يا مسلمون أدركوا الثورة من داعش قبل أن تسقطها :
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ شهرين تقريبا ، كثر اللغط حول تحرك جبهة الساحل ، وبدأت انباء الانتصارات تنشر على صفحات الفيسبوك .. أو يتم تناقلها عبر رسائل ( الوتس أب ) . وقد بلغنا أن داعش سارعت إلى إرسال كتائب من مقاتليها ، فانضموا إلى مقاتلي جبهة الساحل ، وتعاهدوا على القتال معا ، واتفقوا على توزيع الغنائم فيما بينهم بالسوية ، وكتبوا في ذلك اتفاقا خطيا ، وقعت عليه داعش وقادة الألوية والكتائب المقاتلة هناك ..
وانطلق المقاتلون ، وهاجموا قرى النصيرية ، واحتلوا 13 قرية منها ، وحرروا حواجز موالية للنظام ، وغنموا أسلحة وذخائر كثيرة جدا .. فسارعت داعش إلى وضع يدها على الغنائم كلها ، واستأثرت بها وحدها ، ورفضت أن تسلم منها شيئا للكتائب الأخرى . وأقسم أبو أيمن العراقي وهو قائد من داعش أنه سوف يقتل كل قادة الجيش الحر .. لذلك بدأ يتحرش بهم ، وصار يطالبهم بتسليم اسلحتهم والخروج من تلك المنطقة ... فذهب إليه كمال حمامي أبو بصير ، أحد قادة الجيش الحر .. وما إن رآه العراقي حتى شتمه وأهانه ، وشهر السلاح في وجهه . فقال أبو بصير : أنا لا أشهر السلاح على أي أخ مسلم ، ولا أقاتل إلا عصابة بشار , ثم ألقى سلاحه إلى الأرض .. فقال له أبو أيمن العراقي : أما أنا فإنني قاتلك . ثم أطلق عليه عددا من الأعيرة النارية فأرداه قتيلا ...
ومنذ يومين ، طالبت داعش بقائد من قادة كتائب الهجرة يدعى أبو رحال ، لتصفيته ، فلم يُسلَّم لهم . فوقع إطلاق نار بين داعش وكتائب الهجرة من الجيش الحر .. فما كان من الشيخ جلال بايرلي ، وهو قاض يعمل في المحكمة الشرعية ، إلا أن تحرك للصلح بين الفريقين المتنازعين ، عملا بقوله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) .. فذهب الشيخ إلى مقر داعش في مشفى قرية اسمها ربيعة ، فقال له أبو أيمن العراقي ، من أنت .؟ ولماذا جئت إلى هنا .؟ قال : أنا قاض شرعي ، وجئت لإصلاح ذات البين .. فقال له : لم نأذن لك بالصلح بيننا ، وسوف نقتلك الآن .. ثم أطلق على رأسه رشقة من الرصاص ، فأرداه قتيلا ..
ومما يذكر في هذا المقام أن داعش احتلت الرقة ، و وضعت يدها على آبار النفط فيها ، وأنها تعتبر حلب ولاية لها ، وقد احتلت اعزاز ، وحاولت احتلال معبر السلامة ، ومعبر باب الهوى ، ومعبر على الحدود العراقية ، لتتحكم بمنافذ الإمداد بالسلاح والذخيرة ..
وأن داعش افتعلت خلافات ومناوشات بينها وبين لواء عاصفة الشمال من الجيش الحر .. في وقت كان فيه النظام يتحرك لاسترداد سفيرة ، وانتزاعها من قبضة الجيش الحر . فسقطت سفيرة ، وما كان لها أن تسقط لولا مشاغبات داعش ، وتآمرها مع النظام .
وهكذا يمكن القول بأن جماعة داعش يخدمون النظام في كل تحركاتهم .. فهم يشاغلون الجيش الحر بالمعارك الجانبية البينية ، ويشغلونه عن مهمته الرئيسية وهي : مقارعة جيش الأسد ، ونصب الكمائن له ، وإقلاق راحته ، وعدم السماح له بالتقاط أنفاسه ، ولكن داعش أراحت النظام ، وحملت عنه عبئا ثقيلا ، فهي تثير القلاقل والمشاكل أينما حلت ، فتقاتل الأكراد .. وتقاتل جبهة النصرة .. وتقاتل الجيش الحر .. وتقاتل في الرقة .. وتقاتل الأكراد .. لهذا ظلت مواقع داعش آمنة مطمئنة من قصف الطيران الأسدي . فهو يتحاشاها ، ولا يعكر لها صفو ، بينما نراه يمطر الجيش الحر بوابل من قذائفه ، وجحيم من صواريخه ...
