شهيد مجهول الهوية
حماه , سوريا , 29 أكتوبر , زيد الشامي - صحيفة سوريا وفـ لاين
صورة لشهيد في سوريا مجهول الهوية
تستمد الثورة السورية بريقها من رموزها، من كانوا أناساً عاديين و مضطهدين كغيرهم من قبل النظام، الفضل الوحيد الذي يعود منه عليهم هو أنه منحهم لقب البطولة و جعل منهم رموزاً خالدةً في أذهان السوريين، لا أحد يجهل اليوم الطفل حمزة الخطيب أو البطل حسين هرموش، رياض الأسعد و غيرهم …
الشهيد "القناص الغوطاني أبو الحسن"
لكنها ثورة عصفت بالبلاد كموجة هوجاء حملت في طياتها آلام شعب ذاق الأمرّين، و أحد أبرز ملامح الألم شهداءٌ لم نعلمهم .. بل هم كما يسمونهم "أبطالٌ مجهولين" نذروا أنفسهم لخدمة الثورة التي خرجوا بها ينادون بحقوقهم كبشر ليس إلا، يعملون خلف الكواليس و يجتهدون و يضعون نصْب أعينهم طريقين لا ثالث لهما "إما الشهادة أو النصر"
"القناص الغوطاني" من كان يعرف بـ "أبو الحسن" كان يتابع الأخبار و يتواصل مع الناشطين و يصلهم بالقنوات الفضائية، قلّما يجدونه نائماً فكان عنده للثورة أولوية و هو تحت الخدمة على مدار الساعة، لم يسعَ لاسم أو شهرة أو منصب في الثورة اليتيمة، كان أقصى أحلامه تحرير البلاد من قيود الاستبداد، لم يدم وجوده فوق تراب الغوطة بعد عودته طويلاً، فهو اليوم شهيـد مجهـول الهوية، قضى في كمين له مع قادة من المجلس العسكري لينشر خبر استشهاده بصمت تحت اسم "القناص الغوطاني" من غير اسم أو صورة لكي يخلّد هذا اللقب و يكون رمزاً لدى البعض ممن عرفوه.
صورة لشهداء سوريا يدفنون بمقابر جماعية
"أبو هشام الشامي" شاب من أحد أحياء دمشق، واكب الثورة منذ بدايتها و خرج كما قال لينطق بالحق، عرفه من تعامل معه بشهامته و بروحه المرحة رغم وضعه الأمني الصعب، كان ناقلاً للخبر عبر المجموعات الإخبارية و سرعان ما تحول إلى متحدث للقنوات الإعلامية من داخل العاصمة، لكن الأجهزة الاستخباراتية للنظام استطاعت كشف هويته و جرى اعتقاله من منزله، ليصبح شهيداً تحت التعذيب، و بعد شهرين من استشهاده تم إعلام أهله بنبأ وفاته في ظروف غامضة وفق زعم السلطات، حتى أنه دُفن دون أن يلقوا عليه النظرة الأخيرة بعد استشهاده.
كثرٌ هم الشباب الذين يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب في المعتقلات، و التي تؤدي بهم إلى الموت دون أن يعلم بهم أحد، يعيش الكثير من أهالي هؤلاء الشباب على أمل خروجهم من المعتقل … لكن دون جدوى.
صورة لرجال سوريا يحفرون قبو الشهداء
قصة أخرى من حماه، "عبد الله الحموي" رغم صغر سنه إلا أنه عصى أمر والده و شارك في أول مظاهرة خرجت في المدينة، و تابع بعد أداء قسم الثورة على ألا يهدأ باله إلا بنهايتها أو نهايته، واكبها في كافة مراحلها السلمية و العسكرية، اعتقل مرتين و كان له أن يخرج سالماً، ليلقى حتفه في معرة النعمان في ادلب بقذيفة من الطيران الحربي، لم يتمكن أهل عبد الله من إلقاء النظرة الأخيرة على جثته المتهشمة، و قد يكون من الرحمة لهم عدم رؤيته بتلك الحال، و دفن بعيداً عن مدينته لينضم إلى قافلة الشهداء دون زفاف أو وداع، قد يكون نال بعضاً من حقه في توثيقه كشهيد باسمه الكامل على عكس أبو حسن و أبو هشام.
"شهيد مجهول الهوية" عبارة ثقيلة على العقل أن يتحملها لكنها تشحذ الهمم لشباب فقدوا أناساً كانوا يرون فيهم الأمل لبلد عمّ فيه الخراب و الدمار، لكن داعي الانتقام للشهداء و تحقيق ما سعوا لأجله يدفعهم لإتمام ثورة طال أمدها و انعكست على السوريين نتائجها.
