّ وتخشى المشايخ،؟! كيف إذن نتعرّض للمشكلات الكبرى؟ نقارع الاستعمار ونجبن امامهم؟
لم يُحر جواباً، بدا عليه التفكير، وبدأت منذئذٍ مشاكلي مع الحكم. وعلمت بعد ذلك أنّه يدفع الزكاة للمشايخ ويتقرّب منهم >>
لا بدَّ لنا من رأي في هذا الحوار كأحد المختصين في دراسة المذهب العلوي النصيري ألا و أنّ صلاح جديد كان يعي ما يقول في مسالة نشر الكتب السريّة للطائفة النصيرية وكذلك ما هي الأخطار التي ستنتج عن هذا الأمر، ولكنّ سامي الجندي كان ولا بدّ أنّه اتطلع على كتاب الهفت والأظلة للمفضّل بن عُمر الجعفي،والذي نشره عارف تامر، وليد بلدة السلمية الإسماعيلي، المذهب، كسامي الجندي،والذي أحدث ضجّة سنة 1960 حين تمّ نشره في بيروت، وكاد يوقع مشكلة طائفية بين الإسماعيليين والعلويين النصيرين، لولا تدخّل عبد الحميد السراج الذي قام بشراء النسخ المتواجدة في المطبعة

(1) أشار نيكولا فاندام في كتابه الصراع على السلطة في سوريا بقوله: أنّ سوريا هي كيان سياسي واحد ولكنها ليست كياناً اجتماعياً واحداً.

الكاثوليكية وأتلفها، خوفاً من فتنةٍ طائفيةٍ وحفاظاً على الوحدة الوطنية في عهد الجمهورية العربية المتحدة. والدكتور سامي الجندي الرجل المثثقّف والذي تولّى وزارة الثقافة في حكومات البعث أكثر من مرّة نشكّ في انه لم يتطلع على هذا الكتاب الذي يحتوي على تربية النفس الإنسانية بالحقد والكراهية للمسلمين السنّة بشكل خاص، وقد قمنا بتحقيق كتاب الصراط المتمم لهذا الكتاب ولذات الكاتب ونشرناه في دار أفريقيا الشرق في الدار البيضاء عام 2008. وهنالك هفوة أخرى وقع فيها سامي الجندي في كتابه، كسرة خبز، حول حرب الأيام الستة والتي سنوضحها في الصفحات المقبلة...(1).

تمّ تسريح 622 ضابطاً من الجيش، وأغلبهم من المسلمين، وأُدخِل في الجيش لتعويضهم عددٌ من الضبّاط الاحتياط، أكثرهم من الأقليات الدينيية وبشكل خاص من العلويين النصيريين(2)
القوّة الثانية التي كان يمكن لها أن تقف في وجه المخطط الطائفي للاستيلاء على السلطة كان الناصريون، وكان ممثلوهم يهددون باسم الجماهير، ولكن تلك الجماهير لم تكن منظّمة. أمّا الضباط الناصريون فكانوا منشغلين بالمحادثات في مصر للإعداد لإعادة الوحدة بين مصر وسوريا والعراق، والذي نتج عنه اتفاق السابع عشر من نيسان 1963، لإقامة اتحاد فدرالي بين الأقطار الثلاثة بدلاً من الوحدة الاندماجية كالتي كانت بين سورية ومصر سابقاً(3) ولاحظنا أنّ من بين أعضاء الوفد السوري لم يكن بينهم أي عضوٍ من أعضاء اللجنة العسكرية سوى محمّد عمران، وفي هذا الصدد

(1) أوردنا في كتابنا، مدخل إلى المذهب العلوي النصيري عناوين 48 كتابا، من بين مخطوط ومطبوع، وجميع هذه الكتب بلا استثناء تدين المذهب النصيري بكلّ أسف.
(2) أنظر سامي الجندي، عربٌ ويهود، ص.122، ومصطفى خليل بريز، سقوط الجولان، ص. 21، ومنيف الرزّاز، نقلاً عن ميشيل سورات، في سورية اليوم، ص. 99 عن كتاب التجربة المرّة
(3) لزيادة المعلومات والمناقشات التي دارت حول هذا الاتفاق، أنظر صحيفة الأهرام القاهرية، عدد 20 ايار/مايو 1963.
كتبت إليزابيت بيكار: إن الاجتماعات التي تمّت في القاهرة ما بين 14 آذار/مارس و 14 نيسان أبريل، عام 1963 في القاهرة، تركت اللجنة العسكرية مَن يتكلّم باسم سوريا رجالاً من الدرجة الثانية في السلطة الفعلية، كعبد الكريم زهور وآخرون لا يحلّون ولا يربطون كمشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، وكان من وراء الستار رجلٌ صامتٌ يستمع ولا يقول شيئاً وهو محمّد عمران الذي كان ضدّ الوحدة (1)
بعد أن عاد الضباط الناصريون من القاهرة وجدوا أنّ أكثر أعوانهم في الجيش قد تمّ تسريحهم، وكانت العبارة المتداولة في تلك الظروف هي: إدخل يا بعثي، أخرج يا ناصري.
وفي مطلع شهر أيار/مايو 1963، في دمشق، أعداد كبيرة من طلاب الجامعة ومن اللاجئين الفلسطينيين، وصلوا على ظهور سيارات شاحنة، حاولوا احتلال الأركان والإذاعة، فتصدّت لهم قوّات الجيش وكانت النتيجة مقتل أكثر من ثلاث مئة مواطن بين المدنيين، وهذه لأوّل مرّة في تاريخ سوريا تباح دماء المواطنين السوريين بأيدي جنود الجيش السوري، ولأول مرّة تبدأ مسيرة دماء الفلسطنيين بسلاح البعثيين (2)
ولكن القوى الناصرية في الجيش لم تنتهي بعد، حيث أنّ بقايا الضباط الناصريين لم يلقوا المقاومة جانباً...
في ذات الشهر سُلّم زياد الحريري وزارة الدفاع، وأُرسل بمهمّة مستعجلة إلى الجزائر، في 23 حزيران 1963 ومن هناك وصلته برقية من الحكومة بتعيينه مستشاراً عسكرياً في السفارة السورية بواشنطن، وتمّ تسريح الضباط الموالين له في ذات الوقت، وكان عددهم خمسة وعشرين ضابطاً(3).
في 18 تمّوز/يوليو 1963، الساعة الحادية عشر صباحاً، هذا الوقت لم يسبق أن

(1) أنظر سوريا اليوم، ص. 99، وكذلك سامي الجندي، البعث، صفحات 120-123.
(2) Cf. B. VERNIER, Armée et politique au Proche-Orient, pp.138-39 et Edouard SAAB, La Syrie ou la révolution dans le rancœur, p.133.
(3) Cf. B. VERNIER, idem, p. 138.

اختير للانقلابات العسكرية، قاد العقيد جاسم علوان الضبّاط الناصريين بمحاولة الاستيلاء على مبنى الإذاعة، وبدعم من حركة القوميين العرب، فأخرجوا له محمّد أمين الحافظ، الذي كان وزيراً للداخلية ووزيراً للدفاع بدلاً من زياد الحريري، واشترك في المعركة برشاشه، وقضوا على هذه المحاولة الانقلابية بعد يومين من القتال، كان عدد الضحايا وأكثرهم من الأبرياء، 400 أو 820 أو 900, وأهم فشل هذا الانقلاب كان أحد الضابط الذي أوكلت إليه اللجنة العسكرية التقمّص بالناصرية (1) وكان البعثيون قد أسسوا قبل أقلّ من شهر الحرس القومي، وهو ما يُشابه الشبّيحة التي نظّمها بشّار وماهر الأسد في مطلع القرن الواحد والعشرين، وكان أفرادها فتياناً يحملون سلاح بندقيّة الساموبال التشكوسلوفاكي لقتال الشوارع، ولم يكونوا أقلّ دمويّة من أحفادهم الشبّيحة. وهكذا تمّ إفراغ الجيش من ضبّاطه، أو أنّه تمّ حل الجيش العربي السوري لاستبداله بالجيش العقائدي...
لؤي الأتاسي، رئيس مجلس قيادة الثورة حين ذاك، الضابط المهذّب، قدّم استقالته للمرّة الأخيرة، ورفض أن يتحمّل مسؤولية الجرائم الإنسانية الوحشية، والجرائم الوطنية والقومية بالتآمر على الوحدة، ليحلّ مكانه شخصية فارغة وإحدى الديمومات التي عرفتها سوريا باسم محمّد أمين الحافظ. وانسحب جمال عبد الناصر من ميثاق 17 نيسان/أبريل في الثاني والعشرين من ذات الشهر، بعد التخلّص من الناصريين وإعدام عشرات الضباط منهم ميدانياً. وبعد الانتهاء من الانفصاليين والضباط الموالين للحريري ثم الضباط الناصريين، بدأ الصراع في الخفاء على السلطة بين أعضاء القيادة القومية، بقيادة ميشيل عفلق ومن حوله صلاح الدين البيطار ومحمّد أمين الحافظ من جانب، وأعضاء القيادة القطرية، أتباع زكي الأرسوزي، بتخطيط صلاح جديد ومحمّد عمران وحافظ الأسد(2).

(1) أنظر إدوار صعب، المرجع السابق، ص. 130.
(2) Cf. E. PICART, Clans militaires et pouvoir ba’thiste en Syrie, in Orient, n° juillet-septembre, 1979, pp. 53-55 , Le Monde Diplomatique, septembre 1967, p.6, Patrik SEIL, Al-Assad, p.139.
في نهاية صيف عام 1963 وبداية الخريف، مع افتتاح العام الدراسي والجامعي، تقدّم 300 مرشّح من معتنقي المذهب العلوي النصيري إلى الكليّات العسكرية، مما أثار لفت انتباه وزير الدفاع آنذاك، عبدالله زيادي، وعرض الموقف على أمين الحافظ، الذي نهره وشتمه بحزم تحت شعار أننا نبني لمجتمع قومي وثوري، وختم شتائمه بكلمة: انقلع. وأورد باتريك سيل هذه الحادثة بأنه جمعه مع صلاح جديد و حافظ أسد مساءً ليخفف من شدّة همومه ويطمأنه على أنّ سوريا تنحو مسيرة القومية العربية، وفي اليوم التالي تمت إقالته...ولكن ما بين أيلول/سبتمبر 1963 وشباط/فبراير 1964 تمّ إنشاء تسع قطع في الجيش، بأمر من صلاح جديد على أسس طائفية(1).

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

في نهاية عام 1963، بدأت ظاهرة جديدة في سوريا بعد هذه الأحداث التي مرّت بها البلاد، تطفو على السطح، ولأُول مرّة في تاريخ البلاد، سواء على المستوى المدني أوالمستوى العسكري. هذه الظاهرة هي الطائفية في سوريا...فرئيس الدولة، محمّد أمين الحافظ، والذي لم يكن له من السلطة إلاّ القشور(2) كان محاطاً بضابطين علويين نصيريين هما محمد عمران وصلاح جديد.الأوّل كان يقود اللواء السبعين (3) والثاني كان رئيساً للجنة العسكرية. وفي اللقاءات الرسمية كان الناس يرون من حوله أيضاً الدرزي منصور الأطرش وسليم حاطوم، ومن الإسماعيليين عبد الكريم الجندي وأحمد الماز...فأطلق عليهم الدمشقيون لقب الباطنيون، وكان الإنسان البسيط في دمشق، حين

(1) Cf. E. PICARD, La Syrie d’aujourd’hui, p.161 وانظر أيضاً خليل مصطفى بريز، سقوط الجولان، ص. 30.

(2) يكتب باتريك سيل في كتابه الأسد، ص. 165، كان الحافظ أمام العالم الخارجي رجل سوريا القوي، إذ كان يمسك بيديه مناصب رئيس مجلس الرئاسة، والأمين العام للقيادة القطرية والقائد العام للجيش والقوات المسلّحة ورئيس الوزراء، ولكنه بالنسبة للجنة العسكرية كان رجلاً من قشّ، بدون قاعدة عسكرية أو خلفية حزبية. فقد كانوا يمسكون بلجامه من خلف الكواليس، حتى أنّ الأسد ذكر بأنّ أمين الحافظ " لم يكن يستطيع نقل جندي واحد بدون موافقتنا.
(3) كان قادة اللواء 70 من أقوى الرجال الذين تحكّموا بمصير سوريا خلال سنوات الخمسينات والستينات، منهم أديب الشيشكلي وفوزي سلّو ومحمد عمران وعزّة جديد...

يتكلّم عن الوضع السياسي في البلاد يقول: عدس، وتعني:علوي– درزي– سمعولي(1).
خلال تلك الفترة كانت القيادة القطرية تجتمع لتتخذ القرارات، وكان أعضاء اللجنة العسكرية يتوشوشون فيما بينهم، ومن ثم يهمسون في آذان بعض أعضاء القيادة القطرية، وتنتهي الاجتماعات بالاتفاق على القرارات التي يؤيدونها والتي كان متفقٌ عليها سابقاً(2)
وبدأت الهجرة من الريف إلى المدينة من قِبَل اقرباء أعضاء اللجنة العسكرية وأعوانهم إلى دمشق وحواضرها للحصول على الوظائف في الدولة، وأخذت القاف المقلّقة تعلو في الدوائر الرسمية في المدن الكبرى للتوظيف في كافة المجالات وخاصة المخابرات(3)
وكان هنالك صراع آخر في الخفاء ما بين محمّد عمران من عشيرة الحدّادين وصلاح جديد، من عشيرة الخياطين، على مركز رئاسة الأركان الذي ظلّ خالياً منذ طُرِد زياد الحريري منه(4)وبالنتيجة رُفِّع كلٌّ منهما إلى رتبة لواء وتمّ تعيين محمّد عمران رئيساً للأركان بسبب القِدم في الخدمة. ولكنّ صلاح جديد كان يُحضّر في الخفاء للتخلّص منه فكان ينتقد الفريق أمين الحافظ وتصرّفاته أمام ضبّاط كانوا يأتمرون بأمره، وكان الحافظ يظنّ أنّ هذه الانتقادات تأتي من محمّد عمران. وقد أوجد بنفسه الحجّة ضدّه بعد عودته من زيارة للخرطوم، حيث فشلت قوّات الجيش بإخماد المظاهرات ضدّ الجيش عام 1964، فراح يُطالب إثر عودته بإعادة السلطة للمدنيين، وكذلك حلّ القيادة القطرية لحزب البعث التي كان أمين الحافظ الأمين العام لها، فوقع في الفخ الذي نصبه له صلاح جديد، وتمّ إرساله سفيراً إلى إسبانيا، وحاول ابن أخيه مصطفى عمران، قائد اللواء السبعين أن يتوجّه إلى دمشق بقواته، ولكنّ أكثر الضباط كانوا تحت سيطرة جديد، ففشل، وتولّى صلاح جديد قيادة هذا اللواء ليسلّمه فيما بعد لابن عمّه عزّت جديد (5).
بعد التخلّص من محمّد عمران، صعد زكي الأرسوزي إلى السطح، لم يتوانَ في بذل

(1) Cf. B.VERNIER, op-cit. pp.477-78.
(2) أنظر سامي الجندي، البعث، ص. 133.
(3) أنظر ذات المصدر.136-137.
(4) أنظر نيكولا فاندام، الصراع على السلطة في سوريا، ص. 49، وسامي الجندي، البعث، ص. 142.
(5)Cf. B. VERNIER, loc-cit, pp. 498-99.

