الرد على برنامج الصندوق الأسود الذي نشر على قناة الجزيرة

د مهدي الحموي.

الصندوق الأسود والجهل الأسود. عن مجزرة حماه على قناة الجزيرة
ورد ملف الصندوق الأسود في قناة الجزيرة بشكل لا يعطي مجزرة حماة حقها في الشرح والأضواء أبداً ، وأنا ق...
د عايشت الثائر الأول القائد الشهيد مروان حديد، وكنت معه حين قصف فوقنا مسجد السلطان وكنت مع الشيخ مروان كذلك في كثير من الرحلات والأسفار كما كنت معه وفي خدمته خلال تواريه في دمشق لسنوات ، ثم إنقاذ الطليعة المقاتله للإخوان المسلمين الدكتور الشهيد عبد الستار الزعيم هو صديقي العزيز ، وقائد الطليعة من بعده الشهيد هشام جنباز هو من معارفي وهو من تلاميذ مسجدنا ( السلطان ) والقائد عمر جواد من معارفي وكنت معه , وسجنت مع الإخوان والطليعة لحوالي السنتين، وقد كنت في تجمع النفير عند أحداث حماه وذلك على الحدود بين سوريه والعراق في مهمة تتعلق بذلك . كما كنت أرسل الأخبار عن الوضع في حماه من خلال السواقين وكان هذا بمبادرة مني بالإضافة لمهمتي .
ومن خلال معرفتي بكل ذلك أقول ومشهداً الله على ذلك :
١- قال أحدهم أن الشيخ مروان ليس له علاقة بالإخوان من قريب أو بعيد , مع أن الشيخ مروان هو الذي أدخل مرشد الإخوان في مصر محمد بديع في تنظيم الإخوان المسلمين وكذلك أدخل الناطق الرسمي الحالي باسم الجماعة في أوربا ( محمود عزت ) في تنظيم الإخوان وذلك خلال نشاط الشيخ مروان الدعوي في مصر، لكن الحقيقة أن الشيخ مروان قد نقل بعد عودته من مصر قد نقل مبدئين من مبادئ الإخوان : الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا للواقع العملي على نحو غير مسبوق لأنه كان يرى التأخر في الثورة أكثر كان يعني صعوبة أكبر في اسقاط الإستبداد وتحقيق تطبيق حكم الله وسترون ذلك من خلال كتابي عنه قريباً
٢- ثانياً قال أحدهم إن النفير كان تمثيلية لإمتصاص النقمة وهذا غير صحيح وخاصة أن المتكلم يبدو بعمر لا يتجاوز ال ٤٥ سنه فكم كان عمره عام ٨٢ وما دوره وأهليته للتقييم في هذا السن الصغير، وأين كان ليقول بأن النفير كان تمثيلية ، فقد اجتمع أكثر من ألف شخص لكن التعتيم الإعلامي وعدم توفر وسائل الإتصال والوقت لوصول المتطوعين السوريين من الإخوان للعراق عبر الأردن براً من كل أنحاء العالم لأن الطيران في العراق كان متوقفاٍ ( بالإضافة للموجودين المدربين المتفرغين في انتظار المهمات في بيوت جماعية ) , إن كل ما سبق قد وضع القيادة في حيرة من أمرها بعد أن اشترت سيارات الجيمس من الكويت وأدخلت الملايين التي رأيتها لخدمة هذا العمل ، وكان الحمويون هناك بأعداد كبيرة ومنهم الشيخ سعيد حوى الذي كان حموياً بامتياز ومن أكثر الناس حباً لحماة ممن رأيتهم بحياتي ، والحمويون هم الرقباء والمعنيون الأوائل بالحدث، وكانوا بالمقدمة يتابعون أخبار بلدهم قبل من يتكلم ويتهم بأن النفير كان تمثيلية وهذا ما سمعته لاول مرة .
