قصيدة ( اجهر برأيك )
للشاعر : ابو ياسر السوري
ألقيتْ يوم أمس في اجتماع لرابطة علماء سوريا - المدينة المنورة - صالة الريف - 14/12/2013
مقدمة القصيدة :
بسم الله . والصلاة والسلام على محمد رسول الله . وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد :
فكأني بكم يا سادة ، ستستمعون الآن إلى قصيدة تتسم بثلاث خصال :
الأولى : أنها تنبض بروح الشباب . من رجل أخذ بعنانه المشيبُ . لأن الشعر والشاعر توأمان ، يتمتعان بشباب دائم ، هل بلغكم أن قصيدة ما شكت من الشيخوخة قط .؟ وكذلك الشعراء لا يشيخون .
الثانية : أنها قصيدة فخورة بالدماء الذكية ، التي بذلها ويبذلها السوريون ثمنا للحرية .
والثالثة : أنها قصيدة متفائلة بالنصر ، فهي تتحدث عن معركة بين حق وباطل ، وهي تقرر أن أنصار الحق منصورون لا محالة . لأن الله تعالى وعدهم بالنصر ، ولا يخلف الله الميعاد . قال تعالى ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) وقال تعالى ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) .
فإليكم القصيدة
وأرجو أن تتقبلوها بقبول حسن ، فهي نشيد النصر الذي تنتظرونه ، وأنتظره ، وينتظره معنا كل حر بفارغ الصبر ...
اجهر برأيك
اجهر برأيك لا زُلفَى ولا رَهَبَا : فأنت حرٌّ وعهدُ الخوف قد ذهبا
أرادك البغيُ أن تعنو له مَلَقا : وتملأ الأرض في إطرائه صَخَبا
فقلتَ (لا) لطغاة الأرض قاطبة : كالرعد زمجرَ في الأجواء مصطخبا
يا شعرُ قل (لا) وأرسلها مجلجلةً : كأنها حُمَمُ البركانِ ملتهبا
قل (لا) ولا تمتدح يا شعر طاغية : ولا تبلِّغْهُ مما يبتغي أربا
ما أقبح الشعر أن تغدو قصائده : مدائحا صاغها من صاغها كذبا
الشعرُ سِفْرُ خلودٍ بين أسطُرِهِ : ترى المدامعَ أو تستشرفُ الطربا
فإن يُرَحّبْ بأهل الفضل مغتبطا : أطلقتُه بحروف تمتطي الشُّهُبَا
أطلقتُه لتغنّي كلّ مفردة : منه وتلقي إلى أحبابها الطُّنُبا
إلى مشاعلِ فكرٍ كلَّما طُمِسَتْ : معالمُ الحقِّ مدُّوا للهدى سببا
يا مرحبا برجالِ العلم تجمعهمْ : لدى الخطوب خصالٌ أُتْرِعَتْ أدبا
الصدقُ والبرُّ والإخلاص حِلْيَتُهُمْ : لا يبتغون بها جاها ولا نَشَبَا
هذي الخلالُ موازينُ الرجالِ بها : كان التفاوتُ فيما بينهم رُتَبَا
فهل سنشهدُ في الأيام رابطة : تلمُّ شملا لهمْ يا طال ما انشعبا
إذا الخطوبُ ادلهمَّتْ كي توحّدهم : يا مرحبا بخطوبٍ تجمعُ النُّخَبا
يا شعرُ عرِّجْ على أرض الشآم فقد : طال الغيابُ واشواقي غدت لهبا
عُجْ بالفرات وبالعاصي ومن بردى : فارشف زُلالاً وعانقْ أربُعَاً ورُبَى
عرِّجْ على جند مروانٍ وفيلقه : فإن جَيْرُونَ تشكو الهمَّ والوَصَبَا
دمشقُ حتّام يمشي البغي منتفخاً : في غوطتيك على أجداثنا عُصَبا
وحولكِ الريفُ كالإعصار منطلقاً : والموجِ مصطفقا ، والسيل مُنْسَرِبَا
دمشقُ أنتِ بطولاتٌ مخلَّدةٌ : من سامك الضيمَ يوما ساء منقَلَبا
لا يستوي بلدٌ قاد النضال إلى : حرِّيةٍ والذي لم يقضِ ما وجبا
حُيّيتِ يا شامُ مَنْ وافاك منتجعا : غرسَ الرجولة وافى المرتَعَ الخَصِبَا
دوما حرستا وداريا ورفقتها : والغوطتان وأفدي أُسْدَهَا النُّجُبَا
وحيِّ حمصَ فقد وفَّتْ بما اصطبرتْ : عل البلاء اصطبارا أذهل العربا