لمتابعتنا على صفحة الصحيفة على الفيس بوك :
الرابط
https://www.facebook.com/syriaofflineblog
على التويتر :
الرابط
https://twitter.com/hamamc2
حماه , سوريا , 29 أكتوبر , زيد الشامي - صحيفة سوريا وفـ لاين
صورة لشهيد في سوريا مجهول الهوية
تستمد الثورة السورية بريقها من رموزها، من كانوا أناساً عاديين و مضطهدين كغيرهم من قبل النظام، الفضل الوحيد الذي يعود منه عليهم هو أنه منحهم لقب البطولة و جعل منهم رموزاً خالدةً في أذهان السوريين، لا أحد يجهل اليوم الطفل حمزة الخطيب أو البطل حسين هرموش، رياض الأسعد و غيرهم …
الشهيد "القناص الغوطاني أبو الحسن"
لكنها ثورة عصفت بالبلاد كموجة هوجاء حملت في طياتها آلام شعب ذاق الأمرّين، و أحد أبرز ملامح الألم شهداءٌ لم نعلمهم .. بل هم كما يسمونهم "أبطالٌ مجهولين" نذروا أنفسهم لخدمة الثورة التي خرجوا بها ينادون بحقوقهم كبشر ليس إلا، يعملون خلف الكواليس و يجتهدون و يضعون نصْب أعينهم طريقين لا ثالث لهما "إما الشهادة أو النصر"
"القناص الغوطاني" من كان يعرف بـ "أبو الحسن" كان يتابع الأخبار و يتواصل مع الناشطين و يصلهم بالقنوات الفضائية، قلّما يجدونه نائماً فكان عنده للثورة أولوية و هو تحت الخدمة على مدار الساعة، لم يسعَ لاسم أو شهرة أو منصب في الثورة اليتيمة، كان أقصى أحلامه تحرير البلاد من قيود الاستبداد، لم يدم وجوده فوق تراب الغوطة بعد عودته طويلاً، فهو اليوم شهيـد مجهـول الهوية، قضى في كمين له مع قادة من المجلس العسكري لينشر خبر استشهاده بصمت تحت اسم "القناص الغوطاني" من غير اسم أو صورة لكي يخلّد هذا اللقب و يكون رمزاً لدى البعض ممن عرفوه.
صورة لشهداء سوريا يدفنون بمقابر جماعية
"أبو هشام الشامي" شاب من أحد أحياء دمشق، واكب الثورة منذ بدايتها و خرج كما قال لينطق بالحق، عرفه من تعامل معه بشهامته و بروحه المرحة رغم وضعه الأمني الصعب، كان ناقلاً للخبر عبر المجموعات الإخبارية و سرعان ما تحول إلى متحدث للقنوات الإعلامية من داخل العاصمة، لكن الأجهزة الاستخباراتية للنظام استطاعت كشف هويته و جرى اعتقاله من منزله، ليصبح شهيداً تحت التعذيب، و بعد شهرين من استشهاده تم إعلام أهله بنبأ وفاته في ظروف غامضة وفق زعم السلطات، حتى أنه دُفن دون أن يلقوا عليه النظرة الأخيرة بعد استشهاده.
كثرٌ هم الشباب الذين يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب في المعتقلات، و التي تؤدي بهم إلى الموت دون أن يعلم بهم أحد، يعيش الكثير من أهالي هؤلاء الشباب على أمل خروجهم من المعتقل … لكن دون جدوى.
صورة لرجال سوريا يحفرون قبو الشهداء
قصة أخرى من حماه، "عبد الله الحموي" رغم صغر سنه إلا أنه عصى أمر والده و شارك في أول مظاهرة خرجت في المدينة، و تابع بعد أداء قسم الثورة على ألا يهدأ باله إلا بنهايتها أو نهايته، واكبها في كافة مراحلها السلمية و العسكرية، اعتقل مرتين و كان له أن يخرج سالماً، ليلقى حتفه في معرة النعمان في ادلب بقذيفة من الطيران الحربي، لم يتمكن أهل عبد الله من إلقاء النظرة الأخيرة على جثته المتهشمة، و قد يكون من الرحمة لهم عدم رؤيته بتلك الحال، و دفن بعيداً عن مدينته لينضم إلى قافلة الشهداء دون زفاف أو وداع، قد يكون نال بعضاً من حقه في توثيقه كشهيد باسمه الكامل على عكس أبو حسن و أبو هشام.
"شهيد مجهول الهوية" عبارة ثقيلة على العقل أن يتحملها لكنها تشحذ الهمم لشباب فقدوا أناساً كانوا يرون فيهم الأمل لبلد عمّ فيه الخراب و الدمار، لكن داعي الانتقام للشهداء و تحقيق ما سعوا لأجله يدفعهم لإتمام ثورة طال أمدها و انعكست على السوريين نتائجها.
لمتابعتنا على صفحة الصحيفة على الفيس بوك :
الرابط
https://www.facebook.com/syriaofflineblog
على التويتر :
الرابط
https://twitter.com/hamamc2