المدائح بين قطعات الجيش لصالح تلميذه المخلص صلاح جديد(1)
بعيداً عن دمشق، في مدينة بانياس، صيف عام 1964، حيث لا زالت ذكرى سليمان المرشد حيّة في الأذهان، حصل صدام طائفي ما بين المرشديين والعلويين النصيريين من جانب، وأهل والسنّة من جانب آخر، واستطاع الحرس القومي(الشبيحة) إخماد الفتنة(2)
ولكن تفجّر التمرّد في مدينة حماة، وكان اوّل صِدام ما بين السلطة الحاكمة في دمشق وجماعة الإخوان المسلمين، ولأوّل مرّة في تاريخ سوريا منذ الاستقلال. حيث بدأ سكّان حماه يسمعون هتافات لم تكن سوريا معتادة عليها في غابر تاريخها. منها هذا البيت من الشعر : آمنتُ بالبعثِ ربّاً لا شريك لهُ = وبالعروبة ديناُ بعد وجداني
وهتاف آخر يقول: يلعن يومك يا حطين = والخاين صلاح الدين,
في وجه هذه الهتافات، كتب فتى لا يتعدّى سنه الحادية عشر من العمر، على لا فتة، الآية القرآنية الكريمة:<< ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون>>(3)
أوقفت المخابرات ذلك الفتى، وخرجت مظاهرة بقيادة الإخوان المسلمين تجوب شوارع المدينة مطالبةً بإخلاء سبيله. ووعد محافظ حماة بإخلاء سبيله، وحيث اعتاد البعثيون على أن يخلفوا بوعودهم، فإنهم سرّحوا عددا من مدرّسي التربية الإسلامية، ثمّ خرجت مظاهرات أقوى في كل أنحاء المدينة تطالب بإيقاف الهتافات ضدّ الدين وإطلاق سراح الفتى الموقوف وإعادة مدرّسي التربية الإسلامية لعملهم، فتدخّلت المخابرات بالقوة لإيقافها، ففشلت، وحينئذٍ تدخّل الجيش بضغطٍ من صلاح جديد على أمين الحافظ، فَضُرِبت الجوامع بالمدافع لأول مرة منذ زحف المغول (4).

(1)أنظر سامي الجندي، البعث، ص. 138.
(2) Cf. B.VERNIER, loc-cit, p.139.
(3) قرآن كريم، سورة 5، الآية 48.
(4) هذه الأحداث هي تلخيص لخطبة ألقاها المهندس مروان حديد، في مسجد الروضة بدمشق عام 1974، وهذا لا يتناقض مع ما كتبه سامي الجندي عن هذه الأحداث في كتابه البعث ص. 145- 147. وانظر أيضاً سخافة سرد هذه الأحداث عند مصطفى طلاس في مرآة حياته، الجزء الثاني، صفحات 485-488.



طبعاً لابد لنا أن نذكر ان سبب أولى الاحتجاجات في مدينة حماه هو ابعاد ونفي المعلمين والمعلمات الحموية الى أقاصي البلاد وابدالهم بمعلمين نصيريين

معلومة يجب عدم اغفالها بالاضافة الى قرار النصيريين مسح مادة بالدستور ينص على ان يكون رئيس الجمهورية مسلم سنّي في شطحة من شطحات النصيرية في الغدر والكذب والنفاق

وللالتفاف على المادة دخل حافظ اسد الى جامع الاموي ليخرج مسلم سني ويقسم بدينه بمعتقده وهو يمسك علم الجمهورية ويتلافى ذكر الله والقرآن


يجب الإشارة هنا بأنّ أحداث مدينة حماة في عام 1964 حصلت قبل إقالة محمّد عمران من رئاسة الأركان، الذي اتخذ موقفاً ضدّ ضرب المدينة بالمدافع، بينما أصرّ صلاح جديد على استعمال القوة واقنع أمين الحافظ برأييه، وقد ردّ على موقف عمران بالعبارة التالية: لقد فات وقت المزاح(1)
الاضطرابات لاحقت مدناً اخرى وخاصة حمص ودمشق واللاذقية وحلب، ولكنها لم تأخذ المدى الذي حصل في مدينة حماة...وبدأنا نسمع في الشارع السوري كلمة نصيري بدلاً من علوي من جديد، ونسمع ايضاً كلمة باطني وتعني المذاهب الباطنية الثلاث، وراحت الشجارات في الشوارع والمدارس تأخذ أشكال زمر طائفية بين أبناء المجتمع، وبدا تغيير واضح في المجتمع السوري بين الكثير من الأطراف بشكل لم تعهده البلاد من قبل.
هذا التغيير في المجتمع المدني انتقل أيضاً إلى المجتمع العسكري، بشهادة عضو مجلس قيادة الثورة، فهد الشاعر، حيث قال: إنّ جيشاً ينشغل ثماني عشرة ساعة كل يوم في السياسة، ويأكل وينام خمس ساعات، لن ينفع البلاد في وقت الشدّة (2).
بالرغم من التحذيرات التي وجّهت إلى محمد أمين الحافظ، رئيس مجلس قيادة الثورة، من قِبل عبدالله زيادي(3) منذ عام 1963 وغيره من الحزبيين، ومن بينهم عفلق، ولم يأبه لهذه التحذيرات، وجد نفسه في وجه صلاح جديد الذي كان يمسك بعنان الجيش العقائدي وقيادة الأركان، وحين استيقظ على نفسه وجد بانّه ليس أكثر من ديمومة بين أصابع صلاح جديد، فقال كلمته التي نقلها سامي الجندي: لا أرضى أن أكون واجهة سوى للحزب (4).استغلّ محمّد عمران هذا الوضع لأمين الحافظ، والتحق به من مدريد إلى الدار البيضاء بعد مكالمة هاتفية، خلال حضوره مؤتمر القمّة العربية التي

(1) سامي الجندي، عربٌ ويهود، ص. 112.
(2) أنظر مصطفى خليل بريز، سقوط الجولان، ص. 258.
(3) من الذين حذّروه ايضاً الضباط الناصريون أثناء زياراته لهم في سجن المزّة، ونخصّ بالذكر، راشد قطيني وفوزي محارب ومحمّد الجرّاح وجاسم علوان.
(4) أنظر البعث، ص. 153.
دعى لها الرئيس جمال عبد الناصر، للتشاور في مسألة تحويل مياه نهر الأردن، وكان ذلك في 13 أيلول/سبتمبر عام 1965، للتعاون معه من أجل الحدّ من سيطرة صلاح جديد. ودعى للانضمام إليه بعد عودته إلى دمشق صلاح الدين البيطار وأكرم الحوراني، ومنيف الرزّاز من الأردن، ليتولّى الأمانة العامة لحزب البعث. وتسلّم محمّد عمران وزارة الدفاع التي كان قد رفضها سابقاً. ومع جميع هذه التحالفات الجديدة من أجل الحدّ من سيطرة اللجنة العسكرية، استطاعوا تغيير اسمها فقط إلى المكتب العسكري للحزب بدلاً من اللجنة العسكرية. وعاد ميشيل عفلق من ألمانيا لينتقد في بداية شباط/ فبراير1966 التسلط الطائفي العلوي على الحزب وعلى سياسة البلاد، خلال اجتماع المؤتمر القومي الثامن للحزب(1).وكان قد تمّ تعيين حافظ الأسد آمراً لسلاح الطيران منذ عام 1965.وأخيه رفعت قائداً لقوة ضاربة.
حدث انفصال تام بين أعضاء القيادة القومية وأعضاء القيادة القطرية، بعد ان رفعت القيادة القومية أمراً بعدم تسريح الضبّاط دون الأخذ برأيها فيه. ولكن القيادة القطرية رفضت هذا الأمر بكامله واعتبرته كانّه لم يكن. وفي هذه الأثناء سافر حافظ الأسد مع ناجي جميل إلى إنكلترا بحجّة العلاج، ولكنّه لم يلتقِ من بين أطباء بريطانيا العُظمى سوى بوزير الخارجية جورج طومسون ؟! إلاّ أنّ أمراضه كانت من نوع المرض الدبلوماسي.(2)
<< بدأت المصادمات بين(أتباع) عفلق والضبّاط في 21 شباط/فبراير 1966، عندما حاول اللواء محمّد عمران، أن يختبر سلطاته الجديدة، فأصدر أمراً بنقل ثلاثة من أهمّ مؤيدي صلاح جديد، وهم اللواء أحمد سويداني، المدير السابق للمخابرات العسكرية، والذي كان عندئذ في إدارة شؤون الضبّاط، والعقيد عزّت جديد من سلاح الدبّابات، والرائد سليم حاطوم، الذي كانت وحدته الفدائية تقف في حراسة القصر الجمهوري،

(1) أنظر مجلّة الغرباء، العدد 4-5 عام 1980، ص.19, وانظر ايضاً نيكولا فاندام، المرجع الوارد، صفحات 51-63، وكذلك برنار فيرنيي، المرجع الوارد، صفحات 139 – 42.
(2) أنظر باتريك سيل، الأسد، ص 167.
ومحطّة التلفيزيون ونقاط استراتيجية أخرى. وفي 22 شباط/فبراير، قامت اللجنة العسكرية بالرد على الضربة، إلاّ أنها قامت أوّلاً بحركة تمويهية لإفقاد الخصوم توازنهم
تمّت هذه الحركة بواسطة خدعة قام بها قائد الجبهة المواجهة لإسرائيل، الضابط العلوي، عبد الغني إبراهيم (1)الذي اتصل بقيادة الجيش بدمشق ليفيد بأنّ شجاراً قد نشب بين ضبّاط خطّ المواجهة، وأنّهم سحبوا السلاح وشهروه في وجوه بعضهم البعض. وجعلت هذه الخدعة الفريق أمين الحافظ، ووزير الدفاع محمد عمران ورئيس الأركان يهرعون ليحلوا هذه المشكلة. وبعد أن طافوا على الوحدات واشتركوا في نقاشات مطوّلة، عاد الثلاثة إلى دمشق منهكين، واتّجهوا إلى فراشهم في الثالثة صباحاً يوم 23 شباط/فبراير، وبعد ساعتين فقط استيقظوا بصدمة قاسية على صوت الرصاص.
فقبيل الفجر قام فدائيو سليم حاطوم، تعززهم قطعة رفعت الأسد الضاربة وكتيبة دبّابات يقودها عزّة جديد، بشنّ هجوم على منزل الفريق أمين الحافظ. ومن داخل المنزل قام الفريق وحرّسه بدفاع شجاع. واستمر إطلاق النار في هذه المنطقة من وسط دمشق حتى الظهيرة، إذ كان أفراد المغاوير يأتون موجة بعد موجة للانخراط في القتال. وأخيراً عندما نفذت ذخيرة المدافعين وقُتِل الحرّاس وتهدّم المنزل بقنابل الدبّابات، وجُرِح أطفال أمين الحافظ(وقد فقدت إحدى بناته عينها فيما بعد)(2) وكان قائد حرسه الملازم محمود موسى، فقد جُرِح ونقل إلى المستشفى، حيث لحق به عزّت جديد بقصد الإجهاز عليه. إلاّ أنّ موسى سبق له أن كان فدائياً(أي من عصابة سليم حاطوم) تدخّل حاطوم لإنقاذه وهرّبه فيما بعد إلى بيروت. وكانت حصيلة القتال .
(1) عبد الغني إبراهيم هو الذي ادّعى أنّ يوسف العربي الضابط الفلسطيني، اسرّ له قبل أن يموت بأنّ ياسر عرفات عميل لإسرائيل.
(2)حين كان الناس يسألون ابنة امين الحافظ: من فقأ لك عينك؟ كانت تُجيب: عمّو سليم(حاطوم) دلالة على العلاقات الإنسانية التي كانت تجمع رجال حزب البعث.

خمسين شخصاً>>(1).

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

وضعت مجموعة(عدس)، أي القيادة القطرية مَن وضعت في سجن المزّة، ممن لهم تأثير في الجيش والحزب، من بينهم أمين الحافظ وصلاح الدين البيطار ومنصور الأطرش وشبلي العيسمي ومحمّد عمران...وكذلك أعضاء القيادة القومية للحزب من اردنيين وسعوديين ولبنانيين، ما خلا منيف الرزّاز وميشيل عفلق. وتمّ تسريح أربعمئة ضابط وموظّف, أمّا ميشيل عفلق فقد هرب بسهولة إلى بيروت بحذر، ولكن أتباع صلاح جديد لم يأبهوا له لعلمهم أنّه لا خطر منه عليهم(2).
أهمّ حدث بعد ذلك أنّ حافظ الأسد تولّى وزارة الدفاع، وأسخف شخصيّة في تاريخ سوريا الحديث، نور الدين الأتاسي، تمّ تعيينه رئيساً للدولة وجمع أحياناً إلى جانب منصبه هذا مركز رئيس الوزراء والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، لدرجة أنّ آل الأتاسي في حمص، كانوا يرددون على سبيل السخرية، نحن نفخر بأنّ أكبر رِجل كرسي في سوريا هو من عائلتنا. وحاول صلاح جديد بعد ذلك أن يعود ليحكم سوريا من وراء حجاب، لكنّه لم يفلح، فقد بدا لجميع الناس أنّه حتى تلك الفترة حاكم سوريا الحقيقي(3). يساعده حافظ أسد كوزير للدفاع وإبراهيم ماخوس للخارجية.
لنعد إلى ميشيل عفلق، مؤسس حزب البعث العربي منذ عام 1943، ولنحاول فهمه من الناحيتين الوطنية والحزبية والشخصية.
منذ عهد حسني الزعيم، أُوقف ميشيل عفلق من قبل قوى الأمن ووضع في السجن وتحت ضغوط شتى كتب ورقة يستقيل من خلال فحواها عن العمل الحزبي. ثم عاد لنشاطه الحزبي بعد انتهاء عهد الزعيم، بارك الوحدة مع مصر ولكنه بقي بعيداً حين شعر بأنّه لن يستطيع حكم الإقليم السوري من وراء الستار، كما أسلفنا في الصفحات