أيها السادة :
إن مما يؤسف له حقا ، أن بعض الجهلة من الثوار قد خدعوا بدولة داعش ، والناس ضحايا الشهرة والتسميات ، لذلك وجدنا بعض المتدينين ، قد تحولوا عن الجيش الحر ، وساروا في ركاب دولة داعش ، والتحقوا بصفوفها .. وإذا سألناهم : لماذا فعلتم هذا .؟؟ قالوا لأن داعش تؤمن لنا الذخيرة والسلاح ، وتعطينا أربعة أضعاف ما نأخذه في الجيش الحر .. فكل مقاتل لدى داعش يتقاضى مرتبا شهريا وقدره (300) دولار . يعني قريب الخمسين ألف ليرة سورية ، وهذا يعني فيما يعنيه ، أنه لن يمضي وقت طويل حتى تتمكن داعش من استرداد أغلب العسكريين ، الذين انشقوا عن جيش الأسد ، فتجندهم لديها ، وتطعن بهم الثورة في مقتل . وتجعلنا نسعى إلى حتفنا بظلفنا .
من أين تأتي داعش بهذه الملايين ، التي تغدقها على المقاتلين ؟ من أين تؤمن كل ما يلزمها من السلاح والذخيرة ؟ من أين تسدد تكاليف معاركها المتتالية ، التي تشنها على الجيش الحر في كل مكان ؟؟ وكل معركة تكلف ملايين الدولارات . فمن أين تجيء داعش بهذه الأموال .؟ ومن أين تدفع تكاليف القتال ؟
لقد ثبت أن إيران هي التي تقوم بتمويل داعش ، وأن قادة داعش يوجهون عناصرهم إلى القيام بكل عمل يحبط الثورة السورية ، ويعرقل مسيرتها ، ويؤخر نصرها ..
لذلك نلاحظ أن ( داعش ) تتعمد بث الرعب في قلوب المدنيين ، فداعش تقتل لأقل هفوة ، وتقتل لأقل انتقاد يوجه إليها ، وعناصر داعش يخرجون المدنيين من بيوتهم ويحتلونها ، ويرمون أصحابها في الشارع . حتى صار بعض المدنيين يبكي على حكم بشار ، ويقول : نار الأسد ، ولا جنة داعش ... وهذا يعني أن داعش تحاول ضرب الحاضنة الشعبية للثوار . وتعمل على خلق جو سيئ ، يجعل الناس يكفرون بالثورة ، ويحنون إلى أيام الاستبداد والفساد . ( هذه واحدة )
و( الثانية ) : إن دولة داعش ، كما علمنا تستميل مقاتلي الجيش الحر ، وتأخذهم إليها ، فتغدق عليهم المال والذخيرة والسلاح ، مما أغرى آلاف المقاتلين منهم بالانضمام إليها ، وهم لا يدرون أن دولة (داعش) حليفة لعصابة لبشار ، وأن الذين انضموا إليها مغرر بهم ، ومخدوعون ببريق اسم هذه الدولة المزعومة " دولة الإسلام في العراق والشام " ولعل أكثر ما يستهوي المنضمين إلى داعش ، رفعها لشعار إسلامي ، ودعوتها لإقامة الخلافة ، ومبايعة أمير المؤمنين، حتى صار هتافهم التقليدي ( مدوا الأيادي وبايعوا البغدادي ) .
أيها الناس ، لا تكونوا ضحايا الطيبة ، فإن حسن النية في غير محله غفلة ، أو بالأصح هبل وغباء .. لا تقامروا بحياتكم تحت راية لا تدرون شيئا عن صاحبها .. إن أبا بكر البغدادي يستخفي وراء اسم حركي ، فليس هذا اسمه الحقيقي ، ويقال إنه كان يعمل في سلك الشرطة العراقية أيام صدام ، وقيل بل إن البغدادي هذا هو ( قاسم سليماني ) رئيس الحرس الإيراني .. وقيل غير ذلك .. حتى قيل : إن إسرائيل تتكفل بتسديد قسم من المخصصات المالية لداعش .. فكيف يقامر المسلم بدينه ، ويقاتل تحت راية عمية ، رئيسها مجهول ، وتمويلها مشبوه ، وتصرفاتها لا تمت إلى الدين بأية صلة .
