خبر وتعليق :

( أخبار الآن ) قالت : اغتيال جامع جامع كان بناء على تعليمات رئاسية :


الخبر :
حصلت أخبار الآن على معلومات من ضابط تابع لأمن الدولة في الاستخبارات السورية تفيد بأن اغتيال اللواء جامع جامع جاء بناء على تعليمات رئاسية ، أصدرها بشار الأسد لضباط مقربين ضمن قائمة تضم إضافة للواء جامع جامع :

- اللواء رستم غزالة مدير الأمن السياسي في مخابرات الأسد .

- واللواء جميل حسن مدير المخابرات الجوية .

- واللواء على مملوك مدير إدارة المخابرات العامة .

وأضاف المصدر ذاته أن الهدف من التخلص من هذه الأسماء التي عرفت بإجرامها ، هو تبييض صفحة النظام قبيل مؤتمر جنيف ، ليبقى بشار الأسد على رأس هرم النظام السوري .

التعليق :
بقلم : أبو ياسر السوري


هذا الخبر من نسج مخابرات القصر الجمهوري ، ليقول : إن جامع جامع لم يقتل على أيدي الثوار .. فهذه وصمة عار على الأسد ، وتضعف موقفه ، وتهز صورته أمام أتباعه في الداخل ، ومؤيديه في الخارج . وتعطي المعارضة وزنا حقيقيا في الداخل والخارج . فهذه المعارضة ، التي تستطيع أن تغتال وزير الدفاع العماد  داود عبد .. ونائب رئيس الأركان : العماد : آصف شوكت .. ورئيس مكتب الأمن القومي : هشام بختيار .. والأمين القطري المساعد محمد سعيد بخيتان .. وتغتال محافظ حماة أنس الناعم .. وتغتال أخيرا اللواء الجزار جامع جامع .. إن المعارضة المسلحة التي تتمكن من الوصول إلى هذه الأسماء الإجرامية الكبيرة ، سوف تتمكن من الوصول إلى رأس الهرم في هذه السلطة الكرتونية في يوم ما .. وطبعا هذه فكرة لن تروق لبشار الجحش .. لذلك يجب تكذيبها بأية وسيلة ، وبأية صياغة ، ولو تضمن التكذيب إساءة لكبار ضباط الأمن في النظام .. فمثل هذا النبأ مما يخيف من وردت أسماؤهم فيه . وسوف يحاولون بذل المزيد من الولاء لبشار ، لئلا يفكر في الاستغناء عنهم . وقد يكون الأسد فعلا يفكر أن يضحي ببعض ضباطه المجرمين في الجيش والأمن ، ويجعلهم كباش فداء لبقائه في السلطة ، أو على الأقل ليتخلص من شهود إثبات على كثير من جرائم القتل والاغتيال ، التي أمر بها بشار الأسد ، ونفذها هؤلاء المجرمون بأيديهم . مما يجعل التخلص منهم مطلبا حقيقيا لبشار كبير المجرمين ...

وهذا هو التفسير الأرجح لهذا النبأ ، حول مقتل اللواء جامع جامع .. إن مخابرات القصر الجمهوري ، هي التي صاغت عبارات هذا الخبر .. ولا أستبعد أن يكون الأسد قد استدعى هؤلاء المذكورين في الخبر ، وكلفهم بالمشاركة في صياغته .. وأقنعهم بأن مثل هذا الخبر مما يخفف النقمة عليهم ، ويصورهم بمثابة الضحايا .. وطبعا لا يملك هؤلاء العبيد إلا السمع والطاعة . وإلا نفذ فيهم التهديد والوعيد في لحظة واحدة .

أما بعد :

فإن النظام ، مصاب بمرض اسمه ( الإنكار ) .. فهو ينكر وجود ثورة في سوريا .. وينكر وجود معارضة سياسية .. وينكر قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا .. وينكر أنه يقوم بقصف المنازل والأفران والمدارس والمساجد والبنية التحتية ، ويتهم بذلك الجماعات الإرهابية .. وقد أنكر تسميم خلية الأزمة .. وأنكر تفجر مقر اجتماعها بعد ذلك ، وادعى أن شيئا من هذا لم يحدث .. وأنكر أشياء كثيرة ، ثم عاد فاعترف بها ... اعترافا ضمنيا ، بعدما اخترع لها صيغة تناسب عقليته الإجرامية ..


واليوم : يريد هذا النظام الغبي في المساء ، إنكار ما أقر به في الصباح ، يريد أن يوهم الناس أن جامع جامع صفي تصفية مقصودة على يد النظام نفسه .. ليكذب ضمنيا أن تكون المعرضة المسلحة هي التي أودت بحياته ، وعجلت به إلى النار ، وبئس القرار .. والحقيقة ،هذه حالة نادرة من حالات الإنكار .. وإنه لغريب حقا أن يكذب النظام نفسه بنفسه .. فقد اعترفت وسائل إعلامه بمقتل جامع جامع .. وفي نفس اللحظة سربت عناصر مخابراته لـ (أخبار الآن ) هذا النبأ الذي أوردناه ، وأعقبناه بالتعليق والتحليل والتفسير ..

حقا إنه نظام مجرم مريض ، فويل لمحبيه مما سيفعل بهم في مستقبل الأيام .!!؟؟