(1) باتريك ستيل، الأسد، صفحات 167-168.
(2) حدّثني الأستاذ شاكر الغضبان، مدير متحف بيروت سابقاً والذي درّس في جامعة ستراسبورغ لأكثر من عشر سنوات مادة علم الآثار، كيف التقى ميشيل عفلق في سهل البقاع هارباً أو شبه هارب من سوريا، وأوصله بسيارته لبيروت، وكان تعليقه عليه بانه إنسان لطيف ومهذّب...
(3) أنظر كتاب البعث ص. 143 لسامي الجندي.
السابقة، كان أيضاً على علم بمجريات الأحداث الطائفية داخل حزبه منذ قبل الانفصال، وكان على علم أكيد بأنّ انقلاب الثامن من آذار يجب أن يؤدّي إلى إعادة الوحدة بين شطري الجمهورية العربية المتّحدة أو الاتحاد الكونفيديرالي الثلاثي مع العراق ومصر، وكان يرى بأمّ عينه الاتجاه الطائفي الذي يسير فيه الحزب دون أن ينبث بأية كلمة حتى بعد إقصائه عن الحزب، ولكنه قال كل ما كان يجب قوله سنة 1963، إنما في عام 1981، أي بعد أكثر من ثمانية عشر عاماً بتلمّسه اتجاه البعث الذي أسسه مع صلاح الدين البيطار نحو البعث الطائفي بدلاً من البعث العربي. يقول ميشيل عفلق حين تأبين صلاح الدين البيطار في بغداد: << بعد قيام حركة 8 آذار في سوريا سنة 1963، بدأنا نسمع الناس يتحدّثون عن حالة شاذة عن الحزب وعقيدته وممارساته. تلك هي نزوع عدد من الضبّاط الذين شاركوا في حركة آذار ووصلوا إلى مراكز قيادية فعّالة تحت غطاء الحزب نحو تكتيل الأعوان على أسس طائفية وتوجيه الأحداث في البلاد على هذه الأسس البغيضة. وفي البداية كنّا نرفض ان نصدّق ذلك. وتصوّرنا أنّ في ذلك محاولة من الأعداء للتشهير بالحزب والثورة (1). لأن عشرين سنة قد مرّت على الحزب قبل انقلاب آذار ولم تنشأ فيه مثل هذه الظاهرة.(2) وكان بين البعثيين من أبناء سوريا من المنتمين إلى الطائفة العلوية قادة ومناضلون بارزون(3) وشيئاً فشيئاً صرنا نلمس حقيقة هذه الظاهرة التي نشأت إبان حلّ الحزب في القطر السوري وفشل تجربة الوحدة مع مصر(4) التي خلّفت أوضاعا
(1) مَن هم هؤلاء الأعداء؟ الشعب العربي السوري أم الوحدة العربية؟

(2) الغريب أنّ منير مشابك موسى لفت نظرنا منذ عام 1958 إلى هذه الظاهرة من خلال أطروحته باللغة الفرنسية، دراسة في المجتمع العلوي النصيري، وهو غير مسؤول عن أي حزب سياسي، يحذّر من دخول رجال الدين النصيري في حزب ميشيل عفلق ويدفعون بأبناء الطائفة للسيطرة على الجيش من وراء غطاء حزب البعث، ولا يغيب عن أذهاننا أنّ ميشيل عفلق تخرّج ايضاً من ذات الجامعة التي تخرّج منها مشابك موسى ولكن قبل عشرين عاماً.
(3) مَن هم هؤلاء القادة والمناضلين؟ لم يعط إسم أي واحد منهم، ولكن لربما كان وهيب الغانم أستاذ حافظ الأسد أو ربما محمّد عمران وامثاله!.
(4) الوحدة مع مصر كمؤرّخ، لم تفشل، ولكنّها طُعِِنت بمؤامرة داخلية وخارجية، سوى انّ عفلق نسي بأنّه مختص بمادة التاريخ، لدرجة انّه لا يعلم كيف يختار كلماته!

.سلبية ومريضة لدى بعض الحزبيين وفي سوريا عموماً. فاستغلّها هذا النفر من العسكريين المتآمرين والمقامرين لانتهاج هذا السبيل المنحرف والعمل من خلاله للاستيلاء على على الحزب والبلاد(1) ولمّا لم تجد كل وسائل الحوار والاقناع والردع بالعقوبات الحزبية ضدّ هؤلاء، وتأكّدنا من تصميمهم على تنفيذ مخططهم الخبيث، وقفنا في وجههم بشكل حاسم لا يقبل الالتباس ولا التردد، حرصاً على سلامة خط الحزب وإنقاذاً لمستقبله وصيانة لمصير البلاد من هذا الخطر المزدوج، خطر الطائفية السياسية البغيضة والتسلّط العسكري وضرب الحزب بقوة السلاح(2) وصار واضحاً لأصغر مناضلٍ في الحزب ولأوساط واسعة من الشعب أنّ السلطة في سوريا أمست في قبضة فئة عسكرية ومدنية ذات نهج طائفي تستغلّ طائفة معيّنة في البلاد استغلالاً خبيثاً لبسط تسلّطها وتحقيق مآربها، مستفيدة من نفرٍ من الأتباع المنتمين الذين لا يملكون من حقيقة السلطة إلاّ القشور. ورغم ذلك فقد عزّ علينا أن نشير صراحة إلى هذه البدعة في تاريخ سوريا وفي تاريخ الحزب(3) فسمينا إنقلابيي 23 شباط بالقطريين.(4) وقد كانوا بالفعل كذلك لآنّهم تآمروا على وحدة سوريا ومصر وتآمروا فيما بعد على كلّ مشروع وحدوي سنحت فرصته...>>
ما صرّح به الاستاذ ميشيل عفلق، مؤسس حزب البعث، لا يختلف أبداً عمّا كتبه منيف الرزّاز، الذي تولّى الأمانة العامة للحزب من بعده لا بقليل ولا بكثير ولكن المؤامرة الطائفية استمرت تحت غطاء الحزب(5)

(1) لم يذكر لنا الاستاذ عفلق إسم ايّ واحد منهم!؟
(2) ولماذا لم يتكلم عن ضرب الشعب بقوة السلاح؟ فهل للشعب قيمة بمفهوم ميشيل عفلق؟!
(3) ولو كان ذلك على حساب الوطن وشعبه وعلى حساب الوحدة العربية؟ فتاريخ الحزب بمفهوم عفلق أهم من سلامة الوطن...هذا التصريح نُقِل في شهر آب/أغسطس عام 1981.
(4) هل يا تُرى سمع الاستاذ ميشيل عفلق بتسمية الشعب لهم بالباطنيين منذ عام 1963 بدلاً من القطريين؟
(5) أنظر التجربة المرّة لمنيف الرزّاز، نقلاً عن ميشيل سورات، سوريا اليوم، باللغة الفرنسية، ص. 93.

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

ما كتبه عمر أبي ريشة عن حافظ الأرنب و عن مذبحة حماة

لعـاجزُ المقهـورُ أقتَـلُ حيلةً= وأذلُّ منطلَقاً ، وأنـذلُ مقصِـدا
نشر الخسيس من السلاح أمامه = واختار منه أخسـَّه ، وتـقـلَّدا
وحبا إلى حرم الرجال، ولم يذُقْ = من قُدسِ خمرتهم ولكنْ عربـدا
وافتَنَّ في تزييف ما هتفوا بـه = وارتدَّ بالقِيَـمِ الغـوالي مُنْشـِدا
البغيُ أروع مـا يكـون مظفراً = إن سُلَّ باسم المكرمـات مهنَّـدا
لا يخدعنِّكَ دم...
عُه وانـظر إلى = مـا سال فوق أكفه ، وتجـمَّدا
لم تشربِ الحُمَّى دماءَ صريعِها= إلا وتكسـو وجنـتـيه تـورُّدا
وأزاحت الأيـام عـنه نقابـه فأطلَّ = مسْخاً بالضـلال مـزوِّدا
ترك الحصون إلى العدى متعثراً = بفراره، وأتى الحِمَـ مُسْتأسـِدا
سـكِّينـه في شـدقه ولعـابُه = يجري على ذكر الفريسة مُزبدا
ما كان هولاكو ، ولا أشـباهه = بأضلَّ أفئـدةً و أقسـى أكـبُدا
هذي حماة عروسةُ الوادي على = كِبْر الحداد، تُجيل طـرفاً أرمدا
هذا صلاح الدين يخفي جرحه = عنها، ويسأل: كيف جُرْحُ أبي الفدا
سرواتْ دنـيا الفتح هانتْ عنده = وأصاب منها ما أقـام وأقعـدا
ما عفَّ عن قذف المعابد باللظى = فتناثرت رِممـاً، وأجَّتْ موقـدا

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

في نهاية شهر كانون أوّل/ديسمبر عام 1981، بدأ الجيش بحصار مدينة حماة(2) هذه القوات كانت مؤلّفة من سرايا الدفاع، رجال رفعت الأسد ومن الوحدات الخاصة، رجال محمّد علي حيدر. واللواء 47 من قوات الجيش العامة. وبدأوا الهجوم على المدينة، وظنّ سكّان حماة أنّ كل المدن السورية قائمة بذات الوقت ضدّ السلطة، معتمدين على بيان أطلقته إذاعة بغداد، ولم يكن من الأمر شيئاً.
حينذاك أطلقت القيادة العسكرية للإخوان المسلمي...
ن طلب النجدة من كافّة فرقها المقاتلة للدخول في المعركة ضدّ النظام في المدن الأخرى، وإن لن يحصل ذلك فكل ما هو إسلام وإخوان مسلمين سينتهي عن بكرة أبيه في سوريا(3)
في مطلع عام 1982 دخلت الطليعة المقاتلة في حرب انتحارية ضدّ السطة. وكان هناك سببٌ لم تنشره الصحافة والمناشير السياسية لهذه المعركة، وكان السبب اقتصاديا
(1) Cf. Le Monde, 1er décembre, 1981, p.6, et le n° 43 d’an-Nazir, du 9 fevrier, 1982, pp.2-5.
(2) Cf. Magrheb-Machric, n° 95, janvier-mars, 1982, p.104.
Cf. Ch.KUTSCHERA, L’opposition démocratique et la difficile intégration du mouvement islamique, in Le Monde Diplomatique, mars 1983, p.13 et George CORM, Le Proche-Orient éclaté, p. 181.
بحتا، فمنذ تولّي حافظ الأسد بدأ ثقل الاقتصاد يأخذ اتجاه دمشق- بيروت، ومع استياء الأحوال السياسية مع العراق، فقد خسرت مدينة حلب ومنطقتها علاقاتها التجارية مع العراق والتي كانت تمتد لفجر التاريخ، وأدّى ذلك لتراجع التجارة الداخلية في مدن شمال وسط وشمال سوريا بشكل عام كجسر الشغور وإدلب...ومع إغلاق الحدود بين سوريا والعراق ازداد الأمر سوءاً، بينما ازدهرت الحياة التجارية في دمشق، وهذا من أهمّ الأسباب الذي دعى مدينة دمشق للوقوف على الحياد، إن لم نقل أنهم أخذوا جانب السلطة. ولهذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه: من أين كان تمويل المقاتلين بالسلاح والعتاد؟ نقترح أنّ العراق ساهم بذلك، ولكن أكثر التمويل برأينا كان يأتي من السوريين الأغنياء المستائين من النظام من شمال وسط سوريا.
حين بدأت عائلة الأسد بتدمير مدينة حماة، ولم تستجب قوات الطليعة المقاتلة في المدن الأخرى لنجدة المدينة، عّلل عدنان عقلة،أحد قادة الطليعة المقاتلة ذلك بسبب قاتل وهو: أنّهم لم يهبّوا لنجدة المدينة كي لا تدّعي قيادة الإخوان المسلمين السياسية المقيمة في الخارج، بأنّ هذه المعارك تُسجّل باسمها(1)
منذ بدء تدمير حماة، في 3 شباط/فبراير 1982، أصبح من المستحيل الدخول أو الخروج من المدينة. مرتزقة رفعت الأسد كانوا في الصف الأوّل من المعركة(2)
فأثناء احتلالهم للمدينة اتبعوا أسلوباُ وحشياً لم يسبق له مثيل إلا ربما منذ زحف المغول على بلاد الشام. وكان قتل الأود والرجال يتم أمام أعين الأمهات بدون شفقة. 120 شخصاً من آل الكيلاني، العائلة الحموية العريقة، قُتلوا معاً...مجموعة كبيرة من السكان فرّوا إلى القرى المجاورة، بعض تلك القرى التي يسكنها العلويون النصيريون في غرب حماة، قضوا عليهم بدون رحمة أو شفقة، قسمٌ من اللواء 47 حاول التمرد

(1) Cf. Le Monde Diplomatique, Mars 1983, p.13.
(2) حين نتجرأ بكلمة مرتزقة رفعت الأسد، نعني بذلك الأسئلة التي طرحها الكاتب السوري، ممدوح عدوان على رئيس الوزراء، محمود الأيوبي، بلقائه مع الأدباء السوريين للسعي لحل المشكلة السياسية في سوريا، عام 1980.

على الأوامر، ولكن ذلك لم ينفع في إيقاف المذبخة، فقد وضع رفعت أسد تحت إمرة رجاله كل أنواع الأسلحة، المدفعية والدبابات وطائرات الهيلوكبتر، وبلغ عدد الضحايا حسب تقارير السلطة ما بين 10000 و1700 أ قتيل، بينما كانت تقارير المعارضة تصل من 30000 إلى 32000 ضحية.
كنّا نودّ أن لا نصدق ماحصل في تلك المذبحة والجريمة التاريخية التي نفّذها حافظ ورفعت الأسد في حماة، وقبل كلّ شئ استباحة أرواح الناس، لا فرق بين طفل وامرأة وشاب وشيخ، دفن بعض مئات أو آلاف الجرحى أحياء في مقابر جماعية...إخوان مسلمين أو إخوان شياطين وسعادين ووو، وحتى البعثيين...استخدموا مادة المازوت لحرق الناس جماعات جماعات أمام أعين أهاليهم، أحرقوهم في حوانيتهم أحياء، زجّوهم في أفران معمل البورصلان، اغتصاب النساء والبنات أمام أعين أهاليهم، ومن ثمّ بعد قتلهن تمتدّ أيديهم القاتلة وبكل وقاحة لجمع الخواتم والعقود والأساور الذهبية من أيديهن وأعناقهن...تبعوا الأطفال والنساء الذين التجأوا إلى عيادات الأطباء، ضربوهم بأعناق البنادق ثم تلوها برشاشات الرصاص في أكثر من عيادة، نذكر منها عيادة أحد الأطباء بالقرب من قبو آل طيفور...الملعب البلدي شهد مجزرة تعدت الألف برئ وبريئة، سوق الشجرة ذو الأزقة الضيقة، دخله مرتزقة رفعت وجمعوا جميع سكان الحي بعد أن أعطوهم الأمان، فدخلوا بيوتهم بحجة البحث عن السلاح ولم يجدوا شيئاً، وسرقوا كل ما وجدوه مما خفّ وزنه وارتفع ثمنه، وأمام النساء والأطفال قتلوا جميع الرجال. وظلّت الجثث أمام أعينهم عشرة أيام. تمرّد بعض الجنود، وحصل إطلاق نار بينهم، لكنّ رجال رفعت وقفوا لهم بالمرصاد فقتلوهم عن بكرة أبيهم. مجزرة في حي الوادي الفقير، وأخرى في المحطة وحي الباشورة وسوق المرابط، وسوق الصاغة الذي أبى رجال محمد علي حيدر إلاّ أن يتقاسموا شرف سرقته مع رجال رفعت، أليسوا من خريجي مدرسة حافظ الأسد مثلهم!؟
الضحايا، منهم 1000 موظف من مديرية التربية، 200 من مديرية الأوقاف، 105 من البلدية، 88 من معمل الحديد، 86 من معمل الغزل، 66 من مؤسسة الكهرباء،
59 من معمل الإطارات، 50 من مديرية الإصلاح الزراعي، 48 من معمل الإسمنت، 42 من معمل البورسلان، 30 من مديرية الأشغال العامة...وفي كلّ حيّ من الأحياء ما بين 200 و500، وتصدرتهم أحياء الكيلانية والمحطة والحوارنة..(1) رائحة المدينة كافية وحدها للتعبير عن المجزرة التي حلّت بتلك المدينة، فالقلم يعجزعن ذلك حتى ولو كان قلم عمر أبي ريشة الذي قال في حافظ الأسد بعد تلك المذبخة:
نشر الخسـيسُ من السلاح أمامهُ = واختار منه أخسـّه وتـقـلّـدا…
ماكـان هـولاكوا ولا أمـثالـه = بأشـدِّ أفئـدةٍ وأقسى أكـبـُدا
هذي حماةَ عروسـة الوادي على = طرفِ الحداد تردّ طرفاً أرمـدا
هذا صلاح الدين يُخفي جرحهُ = عنها ويسألُ كيف جرح أبي الفدا ؟
إعادة الوحدة الوطنية في البلاد، بعد مذبحة مدينة حماة أصبح ضرباً من ضروب المستحيلات. فسوريا لم تعرف أمراً مشابهاً منذ غزو المغول في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وقد وصل الأمر بكثير من الناس البسطاء أنّ يتقبّلوا حتى التدخل الإسرائيلي، مع الأسف، لتخليصهم من آل الأسد. وقد وصلتنا أخبار من اللاجئين السوريين واللبنانيين، عسكريين ومدنيين، بأنّ السلطة في دمشق، أعطت الأوامر للواء 47 الذي رفض قسم منه الانصياع للمساهمة في مذبحة حماة، أن يعبروا في منتصف النهار إلى لبنان خلال العدوان الإسرائيلي صيف عام 1982، بالقرب من قرية ربلة، فأفناهم الطيران الإسرائيلي عن بِكرة أبيهم، وادّعت السلطة حينذاك، أنّه مجرّد حافلة كانت تنقل مدنيين، أصابتهم قذيفة من الطيران الإسرائيلي...(2)

