من وحي هذه الصورة :
بقلم : أبو ياسر السوري
بينما كنت أطوف في صفحة فيسبوك الثورة ، استوقفتني هذه الصورة المؤلمة ، لهذا الصغير البري ، الذي غسلته الدماء .. ولست أدري ما الذي حدث له .؟ أهي شظية من صاروخ غادر ؟ أم رصاصة من قناص لئيم ؟ أم أنها بقصف من طيارة حربية ، ترمي بحممها خبط عشواء .. لا تفرق بين كبير ولا صغير ، ولا رجل ولا امرأة ، ولا محارب ولا مسالم ...
كل ما أدري أني أرى طفلا بريئا صغيرا لا حول له ولا طول ، مغسلاً بدمائه ، المختلطة بالأتربة ، حافي القدمين من أثر التفجير ، ممسكاً بيده إحدى فردتي حذائه ، وهو مقعد على الأرض لا يستطيع حراكا .. نعم إنه لا يستطيع الحركة ، فالطفل لا يمثل ، ولا يتصنع الألم .. الطفل يتكلم بصدق ، ويتصرف بصدق .. ولو كان يستطيع الحركة لرأيناه يجري من الخوف ليأوي إلى أحضان أمه وأبيه .. ولكن أين أم هذا الصغير .؟ أين أبوه .؟ من يدري لعل القصف أودى بحياتهما ، فرحلا إلى الآخرة ، وخلفاه مرميا في الشارع ، لا يستطيع حراكا ، ولا يدري ما يصنع .؟؟ لك الله يا صغيري ، وتبا لمن آذاك وسحقا لأمة خذلتك وخذلت الآلاف من أطفال سوريا الجريحة ...
رحماك يا رب .. رحماك يا الله .. يا رب كن لهذا الصغير ملجأ ، وموئلا ، ونصيرا . يا رب هيئ له من يكفله .!! يا رب خذ من آذاه أخذ عزيز مقتدر .. يا رب أنت أرحم منا به ، وقد أبكانا منظره ، وأحرقت أكبادنا نظراته .. إنها نظرات تائهة .. حيرى .. خائفة .. لا ندري كم من الوقت مر عليه وهو يبكي ، وينادي ماما بابا ولا سامع ولا مجيب .؟ لا ندري كم مر عليه من الوقت حتى انتهى إلى تلك الحال من الذهول والضعف والحيرة والاستسلام ..
إني أرى أقدام رجل تقترب من الصغير .. هل هو أبوه يا ترى ؟ لعله أن يكون كذلك .؟ ولكن من يدري ما فعل ابوه ، أفي الأحياء هو أم في الأموات ؟؟ قد يكون هذا المقترب عابر طريق ، توجه نحو الصغير لإبعاده عن وسط الشارع ، لئلا تدهسه سيارة أو ينزل به مكروه فوق مكروه .؟؟
رباه نحن رأينا طفلا واحدا ، وربما عشرات .. وأنت يا رباه رأيت الآلاف من هؤلاء الصغار ، الذين قتلهم بشار ، بعضهم مات حرقا بالنار ، وبعضهم مات تحت الأنقاض ، وبعضهم مزقته القذائف أشلاء ، وبعضهم أصيب إصابة غير قاتلة ، فبقي ينزف في مكانه إلى أن فارق الحياة ... وأنت يا رب لا تخفى عليك خافية .. وأنت يا رب أرحم من خلقك بخلقك .. فانتقم يا رب ممن قتل أطفالنا وروعهم وأخافهم وحولهم إما إلى المقابر ، وإما إلى معوقين بدون أطراف ...
يا رب وانتقم لهذا الطفل ، ولكل طفل منكوب ، من ظالميه ، وممن تسببوا بشقائه .. وانتقم من كل مؤيد لهذا النظام ، أو مدافع عنه ، أو راض عما يرتكبه من إجرام ...
أما بعد : فقد قرأت في إحدى التعليقات على هذه الصورة كلاما لأحدهم يقول : [ الجيش النظامي والجيش الحر ، جميعهم نجح في تدمير سوريا ] فاستوقفتني هذه العبارة طويلا ، فكتبت معلقا عليها أقول : [ يا فلان .... عليك أن تخاف الله . بعد كل هذا الإجرام الذي ارتكبه النظام فينا وفي أطفالنا ، تجعل الجيش الحر الذي يدافع عنا ، شريكا للنظام في إجرامه .. إن كنت ظالما يا هذا في حكمك ، فنسأل الله أن يريك أبناءك في مثل هذا المنظر.. ولا تنس أن دعوة المظلوم مستجابة وليس بينها وبين الله حجاب ] .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الجمعة نوفمبر 08, 2013 3:04 am عدل 2 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
بينما كنت أطوف في صفحة فيسبوك الثورة ، استوقفتني هذه الصورة المؤلمة ، لهذا الصغير البري ، الذي غسلته الدماء .. ولست أدري ما الذي حدث له .؟ أهي شظية من صاروخ غادر ؟ أم رصاصة من قناص لئيم ؟ أم أنها بقصف من طيارة حربية ، ترمي بحممها خبط عشواء .. لا تفرق بين كبير ولا صغير ، ولا رجل ولا امرأة ، ولا محارب ولا مسالم ...
