أيها النيام استيقظوا ، ودافعوا عن وجودكم ، قبل أن يقع الفأس في الرأس :
بقلم : أبو ياسر السوري
مما لا شك فيه أن المعركة بين المسلمين وأعدائهم قائمة مستمرة ، بدأت منذ قيام الإسلام حيث حاربه المشركون في مكة .. وأكرهوا المسلمين على الهجرة مرتين ، هجرة إلى الحبشة ، ثم هجرة إلى يثرب ، التي سميت المدينة المنورة أخيرا ، أو دار الهجرة .. ثم نصر الله تعالى عبده ، وأعز جنده ، وفتح مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجا . وصارت كلمة الله هي العليا في جزيرة العرب كلها .
ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، فعلم خليفته ابو بكر الصديق رضي الله عنه أن المجوس والنصارى واليهود غير تاركيهم يعبدون الله وحده ، أو يدينون بدين يخالف أديانهم .. خصوصا وأن اليهود قد خانوا عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتآمروا عليه يوم الأحزاب .. كما أن المجوسي كسرى كان مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أرسل إليه يدعوه إلى الإسلام .. ولم يكن النصارى بأقل عداوة منهم للإسلام وأهله .. فقد جيشوا الجيوش وحاربوا المسلمين في معركة مؤتة .. هذه البوادر المبكرة لردة الفعل لدى اليهود والفرس والروم تجاه الإسلام هي التي دفعت المسلمين إلى رفع راية الجهاد في سبيل الله ، وتبليغ رسالته للعالمين .. وقتال من وقف في وجه دعوتهم إلى دينهم الخاتم ، الذي أرسل به خاتم النبيين . صلى الله عليه وسلم ..
أما اليهود ، فقد علمنا أن الله مكن نبيه منهم فأجلاهم من المدينة ثم من خيبر ، وطردهم خارج جزيرة العرب .. وأما الفرس فقد قوض المسلمون بنيان دولتهم في عدد من المعارك ، كان آخرها القادسية ، التي لم يقم للفرس بعدها قائمة .. وأما الروم فقد طردهم المسلمون من بلاد الشام ومن مصر ، وخرج قيصر يقول : سلام عليك يا سوريا سلاما لا لقاء بعده ..
ثم توالت فتوحات الإسلام في العهود الثلاثة ، الراشدي والأموي والعباسي ، حتى اتسعت دار الإسلام شرقا إلى الهند والصين شرقا ، واتسعت شمالا إلى وسط بلاد المسقوف أو روسيا حاليا . واتسعت غربا إلى بلاد الأندلس التي يسمونها إسبانيا في الوقت الحاضر .. وصار الخليفة الإسلامي أعز من كل ملوك الدنيا .. فإليه تجبى أموال الجزية من مشارق الأرض ومغاربها .. وكان الخليفة يقول للسحابة : أمطري حيث شئت ، فسوف يأتيني خراجك ..
استمر الحال على هذا المنوال ، إلى أن بدأت الحروب الصليبية ، وحروب التتار ، واتفق الغرب الصليبي مع الشرق المجوسي ، على مناهضة الإسلام والعمل على تقويض الخلافة الإسلامية . فسقطت الخلافة العباسية ببغداد سنة (656 هـ) وسقطت الخلافة الأموية في الأندلس سنة (897 هـ ) ثم سقطت الخلافة العثمانية سنة (1341هـ ) وقد تضافرت جهود الدول الكبرى ( بريطانيا وفرنسا ) على الإطاحة بدولة الإسلام ، وإزالة سلطانه من الوجود ، وآزرهم العرب على تحقيق هذا الغرض ، أملا في الخلاص من حكم الأتراك ، وطمعا في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم بعد سقوط الخلافة العثمانية .. ولكن البريطانيين والفرنسين تآمروا على العرب ، فقسموهم إلى دويلات في ما سمي باتفاقية ( سايكس – بيكو) .. وزرعوا الكيان الصهيوني في فلسطين .. وشردوا الفلسطينيين من ديارهم ، في ظل خذلان عربي مُخزٍ ومخجل ، ثم استمر خذلانهم ، حتى ضاع 93% من أرض فلسطين .. ولم يبق منها سوى غزة وجزء يسير من الضفة الشرقية .. ولم ينس الغرب الصليبي أن يضعف الدول الإسلامية بالموازاة مع إضعاف العرب ، ليقينه بأن الإسلام قد يجمع بينهم ، وقد يرجعون إلى الوحدة من جديد .. لذلك قام الغربيون بتقسيم الباكستان الإسلامية إلى شرقية وغربية ، وأغروا بها الهند المجوسية ، لتهدد أمنها وسلامتها بشكل مستمر .. كما أغروا بالتصفيات العرقية في جميع المقاطعات التي فيها أقليات إسلامية ، ترزح تحت حكم المجوس أو البوذيين أو الصليبيين ، من أمثال : ميانيمار وكشمير وبورما .. والبوسنة والهرسك ..