(1) أنظر باللغة العربية، مجزرة حماة، من منشورات التحالف الوطني لتحرير سوريا، ، شباط/فبراير 1983. 120 صفخة, مجلّة الحوار الديموقراطي، عدد نيسان/ أبريل، 1982، الصفحات 12-18 ومجلّة النذير، عدد 45، 15 آذار مارس 1982, وباللغة الفرنسية:
Libération, du 1er au 5 mars 1982, Le Monde, entre 12 et 24 février, 1982, Maghrib-Machrec, n° 96, juillet 1982, pp.105-06. et George CORM, op-cit, p.181.
(2) Cf. Le Monde, du 25 au 27 juin, 1982.

قلّةٌ قليلة من أبناء الطائفة العلوية النصيرية شجبت سياسة آل الأسد في البلاد، لم يصلنا من شجبهم هذا سوى البيان التالي:" نحن- جماعة النصوحيين( فرقة من ابناء الطائفة العلوية) في قريتي خان العسل وكفَر داعل، بمحافظة حلب في سوريا...نعلن شجبنا لممارسات النظام التي لا تمتّ إلى الدين ولا العروبة ولا الأخلاق بصلة. ونعلن شجبنا هذا أمام الله والشعب والتاريخ، لا سيّما أنّّ انتماء الأخوين الأسد إلى طائفتنا قد سبب لنا الكثير من الويلات والعداوات بيننا وبين جيراننا وإخوتنا في القريتين والقرى المجاورة.
وجهاء وشيوخ الطائفة النصوحية في قريتي كفر داعل وخان العسل: أحمد رجّال زعرور، علي أبو صالح العلي، حسن قوجة، أحمد ديبو عرعور، رجب عرعور، عبد الحميد مطر (حلب – سوريا)"(1)
مواقف دول الجامعة العربية، وكأنّ شيئاً لم يكن، ماعدا العراق والأردن. أمّا العراق فكما هو معروف عدائه للنظام السوري كان حزبياً، وما بين حافظ الأسد وصداّم حسين كان العداءُ شخصياً..أمّا الأردن فكان أهم أسبابه محاولة زعزعة الدولة الأردنية بواسطة المخابرات التي أُرسلت لإشعال الفتنة في المملكة...الدول الكبرى لم تنبث بكلمة انتقاد واحدة، تحت مفهوم واحد وهوخوفهم من التيار الإسلامي بعد الذي حصل قبل سنوات في إيران. ومرّت المذابح التي ذاقها الشعب السوري دون أيّ اهتمام.
لم تتوقف جرائم حافظ الأسد بعد مذبحة حماة، وتابع جرائمه في السجون، مصطفى خليفة، إسم مستعار لمواطن مسيحي وكتابه القوقعة الذي صدر عام 2008 اتهمته السلطة بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين وسُجِن 14 عاما، وكتاب الرحلة إلى المجهول الذي نشره الصديق إرام قرابيط الذي أمضى ثلاثة عشر عاماً في سجون حافظ الأسد يجعلنا نكاد لا نصدّق لولا ما نراه الآن من سياسة نجل حافظ الأسد، طبيب العيون، بشار الأسد. شاهدان على تاريخ سجون آل الأسد ومساجينهم من سن العاشرة حتى الثمانين عاماً، خسئت سجون النازيين وأمثالهم امام سجون أل الأسد.

(1) النذير، عدد 28. 6 كانون الثاني/ يناير1981.
في داخل سوريا، بعد مذبحة حماة عمّ الهدوء في الداخل، وفتحت إسرائيل عليه باب اجتياحها للبنان، وما خلا إرسال اللواء 47 في وضح النهار، الذي حطمته القوات الصهيونية، فإنّ حافظ الأسد، ضابط الطيران السابق، أرسل ما يُقارب من 92 طائرة لمحاربة أحدث طيران تقني في العالم، سقط من الطيران السوري 88 طائرة،



ترك الجيش السوري محاصراً في بيروت، وأخرجته إسرائيل صفر اليدين، وكان هدفها قبل كل شئ إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان، فوصلت إلى مأربها باحتلال جنوب لبنان حتى بيروت، ولكن حين عاد ياسر عرفات مع بعض رجال المقاومة إلى طرابلس لبنان، حيث تعجز إسرائيل عن إخراجهم تولّى حافظ الأسد ذلك بقتل المئات من المدنيين، وستظل كلمة وزير خارجيته، عبد الحليم خدّام تجلجل في آذان الناس، حين كان جيش حافظ الأسد يقصفها بالمدافع، قال وزيره خدّام: طرابلس ليست أغلى من حماة.
في ختام هذه الفترة العصيبة من تاريخ سوريا، السؤال الأهم الذي كان مطروحاً هو: إلى أين تمضي سوريا؟
عدة احتمالات كانت مطروحة ولا يزال بعضها قائماً حتى كتابة هذه السطور.منها مخطط أمريكي لتقسيم دول المنطقة إلى دويلات على أسس طائفية مبنية على الحدود الوهمية لهذه الدول منذ اتفاقية سايكس- بيكو، ونهاية الدولة العثمانية، وبسبب ضعف الشعور الوطني السوري مقابل الشعور الوطني العربي أو الإسلامي(1)
الطرح الثاني هو طرح الدولة الصهيونية، والذي يكمّل الطرح الأمريكي، وينحو باتجاه بلقنة الشرق الأوسط، أي بتفريقه إلى دويلات كدويلات البلقان قبل الرئيس تيتو وبعد الرئيس تيتو. وهذا المخطط يهدف لبناء دويلات في الشرق العربي بالشكل التالي: العراق وتقسيمه إلى ثلاث دويلات: دويلة كردية في الشمال ودويلة عربية سنّية في الوسط وديولة عربية شيعية في الجنوب...الأردن بدويلة فلسطينية ودويلة أردنية . تستمران بصراع حرب أهلية بينهما، الدولة الثالثة هي لبنان، دويلة مارونية

(1)Cf. E.BICARD, La Syrie d’aujourd’hui, p.180

في المنطقة التي كان يسيطر عليها حزب الكتائب وباقي الأحزاب المارونية من أتباع كميل شمعون وآل فرنجية، دويلة شيعية في الجنوب. أمّا طرابلس تُضمّ مع منطقة عكّار إلى الدولة العلوية. والدولة الثالثة سوريا لتنقسم إلى دويلة جبل الدروز ويُضم إليها منطقة جبل الشوف في لبنان والجولان وجبل الدروز، على الحدود مع الدولة الصهيونية، ثمّ دويلة في دمشق ودويلة عاصمتها حلب، على أن تُشعل حرب مستمرّة بينهما، ودويلة العلويين في منطقة جبال العلويين على أن يُضمّ إليها شمال لبنان، عاصمتها اللاذقية(1) برنارد لويس، رئيس تحرير الموسوعة الإسلامية باللغة الإنكليزية، من أكبر الصهاينة الحاقدين على العرب، كان وراء هذا المخطط الذي لم يتحقق بكامله حتى الآن، ولكن الفكرة لم تعد تُخفى على كلّ متطلع، كما رأينا في العراق، ونخشى رؤية باقي المخطط يتحقق في سوريا ولبنان والأردن.
برأينا، أنّ السلطة في سوريا لم يكن لها يد في تلك المخططات، لسببين وهما أولاً أنّ العلويين النصيريين انتشروا في العديد من المدن السورية وبكثرة، وخاصة في مدينتي حمص ودمشق. والسبب الثاني أنّ البرجوازيين الجدد وأكثرهم من الطبقة الحاكمة كانت تستثمر في جميع أنحاء البلاد حيث الربح السريع وخاصة في المدن الكبرى.
كان هناك أيضاً إمكانية لقيام دولة شيعية كبرى، لو ان العراق كان سيخسر الحرب ضدّ إيران، تضمّ اتحاداً أو محوراً بين سوريا وإيران والعراق، ولكنّ مخططات الدول الكبرى في الغرب كانت تسير نحو اتجاه آخر مرسوم، ولسنا لنستعرض للقارئ كيف تمّت تلك المؤامرة ببساطة، وهي تغلّب العلم على الجهل والتخطيط الغربي على العشوائية المعاصرة في الدويلات العربية، والأنظمة الديموقراطية على الأنظمة الديكتاتورية، إن لم نقل على الطغات الذين لا يزالون يُتقنون قهر شعوبهم فقط.


(1) Cf. O. YINON, Stratégie pour Israël dans les années 1980.art.reproduit par la revue d’études palestiniennes ; n° 20 Juillet- septembre 1982. G.CORM, op-cit, pp. 184-86. La balkanisation du Proche-Orient, in Le Monde Diplomatique, n° janvier 1983, pp.2-3 et enfin Al-watan al’arabi, du 29 avril au 5 mai, 1983, pp.30-32

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

لسنا لنتدخّل في فتوى ابن تيمية، سوى في حدود توضيح الجانب التاريخي، فالافتراء على الفتوى كالافتراء على النار، كما يُقال. والظروف التي عاشها بن تيمية تختلف عن الظروف في الحرب ضدّ المرتدين، كما تختلف عن ظروف سوريا في الربع الأخير من القرن العشرين، وكما اعتمد هو القياس كما لاحظنا، فقد أعتمدت الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين أيضاً القياس...
وبالنتيجة، فبعد حادثة مدرسة المدفعية في حلب بتاريخ 16 حزيران/...

يونيو 1979، والتي كانت نتيجتها مقتل 83 طالب ضابط من العلويين النصيريين(3)، توالت حوادث الاغتيالات في مدن سوريا الشمالية، حلب وحماه وحمص واللاذقية وإدلب ومعرّة النعمان وجسر الشغور، ردّت السلطة على هذه الأحداث بتخصيص 25 ألف مقاتل تحت


(1) سورة التوبة، الآية 9.
(2)سورة آل عمران، الآية 11.
(3) أُشيع أنّ باقي طلاب الضباط من ذات المجموعة، من السنّة قد أُعدموا من قِبَل السلطة بعد أحداث المذبحة!

