جيل النصر والتمكين
للشاعر : أبو ياسر السوري
لم أنظر إلى هذه الصورة من نفس الزاوية التي اختارها العشماوي لقصيدته ... ولم أختر البكاء على الأطفال الذين يتوسدون الحجارة ، ويتعرضون للظلم والقهر والعناء .. وإنما أوحَتْ إليَّ هذه الصورة بأن المصاعب هي مصانع الرجولة .. وأن الجيل الذي ينشأ في أحضان الخشونة ، ينشأ وكله قوة وعنفوان .. وإنه لن يرضخ غدا لطاغية ، ولن يسكت على ظلم ، ولن يقف في وجهه جيش الطغاة الكرتوني ، الذي يتعاظم ويستقوي على المستضعفين ، فإذا لقي مقاومة ذل وخنع واستكان .. وإلى هذا الجيل الذي يتوسد اليوم الحجارة ، وأتوسم فيه غدا أن يطيح بطغاة الأرض جميعا .. أزف هذه الأبيات :
يا أيها البطل الجَسُورْ: بك سوف تُفتَتَحُ القصورْ
بك سوف يُكنَسُ كلُّ طا : غية وتخطفه الصقـورْ
بك سوف نصدمُ كل فر : عـون وتـيـمـورٍ حقـيرْ
جـيـلٌ كـمثـلك لا يـقـــا : ومه النِّيامُ على الحريرْ
أبنيَّ جـيلك جـيلٌ افـ : ـترش الحِجَارَةُ والصُّخورْ
ودِثــارُهُ بَرْدُ العَـرَا : ءِ إذا غـفـا والزمهريرْ
يُضْحِي فلا ظِلٌّ لَدَيْـ : ـهِ يَقِيْهِ منْ حرِّ الهجيرْ
وغذاؤهُ شوكُ القتا : دِ ورِيُّه ماءُ الحَرُورْ
جِيلٌ منَ الأطفالِ لا : يَخشَى الرَّدَى جَلْدٌ صَبُورْ
مُخْشَوشِنٌ مُتَمَرِّدٌ : مُتَنَمّرٌ أسدٌ هَصُورْ
هيهاتَ أنْ يُعطَى الدنيَّـ : ـةَ في غدٍ أوْ أنْ يَخُورْ
هيهات يرجـع دون غـا : يـته ويعـجـزه العـبـورْ
أبـشــــرْ بنيَّ فـإن مـن : ظـلمـوك مُلـكُهُمُ يَـبُـورْ
أبشــــرْ فـدائـرة الـبَـوَ : ارِ على أعـاديـنا تـدورْ
***