وقد ادعى شخص آخر بأن الأخ عدنان عقله كان مصراً على النزول لحماة وقتها والحقيقة أن الشيخ د. غسان حمدون (كماقال منذ يومين) أنه قد عرض عليه النزول بشكل مستقل عن قرار القيادة فرفض عدنان ذلك، لأن الحقيقة أن الغموض وفوات الوقت كانا سيدا الموقف، وكانت الأرض التي في يد الثوا ر تتقلص وكان من المحتمل وقتها أن تتغير الظروف وتتطور في حماة وغيرها لكن ذلك لم يحدث ، وكنت أنا الذي بادرت من نفسي لنقل أخبار حماه من لقاءات السائقين مستعيناً بعناصر الجوازات العراقية، وكنت أعلم الأخبار من السائقين وأرسلها برسائل مكتوبة عبر المتطوعين المارين بتزكيتي وبدون تأشيرات دخول ولم يكن التلفون متاحاً .
ولكن لم ينشق أحد من العسكريين ولم تؤازر المدن الاخرى بشيئ يستحق الذكر وكانت تنظيمات الإخوان في حلب ودمشق قد دمرت بالإنكشاف والإعتقال وتقطع خيوط الإتصال ( والذي كان مشافهة وجهاً لوجه أو بالرسائل المكتوبة فقط)، كما لم يكن هناك ضباط عسكريون في النفير سوى ثلاثة أو أربعة( عدا من خدموا التجنيد الإجباري من ضباط صف سابقاً) وكان منهم اثنان طياران وكان الغرب صاحب حقوق الإنسان! يصفق لمصارعنا
٣- تكلم أحدهم بأن الإخوان كانوا يمنعون الدعم المالي أو العسكري عن الطليعه المقاتله للإخوان المسلمين وهذا كذب. فالسلاح أتى لهم من العراق عن طريق الإخوان باطلاعي حيث أتى الأخ الصديق الشهيد عمر علواني ( وهو من الإخوان وقد اعدم بسبب ذلك مع قيادة الإخوان التي كشفت بسببه ) ذلك أن الشيخ مروان قد رفض دعم العراق له ، لكن توسع المعركة وقلة السلاح دفع الأخ الصديق الشهيد عبد الستار ليأخذ من الإخوان السلاح ( انظر مذكرات الشهيد أيمن شربجي قائد الطليعة في دمشق لتعلم أن السلاح كان من حماه وترى رأيه المحق بين الإخوان والطليعة ) وقد قال لي الأخ عبد الستار قائد الطليعه بأنه يأخذ من الإخوان مالاً وسلاحاً، وقد سلم الشيخ غسان حمدون قائد تنظيم الإخوان في حماه للأخ عمر جواد عند تنازله له ٩٠٠ألف ليره , وقبلها سبق أن سلم نصر حمدون ٥٠٠ ألف ليره من الأخ خالد الشامي ( من تنظيم الإخوان) للأخ هشام جنباز عندما كان مسؤول الطليعه ، ذلك أن عناصر الطليعة كانت صغيرة السن ولا يعرفها المتبرعون من الإخوان في الخارج واللذين كانوا يدفعون راتباً في العام لدعم العمل الجهادي ، وقد كانت الأموال قليلة نسبة للمطلوب لأن الكثير من العناصر الملاحقه كان يشرى لها بيت ويعمل به مخبأ وعائلة ساترة( قاعده) , وهذا كان لتنظيمي الإخوان والطليعة في مدن سوريه لذا كان مصروفاً كبيراً أوجد صعوبات عامه ويريد ميزانية ضخمة غير ممكنة .
٤- عندما نزل الاخ عدنان عقله إلى حماه فقد أنزله الأخ أبو اياد فخري ( حموي فقد في عملية داخل سوريه بعد ذلك ) وهو من الإخوان , وقد حدثته أني قمت بفك رسالة مشفرة من عدنان أرسلها بالراديو ( صوت المجاهدين) بعد وصوله تتناول صعوبات الحركه , فأكدها لي في انفجار الإطارات الأربعة خلال رحلتهم , ثم نزل الأخ عدنان للأردن للإجتماع بقيادة الإخوان ( حسب الرسالة المشفرة كذلك ) كما نزل قبله القيادي في الإخوان وهو المهندس رياض شقفه لعلاج الوضع في حماه قبله بفتره
٥- اعتقلت السلطة المسؤول العسكري الأول عن الإنقلاب وهو العميد تيسير لطفي وهو شخصية محترمة في غرفة العمليات في الاركان ( وقد كان هو الذي ينقل تصور الوضع العسكري لحافظ أسد بحرب تشرين) وضابط دمشقي آخر هو العميد الدمشقي صلاح حلاوه ( من قبل الأستاذ عصام العطار) وكان الثالث مدنياً وهو الذي ابتلع كبسولة السم ( التي كان ينتجها جهاز الكيمياء في جماعة الإخوان) و التي كانت في احدى ثنايا ثيابه، وكان من المفترض أن تقتله خلال دقائق لكنه اسعف فوراً وبقي على قيد الحياة ، (فلقد تعودت السلطة ذلك ) ، حيث كان قد استشهد حوالي ١٤ شخص من الإخوان بشقيهم بإبتلاع كبسولة السم نفسه ، لأن وسائل التعذيب الاليم قد أجبرت البعض على الإعتراف وتدمير أجزاء من التنظيم جرت خلفها الإعتقالات والإعدامات, وقد كان الخرق من العميد المخبر الخائن أحمد عبد النبي ( حين دعاه العميد صلاح حلاوه ) وليس من القيادة في الخارج كما قال أحدهم في حديثه ، وقد رفعت رتبة أحمد عبد النبي وأصبح عماد و قائد فيلق وأعطي ٧ سيارا ت وأربعة بيوت هدية على خدمته، ولم يكن للعميد الشريف عبد المجيد عرفه أي دور خياني وهذا قد كان افتراء وظلماً عليه .
( لكن السلطة لم تعتقل الجميع لأن ذلك كان سيظهر أنها عمليات تصفية طائفية للسنة في الجيش على قلتهم ) بينما بقي حوالي عشرون متهماً مدة عشرين إلى ثلاث وعشرين عاماً قيد السجن منها ثلاث في سجن المزة والباقي في سجن تدمر ، ولقد كان التنظيم مأسوفاً عليه فعلاً فلقد كان مجموع الذين سينفذون الإنقلاب هم حوالي ٣٠٠ ضابط ( وهناك شرح طويل لذلك ) وهنا قد كسر جناح التنظيم العسكري ضمن الجيش وبقي الشق المدني المسلح ومركزه وبل وثقله شبه الوحيد في حماه ، لقد كانت الخطة محكمة ولم تكن عملاً عابثاً كما يفتري البعض .
إن اللذين يحملون جرائم النظام للشباب اللذين قاتلوا هذا النظام فقتلهم وقتل شعبهم الذي يدافعون عنه وعن كرامته إنما هو ظلم فاضح وكان الأجدر بهم أن يحملوا كل الجريمة للنظام ، إن كل من قتل قد قتل برصاص النظام وكان قتلاً غير مبرر ولا علاقة له بالصراع , وكما نراه اليوم يقتل بنا في هذه الثورة تماماً فهل المقاتلون هم المخطئون! ، ولم تكن ثورة الثمانينات وما قبلها تركن للجناح المدني المسلح فقط لكن انكشاف العسكري قد أظهر أن هناك تنظيماً مسلحاً قوياً في حماه، فقاموا بالضغوطات الهائلة ومهاجمة مركز القيادة في النهايه فهب المجاهدون لكسر الطوق ثم جاءت قوات أخرى من السلطه فدعى القائد أبو بكر لمواجهة السلطة وتطهير حماه .
تذكروا معي دوماً هذا البيت من الشعر الذي ينطبق على كل ثوراتنا:
ليس العار إن في النضال عسرنا إنما العار في اجتناب. النضال

د. مهدي الحموي
http://justpaste.it/dsuw