تصرّفهم 400 دبّابة ومصفّحة عسكرية، بعد أن أعدمت في الساحات العامة جميع المساجين من جماعة الإخوان المسلمين شنقاً، وكان أغلبهم من سكان مدينة حماة.
في بداية شهر آب/أغسطس 1980، اغتيل الشيخ العلوي النصيري يوسف صارم، بيد أحد العلويين النصيريين في اللاذقية. ولكن أمر اغتياله لم يتضح إلا متأخراً، فبدأت الاضطرابات في المدينة بين السنّة والعلويين النصيريين، وتدخّل 2000 من رجال رفعت الأسد بجانب العلويين النصيريين وأخمدو التمرّد على حساب عشرات القتلى.
ثمّ أخذت الأحداث تمس العاصمة دمشق، كان ذاك بعد توزيع منشور يدعو للمظاهرة ضدّ السلطة، بتاريخ 10 آب/أغسطس عام 1980، الموافق ليوم الجمعة 17 رمضان، ويطلب من المصلّين الخروج بعد الصلاة باتجاه القصر الرئاسي لمطالبة حافظ الأسد بالتخلي عن السلطة. وتحضّرت قوات آل الأسد للتصدي لهذه الدعوة للتظاهر في كل مكان في المدينة، وأطال أئمّة المساجد الخطبة حتى قريب صلاة العصر، وحين شعروا بأنه قد تحصل مذبحة في المدينة، طلبوا من المصلين العودة إلى بيوتهم دون تظاهر.
شكّلت السلطة في خريف هذا العام لجنة لدراسة تتطور الأحداث في سوريا وبشكل خاص للنظر في الوضع الذي آلَ له حزب البعث مع المنتمين الجدد منذ سنة 1970، وكانت اللجنة مؤلّفة من 17 عضوا، بينهم 12 علوي نصيري وأربعة من السنة وعضو مسيحي. واجتمع بهم حافظ الأسد مرّتين. وخرجت تلك اللجنة بعرض النقاط التالية:
1- تسليح الحزبيين.
2- إقامة انتخابات جديدة في الحزب من القاعدة إلى القمّة.
3- التحقيق مع الحزبين الذين انتسبوا للبعث منذ سنة 1970، والتحقيق في ثرواتهم المالية، (من أين لك هذا)، وبشكل خاص القياديين منهم حتى يتم إبعاد كل الذين أثروا بشكل غير قانوني.
4- تقوية العلاقات مع الاتحاد السوفييتي.
رفض حافظ الأسد هذه النقاط، وخاصة فيما يتناول البعثيين الذين دخلوا في الحزب بعد حركته التصحيحية، بتاريخ 16 تشرين ثاني/نوفمبر 1970، واعتبر أنّ ذلك سيكون مثابة إدانة لحركته. وسلّح بالمقابل البعثيين العلويين وأعضاء اتحاد الفلاحين في محافظتي اللاذقية وطرطوس. وبدأت قوات حافظ الأسد تقحم كل من يقيم صلاة ويطلق لحية بدون تمييز بين جماعة الطليعة المقاتلة والصوفيين والمسيحيين والناس العاديين... فقد كان خياره هذا أكبر دليل على غبائه في تسيير الدولة، وأدى هذا الخيار إلى عواقب ومصائب حلّت بسوريا ولبنان والفلسطينيين والعراق لم تنتهي بعد، ويمكن أن نضعها تحت فكرة الهروب إلى الأمام، والهروب إلى الأمام لا بدّ وأن يرتطم إن عاجلاً أم آجلاً بجدار الزمان، وكأنه لويس الخامس عشر، ملك فرنسا والذي حكمها 52 عاماً وقال كلمته المشهورة: ومن بعدي الطوفان.
لقد رفض أن يتراجع عشر سنوات من حكمه توالت فيها الأخطاء في السياسة الخارجية أمام هنري كسينجر بنتائج حرب 1973 التي لم يحصل من خلالها سوى النتائج التي أسلفنا ذكرها، وكذلك كانت نتائج تدخله في لبنان الذي أصبح سوقاً لمساعديه الكبار ومقبرة لأكثر من ثمانية آلاف جندي سوري قتلوا بسبب طموحاته السياسية البذيئة. وفي الداخل ترك للمنتفعين من العلويين النصيريين وأذنابهم من المستعبدين من ضباط السنة كمصطفى طلاس الذي راح يوقع حكم الإعدام خبط عشواء بأرواح الأبرياء... وبالرغم من شعور الأكثرية أنّ جماعة الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين لا تمثّلهم، فلم يفرّق بين أحدٍ من الناس، لا هو ولا رفعت الأسد، أخوه الذي سيخونه، كما سنرى في الصفحات المقبلة. وبدأ الناس يشكّون في أنّ السلطة تتجه لإقامة دولة علوية للأسباب التالية:
1 - السلطة الفعلية في أيدي ضباط الجيش، حيث نجد على رأس سرايا الدفاع، الدولة ضمن الدولة، رفعت الأسد، أخوه من عشيرة الكلبية، وعلي حيدر عن عشيرة الحدّادين، يقود الوحدات الخاصّة، وعلي دوبا من عشيرة الخياطين، يقود الأمن العسكري.
2 – منطقة بلاد العلويين استفادت أكثر من جميع المناطق ما بين عامي 1971 و1975، فتم فيها بناء جامعة ومطار في اللاذقية، ومصفاة بترول وطريق أوتوستراد للسيارات ومعمل للإسمنت. والمنح الدراسية في الخارج كان أكثر المستفيدين منها أبناء الطائفة العلوية النصيرية، وباقي المنح كانت متوزّعة لأعضاء حزب البعث وليس حسب الكفاءات الدراسية، وكان باقي السوريين يعلمون جيداً أنّ أولئك الطلاب الموفودين كانوا يعملون إلى جانب دراساتهم، مخبرين على أبناء جلدتهم في الخارج بدلاً من أن يتحدوا معهم وأن يكونوا مخبرين على تحرّكات الصهاينة ونشاطاتهم في البلدان التي أوفدتهم السلطة إليها(1).
من جانب الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين، فقد أعلنوا حرباً على السلطة دون هوادة وحاولوا تخطي جميع القوى السياسية المعارضة من ناصريين وشيوعيين وحتى الإخوان المسلمين جناح الأستاذ عصام العطار، وذلك لإنشاء بنية شعبية في الداخل بجانبهم وحدهم. ونشروا بياناً سياسياً موجهاً لباقي قوى المعارضة بعنوان: عودوا إلى جحوركم، قرأناه شخصياً وأشارت إليه صحيفة اللوموند ديبلوماتيك بتاريخ آذار/مارس 1983.



هذه المعارضة حاولت إيجاد أنصار لها في الجيش بين الضباط السنيين والنقابات بمختلف المهن، وإن كانت قد فشلت بضم الضباط، فقد نجحت بتحريك النقابات من أطباء ومعلمين ومحامين، والذين راحوا يطالبون برفع الأحكام العرفية المفروضة على البلاد منذ 8 آذار 1963. كما كانوا يطالبون بإعادة الحريات الديمقراطية للشعب ومحاكمة المساجين السياسيين أمام محاكم مدنية، وإيقاف المحاكم العسكرية، ولكن لم تصل بهم الحدة ليعلنوا طائفية الدولة والسلطة كما كانت تنادي الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين.

(1) Cf. Le Monde Diplomatique, n° octobre, 1979, p.7 et n° avril. 1980, PP.4-5. et N. VAN DAM, op-cit, pp.98-99.
وانظر أيضاً باللغة العربية أعداد مجلّة النذير والغرباء والرائد بين عامي 1979 و 1980.

هذه الطليعة المقاتلة، برأينا، وقعت في أخطاء استراتيجية كانت أشدّ وقعاً على البلاد مما كان يُتوقّع لها. سواء أكان خلال فترة تمرّدهم بالسلاح، أو في الفترة التي تلت ذلك، عليهم وعلى جماعة الإخوان المسلمين وحتى على الإسلام. وقد استفاد حافظ الأسد من هذه الأخطاء لتقوية موقعه إلى أقصى الحدود، ولكن على حساب الوحدة الوطنية، حيث أنّ الفاصل ما بين السنة والعلويين النصيريين ازداد اتساعاً.
هذه الأخطاء سنتوقّف عليها ضمن معلوماتنا التي أوردناها في أطروحتنا للحصول على درجة الدكتوراه عام 1983(1).
1- كثرة التناقض بين مطالب الطليعة المقاتلة، بشرحهم لأسباب الثورة أو التمرد على السلطة، فكانوا أحياناً يطالبون بإيقاف الأحكام العرفية، وأحيانا يدعون للحرب ضدّ الطائفة العلوية النصيرية(2) وفي ذات الوقت كنّا نسألهم عن برنامجهم إذا ما وصلوا إلى السلطة، فكانوا يجيبون أنّ برنامجنا هو الإسلام(3) هذا ما دعى الكثيرين بالتردد للإلتحاق بهم وبشكل خاص في دمشق. وقد كنّا نشعر من خلال الحوار معهم أو قراءة مجلاتهم ومناشيرهم، بأننا نجد كتاب "معالم في الطريق"، لسيد قطب، مع العلم بأننا إذا تعمّقنا في هذا الكتاب نجد أنفسنا أمام مذهب الخوارج وليس أهل السنة والجماعة.

(1) علمنا بأنّ السيد عدنان سعدالدين قد كتب مذكراته منذ سنوات قليلة وأورد فيها الأحداث من خلال وجهة نظره، فلسوف نحاول التعرض لرأيه، باعتمادنا على ما نُشر منها من الصفحات الالكترونية، حيث لم نستطع الحصول على كتابه المؤلف من عدة أجزاء. كذلك على ما أورده باتريك سيل في كتابه الاسد، ذلك أنّ الكتابين صدرا بعد حصولنا على درجة الدكتوراه بسنوات، وكنّا استعرضنا من خلال أطروحتنا تاريخ سورية حتى 1982.
(2)" وأنتم يا أبناء الطائفة النصيرية- إنّكم تعلمون أنّ معركتنا ليست مع طائفتكم، وها هم أولاء أبناء الطوائف الأخرى يقفون معنا في الثورة على الظالمين، لكنّ معركتنا على أولئك المتسلّطين منكم على رقاب هذا الشعب، الواقفين في وجه ثورته، وهذه هي فرصتكم الأخيرة لإنقاذ أنفسكم وطائفتكم من هلاكٍ محقق، لأنّ ساعة الخلاص من الطغات والظالمين أضحت قريبة. فاحقنوا دماءكم وقفوا مع أبناء شعبكم ضدّ المتسلّطين. فإن فعلتم نجوتم بأنفسكم من غضبة الشعب، أمّا إذا ركبتم رؤوسكم، ووقفتم مع الطغات من أعداء الشعب.. فستعلمون أنّ معركتم مع شعبنا معركة خاسرة، وستندمون حين لا ينفع الندم" هذا جزء من أحد المناشير التي وزّعتها الطليعة المقاتلة في سوريا خلال صيف 1979.
(3) أوّل برنامج عمل قدمته الطليعة المقاتلة كان عام 1981، أي بعد عامين من بدئهم بإعلان الثورة أو التمرد على السلطة.
كنّا نسمع دائماً: الحاكمية أو الحكم لله وحده، والديمقراطية، التي كنّا نسألهم عنها هي حاكمية البشر للبشر، وهي من الجاهلية، وكانوا يتهمون الآخرين بعبادة الزعماء والروؤساء والشرك، وأنّ الوحدويين ديانتهم القومية العربية، والشيوعيين ديانتهم الماركسية...> دون النظر في القول المأثور (هذا حديث شريف على ما أظن): مَن كفّر مسلماً فقد لاذ بها أحدهما... ولربما لم يطـّلعوا على خطبة الإمام علي(رض) في الرد على الخوارج: لا حُكم إلاّ لله، فأجابهم بإحدى خطبه: "كلمة حقّ يـُراد بها باطل! نعم إنّه لا حكم إلاّ لله، ولكن هؤلاء يقولون: لا إمرة إلاّ لله، وإنّه لا بدّ للناس من أميرٍ برٍّ أو فاجرٍ يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر، ويبلّغ فيها الله الأجل ويُجمَع به الفيْء، ويُقاتلُ به العدو، وتأمن به السُبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي، حتى يستريح به برٌّ ويُستراحُ من فاجرٍ" فأصبح كل مغايير لأفكارهم في موقع الكافر، مما نفـّر الكثيرين من الاتصال بهم والمساهمة معهم... ففتحوا لحافظ الأسد باباً لم تستطع جماهير الشعب إغلاقه حتى كتابة هذه السطور.
2- رفضت الطليعة المقاتلة التعاون مع القوى السياسة الأخرى، ولم تستجب للتعاون معهم سوى بعد مجزرة حماة، وأسسوا بالنتيجة جبهة تحرير سوريا بالتعاون مع بعث العراق والاتحاد الاشتراكي العربي، ولكنّ هذه الجبهة تأسست بعد فوات الأوان.
3- عدم التفاهم بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية لتلك الجماعة (2).
4- تحرك الطليعة المقاتلة عسكرياً لم يشمل العاصمة دمشق، بالرغم من شجاعة مقاتليها الذين كانوا لا يبالون بالموت. ولكن عدم التحرك في العاصمة التي تستند السلطة عليها كان من أهم أسباب انكسارها.

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

أمّا حافظ الأسد، فلم يحرك ساكناً نحو ديموقراطية النظام ولا حتى بتطبيق بنود ومواد الدستور الذي كان قد فرضه هو وحزبه على البلاد، وبالعكس وجّه كل قواته لسحق الشعب بلا رحمة، ليس فقط ضدّ الإخوان المسلمين بشكل خاص، ولكن ضد كل من

(1) نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص.82.
(2) أنظر صحيفة اللوموند الديبلوماسية، عدد آذار/مارس 1983. ص. 13.
ينبث بكلمة ضده. ويتابع سياسته المأساوية بالحكم بالإعدام على كل منتسب لجماعة الإخوان المسلمين، ويسلّح العلويين النصيريين في كل أنحاء البلاد(1)، وكان هناك تعبير متبادلٌ بينهم: أنت مع الأسد، إذاً أنت مع نفسك(2)، ويدعون الفتيان للتطوع في سرايا رفعت الأسد، وليس في سرايا الدفاع كما كان اسمها معروفاً بشكل رسمي، هذه السرايا التي كانت تحيط بمرتفعات دمشق وتوجه فوهات مدافعها على المدينة(3)، تلك القوات التي كانت تؤدي حساباتها فقط لقائدها رفعت الأسد(4).
وبعد أن اتهم حافظ الأسد الامبريالية الأمريكية بأنها وراء هذه الأحداث، كان يستقبل فيليب حبيب، مستشارَ الرئيس الأمريكي "رونالد ريغان"، لشوؤن الشرق الأوسط. وبالرغم من استخدامه كافة القوى العسكرية والمخابرات بكافة تنظيماتها، لم يستطع إيقاف اغتيالات المقرّبين منه، حتى أنّه نجا بأعجوبة، حين حاول أحد الضباط اغتياله بتاريخ 26 حزيران/يونيو 1980. ولكن بعد محاولة الاغتيال هذه قام رفعت الأسد بجريمة ضد الإنسانية في سجن تدمر. ذلك بأنّه أعطى أمراً بحفر خندق على مدخل السجن، وطائرات الهليكوبتر تحلّق فوق السجن، وأمر السجّانون السجناءَ بالخروج إلى ساحة السجن، وبدأت بوابل الرصاص بالرشاشات تتجه إلى أجسادهم، فحاولوا الخروج من الباب الرئيسي، فوجدو الحفرة في وجههم وراحت بوابل الرصاص تأتيهم من طائرات الهيلوكوبتر، وقتل مّن قتل وطُمرَ الأحياء مع الأموات، ثمّ أنّ قسماً منهم

(1) Cf. Maghreb Machric, n° 90, octobre-décembre, 1980.
(2) (2) برأيننا وكما كنّا نرى بأعيننا، أنّ أكثر العلويين النصيريين كانوا مسلّحين، فقد حصل معي شخصياً أنني حين كنت أمرّ في سنوات الستينات وبداية السبعينات في أحياء الخضر وعكرمة والنزهة، حيث كان أكثر سكانها بمدينة حمص من العلويين النصيريين، كنت أشاهد أبناء هذه الأحياء ينظفون الأسلحة الفردية من مسدسات وبنادق فترة بعد الظهر أمام بيوتهم وكذلك في بعض قراهم.
(3) Cf. M.SAURAT, La Syrie d’aujourd’hui, p. 94.
(4) Idem.
(5) Cf. Libération, 1er mars 1982, p.2.

تنبّه للخندق فعادوا إلى زنزاناتهم، وهناك تابع السجّانون رميهم بالرصاص، وكان عدد الضحايا ما بين 900 و1800 سجين(1) بعد هذه الجريمة فإنّ رفعت الأسد أعلن في إحدى كلماته، بعد أن استشهد بستالين، الزعيم السوفييتي الذي قضى على أكثر من ثلاثين مليون مواطن في بلاده، بأنّه على استعداد لإعلان مئة حرب وقتل مليون مواطن إذ اضطّرّته الظروف للقضاء على جماعة الإخوان المسلمين(2).
وهكذا تمّ إرسال الطيران لقصف أحياء في جسر الشغور وإدلب... وذاقت حمص ما ذاقته بين عامي 1980 و1981، حيث قتل من أبنائها بشكل خاص في سجن تدمر مواطنين لم يتمّ معرفتهم بالآلاف.. أوقفوا الكثير من النقابيين وسحلوهم في الشوارع، وقطّعوا أجساد بعضهم ورموها في بعض القرى العلوية(3)، ولاحقوا المعارضين بالاغتيالات في خارج البلاد، فقتلوا صلاح الدين البيطار في باريس والصحفي اللبناني سليم اللوزي، مدير تحرير مجلّة الحوادث في بيروت، بعد أنّ مثّلوا به فمزّقوا يده التي يكتب بها، وحاولوا قتل الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين عصام العطّار، ولكنّهم لم يجدوه في بيته، فقتلوا زوجته، إبنة المفكر الكبير علي الطنطاوي، وقتلوا ظافر الأتاسي في باريس بمنزله المتواضع فوق السطوح، كما قتلوا معارضين في إسبانيا والإمارات العربية المتحدة، وحاولوا اغتيال بعض ناشطي الإخوان في الأردن(4).
في الداخل أيضاً اتخذت المخابرات بكافة تنظيماتها أساليب للقبض على أنصار الطليعة المقاتلة، وذلك باحتجاز أفراد من عائلاتهم كرهينة حتى يُسلّموا أنفسهم، ضدّ كل مبدأ إنساني(5) والمعاكس للآية القرآنية: ولا تزر وازرة وزر أخرى...