حمصُ التي أصبحتْ فيما تُسَطّرُه : أيقونة لصمودٍ عزَّ مُطَّلَبا
وحيِّ عني حماة العز ثائرة : كالليث في الغِيل أبدى نابه غضبا
حيِّ الميادينَ شرقاً حيِّ ساحلَنا : وبانياسَ وريفاً حولها نُكِبَا
وحيِّ إدلب حيِّ الديرَ حيِّ معي : ما قد نأى من مغانينا وما قَرُبَا
وحيِّ شعبا عظيما هبَّ منتفضا : على الهوان لحكم يرفضُ العَتَبَا
واذكرْ عزازَ ولي في منَّغٍ رحمٌ : كم مرَّ عيشٌ لنا فيها وكم عَذُبا
وإنْ تأنَّق شعري في عرائسه : أستغفر الله لن أنسى به حَلَبَا
فلم تزل حلبُ الشهباء رائدةً : ذُرَى المعالي وتَسقي خصمها العطبا
لا يُمنَحُ المجدُ يا شهباء نافلة : ولا يُجازَى امرؤ إلا بما كسبا
شهباءُ ثوري كما الإعصار غاضبة : والريح زائرةً والبحر مضطربا
ثوري كما أنتِ يوم الرّوع عاصفة : ثوري كما أنت كالعملاق منتصبا
عرينك اليوم يا شهباء مغتَصَبٌ : ويح العرين عرين الليث مغتَصَبا
وحولك الريفُ قد وفَّى مواثقه : إذ امتطى لبلوغ المجد ما صَعُبَا
من كل أروعَ يلقى الموتَ مبتسما : إذا الجبان تجافى عنه مكتئبا
حق لريفك مزهوا بفارسه : " حجيِّ مارع " إذ باهى به عجبا
فتى سيبقى مدى الأيام معلمة : لكل من ذاد عن أهليه مغتَصِبَا
يا ثورة ظفرت درعا برايتها : وجرَّدتْ في ميادين الوغى القُضُبَا
لبَّاك من شعبنا المغوارِ كلُّ فتىً : زاكي الأرُومَة أمّاً حرّةً وأبا
لبَّاك كل أبيٍّ غيرَ مكترثٍ : ولا مُدِلٍّ بما ضحَّى وما وَهَبَا
لقد بذلنا دَماً في سُوقِ مَكرُمةٍ : دماً تحدَّر كالشلال منسكبا
دماً سقى كل شبر من مرابعنا : كان الشرابَ لها والكأسَ والحَبَبَا
دماً ذكيا قد ازدانت بحمرته : حريةٌ لبست اثوابها قُشُبَا
دماً به كتبَ التاريخُ أغنية : للمجد أكرم بما غنَّى وما كتبا
يا ساري البرق بارك ثائرا بطلا : يعانق الموت مختارا ومحتسبا
يجود بالروح قربانا لخالقه : هذا هو الجود لا من قرب الذهبا
وأختتم كلمتي بالقول : قل للئيم . قل للزنيم . قل للخسيس ...
قل للرئيس الذي قد هيأ الصُّلُبَا : بأيِّ ذنب لديك الشعبُ قد صُلِبَا
قل للرئيس وقد أثرى بثروتنا : ماذا يسمى رئيسٌ خان أو نهبا
قل للرئيس الجبان اللص قد نصَبَتْ : لك المنونُ شراكا فابتغِ الهَرَبَا
ما غالب الحقُّ طغيانا بمُعترَكٍ : إلّا وغادره خزيانَ قد غُلِبَا
دنا الحسابُ وقد جاءت بوادرُه : تَتْرَى وأوشكَ نصرُ الله واقتربا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جيرون : إحدى بوابات دمشق
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأربعاء ديسمبر 18, 2013 1:19 am عدل 3 مرات
للشاعر : ابو ياسر السوري
ألقيتْ يوم أمس في اجتماع لرابطة علماء سوريا - المدينة المنورة - صالة الريف - 14/12/2013
مقدمة القصيدة :
بسم الله . والصلاة والسلام على محمد رسول الله . وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد :
فكأني بكم يا سادة ، ستستمعون الآن إلى قصيدة تتسم بثلاث خصال :
الأولى : أنها تنبض بروح الشباب . من رجل أخذ بعنانه المشيبُ . لأن الشعر والشاعر توأمان ، يتمتعان بشباب دائم ، هل بلغكم أن قصيدة ما شكت من الشيخوخة قط .؟ وكذلك الشعراء لا يشيخون .
