يُعقد اليوم لقاءٌ آخر تحت مظلة النظام الإجرامي، وهو إن حاول التحدث عن الجرائم التي تحدث الآن في حق الشعب السوري دون إشارة إلى الجهة الحقيقية ورائها، إلا أنه يشير بكامل وثائقه ومتحدثيه إلى فصل نستنكره بشدة بين هرم السلطة المتمثل ببشار الأسد رئيس النظام السوري الحاكم وبين أجهزة الأمن.
السلطة بأكملها في سورية قمعية أمنية لا تجيد الحوار إلا مع من يصفق لإصلاحاتها المزعومة. وهذا الأمر يشمل النظام بكافة أركانه وأشخاصه دون أي فصل في المسؤولية. فبشار الأسد مسؤول قانونياً وبشكل مباشر عن كل الجرائم التي تحصل على أيدي قوات الأمن والجيش والميليشيات التي يقوم بتمويلها بل ويعطيها الأوامر. ولن ننسى أنه أعطى الشرعية لعمليات القتل واقتحام المدن في خطابه الأخير. وعائلة الأسد وكامل أركان النظام التابعة لهم مازلوا مصرّين على تغطية الحقيقة وإنكار الجرائم وعدم الاعتراف بها.

النظام يحاول الانتعاش بجرعات من الاعتراف الدولي بهذه المؤتمرات التي تُعقد تحت مظلته والتي تحاول إعطاءه صبغة من الشرعية، في نفس الوقت الذي يستمر فيه بالقتل والقصف واقتحام المدن والاعتقال وممارسة التعذيب والتنكيل. ونـحن في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ندين كما أدنّا في مظاهراتنا سابقاً أي حوار يتم مع النظام وأي محاولة لإعطاءه نَفَساً من الشرعية المفقودة يؤهله لقتل المزيد من أحرار سورية، فهو لا يجيد إلا حمل السلاح والادعاء نفاقاً بأنه قادر على الحوار.

قد يرضى الشعب السوري بالتفاوض مع النظام حول كيفية تسليم نفسه ووضعها في تصرّف الشعب والتخلي عن سلطته والاعتراف بجرائمه، وسيكون الشعب حينها قادراً على بناء سورية كدولة مدنية حديثة وإجراء الكثير من الإصلاحات, ولكن هذا لن يتم أبداً مع وجود بشار الأسد وكل من يتبع نظامه على سدة الحكم