وأخيرا وليس آخرا ، توجه الغرب في الوقت الحاضر لتقسيم المقسم ، وتجزئة المجزأ ، في البلاد العربية ، فبدأت أمريكا بإسقاط بغداد ، والقضاء على العراق ، فقامت بالقبض على الرئيس العراقي ، وسلمته لأعدائه الشيعة ، فنفذوا فيه حكم الإعدام شنقا في يوم عيد الأضحى .. لقد دمرت أمريكا الدولة العراقية ، وسلمت العراق لإيران تتصرف بشؤونه كما تشاء .. ثم مكنت حزب الشيطان الموالي لإيران من الاستبداد بأمر لبنان .. ثم سمحت لإيران وحزب الشيطان بالتدخل العلني في الشأن السوري ، لتدمير سوريا والقضاء على الدولة .. وهي تحاول جاهدة تسليم سوريا لإيران ، تماماً كما فعلت بالعراق من قبل ...
والمحزن حقا .. بل المبكي دماً ، أن زعماء الأمة العربية عن هذا غافلون ، وكأنهم لا يسمعون ولا يبصرون ولا يتكلمون .. وكأن لسان حالهم يقول : لن نحرك ساكنا لئلا تهتز من تحتنا العروش ... ولم يعلموا أن الأندلس ضاعت بمثل هذا التخاذل .. ولم يعلموا أن فلسطين ضاعت بمثل هذه اللامبالاة .. ولم يعلموا أن الأحواز العربية سلبت منا بمثل هذا التقاعس ..
و والله لو سقطت سوريا لا سمح الله ، فسوف تسقط الأمة العربية تبعا لها ، وسوف ترزح المنطقة العربية بأكملها ، تحت وطأة الحكم الإيراني الفارسي .. فالإرادة الغربية ميالة إلى جعل إيران شرطيها بل كلبها العقور في المنطقة العربية كلها.. لأن مجوس إيران هم أقرب إلى الصليبية واليهودية من أبناء السنة المسلمين ...
هذه هي صورة ما يجري في منطقتنا الآن .. وهذا هو سر التخاذل العالمي عن نصرة السوريين ، المطالبين بالحرية والكرامة .. هذه هي الحقيقة ، سواء اعترف المتفلسفون العلمانيون بها أم آثروا إنكارها .. فالمعركة بين أبناء السنة في سوريا ولبنان ، وفي دول الخليج خاصة ، وفي مصر واليمن والسودان .. المعركة بين هذه الدول العربية ، وبين العصابة الأسدية ومعها إيران وحزب الشيطان وشيعة العراق .. المعركة بيننا وبين هؤلاء ، معركة وجود أو لا وجود .. فإما أن يكونوا ، وإما أن نكون .. فالضدان لا يجتمعان .. والمتنابذان لا يلتقيان ..
إن إيران تقوم بشنق عرب الأحواز على أعمدة النور ، وعلى زنود الرافعات . وعلى أشجار الزيتون .. وتقوم بإعدامهم شنقا أمام أهليهم وذويهم منذ عشرات السنين وحتى الآن ، والعالم الصليبي واليهودي يعلم ذلك . ويتعامى عنهم .. لقد خذلهم العالم كله ، وخذلهم حكام العرب ، تماماً كما خذلوا أبناء فلسطين .. وكما يخذلون اليوم السوريين ...