كل ما أدري أني أرى طفلا بريئا صغيرا لا حول له ولا طول ، مغسلاً بدمائه ، المختلطة بالأتربة ، حافي القدمين من أثر التفجير ، ممسكاً بيده إحدى فردتي حذائه ، وهو مقعد على الأرض لا يستطيع حراكا .. نعم إنه لا يستطيع الحركة ، فالطفل لا يمثل ، ولا يتصنع الألم .. الطفل يتكلم بصدق ، ويتصرف بصدق .. ولو كان يستطيع الحركة لرأيناه يجري من الخوف ليأوي إلى أحضان أمه وأبيه .. ولكن أين أم هذا الصغير .؟ أين أبوه .؟ من يدري لعل القصف أودى بحياتهما ، فرحلا إلى الآخرة ، وخلفاه مرميا في الشارع ، لا يستطيع حراكا ، ولا يدري ما يصنع .؟؟ لك الله يا صغيري ، وتبا لمن آذاك وسحقا لأمة خذلتك وخذلت الآلاف من أطفال سوريا الجريحة ...
رحماك يا رب .. رحماك يا الله .. يا رب كن لهذا الصغير ملجأ ، وموئلا ، ونصيرا . يا رب هيئ له من يكفله .!! يا رب خذ من آذاه أخذ عزيز مقتدر .. يا رب أنت أرحم منا به ، وقد أبكانا منظره ، وأحرقت أكبادنا نظراته .. إنها نظرات تائهة .. حيرى .. خائفة .. لا ندري كم من الوقت مر عليه وهو يبكي ، وينادي ماما بابا ولا سامع ولا مجيب .؟ لا ندري كم مر عليه من الوقت حتى انتهى إلى تلك الحال من الذهول والضعف والحيرة والاستسلام ..
إني أرى أقدام رجل تقترب من الصغير .. هل هو أبوه يا ترى ؟ لعله أن يكون كذلك .؟ ولكن من يدري ما فعل ابوه ، أفي الأحياء هو أم في الأموات ؟؟ قد يكون هذا المقترب عابر طريق ، توجه نحو الصغير لإبعاده عن وسط الشارع ، لئلا تدهسه سيارة أو ينزل به مكروه فوق مكروه .؟؟
رباه نحن رأينا طفلا واحدا ، وربما عشرات .. وأنت يا رباه رأيت الآلاف من هؤلاء الصغار ، الذين قتلهم بشار ، بعضهم مات حرقا بالنار ، وبعضهم مات تحت الأنقاض ، وبعضهم مزقته القذائف أشلاء ، وبعضهم أصيب إصابة غير قاتلة ، فبقي ينزف في مكانه إلى أن فارق الحياة ... وأنت يا رب لا تخفى عليك خافية .. وأنت يا رب أرحم من خلقك بخلقك .. فانتقم يا رب ممن قتل أطفالنا وروعهم وأخافهم وحولهم إما إلى المقابر ، وإما إلى معوقين بدون أطراف ...
يا رب وانتقم لهذا الطفل ، ولكل طفل منكوب ، من ظالميه ، وممن تسببوا بشقائه .. وانتقم من كل مؤيد لهذا النظام ، أو مدافع عنه ، أو راض عما يرتكبه من إجرام ...
أما بعد : فقد قرأت في إحدى التعليقات على هذه الصورة كلاما لأحدهم يقول : [ الجيش النظامي والجيش الحر ، جميعهم نجح في تدمير سوريا ] فاستوقفتني هذه العبارة طويلا ، فكتبت معلقا عليها أقول : [ يا فلان .... عليك أن تخاف الله . بعد كل هذا الإجرام الذي ارتكبه النظام فينا وفي أطفالنا ، تجعل الجيش الحر الذي يدافع عنا ، شريكا للنظام في إجرامه .. إن كنت ظالما يا هذا في حكمك ، فنسأل الله أن يريك أبناءك في مثل هذا المنظر.. ولا تنس أن دعوة المظلوم مستجابة وليس بينها وبين الله حجاب ] .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الجمعة نوفمبر 08, 2013 3:04 am عدل 2 مرات