(1) Cf. Le Monde, 6-7 juillet, 1980.
(2) Loc-cit, 24 juillet, 1980, p.4.
(3) فعلوا ذلك بنقيب أطبّاء الأسنان في مدينة حماه، خضر الشيشكلي، عن عمر يناهز الثمانين عاماً، وكذلك ابنه.
(4) أنظر أعداد مجلة النذير، رقم 41-43 كانون أوّل/ديسمبر1981 وشباط/ فبراير1982. وكذلك مجلّة
Nouvel Observatoir, 26 juillet 1980. p.27.
(5) Voir les differents rapports d’Aminsty International, entre 1979-83.

وخلال عام 1981، تمّ اتفاق ضمني بين السلطات السعودية والسلطات السورية، لتسليم المعارض السعودي، ناصر السعيد، الذي كان ملتجئاً في بيروت، على أن يساعدوهم بإيقاف حركة الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين، فكشفوا لهم عن عنوان سبعة عشر وكرٍ للأسلحة في سوريا وجدوا من بينها ثلاثة عشر في مدينة حلب وحدها. مما أدّى إلى التباعد ما بين القيادة السياسية والقيادة المقاتلة لجماعة الإخوان المسلمين منذ صيف 1981. ومنذ الخريف بدأ مقاتلوا الطليعة المقاتلة يتوجّهون بعملياتهم في العاصمة، دمشق، وقاموا بعدة عمليات انتحارية فجّروا خلالها مراكز للمخابرات، مما أدّى إلى مئات القتلى من الطرفين(1).
في نهاية شهر كانون أوّل/ديسمبر عام 1981، بدأ الجيش بحصار مدينة حماة(2). هذه القوات كانت مؤلّفة من سرايا الدفاع، رجال رفعت الأسد، ومن الوحدات الخاصة، رجال محمّد علي حيدر، واللواء 47 من قوات الجيش العامة. وبدأوا الهجوم على المدينة، وظنّ سكّان حماة أنّ كل المدن السورية قائمة بذات الوقت ضدّ السلطة، معتمدين على بيان أطلقته إذاعة بغداد، ولم يكن من الأمر شيئاً.
حينذاك أطلقت القيادة العسكرية للإخوان المسلمين طلب النجدة من كافّة فرقها المقاتلة للدخول في المعركة ضدّ النظام في المدن الأخرى، وإن لم يحصل ذلك فكل ما هو إسلام وإخوان مسلمين سينتهي عن بكرة أبيه في سوريا(3).
في مطلع عام 1982 دخلت الطليعة المقاتلة في حرب انتحارية ضدّ السطة. وكان هناك سببٌ لم تنشره الصحافة والمناشير السياسية لهذه المعركة، وكان السبب اقتصاديا

(1) Cf. Le Monde, 1er décembre, 1981, p.6, et le n° 43 d’an-Nazir, du 9 fevrier, 1982, pp.2-5.
(2) Cf. Magrheb-Machric, n° 95, janvier-mars, 1982, p.104.
Cf. Ch.KUTSCHERA, L’opposition démocratique et la difficile intégration du mouvement islamique, in Le Monde Diplomatique, mars 1983, p.13 et George CORM, Le Proche-Orient éclaté, p. 181.
بحتا. فمنذ تولّي حافظ الأسد بدأ ثقل الاقتصاد يأخذ اتجاه دمشق- بيروت، ومع استياء الأحوال السياسية مع العراق، فقد خسرت مدينة حلب ومنطقتها علاقاتها التجارية مع العراق، والتي كانت تمتد لفجر التاريخ، وأدّى ذلك لتراجع التجارة الداخلية في مدن شمال وسط وشمال سوريا بشكل عام كجسر الشغور وإدلب... ومع إغلاق الحدود بين سوريا والعراق ازداد الأمر سوءاً، بينما ازدهرت الحياة التجارية في دمشق، وهذا من أهمّ الأسباب الذي دعى مدينة دمشق للوقوف على الحياد، إن لم نقل أنهم أخذوا جانب السلطة. ولهذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه: من أين كان تمويل المقاتلين بالسلاح والعتاد؟ نقترح أنّ العراق ساهم بذلك، ولكن أكثر التمويل برأينا كان يأتي من السوريين الأغنياء المستائين من النظام من شمال وسط سوريا.
حين بدأت عائلة الأسد بتدمير مدينة حماة، ولم تستجب قوات الطليعة المقاتلة في المدن الأخرى لنجدة المدينة، عّلل عدنان عقلة، أحد قادة الطليعة المقاتلة ذلك بسبب قاتل وهو: أنّهم لم يهبّوا لنجدة المدينة كي لا تدّعي قيادة الإخوان المسلمين السياسية المقيمة في الخارج، بأنّ هذه المعارك تُسجّل باسمها(1).
منذ بدء تدمير حماة، في 3 شباط/فبراير 1982، أصبح من المستحيل الدخول أو الخروج من المدينة. مرتزقة رفعت الأسد كانوا في الصف الأوّل من المعركة(2)،
فأثناء احتلالهم للمدينة اتبعوا أسلوباُ وحشياً لم يسبق له مثيل إلا ربما منذ زحف المغول على بلاد الشام. وكان قتل الأولاد والرجال يتم أمام أعين الأمهات بدون شفقة. 120 شخصاً من آل الكيلاني، العائلة الحموية العريقة، قُتلوا معاً... مجموعة كبيرة من السكان فرّوا إلى القرى المجاورة، بعض تلك القرى التي يسكنها العلويون النصيريون في غرب حماة، قضوا عليهم بدون رحمة أو شفقة، قسمٌ من اللواء 47 حاول التمرد

(1) Cf. Le Monde Diplomatique, Mars 1983, p.13.
(2) حين نتجرأ بكلمة مرتزقة رفعت الأسد، نعني بذلك الأسئلة التي طرحها الكاتب السوري، ممدوح عدوان على رئيس الوزراء، محمود الأيوبي، بلقائه مع الأدباء السوريين للسعي لحل المشكلة السياسية في سوريا، عام 1980.

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

على الأوامر، ولكن ذلك لم ينفع في إيقاف المذبخة، فقد وضع رفعت أسد تحت إمرة رجاله كل أنواع الأسلحة، المدفعية والدبابات وطائرات الهيلوكبتر، وبلغ عدد الضحايا حسب تقارير السلطة ما بين 10000 و11700 قتيل، بينما كانت تقارير المعارضة تصل من 30000 إلى 32000 ضحية.
كنّا نودّ أن لا نصدق ما حصل في تلك المذبحة والجريمة التاريخية التي نفّذها حافظ ورفعت الأسد في حماة، وقبل كلّ شيء استباحة أرواح الناس، لا فرق بين طفل وامرأة وشاب وشيخ، دفن بضع مئات أو آلاف الجرحى أحياء في مقابر جماعية... إخوان مسلمين أو إخوان شياطين وسعادين ووو، وحتى البعثيين... استخدموا مادة المازوت لحرق الناس جماعات جماعات أمام أعين أهاليهم، أحرقوهم في حوانيتهم أحياء، زجّوهم في أفران معمل البورصلان، اغتصاب النساء والبنات أمام أعين أهاليهن، ومن ثمّ بعد قتلهن تمتدّ أيديهم القاتلة وبكل وقاحة لجمع الخواتم والعقود والأساور الذهبية من أيديهن وأعناقهن... تبعوا الأطفال والنساء الذين التجأوا إلى عيادات الأطباء، ضربوهم بأعناق البنادق ثم تلوها برشاشات الرصاص في أكثر من عيادة، نذكر منها عيادة أحد الأطباء بالقرب من قبو آل طيفور... الملعب البلدي شهد مجزرة تعدت الألف بريء وبريئة، سوق الشجرة ذو الأزقة الضيقة، دخله مرتزقة رفعت وجمعوا جميع سكان الحي بعد أن أعطوهم الأمان، فدخلوا بيوتهم بحجة البحث عن السلاح ولم يجدوا شيئاً، وسرقوا كل ما وجدوه مما خفّ وزنه وارتفع ثمنه، وأمام النساء والأطفال قتلوا جميع الرجال. وظلّت الجثث أمام أعينهم عشرة أيام. تمرّد بعض الجنود، وحصل إطلاق نار بينهم، لكنّ رجال رفعت وقفوا لهم بالمرصاد فقتلوهم عن بكرة أبيهم. مجزرة في حي الوادي الفقير، وأخرى في المحطة و حي الباشورة وسوق المرابط، وسوق الصاغة الذي أبى رجال محمد علي حيدر إلاّ أن يتقاسموا شرف سرقته مع رجال رفعت، أليسوا من خريجي مدرسة حافظ الأسد مثلهم!؟
الضحايا، منهم 1000 موظف من مديرية التربية، 200 من مديرية الأوقاف، 105 من البلدية، 88 من معمل الحديد، 86 من معمل الغزل، 66 من مؤسسة الكهرباء،
59 من معمل الإطارات، 50 من مديرية الإصلاح الزراعي، 48 من معمل الإسمنت، 42 من معمل البورسلان، 30 من مديرية الأشغال العامة... وفي كلّ حيّ من الأحياء ما بين 200 و500، وتصدّرتهم أحياء الكيلانية والمحطة والحوارنة..(1). رائحة المدينة كافية وحدها للتعبير عن المجزرة التي حلّت بتلك المدينة، فالقلم يعجزعن ذلك حتى ولو كان قلم عمر أبي ريشة الذي قال في حافظ الأسد بعد تلك المذبخة:
نشر الخسـيسُ من السلاح أمامهُ = واختار منه أخسـّه وتـقـلّـدا…
ما كـان هـولاكوا ولا أمـثالـه = بأشـدِّ أفئـدةٍ وأقسى أكـبـُدا
هذي حماةَ عروسـة الوادي على = طرفِ الحداد تردّ طرفاً أرمـدا
هذا صلاح الدين يُخفي جرحهُ = عنها ويسألُ كيف جرح أبي الفدا؟
إعادة الوحدة الوطنية في البلاد، بعد مذبحة مدينة حماة أصبح ضرباً من ضروب المستحيلات. فسوريا لم تعرف أمراً مشابهاً منذ غزو المغول في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وقد وصل الأمر بكثير من الناس البسطاء أنّ يتقبّلوا حتى التدخل الإسرائيلي، مع الأسف، لتخليصهم من آل الأسد. وقد وصلتنا أخبار من اللاجئين السوريين واللبنانيين، عسكريين ومدنيين، بأنّ السلطة في دمشق، أعطت الأوامر للواء 47 الذي رفض قسم منه الانصياع للمساهمة في مذبحة حماة، أن يعبروا في منتصف النهار إلى لبنان خلال العدوان الإسرائيلي صيف عام 1982، بالقرب من قرية ربلة، فأفناهم الطيران الإسرائيلي عن بِكرة أبيهم، وادّعت السلطة حينذاك، أنّه مجرّد حافلة كانت تنقل مدنيين، أصابتهم قذيفة من الطيران الإسرائيلي...(2).


(1) أنظر باللغة العربية، مجزرة حماة، من منشورات التحالف الوطني لتحرير سوريا، شباط/فبراير 1983. 120 صفحة، مجلّة الحوار الديموقراطي، عدد نيسان/ أبريل، 1982، الصفحات 12-18 ومجلّة النذير، عدد 45، 15 آذار مارس 1982, وباللغة الفرنسية:
Libération, du 1er au 5 Mars 1982, Le Monde, entre 12 et 24 février, 1982, Maghrib-Machrec, n° 96, juillet 1982, pp.105-06. et George CORM, op-cit, p.181.
(2) Cf. Le Monde, du 25 au 27 juin, 1982.

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

قلّةٌ قليلة من أبناء الطائفة العلوية النصيرية شجبت سياسة آل الأسد في البلاد، لم يصلنا من شجبهم هذا سوى البيان التالي:" نحن- جماعة النصوحيين( فرقة من أبناء الطائفة العلوية) في قريتي خان العسل وكفَر داعل، بمحافظة حلب في سوريا... نعلن شجبنا لممارسات النظام التي لا تمتّ إلى الدين ولا العروبة ولا الأخلاق بصلة. ونعلن شجبنا هذا أمام الله والشعب والتاريخ، لا سيّما أنّّ انتماء الأخوين الأسد إلى طائفتنا قد سبب لنا الكثير من الويلات والعداوات بيننا وبين جيراننا وإخوتنا في القريتين والقرى المجاورة.
وجهاء وشيوخ الطائفة النصوحية في قريتي كفر داعل وخان العسل: أحمد رجّال زعرور، علي أبو صالح العلي، حسن قوجة، أحمد ديبو عرعور، رجب عرعور، عبد الحميد مطر (حلب – سوريا)"(1).
مواقف دول الجامعة العربية، وكأنّ شيئاً لم يكن، ما عدا العراق والأردن. أمّا العراق فكما هو معروف عداؤه للنظام السوري كان حزبياً، وما بين حافظ الأسد وصداّم حسين كان العداءُ شخصياً.. أمّا الأردن فكان أهم أسبابه محاولة زعزعة الدولة الأردنية بواسطة المخابرات التي أُرسلت لإشعال الفتنة في المملكة... الدول الكبرى لم تنبث بكلمة انتقاد واحدة، تحت مفهوم واحد وهو خوفهم من التيار الإسلامي بعد الذي حصل قبل سنوات في إيران. ومرّت المذابح التي ذاقها الشعب السوري دون أيّ اهتمام.
لم تتوقف جرائم حافظ الأسد بعد مذبحة حماة، وتابع جرائمه في السجون، مصطفى خليفة، إسم مستعار لمواطن مسيحي وكتابه "القوقعة" الذي صدر عام 2008 اتهمته السلطة بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين وسُجِن 14 عاما، وكتاب "الرحلة إلى المجهول" الذي نشره الصديق إرام قرابيط الذي أمضى ثلاثة عشر عاماً في سجون حافظ الأسد يجعلنا نكاد لا نصدّق لولا ما نراه الآن من سياسة نجل حافظ الأسد، طبيب العيون، بشار الأسد. شاهدان على تاريخ سجون آل الأسد ومساجينهم من سن العاشرة حتى الثمانين عاماً، خسئت سجون النازيين وأمثالهم أمام سجون آل الأسد.
(1) النذير، عدد 28. 6 كانون الثاني/ يناير1981.
في داخل سوريا، بعد مذبحة حماة عمّ الهدوء في الداخل، وفتحت إسرائيل عليه باب اجتياحها للبنان، وما خلا إرسال اللواء 47 في وضح النهار، الذي حطمته القوات الصهيونية، فإنّ حافظ الأسد، ضابط الطيران السابق، أرسل ما يُقارب من 92 طائرة لمحاربة أحدث طيران تقني في العالم، سقط من الطيران السوري 88 طائرة، ترك الجيش السوري محاصراً في بيروت، وأخرجته إسرائيل صفر اليدين، وكان هدفها قبل كل شيء إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان، فوصلت إلى مأربها باحتلال جنوب لبنان حتى بيروت، ولكن حين عاد ياسر عرفات مع بعض رجال المقاومة إلى طرابلس لبنان، حيث تعجز إسرائيل عن إخراجهم تولّى حافظ الأسد ذلك بقتل المئات من المدنيين، وستظل كلمة وزير خارجيته، عبد الحليم خدّام تجلجل في آذان الناس، حين كان جيش حافظ الأسد يقصفها بالمدافع، قال وزيره خدّام: طرابلس ليست أغلى من حماة.
في ختام هذه الفترة العصيبة من تاريخ سوريا، السؤال الأهم الذي كان مطروحاً هو: إلى أين تمضي سوريا؟
عدة احتمالات كانت مطروحة ولا يزال بعضها قائماً حتى كتابة هذه السطور. منها مخطط أمريكي لتقسيم دول المنطقة إلى دويلات على أسس طائفية مبنية على الحدود الوهمية لهذه الدول منذ اتفاقية سايكس- بيكو، ونهاية الدولة العثمانية، وبسبب ضعف الشعور الوطني السوري مقابل الشعور الوطني العربي أو الإسلامي(1).
الطرح الثاني هو طرح الدولة الصهيونية، والذي يكمّل الطرح الأمريكي، وينحو باتجاه بلقنة الشرق الأوسط، أي بتفريقه إلى دويلات كدويلات البلقان قبل الرئيس تيتو وبعد الرئيس تيتو. وهذا المخطط يهدف لبناء دويلات في الشرق العربي بالشكل التالي: العراق وتقسيمه إلى ثلاث دويلات: دويلة كردية في الشمال ودويلة عربية سنّية في الوسط ودويلة عربية شيعية في الجنوب... الأردن بدويلة فلسطينية ودويلة أردنية، تستمران بصراع حرب أهلية بينهما. الدولة الثالثة هي لبنان، دويلة مارونية