فيا أيها العرب ، أفيقوا قبل أن يقع الفأس في الرأس .. هبوا للذود عن وجودكم .. وليدافع كل منا عن نفسه. عن ولده . عن أهله. عن عرضه. عن ماله. عن دينه . عن حرماته . عن مقدساته .. فو الله لئن سقطت سوريا ، وحكمتها شيعة إيران ونصيرية الشام ، فلن تقوم لأمتنا قائمة بعد ذلك إلى مئات السنين . وسوف تلعننا الأجيال .. فالحذر الحذر .. واليقظة اليقظة .. قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه الندامة ، ولا تجدي معه الملامة ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء نوفمبر 19, 2013 10:30 pm عدل 1 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
مما لا شك فيه أن المعركة بين المسلمين وأعدائهم قائمة مستمرة ، بدأت منذ قيام الإسلام حيث حاربه المشركون في مكة .. وأكرهوا المسلمين على الهجرة مرتين ، هجرة إلى الحبشة ، ثم هجرة إلى يثرب ، التي سميت المدينة المنورة أخيرا ، أو دار الهجرة .. ثم نصر الله تعالى عبده ، وأعز جنده ، وفتح مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجا . وصارت كلمة الله هي العليا في جزيرة العرب كلها .
ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، فعلم خليفته ابو بكر الصديق رضي الله عنه أن المجوس والنصارى واليهود غير تاركيهم يعبدون الله وحده ، أو يدينون بدين يخالف أديانهم .. خصوصا وأن اليهود قد خانوا عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتآمروا عليه يوم الأحزاب .. كما أن المجوسي كسرى كان مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أرسل إليه يدعوه إلى الإسلام .. ولم يكن النصارى بأقل عداوة منهم للإسلام وأهله .. فقد جيشوا الجيوش وحاربوا المسلمين في معركة مؤتة .. هذه البوادر المبكرة لردة الفعل لدى اليهود والفرس والروم تجاه الإسلام هي التي دفعت المسلمين إلى رفع راية الجهاد في سبيل الله ، وتبليغ رسالته للعالمين .. وقتال من وقف في وجه دعوتهم إلى دينهم الخاتم ، الذي أرسل به خاتم النبيين . صلى الله عليه وسلم ..
أما اليهود ، فقد علمنا أن الله مكن نبيه منهم فأجلاهم من المدينة ثم من خيبر ، وطردهم خارج جزيرة العرب .. وأما الفرس فقد قوض المسلمون بنيان دولتهم في عدد من المعارك ، كان آخرها القادسية ، التي لم يقم للفرس بعدها قائمة .. وأما الروم فقد طردهم المسلمون من بلاد الشام ومن مصر ، وخرج قيصر يقول : سلام عليك يا سوريا سلاما لا لقاء بعده ..
ثم توالت فتوحات الإسلام في العهود الثلاثة ، الراشدي والأموي والعباسي ، حتى اتسعت دار الإسلام شرقا إلى الهند والصين شرقا ، واتسعت شمالا إلى وسط بلاد المسقوف أو روسيا حاليا . واتسعت غربا إلى بلاد الأندلس التي يسمونها إسبانيا في الوقت الحاضر .. وصار الخليفة الإسلامي أعز من كل ملوك الدنيا .. فإليه تجبى أموال الجزية من مشارق الأرض ومغاربها .. وكان الخليفة يقول للسحابة : أمطري حيث شئت ، فسوف يأتيني خراجك ..
استمر الحال على هذا المنوال ، إلى أن بدأت الحروب الصليبية ، وحروب التتار ، واتفق الغرب الصليبي مع الشرق المجوسي ، على مناهضة الإسلام والعمل على تقويض الخلافة الإسلامية . فسقطت الخلافة العباسية ببغداد سنة (656 هـ) وسقطت الخلافة الأموية في الأندلس سنة (897 هـ ) ثم سقطت الخلافة العثمانية سنة (1341هـ ) وقد تضافرت جهود الدول الكبرى ( بريطانيا وفرنسا ) على الإطاحة بدولة الإسلام ، وإزالة سلطانه من الوجود ، وآزرهم العرب على تحقيق هذا الغرض ، أملا في الخلاص من حكم الأتراك ، وطمعا في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم بعد سقوط الخلافة العثمانية .. ولكن البريطانيين والفرنسين تآمروا على العرب ، فقسموهم إلى دويلات في ما سمي باتفاقية ( سايكس – بيكو) .. وزرعوا الكيان الصهيوني في فلسطين .. وشردوا الفلسطينيين من ديارهم ، في ظل خذلان عربي مُخزٍ ومخجل ، ثم استمر خذلانهم ، حتى ضاع 93% من أرض فلسطين .. ولم يبق منها سوى غزة وجزء يسير من الضفة الشرقية .. ولم ينس الغرب الصليبي أن يضعف الدول الإسلامية بالموازاة مع إضعاف العرب ، ليقينه بأن الإسلام قد يجمع بينهم ، وقد يرجعون إلى الوحدة من جديد .. لذلك قام الغربيون بتقسيم الباكستان الإسلامية إلى شرقية وغربية ، وأغروا بها الهند المجوسية ، لتهدد أمنها وسلامتها بشكل مستمر .. كما أغروا بالتصفيات العرقية في جميع المقاطعات التي فيها أقليات إسلامية ، ترزح تحت حكم المجوس أو البوذيين أو الصليبيين ، من أمثال : ميانيمار وكشمير وبورما .. والبوسنة والهرسك ..