هذه هي الصورة أيها المسلمون ، نحن ضحايا مؤامرة ، يشترك في حياكة شباكها العالم كله . ونحن غافلون عما يراد بنا ، بل إن البوصلة لدينا منحرفة عن سمتها المطلوب الآن.. فقد تكالبت على ثورتنا الأمم ، وتداعى لقتالنا الروسي والإيراني واللبناني والعراقي والصيني .. وما زال في السوريين من يقول : لا دخل لي بما يجري . هذه ثورة قامت بقدر الله ، وسوف تنتصر بقدر الله .. وهناك من يقول : إن الثورة بحاجة إلى دعاة ، يفرخون جنودا مؤمنين ، بهم تنتصر الثورة .. وهنالك من يظن أن الثورة تنتصر بالدعاء وحسب .. ونحن لا نقلل من شأن الدعوة إلى الله ، ولا من شأن الدعاء للثوار .. وإنما نقول : لا بد مع هذا وذاك من الجهاد بالمال ، والإعداد للقتال .
يا قوم ليس الأوان أوان دعوة ، وإنما هو أوان جهاد في سبيل الله ، وتجهيز للمجاهدين .. ومن جهز غازيا فقد غزا .. ومن غزا فقد أتى بذروة سنام الإسلام .. نحن اليوم بحاجة إلى من يقاتل هذا الطاغوت .. فـ ( داعش ) تمولها إيران بالمال والسلاح والذخيرة ، وتكلفها بشراء مقاتلينا بالمال وإفسادهم علينا ، ونحن نمسك المال عن المقاتلين ، وندفعه لمن يصف كلاما لا يقصد به وجه الله ، وإنما يقصد به الحصول على المال ، والمال وحده . ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ...
ولعلنا نذكر أن رجالا كنا نعدهم من الأخيار ، اشتغلوا في بناء المساجد ، فجمعوا لها التبرعات من داخل سوريا وخارجها ، واستمروا كذلك على مدى ستين سنة ، فدمرها لهم بشار في أقل من سنتين ، ولو صرفت تلك الأموال على الدعوة في حينها ، لأثمرت رجالا لا يستطيع النظام هدمهم ، ولا هزيمتهم .. ولكننا فضلنا يومها بناء المساجد لمن يهدمها فوق رؤوس المصلين .. ولم نبن رجالا لهذا اليوم ، لنهدم بهم النظام ، ونرفع راية الإسلام . ونتصدى بهم لظلمه وجبروته .!!!
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 3:44 am عدل 1 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ شهرين تقريبا ، كثر اللغط حول تحرك جبهة الساحل ، وبدأت انباء الانتصارات تنشر على صفحات الفيسبوك .. أو يتم تناقلها عبر رسائل ( الوتس أب ) . وقد بلغنا أن داعش سارعت إلى إرسال كتائب من مقاتليها ، فانضموا إلى مقاتلي جبهة الساحل ، وتعاهدوا على القتال معا ، واتفقوا على توزيع الغنائم فيما بينهم بالسوية ، وكتبوا في ذلك اتفاقا خطيا ، وقعت عليه داعش وقادة الألوية والكتائب المقاتلة هناك ..
وانطلق المقاتلون ، وهاجموا قرى النصيرية ، واحتلوا 13 قرية منها ، وحرروا حواجز موالية للنظام ، وغنموا أسلحة وذخائر كثيرة جدا .. فسارعت داعش إلى وضع يدها على الغنائم كلها ، واستأثرت بها وحدها ، ورفضت أن تسلم منها شيئا للكتائب الأخرى . وأقسم أبو أيمن العراقي وهو قائد من داعش أنه سوف يقتل كل قادة الجيش الحر .. لذلك بدأ يتحرش بهم ، وصار يطالبهم بتسليم اسلحتهم والخروج من تلك المنطقة ... فذهب إليه كمال حمامي أبو بصير ، أحد قادة الجيش الحر .. وما إن رآه العراقي حتى شتمه وأهانه ، وشهر السلاح في وجهه . فقال أبو بصير : أنا لا أشهر السلاح على أي أخ مسلم ، ولا أقاتل إلا عصابة بشار , ثم ألقى سلاحه إلى الأرض .. فقال له أبو أيمن العراقي : أما أنا فإنني قاتلك . ثم أطلق عليه عددا من الأعيرة النارية فأرداه قتيلا ...