الثانية : أنها قصيدة فخورة بالدماء الذكية ، التي بذلها ويبذلها السوريون ثمنا للحرية .
والثالثة : أنها قصيدة متفائلة بالنصر ، فهي تتحدث عن معركة بين حق وباطل ، وهي تقرر أن أنصار الحق منصورون لا محالة . لأن الله تعالى وعدهم بالنصر ، ولا يخلف الله الميعاد . قال تعالى ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) وقال تعالى ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) .
فإليكم القصيدة
وأرجو أن تتقبلوها بقبول حسن ، فهي نشيد النصر الذي تنتظرونه ، وأنتظره ، وينتظره معنا كل حر بفارغ الصبر ...
اجهر برأيك
اجهر برأيك لا زُلفَى ولا رَهَبَا : فأنت حرٌّ وعهدُ الخوف قد ذهبا
أرادك البغيُ أن تعنو له مَلَقا : وتملأ الأرض في إطرائه صَخَبا
فقلتَ (لا) لطغاة الأرض قاطبة : كالرعد زمجرَ في الأجواء مصطخبا
يا شعرُ قل (لا) وأرسلها مجلجلةً : كأنها حُمَمُ البركانِ ملتهبا
قل (لا) ولا تمتدح يا شعر طاغية : ولا تبلِّغْهُ مما يبتغي أربا
ما أقبح الشعر أن تغدو قصائده : مدائحا صاغها من صاغها كذبا
الشعرُ سِفْرُ خلودٍ بين أسطُرِهِ : ترى المدامعَ أو تستشرفُ الطربا
فإن يُرَحّبْ بأهل الفضل مغتبطا : أطلقتُه بحروف تمتطي الشُّهُبَا
أطلقتُه لتغنّي كلّ مفردة : منه وتلقي إلى أحبابها الطُّنُبا
إلى مشاعلِ فكرٍ كلَّما طُمِسَتْ : معالمُ الحقِّ مدُّوا للهدى سببا
يا مرحبا برجالِ العلم تجمعهمْ : لدى الخطوب خصالٌ أُتْرِعَتْ أدبا
الصدقُ والبرُّ والإخلاص حِلْيَتُهُمْ : لا يبتغون بها جاها ولا نَشَبَا
هذي الخلالُ موازينُ الرجالِ بها : كان التفاوتُ فيما بينهم رُتَبَا
فهل سنشهدُ في الأيام رابطة : تلمُّ شملا لهمْ يا طال ما انشعبا
إذا الخطوبُ ادلهمَّتْ كي توحّدهم : يا مرحبا بخطوبٍ تجمعُ النُّخَبا
يا شعرُ عرِّجْ على أرض الشآم فقد : طال الغيابُ واشواقي غدت لهبا
عُجْ بالفرات وبالعاصي ومن بردى : فارشف زُلالاً وعانقْ أربُعَاً ورُبَى
عرِّجْ على جند مروانٍ وفيلقه : فإن جَيْرُونَ تشكو الهمَّ والوَصَبَا
دمشقُ حتّام يمشي البغي منتفخاً : في غوطتيك على أجداثنا عُصَبا
وحولكِ الريفُ كالإعصار منطلقاً : والموجِ مصطفقا ، والسيل مُنْسَرِبَا
دمشقُ أنتِ بطولاتٌ مخلَّدةٌ : من سامك الضيمَ يوما ساء منقَلَبا
لا يستوي بلدٌ قاد النضال إلى : حرِّيةٍ والذي لم يقضِ ما وجبا
حُيّيتِ يا شامُ مَنْ وافاك منتجعا : غرسَ الرجولة وافى المرتَعَ الخَصِبَا
دوما حرستا وداريا ورفقتها : والغوطتان وأفدي أُسْدَهَا النُّجُبَا
وحيِّ حمصَ فقد وفَّتْ بما اصطبرتْ : عل البلاء اصطبارا أذهل العربا
حمصُ التي أصبحتْ فيما تُسَطّرُه : أيقونة لصمودٍ عزَّ مُطَّلَبا
وحيِّ عني حماة العز ثائرة : كالليث في الغِيل أبدى نابه غضبا
حيِّ الميادينَ شرقاً حيِّ ساحلَنا : وبانياسَ وريفاً حولها نُكِبَا
وحيِّ إدلب حيِّ الديرَ حيِّ معي : ما قد نأى من مغانينا وما قَرُبَا
وحيِّ شعبا عظيما هبَّ منتفضا : على الهوان لحكم يرفضُ العَتَبَا
واذكرْ عزازَ ولي في منَّغٍ رحمٌ : كم مرَّ عيشٌ لنا فيها وكم عَذُبا
وإنْ تأنَّق شعري في عرائسه : أستغفر الله لن أنسى به حَلَبَا
فلم تزل حلبُ الشهباء رائدةً : ذُرَى المعالي وتَسقي خصمها العطبا
لا يُمنَحُ المجدُ يا شهباء نافلة : ولا يُجازَى امرؤ إلا بما كسبا
شهباءُ ثوري كما الإعصار غاضبة : والريح زائرةً والبحر مضطربا
ثوري كما أنتِ يوم الرّوع عاصفة : ثوري كما أنت كالعملاق منتصبا
عرينك اليوم يا شهباء مغتَصَبٌ : ويح العرين عرين الليث مغتَصَبا
وحولك الريفُ قد وفَّى مواثقه : إذ امتطى لبلوغ المجد ما صَعُبَا
من كل أروعَ يلقى الموتَ مبتسما : إذا الجبان تجافى عنه مكتئبا
حق لريفك مزهوا بفارسه : " حجيِّ مارع " إذ باهى به عجبا
فتى سيبقى مدى الأيام معلمة : لكل من ذاد عن أهليه مغتَصِبَا
يا ثورة ظفرت درعا برايتها : وجرَّدتْ في ميادين الوغى القُضُبَا
لبَّاك من شعبنا المغوارِ كلُّ فتىً : زاكي الأرُومَة أمّاً حرّةً وأبا
لبَّاك كل أبيٍّ غيرَ مكترثٍ : ولا مُدِلٍّ بما ضحَّى وما وَهَبَا
لقد بذلنا دَماً في سُوقِ مَكرُمةٍ : دماً تحدَّر كالشلال منسكبا
دماً سقى كل شبر من مرابعنا : كان الشرابَ لها والكأسَ والحَبَبَا
دماً ذكيا قد ازدانت بحمرته : حريةٌ لبست اثوابها قُشُبَا
دماً به كتبَ التاريخُ أغنية : للمجد أكرم بما غنَّى وما كتبا
يا ساري البرق بارك ثائرا بطلا : يعانق الموت مختارا ومحتسبا
يجود بالروح قربانا لخالقه : هذا هو الجود لا من قرب الذهبا
وأختتم كلمتي بالقول : قل للئيم . قل للزنيم . قل للخسيس ...
قل للرئيس الذي قد هيأ الصُّلُبَا : بأيِّ ذنب لديك الشعبُ قد صُلِبَا
قل للرئيس وقد أثرى بثروتنا : ماذا يسمى رئيسٌ خان أو نهبا
قل للرئيس الجبان اللص قد نصَبَتْ : لك المنونُ شراكا فابتغِ الهَرَبَا
ما غالب الحقُّ طغيانا بمُعترَكٍ : إلّا وغادره خزيانَ قد غُلِبَا
دنا الحسابُ وقد جاءت بوادرُه : تَتْرَى وأوشكَ نصرُ الله واقتربا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جيرون : إحدى بوابات دمشق
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأربعاء ديسمبر 18, 2013 1:19 am عدل 3 مرات