وأخيرا وليس آخرا ، توجه الغرب في الوقت الحاضر لتقسيم المقسم ، وتجزئة المجزأ ، في البلاد العربية ، فبدأت أمريكا بإسقاط بغداد ، والقضاء على العراق ، فقامت بالقبض على الرئيس العراقي ، وسلمته لأعدائه الشيعة ، فنفذوا فيه حكم الإعدام شنقا في يوم عيد الأضحى .. لقد دمرت أمريكا الدولة العراقية ، وسلمت العراق لإيران تتصرف بشؤونه كما تشاء .. ثم مكنت حزب الشيطان الموالي لإيران من الاستبداد بأمر لبنان .. ثم سمحت لإيران وحزب الشيطان بالتدخل العلني في الشأن السوري ، لتدمير سوريا والقضاء على الدولة .. وهي تحاول جاهدة تسليم سوريا لإيران ، تماماً كما فعلت بالعراق من قبل ...
والمحزن حقا .. بل المبكي دماً ، أن زعماء الأمة العربية عن هذا غافلون ، وكأنهم لا يسمعون ولا يبصرون ولا يتكلمون .. وكأن لسان حالهم يقول : لن نحرك ساكنا لئلا تهتز من تحتنا العروش ... ولم يعلموا أن الأندلس ضاعت بمثل هذا التخاذل .. ولم يعلموا أن فلسطين ضاعت بمثل هذه اللامبالاة .. ولم يعلموا أن الأحواز العربية سلبت منا بمثل هذا التقاعس ..
و والله لو سقطت سوريا لا سمح الله ، فسوف تسقط الأمة العربية تبعا لها ، وسوف ترزح المنطقة العربية بأكملها ، تحت وطأة الحكم الإيراني الفارسي .. فالإرادة الغربية ميالة إلى جعل إيران شرطيها بل كلبها العقور في المنطقة العربية كلها.. لأن مجوس إيران هم أقرب إلى الصليبية واليهودية من أبناء السنة المسلمين ...
هذه هي صورة ما يجري في منطقتنا الآن .. وهذا هو سر التخاذل العالمي عن نصرة السوريين ، المطالبين بالحرية والكرامة .. هذه هي الحقيقة ، سواء اعترف المتفلسفون العلمانيون بها أم آثروا إنكارها .. فالمعركة بين أبناء السنة في سوريا ولبنان ، وفي دول الخليج خاصة ، وفي مصر واليمن والسودان .. المعركة بين هذه الدول العربية ، وبين العصابة الأسدية ومعها إيران وحزب الشيطان وشيعة العراق .. المعركة بيننا وبين هؤلاء ، معركة وجود أو لا وجود .. فإما أن يكونوا ، وإما أن نكون .. فالضدان لا يجتمعان .. والمتنابذان لا يلتقيان ..
إن إيران تقوم بشنق عرب الأحواز على أعمدة النور ، وعلى زنود الرافعات . وعلى أشجار الزيتون .. وتقوم بإعدامهم شنقا أمام أهليهم وذويهم منذ عشرات السنين وحتى الآن ، والعالم الصليبي واليهودي يعلم ذلك . ويتعامى عنهم .. لقد خذلهم العالم كله ، وخذلهم حكام العرب ، تماماً كما خذلوا أبناء فلسطين .. وكما يخذلون اليوم السوريين ...
فيا أيها العرب ، أفيقوا قبل أن يقع الفأس في الرأس .. هبوا للذود عن وجودكم .. وليدافع كل منا عن نفسه. عن ولده . عن أهله. عن عرضه. عن ماله. عن دينه . عن حرماته . عن مقدساته .. فو الله لئن سقطت سوريا ، وحكمتها شيعة إيران ونصيرية الشام ، فلن تقوم لأمتنا قائمة بعد ذلك إلى مئات السنين . وسوف تلعننا الأجيال .. فالحذر الحذر .. واليقظة اليقظة .. قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه الندامة ، ولا تجدي معه الملامة ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء نوفمبر 19, 2013 10:30 pm عدل 1 مرات