مسؤول أميريكي يكذّب ادعاءات وزارة الخارجية السورية عن استدعاء السفير الأميركي للاحتجاج على زيارته حماة ، ويؤكد أن الزيارة نسقت مسبقا مع السلطات السورية


نفت وزارة الخارجية الأميركية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد بتوقيت أوربا (مساء بتوقيت واشنطن) أن تكون السلطات السورية استدعت السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد "للاحتجاج" على زيارته مدينة حماة. وكانت وكالة أنباء "سانا" الرسمية ادعت ظهر أمس الأحد أن "وزارة الخارجية والمغتربين استدعت سفيري الولايات المتحدة وفرنسا وأبلغتهما احتجاجا شديدا بشأن زيارتيهما لمدينة حماه من دون الحصول على موافقة الوزارة، الأمر الذي يخرق المادة 41 من معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية التي تتضمن وجوب عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المعتمدين لديها، وعلى أن يتم بحث المسائل الرسمية مع وزارة الخارجية".

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية لوكالة "رويترز" إن السفير الأميركي في دمشق ، روبرت فورد ، هو الذي طلب لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم من أجل "تسجيل استياء الولايات المتحدة من الاحتجاجات الغاضبة خارج السفارة الأميركية في دمشق ، والتي استمرت 31 ساعة متواصلة من يوم الجمعة إلى يوم السبت ، حيث رشق المتظاهرون السفارة بالطماطم والبيض وبعدها بالحجارة والزجاج". وقال المسؤول الأميركي إن الحكومة السورية "اختارت الاعتراض على زيارة فورد الأخيرة إلى حماه الأسبوع الماضي من خلال تنظيم احتجاج غاضب خارج السفارة الأميركية في دمشق" ، مؤكدا على أن " زيارة السفير إلى حماة تمت بالتنسيق المسبق مع السلطات السورية". وأضاف القول "إن مسؤولة الأمن الإقليمي في السفارة تواصلت مع القوات الأمنية السورية التي نشرت المزيد من العناصر الأمنية لتهدئة المتظاهرين"، مشيرا إلى أنه تم تفريق المتظاهرين ليل السبت من محيط السفارة. وتابع إن فورد «سجل استياء الولايات المتحدة من هذه الأحداث خلال اجتماع يوم السبت 10 تموز / يوليو مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. هذا الاجتماع كان بطلب من السفارة الأميركية في دمشق وكان مقررا عقده منذ الخميس الماضي. السفير فورد لم يستدعَ من وزارة الخارجية» السورية. وأكد أن المعلم «رفع شكوى رسمية مع السفير فورد بشأن زيارته إلى حماه الأسبوع الماضي (...) رغم أن الزيارة جرت بمعرفة الحكومة السورية والتنسيق المسبق معها". وأضاف القول" إن تحريض الحكومة السورية ضد الولايات المتحدة، بما في ذلك من خلال عدوانية المتظاهرين أمام السفارة، يجب أن يتوقف، وعلى الحكومة السورية ألا تستخدم زيارته إلى حماه - التي كانت من اجل جمع المعلومات ودعم حرية التعبير- من أجل الدعاية"، مشيرا إلى أن السفير الأميركي في دمشق دعا الحكومة السورية إلى "الوفاء بمسؤولياتها بموجب معاهدة فيينا لحماية الدبلوماسيين والمرافق الدبلوماسية"، موضحا بالقول " إن المعلم أعلن بشكل قاطع أن الحكومة السورية ستوفر الدعم لحماية السفارة وموظفيها ونحن . نتوقع من الحكومة السورية القيام بذلك".

وتعليقا على جلسات الحوار الوطني في دمشق، قال المسؤول الأميركي انه "لم يكن هناك أي طرف معلن من المعارضة السورية حاضرا لكن المتحدثين في الجلسات الصباحية دعوا إلى تحقيق مطالب المعارضة نفسها، وهي الانسحاب الأمني والإفراج عن السجناء السياسيين". وأضاف "نحن والشعب السوري نتطلع إلى عمل ايجابي وحقيقي من الحكومة السورية يؤدي إلى مرحلة انتقالية... هذه المرحلة الانتقالية يجب أن تلبي تطلعات الشعب السوري وسيتم الحكم على الحكومة السورية من خلال أفعالها الملموسة لا أقوالها".

وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، في بيان، «تم استدعاء سفيرة سوريا (لمياء شكور) إلى مقر الخارجية من جانب مدير مكتب الوزير» ألان جوبيه بهدف «الاحتجاج بشدة» على تظاهرات حصلت أول من امس امام السفارة الفرنسية في دمشق والقنصلية الفرنسية في حلب تخللها توجيه "إهانات عدة".
وتحدث فاليرو عن ارتكاب «تجاوزات استهدفت رموزا للجمهورية» الفرنسية خلال هذه التظاهرات، لافتا خصوصا الى «إحراق اعلام فرنسية ورمي مقذوفات في حرم (السفارة) وتدمير سيارات من دون ان يتم استنفار قوات الامن السورية ولو بالحد الادنى لمنع هذه الاعمال التي لا يمكن وصفها». وشدد على ان هذه الاعمال تشكل «انتهاكا تاما لالتزامات سوريا بموجب اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية، ونحمل السلطات السورية مسؤولية امن موظفينا وممثلياتنا الدبلوماسية".