ومنذ يومين ، طالبت داعش بقائد من قادة كتائب الهجرة يدعى أبو رحال ، لتصفيته ، فلم يُسلَّم لهم . فوقع إطلاق نار بين داعش وكتائب الهجرة من الجيش الحر .. فما كان من الشيخ جلال بايرلي ، وهو قاض يعمل في المحكمة الشرعية ، إلا أن تحرك للصلح بين الفريقين المتنازعين ، عملا بقوله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) .. فذهب الشيخ إلى مقر داعش في مشفى قرية اسمها ربيعة ، فقال له أبو أيمن العراقي ، من أنت .؟ ولماذا جئت إلى هنا .؟ قال : أنا قاض شرعي ، وجئت لإصلاح ذات البين .. فقال له : لم نأذن لك بالصلح بيننا ، وسوف نقتلك الآن .. ثم أطلق على رأسه رشقة من الرصاص ، فأرداه قتيلا ..
ومما يذكر في هذا المقام أن داعش احتلت الرقة ، و وضعت يدها على آبار النفط فيها ، وأنها تعتبر حلب ولاية لها ، وقد احتلت اعزاز ، وحاولت احتلال معبر السلامة ، ومعبر باب الهوى ، ومعبر على الحدود العراقية ، لتتحكم بمنافذ الإمداد بالسلاح والذخيرة ..
وأن داعش افتعلت خلافات ومناوشات بينها وبين لواء عاصفة الشمال من الجيش الحر .. في وقت كان فيه النظام يتحرك لاسترداد سفيرة ، وانتزاعها من قبضة الجيش الحر . فسقطت سفيرة ، وما كان لها أن تسقط لولا مشاغبات داعش ، وتآمرها مع النظام .
وهكذا يمكن القول بأن جماعة داعش يخدمون النظام في كل تحركاتهم .. فهم يشاغلون الجيش الحر بالمعارك الجانبية البينية ، ويشغلونه عن مهمته الرئيسية وهي : مقارعة جيش الأسد ، ونصب الكمائن له ، وإقلاق راحته ، وعدم السماح له بالتقاط أنفاسه ، ولكن داعش أراحت النظام ، وحملت عنه عبئا ثقيلا ، فهي تثير القلاقل والمشاكل أينما حلت ، فتقاتل الأكراد .. وتقاتل جبهة النصرة .. وتقاتل الجيش الحر .. وتقاتل في الرقة .. وتقاتل الأكراد .. لهذا ظلت مواقع داعش آمنة مطمئنة من قصف الطيران الأسدي . فهو يتحاشاها ، ولا يعكر لها صفو ، بينما نراه يمطر الجيش الحر بوابل من قذائفه ، وجحيم من صواريخه ...
أيها السادة :
إن مما يؤسف له حقا ، أن بعض الجهلة من الثوار قد خدعوا بدولة داعش ، والناس ضحايا الشهرة والتسميات ، لذلك وجدنا بعض المتدينين ، قد تحولوا عن الجيش الحر ، وساروا في ركاب دولة داعش ، والتحقوا بصفوفها .. وإذا سألناهم : لماذا فعلتم هذا .؟؟ قالوا لأن داعش تؤمن لنا الذخيرة والسلاح ، وتعطينا أربعة أضعاف ما نأخذه في الجيش الحر .. فكل مقاتل لدى داعش يتقاضى مرتبا شهريا وقدره (300) دولار . يعني قريب الخمسين ألف ليرة سورية ، وهذا يعني فيما يعنيه ، أنه لن يمضي وقت طويل حتى تتمكن داعش من استرداد أغلب العسكريين ، الذين انشقوا عن جيش الأسد ، فتجندهم لديها ، وتطعن بهم الثورة في مقتل . وتجعلنا نسعى إلى حتفنا بظلفنا .
من أين تأتي داعش بهذه الملايين ، التي تغدقها على المقاتلين ؟ من أين تؤمن كل ما يلزمها من السلاح والذخيرة ؟ من أين تسدد تكاليف معاركها المتتالية ، التي تشنها على الجيش الحر في كل مكان ؟؟ وكل معركة تكلف ملايين الدولارات . فمن أين تجيء داعش بهذه الأموال .؟ ومن أين تدفع تكاليف القتال ؟
لقد ثبت أن إيران هي التي تقوم بتمويل داعش ، وأن قادة داعش يوجهون عناصرهم إلى القيام بكل عمل يحبط الثورة السورية ، ويعرقل مسيرتها ، ويؤخر نصرها ..
