لم يعد من الاهمية ان تعترف الحكومة بأعدادهم وأماكن سكناهم بعدما
التقتهم وسائل الاعلام المحلية والعالمية لا بل تخطى الامر وسائل الاعلام
لتأتي السفارات الغربية قبل وسائل الاعلام بزيارة اللاجئيين السوريين
بالرمثا والمفرق واربد كما أكد العديد من اللاجئيين السوريين.
عشرات الضباط السوريين “الاحرار” والذين انشقوا عن أجهزتهم عبروا الى
أوروبا وأميركا بعدما مكثوا اياماً في الاردن من خلال الحدود البرية
الشمالية مع سورية.
لم يكن بالامر السهل على “الضباط الاحرار” أن يغادروا وطنهم سوريا، الا
أن امر الهجرة أسلم من اطلاق رصاصة على أخ او ابن عم او شقيق من عبق ترابك،
وفق قولهم.
ففي حين تنكر السلطات السورية اعطاء اوامر باطلاق النار على المدنيين
العزل يؤكد شهود عيان من اللاجئيين وخاصة العسكريين المنشقيين أنهم تلقوا
أوامر باطلاق النار على اخوتهم واهلهم تحت التهديد والقنص لمن لا ينفذ.
قصة اللجوء تبدأ عندما يفقد اهالي درعا رجالهم ما بين المعتقل واللاحياة
جراء القتل فيبقى من شبابهم أن يحافظوا على نسائهم بعدما طال الامر لدرجة
استهداف النساء بالاغتصاب كما يؤكد العديد منهم مشيرين أن نسائهم وأطفالهم
تحت ناقوس خطر الاغتصاب من قبل ما يسموا ب” الشبيحة” الذين يخترقون حرمة
البيوت دونما انسانية.
“يا حيف ” يقول أحدهم ممن فضل عدم ذكر اسمه ياحيف بعدما قتلوا اقاربه
بمجازر جماعية عبر قناصة واطلاق رصاص على جموع المتظاهرين المدنيين العزل
من السلاح مقابل مطالبتهم بالحرية.
مقابر جماعية وقصف بالطائرات وصوت المدفعية بالاضافة الى زخ الرصاص بشكل
عشوائي وكأن الحرب طرقت ابوابها داخل سوريا كما يقولون لكن ثمة شيء لم
يعرفه النظام أن ارادة الشعب السوري أقوى من كل أدوات القمع والرعب كما
يقول أحدهم.
فالموت والانتقال الى الجنة واما تحويل سوريا الى جنة خياريين لا رجعة
عنهما يقول لاجئون سوريون في الرمثا حيث أنهم فقدوا ثقتهم بحكم نظام دام
اربعين عاما من القمع والظلم والفساد واستبداد وتقييد الأفواه دون معرفة
الشعب بطعم الحرية التي يسمعون عنها عبر شاشات التلفزة كما يقولون .
منع اللاجئين أو الضيوف كما تسميهم الحكومة الاردنية من الخروج بالبداية
خوفا عليهم من الاذى او ما شابه ذلك الا وأنه أعيد النظر بعد فترة ليسمح
لهم بالتمتع بحرية التنقل، وبالرغم من ذلك لم يجرؤ أحدهم الخروج خوفاً من
وجود “شبيحة” للنظام السوري داخل الاردن بالاضافة الى هواجس الخوف التي ما
زالت تعتريهم بأن أحداً يلاحقهم ويريد تصفيتهم بعد رعب غيب نعمة الامن داخل
قلوبهم مؤثراً على نفسياتهم بالاسى والخوف من الظلام.
ويطالب اللاجئون السوريون بالاردن المجتمع الدولي بالتحرك انسانياً لوقف
شلال الدم داخل الاراضي السورية من أيدي القتلة كما يقولون بالاضافة الى
ضرورة الاعتراف بهم كلاجئيين بحكم عبورهم الى الاردن في ظل الازمة التي
تعصف بالشعب السوري الذي صمت اربعين عاماً تحت المهان والذل مطلقاً صافرة
الحرية من حناجر أطفال طلبو الحرية