(1)Cf. E.BICARD, La Syrie d’aujourd’hui, p.180

في المنطقة التي كان يسيطر عليها حزب الكتائب وباقي الأحزاب المارونية من أتباع كميل شمعون وآل فرنجية، دويلة شيعية في الجنوب، أمّا طرابلس تُضمّ مع منطقة عكّار إلى الدولة العلوية. والدولة الثالثة سوريا لتنقسم إلى دويلة جبل الدروز ويُضم إليها منطقة جبل الشوف في لبنان والجولان وجبل الدروز، على الحدود مع الدولة الصهيونية، ثمّ دويلة في دمشق ودويلة عاصمتها حلب، على أن تُشعل حرب مستمرّة بينهما، ودويلة العلويين في منطقة جبال العلويين على أن يُضمّ إليها شمال لبنان، عاصمتها اللاذقية(1). برنارد لويس، رئيس تحرير الموسوعة الإسلامية باللغة الإنكليزية، من أكبر الصهاينة الحاقدين على العرب، كان وراء هذا المخطط الذي لم يتحقق بكامله حتى الآن، ولكن الفكرة لم تعد تُخفى على كلّ متطلع، كما رأينا في العراق، ونخشى رؤية باقي المخطط يتحقق في سوريا ولبنان والأردن.
برأينا، أنّ السلطة في سوريا لم يكن لها يد في تلك المخططات، لسببين وهما أولاً أنّ العلويين النصيريين انتشروا في العديد من المدن السورية وبكثرة، وخاصة في مدينتي حمص ودمشق. والسبب الثاني أنّ فئة البرجوازيين الجدد وأكثرهم من الطبقة الحاكمة كانت تستثمر في جميع أنحاء البلاد حيث الربح السريع وخاصة في المدن الكبرى.

كان هناك أيضاً إمكانية لقيام دولة شيعية كبرى، لو أن العراق كان سيخسر الحرب ضدّ إيران، تضمّ اتحاداً أو محوراً بين سوريا وإيران والعراق، ولكنّ مخططات الدول الكبرى في الغرب كانت تسير نحو اتجاه آخر مرسوم، ولسنا لنستعرض للقارئ كيف تمّت تلك المؤامرة ببساطة، وهي تغلّب العلم على الجهل والتخطيط الغربي على العشوائية المعاصرة في الدويلات العربية، والأنظمة الديموقراطية على الأنظمة الديكتاتورية، إن لم نقل على الطغات الذين لا يزالون يُتقنون قهر شعوبهم فقط.

(1) Cf. O. YINON, Stratégie pour Israël dans les années 1980.art.reproduit par la revue d’études palestiniennes ; n° 20 Juillet- septembre 1982. G.CORM, op-cit, pp. 184-86. La balkanisation du Proche-Orient, in Le Monde Diplomatique, n° janvier 1983, pp.2-3 et enfin Al-watan al’arabi, du 29 avril au 5 mai, 1983, pp.30-32.




سيكتب التاريخ عن قيام دولة نصيرية من عام 1963 حتى عام 2013، إن شاء الله سيكون آخر الأعوام...ستُقارن بالدولة الفاطمية في مصر مثلا، وهي دولة الأسماعيليين، والتي امتدت أحياناً لتشمل الحجاز وبعض اجزاء من الشام. الدولة الفاطمية لها ما لها وعليها ما عليها، ولكن سنحاول أن نصف الدولة النصيرية. مثلاً أن نقول عن الفاطميين أنّ أبا شعلا أرسل من السلمية إلى القيروان أحد دعاته فا...تبعه البربر واسقطو دولة الأغالبة في تونس ثم ارسل المعز بالله الفاطمي جوهر الصقلي على رأس جيش فافتتح مصر وبنى القاهرة ومعالمها...ولكن ماذا سنقول عن النصيرية؟ برابرة كالقبائل الجرمانية الذين هدموا روما، هجموا على المدن ودخلت القاف المقلّقة معالم دمشق وحمص وحواضرها، سلموا الجولان لبني إسرائيل بدأوا بذبح المسلمين في مخيم اليرموك سنة 1963 وحماه 1964 وما بينهم من بعثيين ونصيريين 1966 وخانوا العرب في حرب 1967 وتقاتلوا فيما بينهم سنة 1970 وتآمروا وراء اسم حرب تشرين التحريرية سنة 1973 وذبحوا الفلسكينيين عام 1975 في تل الزعتر بلبنان وتحايلوا مرة مع المارونيين ومرة مع التقدميين وكل ذلك بإذن اليهوديين والأمريكيين لقتل أبرياء اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين إلى يوم الدين نزلو من جبلهم الذي لا يوجد فيه معلم من معالم الحضارة لا قصر ومعبد وبناء ذو اهمية ولا كتاب سوى الكتب النصيرية الباطنية تنضح بالأشعار الركيكة والرموز والتمائم وضروب من الايمان بالفلك وحركاته
والسحر وشعوذاته والتناسخ ونفاقاته
وسأقوم باثراء الموضوع بكثير من الوثائق
وشهادات المستشرقين والأدباء والسياسيين

وللحديث بقيّة ان شاء الله

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

ملامح من الخيانة
في أحد الاجتماعات بين كمال جنبلاط والقدة النصيريين من حافظ الأرنب والعريف رفعت...توجه جزار حماة، رفعت، بالكلمة لجنبلاط قائلاً: أنت تريد أن تقيم دولة درزية في لبنان. فأجابه جنبلاط: ألم تقيموا دولة علوية في سورية وتوجه بعدها بالكلام للمجرم حافظ
قائلاً: قل لهذا الولد الصغير أن يخرج من هذا الاجتماع...( نقلا عن حديث قاله صلاح الدين البيطار رئيس وزراء سوريا الابق الذي قتله رفعت في باريس سنة 1981)كانت النتيجة قتل زعيم الدروز عام 1987 كما قتلوا زعيم الاسماعيليين سنة 1820 وقتلوا هؤلاء المجرمين من المسلمين مئات الألوف فما ننتظر أن يقتلوا الملايين؟
طبعاً هناك الكثير من الشهادات التي تؤكّد ان منفذ اغتيال الزعيم كمال جنبلاط
هو محمد المجرم النصيري محمد الخولي الذي أسس فيما بعد وبرعاية فرنسية ادارة المخابرات الجوية التي أذاقت وماتزال تذيق السوريين الموت والمهانة
ولاحول ولاقوة الا بالله

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

يورد هنري كيسنجر في مذكراته أن مؤسس النظام العلوي حافظ أسد، وخلال المفاوضات الماراثونية لإبرام اتفاقية "فصل القوات" ربيع العام 1974، رفض رفضا قاطعا الموافقة على الاتفاقية إلا بعد أن " يحصل على متر مربع من مدينة القنيطرة يرفع فيه العلم السوري ، لإقناع السوريين بأن أكثر من ثلاثة آلاف شهيد سقطوا في الحرب لم يسقطوا سدى". ويذكر كيسنجر أن الأسد قال له ما حرفيته" أريد مترا مربعا أرفع عليه العلم ، وبغير ذلك لن تتوقف حرب الاستنزاف"!

وفي مذكراته " بين مقبرتين " ( أرشيف جبران التويني) عن السجن والطريق الذي قاده إليه ، يذكر نزار نيوف أنه حين نقل إلى الزنزانة الإنفرادية رقم 19 في الجناح الغربي من سجن فرع التحقيق العسكري (248) بتاريخ 15/1/1992 ، كان يوجد في الزنازين الإنفرادية الثلاث قبالته (16،17،18) ثلاثة معتقلين من محافظة درعا وريفها (الأرجح أنهم فلسطينيون من مخيم درعا) جرى اعتقالهم بينما كانوا يحاولون إطلاق صواريخ بدائية من غربي قرية "معربا" في القطاع الجنوبي من المنطقة المحررة في مرتفعات الجولان صوب مستعمرة "ميستير" المقابلة لها. وقد أدين هؤلاء الثلاثة لاحقا ، من قبل محكمة ميدانية ، بتهمة" تعكير صفو العلاقة مع دولة مجاورة ، والعمل على إزكاء التوتر معها"!

تشكل هاتان الشهادتان تلخيصاً موضوعيّاً للعقليّة التي كانت تدير

دفّة الأمور في الحرب والسلم
عقول شيطانية تقطف دائماً رؤوس المؤمنين لتظهر هي الحارس الحقيقي لاسرائيل أمام العم سام والأسياد في قصر الأليزيه

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

لقد وجدت اسرائيل في العلويين والأقليات قواتها الضاربة والنوعية والاحتياطية على الجبهة الشمالية ، باعتبارها أكثر خطراً، نظراً لقربها من قلب إسرائيل ( أقل من 50 كم عن الجليل المحتل، حيث يمكن يصبح الشمال الإسرائيلي كله تحت مرمى المدفعية السورية)، بينما كانت صحراء سيناء تشكل مانعاً طبيعياً واسعاً يفصل الجبهة المصرية عن أقرب منطقة مأهولة في إسرائيل بأكثر من مئتي كيلو متر.
نعم هذه هي الحقيقة ياسادة

لم ولن تشكّل مصر اي خطر للدولة العبرية اللقيطة


أن اللواء عبد الرزاق الدردري ، رئيس شعبة العمليات خلال الحرب ، هو مصدر تسريب خبر الهجوم المعاكس! ( سيتولى ابنه عبد الله الدردري ، بعد ربع قرن، القيادة الميدانية لأكبر عملية تخريب اقتصادي في تاريخ سوريا كمكافأة على خيانة أبيه طبقاً لم أشاعه النصيريون لتغطية تسليم الجولان واللعب بدماء المسلمين
دأب المجرم حافظ على اتهام السنّة تارةً وتارةً اخرى وضع اللوم على ضابط درزي
أشاع النصيريون أنه جاسوس اسرائيلي وأنه هو من أعطى أوامر الانسحاب والتقهقر
الكثير من الاشاعات تطلقها المخابرات الدنيئة لتفسير نجاح الاسرائيليين بالوصول الى محاور قريبة من بلدة الكسوة في ريف دمشق
طبعاً لم تنجح اسرائيل بالمعنى المخيف بل جاؤوا بالمجرم شارون
وأنزلوا بقربه دبابة وتم أخذ صور وتذكارات له أمام دالّة أو لافتة
كتب عليها مرحباً بكم بالكسوة
يمكن للمتتبع أن يستشف بملامح الخيانة التي خدع بها الشعب السوري
اذا ماقرأ كتاب سقوط الجولان وكتاب كسرة خبز
والعديد العديد من المراجع

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

ان الصفاقة هي سمة العصابة الحقيرة التي احتلت سورية
حيث كانت تجيء بمجموعة من المنافقين ليقفوا على طرف الجولان الذي انسحبت منه اسرائيل
لينتحبوا ويهتفوا بحياة القائد الضرورة عبر مكبّرات الصوت
والتأكيد على عروبة وسورية الجولان بالقصائد والهتافات التي كان يسخر منها الاسرائيليون بقرار الضم وتجنيد أبناء الجولان الدروز وتشكيل لواء خاص بهم وفرقة ضاربة مهمتها اغتيال النشطاء والمقاومين الفلسطينيين
في الداخل والخارج
كان زنادقة حافظ ومن بعده بشار يتغنّون بالمدينة المحررة ، رغم أنه لا يحق لنا أن ندخل إليها سوى لوقت معيّن وبموافقة امنية وكأنهم يقولون لصاحب الطلب
انتبه عليك حراسة اسرائيل .. ان المدينة المحررة كما أحب ان يسميها الخونة يتواجد بها حفنة من عناصر الشرطة ، لزوم القمع والابقاء على حاجز الرعب في نفوس المناضلين والفدائيين الذين تم تغييبهم في فرع أسمته العصابة بفرع فلسطين .. وقد تكررت الاعدامات الميدانية التي قامت بها عصابة حافظ للفدائيين الفلسطينيين والسوريين بسبب اطلاق صواريخ او حتى تخطي السياج الشائك أو حتى الرعي بالغنم من خشاش القنيطرة وريفها
ستون سنة وهؤلاء الخونة يجبرونا أن نهتف بحياة حامي اسرائيل ومدمّر لبنان وقاتل الفلسطينيين واللبنانيين الوطنيين

توقفت العمليات الفدائية وضربات المغاوير والمقاومة الشعبية التي كانت تستنزف العد والصهيوني بشكل حقيقي
لدرجة أن موشي دايان قال عن جبهة الجولان :
البالوعة التي تبتلع اليهود
وللحديث بقية بإذن الله