لذلك نلاحظ أن ( داعش ) تتعمد بث الرعب في قلوب المدنيين ، فداعش تقتل لأقل هفوة ، وتقتل لأقل انتقاد يوجه إليها ، وعناصر داعش يخرجون المدنيين من بيوتهم ويحتلونها ، ويرمون أصحابها في الشارع . حتى صار بعض المدنيين يبكي على حكم بشار ، ويقول : نار الأسد ، ولا جنة داعش ... وهذا يعني أن داعش تحاول ضرب الحاضنة الشعبية للثوار . وتعمل على خلق جو سيئ ، يجعل الناس يكفرون بالثورة ، ويحنون إلى أيام الاستبداد والفساد . ( هذه واحدة )
و( الثانية ) : إن دولة داعش ، كما علمنا تستميل مقاتلي الجيش الحر ، وتأخذهم إليها ، فتغدق عليهم المال والذخيرة والسلاح ، مما أغرى آلاف المقاتلين منهم بالانضمام إليها ، وهم لا يدرون أن دولة (داعش) حليفة لعصابة لبشار ، وأن الذين انضموا إليها مغرر بهم ، ومخدوعون ببريق اسم هذه الدولة المزعومة " دولة الإسلام في العراق والشام " ولعل أكثر ما يستهوي المنضمين إلى داعش ، رفعها لشعار إسلامي ، ودعوتها لإقامة الخلافة ، ومبايعة أمير المؤمنين، حتى صار هتافهم التقليدي ( مدوا الأيادي وبايعوا البغدادي ) .
أيها الناس ، لا تكونوا ضحايا الطيبة ، فإن حسن النية في غير محله غفلة ، أو بالأصح هبل وغباء .. لا تقامروا بحياتكم تحت راية لا تدرون شيئا عن صاحبها .. إن أبا بكر البغدادي يستخفي وراء اسم حركي ، فليس هذا اسمه الحقيقي ، ويقال إنه كان يعمل في سلك الشرطة العراقية أيام صدام ، وقيل بل إن البغدادي هذا هو ( قاسم سليماني ) رئيس الحرس الإيراني .. وقيل غير ذلك .. حتى قيل : إن إسرائيل تتكفل بتسديد قسم من المخصصات المالية لداعش .. فكيف يقامر المسلم بدينه ، ويقاتل تحت راية عمية ، رئيسها مجهول ، وتمويلها مشبوه ، وتصرفاتها لا تمت إلى الدين بأية صلة .
هذه هي الصورة أيها المسلمون ، نحن ضحايا مؤامرة ، يشترك في حياكة شباكها العالم كله . ونحن غافلون عما يراد بنا ، بل إن البوصلة لدينا منحرفة عن سمتها المطلوب الآن.. فقد تكالبت على ثورتنا الأمم ، وتداعى لقتالنا الروسي والإيراني واللبناني والعراقي والصيني .. وما زال في السوريين من يقول : لا دخل لي بما يجري . هذه ثورة قامت بقدر الله ، وسوف تنتصر بقدر الله .. وهناك من يقول : إن الثورة بحاجة إلى دعاة ، يفرخون جنودا مؤمنين ، بهم تنتصر الثورة .. وهنالك من يظن أن الثورة تنتصر بالدعاء وحسب .. ونحن لا نقلل من شأن الدعوة إلى الله ، ولا من شأن الدعاء للثوار .. وإنما نقول : لا بد مع هذا وذاك من الجهاد بالمال ، والإعداد للقتال .
يا قوم ليس الأوان أوان دعوة ، وإنما هو أوان جهاد في سبيل الله ، وتجهيز للمجاهدين .. ومن جهز غازيا فقد غزا .. ومن غزا فقد أتى بذروة سنام الإسلام .. نحن اليوم بحاجة إلى من يقاتل هذا الطاغوت .. فـ ( داعش ) تمولها إيران بالمال والسلاح والذخيرة ، وتكلفها بشراء مقاتلينا بالمال وإفسادهم علينا ، ونحن نمسك المال عن المقاتلين ، وندفعه لمن يصف كلاما لا يقصد به وجه الله ، وإنما يقصد به الحصول على المال ، والمال وحده . ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ...
ولعلنا نذكر أن رجالا كنا نعدهم من الأخيار ، اشتغلوا في بناء المساجد ، فجمعوا لها التبرعات من داخل سوريا وخارجها ، واستمروا كذلك على مدى ستين سنة ، فدمرها لهم بشار في أقل من سنتين ، ولو صرفت تلك الأموال على الدعوة في حينها ، لأثمرت رجالا لا يستطيع النظام هدمهم ، ولا هزيمتهم .. ولكننا فضلنا يومها بناء المساجد لمن يهدمها فوق رؤوس المصلين .. ولم نبن رجالا لهذا اليوم ، لنهدم بهم النظام ، ونرفع راية الإسلام . ونتصدى بهم لظلمه وجبروته .!!!
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 3:44 am عدل 1 مرات