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

كانت مهمة النصيريون هتك النسيج الوطني السوري فهم يعتبرون انفسهم كاليهود في فلسطين مظلومون ومضطهدون وسنورد الوثائق التي أفرجت عنها الحكومة الفرنسية من المراسلات والاستجداءات والأفعال والاقوال التي خطّت ملامح الخيانة العظمى لقد تم الاتفاق مع الغرب الحاقد وخصوصاً ربيبتهم اسرائيل على وأد اي كيان أو نفس وحدوي او اسلامي .. رغم الخيانة والغدر الذي بادرنا بها الأقليات في سورية بعد ولادة الدولة النصيرية الأولى والثانية وخصوصاً السوريون النصارى الذين تنكّروا لكل الأمور المشتركة التي خاضها معهم المسلمون السنّة وهاهم يساعدون على ابادتنا في حلف حقير تم الاتفاق عليه منذ 80 سنة
ان سماحة الاسلام والمسلمين دعت الكثيرين من القادة والسياسيين ذكر سورية عند أي مقالة أو موقف يخصّ
التسامح والمواطنة والزعيم الهندي
جواهر لا نهرو 1932 في كتابه لمحات من تاريخ العالم الذي كان عبارة عن رسائل كتبها في السجن إلى ابنته أنديرا غاندي يعلمها خلالها تاريخ العالم وأسس السياسية العالمية المعاصرة وقت ذاك" في هذا الكتاب "تمنى نهرو على مسلمي الهند أن يتعلموا من مسلمي سوريا التسامح الديني والمذهبي والعرقي والوحدة الوطنية..
ففي انتخابات المجلس التأسيسي عام 1928.. التي جرت على أساس طائفي ومذهبي لم يتسنى للزعيم الوطني فارس الخوري ترشيح نفسه كونه من الطائفة البروتستانتية، وحيث أن عدد أفراد هذه الطائفة كان قليلا نسبيا وموزعين على جميع أنحاء سوريا فلم يخصص لهم أية دائرة انتخابية في تلك الانتخابات"، في ذلك الوقت "خرج المسلمون الوطنيون في دمشق في مظاهرة شعبية يطالبون سلطات الانتداب الفرنسي السماح لهذا الزعيم الوطني بترشيح نفسه للنيابة ولو على حساب المقاعد المخصصة للمسلمين في هذه المدينة العريقة".
تصوّروا أن الاخوان المسلمين شاركوا فارس الخوري في قائمته ودعموها لا بل كانوا السبب الوحيد الذي جعله على رأس الحكومة وهو المسيحي وبحلفاء من الاخوان المسلمين
في حقيقة الأمر كانت الطائفة النصيرية والأقليات اجراء يعملون بالأجرة لدى الغرب وخصوصاً فرنسة التي سلمت النصيريين سورية بعد اللعب على القيادات الكرتونية التي لاتملك أي حس طائفي
فتم طرد زياد الحريري الذي كان السبب الرئيس باستلام النصيري حافظ وصلاح جديد وعمران دفّة الامور والقيام بمذابح يندى لها جبين الانسانية وبأوامر غربية قطعاً

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

تبيّن أن مقولة المجرم الحقير رامي مخلوف أن أمن اسرائيل من أمن نظام العصابة كفيل باشاحة أي ستار أو شكوك
وخصوصاً أن السوريين اكتشفوا أنه لاوجود لأي لغم بين جولاننا الحبيب وسورية الأم
وكلنا نذكر 900 سوري وفلسطيني الذين أرسلتهم المخابرات النصيرية والجبهة الشعبية الى الجولان الذي عانقوا سوريي مجدل شمس في نوبة هستيرية دون أي عائق ولاحتى صرخة من خفير اسرائيلي أو دورية راجلة اسرائيلية وقد كلفت هذه التمثيلية أكثر من 70 شهيد على مدى يومين حينما تركوهم على الحدود
كعربون محبة واخلاص للحبيبة اسرائيل
التي تصيدت المساكين كالعصافير دون أن يرد اي مجند سوري مرافق للكرنفال المضحك المبكي
النظام السوري يهدد إسرائيل باجتياح الجولان
إن لم تضبط إسرائيل أهالي الجولان عن التظاهر ضده واستفزازه

رفض وئام عماشة وعائلته ومستقبلوه رفع صور بشار الأسد في مهرجان استقباله؛ بعد أن هدد مؤيدون للنظام السوري في الجولان بمقاطعة الاستقبال إذا لم يتم ذلك. وقد تجاهلت كل وسائل الاعلام السورية وقناة المنار اللبنانية إطلاق وئام عماشة سوى على الشريط الاخباري حيث كتبت الفضائية السورية ".... يباركون الافراج عن الاسرى الفلسطينيين والعرب ومن ضمنهم وئام عماشة"

وقد كتبت صفحة تنسيقية السويداء "...نحن لا نستغرب تجاهل الإعلام السوري الممانع لخبر اطلاق سراح أحد الأسرى السورين بسبب مواقفه البطولية خارج وداخل المعتقل بعد اضرابه عن الطعام تضامناً مع ثورة الشعب السوري.
وها هو الشعب السوري يا وئام يجدد معك ومع كل الأبطال عهد المقاومة والصمود وأنت طليق القيد وأسير الحرية والحلم بالوطن الحر. من سوريا المحتلة للجولان المحتل عهدنا مع الحرية قريب وسقوط الأسد هو طريقنا لإعادة الجولان الصامد لحضن سوريا الأم. بانتظار لقائك يا وئام في قلب دمشق قريبا"

وكان وئام عماشة قد أيد الثورة السورية منذ بداياتها من داخل زنزانته وأعلن إضرابا عن الطعام بسبب جرائم النظام ضد المتظاهرين السلميين حيث نشر بيانا جاء فيه:
"أعلن ومن داخل زنزانتي في السجون الإسرائيلية الإضراب عن الطعام احتجاجاً على ما يمارسه النظام السوري من اعتقال تعسفي وسفك دماء السوريين العُزل وصل حد المجازر الجماعية. وتضامناً مع المحتجين ودعماً لمطالبهم بالحرية والكرامة الوطنية.. وذلك انطلاقاً من قناعتي الراسخة بان الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والانتقال السلمي للسلطة وبناء الدولة المدنية الحديثة لهي أهم توازن استراتيجي يمكن أن تحدثه سوريا على الإطلاق في مواجهة تحديات العصر، وفي مواجهة العربدة والبطش الإسرائيلي لاستعادة الأراضي العربية المحتلة..


مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  294624_274785835888618_663190307_n




لقد تم اهانة هذا البطل من حكومة العصابة الأسدية والحزبلاتية
لعدم قبوله تجيير صموده كدعاية صمود وتصدّي للعصابة وأخواتها
لقد اعتاد النصيريون على العواء واستغلال أي حدث لاظهارهم على أنهم مقاومون وممانعون
طبعاً سنكتشف فيما سيأتي أن ملامح الخيانة عند النصيريين كانت دوماً عن سبق تخطيط وليس وليدة الصدفة

وللحديث بقية بإذن الله

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

شهادة أبو طموح على تسليم الجولان في برنامج شاهد على العصر

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

في بداية الثورة السورية كان لأهلنا في الجولان وقفات مشرّفة قبل أن تتدخل اسرائيل بثقلها عبر عملاءها
لاخماد نزق الثورة والحنين والتمرّد على النفاق والكذب النصيري
فعبارات التهكّم ملأت شبكات التواصل
واليكم بعضها :

أهالي الجولان مستعدون لشتم الرئيس إذا كان ذلك سيؤدي لدخول الجيش لتحريرهم من العصابات الإسرائيلية المسلحة


بيان اهالي الجولان
بيان اهالي الجولان نحن اهالي الجولان السوري نطالب الجيش السوري بالتدخل لحمايتنا من عصابة مسلحه و ذلك اسوة بباقي المدن السورية. حاج تبعتولنا ولاد ما معون حتى شنتيانه بدنا هيليكوبتر جسر الشغور مانا احسن مننا. بالعكس نحنا صرلنا اربعين سنة على الدور. حتى هي فيها واسطه

ربما لانستطيع جرد ماتم من وراء القيادات الدرزية السورية واللبنانية ولكن ظهر جلياً أن الدول الغربية أشاعت التهديد وأصرّت على تكميم الأفواه بل اجبرت الكثير من الزعماء التاريخيين منهم كوليد جنبلاط
على تأييد حرب الابادة تجاه المسلمين السنّة او السكوت
وهاهو الشباب الدرزي وقود أتون حرب دفاعاً عن ظالم وهذا مالاتنص عليه تعاليم المذهب الدرزي
بعد أن عادت ثقافة المسوخية واللعن والكراهية الى خلوات العقل والاجاويد بفعل نزعات النصيريين الطائفية

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

قمة الانحطاط عند النصيرية
تعالوا نقرأ في عباداتهم شيئاً منها
من قداس الاشارة نفهم راي النصيرية في الديانات والمذاهب الاخرى
وهذا نصه: عن أبي شعيب محمد بن نصير(مؤسس الديانة النصيرية) العبدي النميري أنه قال: من أراد النجاة من حرّ النيران فليقل، اللهم العن فئة أسست الظلم والطغيان الذين هم التسعة رهط المفسدين الذين أفسدوا وما أصلحوا في الدين، الذين هم إلى جهنّم سائرين وإليها ضالين، أوّلهم أبو بكر اللعين وعمر بن الخطاب الضد الأثيم وعثمان بن عفّا...ن الشيطان الرجيم وطلحة(بن عبيد الله) وسعد(بن أبي وقّاص) وسعيد(بن العاص) وخالد بن الوليد صاحب العمود الحديد، ومعاوية وابنه يزيد والحجاج بن يوسف الثقفي النكيد وعبد الملك بن مروان البليد وهارون الرشيد والعن المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي والمالكب وجميع النصارى واليهود ، وكل من يعتقد في علي بن أبي طالب آكلاً أو شارباً أو مولوداً أو ناكحاًَ

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

إنّ النصيرية كافّة، تعتقد بأنّ شرفاء المسلمين الراسخين في العلم، إذا ماتوا، تحلّ أرواحهم في هياكل الحمير، وعلماء النصارى في أجسام الخنازير، وعلماء اليهود في أجسام القرود. أمّا عامة الناس من المسلمين، فتحلّ أرواحهم في الجمال والفيلة والكلاب السوداء، وعامة الناس من النصارى، فتحلّ أرواحهم في أجساد الخيل، وعامة الناس من اليهود، تحلّ أرواحهم في أجساد البغال". أنظر كتاب الباكورة لسليمان الأضني، وهذا المُعتقد مأخوذ من كتاب منّو سمرتي ص 406-421، أحد المذاهب البوذية، ترجمه إلى العربية إحسان حقّي.
(2) الدرجات هذه من فكرة المفضّل بن عمر الجعفي في كتابه الصراط،

كما تظهر تصرفـات الحذر مـن أتباع المذاهب والأديان الأخرى من خلال تصرّفـات الفرد اليومية وحياتـه الاجتماعية. فهو لا يضع عمامـة سـوداء أو كوفية سـوداء أثناء إقامـة القدّاس لأن اللون الأسود كان لون أعلام بني العبّاس، ولا يحمل الكشتبان، لأنّ أول مؤسسٍ للدينـة الدرزيـة، الدرّازي، كان خيّاطـاً، ذلك لإحياء الحقد ضد المذهب الدرزي، وكذلك لا يحملون سكيناً كرهـاً بالإسماعيليـيـن، لأنهم كانوا يسـتعملون السكين للاغتيال (4)

فيما يتعلّق بـنـظرتهم لصلاح الدين الأيـوبي والمماليك، فـإنّ أتباع المذهب العلوي ألنصيري قـد أخـذوا منهم مـوقفاً عدائياً، وهـذا لا يـعني بأنّ ذلك الموقف كان منبثقـاً عن تحالفهم مـع الصليـبـين، لأنّ الصليبـيـيـن أخضعوه بالقوة في بـاديء الأمر، ثم هـادنـوهم، كما تحدِثنا المراجـع اللاتينية منذ ذلك العهد(5) إلاّ أنهم حـالفوا التتار المغول خلال زحف تيمورلنك نحو دمشق (6). أما بالنسـبة للعثمانـيـيـن، فكانوا يتمنون سـقوط دولتهم كليّاً، وهذا لإقامـة دولتهم، فكان دعائهم في نهاية القدّاس هو التالي: " الفاتحـة يـا إخـوان في إبادة الدولـة العثمانيـة واسـتظهار الطائـفـة الخصيبية النصيريـة "(7).

وليقرأ المهتم .. للمفضّـل بن عمر الجعفي، كتاب الهفت والأظـلّـة، والذي تشـتمل أكثر أبـوابـه على هذا الموضوع. مـع العلم بأن قضيـة المسـوخيـة تـدخل ضمن معتقدات الديـانـة الدرزيـة. فيرى هـؤلاء أن النصيريـيـن يُـمسـخون في أجسـام الكلاب والجمال والأغنـام والبغال. لكن المسيحيـيـن والمسـلمين واليهود فيمسـخون في الشـياطين وأجساد الذئـاب. أنظر سـيلفيستر دو سـاسي، ذات المرجع، الجزء الثاني، ص 562 وانظر أيضاً رينيه دوسو، ذات المرجع، صفحات 138-139



طبعاً تـعـليل هـذه النظـرة مـن قبل العلويـيـن تجاه أتباع المذاهب والديـانـات الأخـرى،مفاده عند بعض مثقفي النصيرية : " إنّ العلويين النصيرين كـأقـلّيـة، كـانـوا دائـمـاً مسـحوقـيـن مـن جيرانهم الإسـماعـيـليـين في مصيـاف، الذيـن لعبـوا دوراً مهمّاً في التاريـخ، بعكس العلويـيـن الذيـن لم يـكن لهم أي دورٍ في التاريـخ العربـي. وكذلـك مـن أعـدائهـم السـنّة والـدروز والمسـيحيين.

طبعاً هذا ليس مبرراً فنحن هنا نتكلّم عن ( شيوخ معتوهين ) يرسمون شخصية النصيري الدينية والاخلاقية
وقد مر على غيرهم من الديانات الاهوال ولم يؤلّفوا ديانات وكتباً تنضح بهذه الاحقاد والخسة


فمن الأسـباب التي أدت إلى الأحداث الداميـة التي وقعت في مدينـة حماه، سـنة 1964، والتي ذهب خلالها الكثير مـن الضحايـا،
كانت على أثـر مظـاهرات نظمتها السـلطـة في المديـنـة، وخرج العلويون يهتفون في الشـوارع الرئيسـية الهتاف التالي:
يـلـعــن يـومك يــا حطّـين = والخاين صـلاح الـدين.



لنا لقاء ان شاء الله

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

الوثائق ورسائل الاستجداء التي أرسلها وجهاء النصيرية للاحتلال الفرنسي
مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  1ToRe




مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  WuvTC


مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  TQX6n

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  Empty رد: مـــلامـــــح الخـيـانـــــة

مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  BXwBZ 




مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  SnbwV



مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  5TdD8




مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  0rJQJ



مـــلامـــــح الخـيـانـــــة  K7Np8
ارسال رد

هــــــام

ندعوك للتسجيل في المنتدى لتتمكن من ترك رد أو تسجيل الدخول اذا كنت من اسرة المنتدى

صلاحيات هذا الموضوع
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى