مع استمرار انشقاق عناصر من القوات السورية من الجيش والأمن، تتواصل الروايات حول أحداث تجري في الأراضي السورية، والتي تضعف من الرواية الرسمية حول وجود جماعات مسلحة، وتؤكد على أن من يقوم بالتظاهرات هم مواطنون مسالمون.
وفي مقابلة مع CNN، اعترف "قناص" منشق عن النظام فر إلى تركيا قبل أسابيع قليلة، رفض الكشف عن هويته خشية من تعرض أسرته للقمع بأنه تلقى مراراً أوامر بإطلاق النار على متظاهرين مسالمين كانوا يحتجون ضد النظام السوري.
وقال "القناص"، وهو من عناصر الفرقة الرابعة عشرة في الجيش السوري: "أمرنا الضابط المسؤول بإطلاق النار على الناس.. لم يهم عدد من يقتلون منهم، المهم هو قمع الاحتجاج."
و تتوافق مع روايات عدد كبير من شهود العيان وما تقوله المنظمات الحقوقية حول قيام النظام السوري بقتل ما يصل إلى 1300 شخص منذ بدء الاحتجاجات في سوريا قبل ثلاثة شهور.
وهذا القناص، ليس أول جندي ينشق عن النظام خلال الانتفاضة التي انطلقت شرارتها الأولى من مدينة درعا جنوبي البلاد في أواخر مارس/آذار الماضي، ثم انتشرت إلى مدن سورية أخرى.
ولإثبات هويته، كشف القناص عن هويته العسكرية، وهي شبيهة بتلك التي عرضها منشقون آخرون من الجيش على شاشات الفيديو التي عرضت على الإنترنت.
يقول وسام طريف، مدير منظمة "إنسان" السورية لحقوق الإنسان التي تساعد الفارين من السوريين إلى تركيا ولبنان: "نحن نتحدث عما يزيد على 2000 جندي انشقوا عن الجيش."
وتعمل المنظمة على جمع شهادات شهود عيان وجنود بالإضافة إلى مقابلة القناص في سعي لإدانة النظام السوري أمام محكمة الجنايات الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب.
وقال طريف حول شهادة القناص إن هناك أدلة كافية بأن "هذا الأمر يشكل جريمة ضد الإنسانية وهي عملية منظمة ومنتشرة.. ولا يوجد خطأ هنا.. الأوامر كانت بإطلاق النار وقتل المتظاهرين."
وقال القناص خلال المقابلة إنه يستطيع ان يصيب هدفه من على بعد 1600 متر، موضحاً أن سلاحه عبارة عن بندقية صينية الصنع طراز "دراغونوف 7.62x54"
وقال "لا توجد مشكلة.. أستطيع أن أقنص شخصاً هناك.. في أي مكان من جسمه، في رأسه أو يديه."
وأوضح أن الضباط في البداية قالوا لهم إن هناك عملاء أجانب، وأنهم (أي الضباط) وزعوا عليهم منشورات تتهم الأمير السعودي بندر بن سلطان بقيادة مؤامرة زعزعة استقرار سوريا، وأنه تم نشر وحدته في منطقة درعا في إبريل/نيسان الماضي.
وقال إنه بينما كانوا في طريقهم إلى درعا، كانوا يغنون أغنية حول قتال المتسللين، غير أنهم اكتشفوا الحقيقة عندما وصلوا إلى درعا وأن حكومتهم خدعتهم، وأن المتظاهرين الذين شاهدهم كانوا يهتفون بسقوط النظام ويطالبون بالحرية وأن أياً منهم لم يكن مسلحاً.
ورغم ذلك أصدر الضباط أوامرهم بصراحة ووضوح بإطلاق النار على الحشود، وأكد أن نحو 25 شخصاً قتلوا وأصيبوا في المرة الأولى، وأن المتظاهرين ردوا برشقهم بالحجارة.
وقال إنه مع إعادة السلاح في نهاية اليوم، على الجندي أن يبين الكمية التي أفرغها من الذخيرة التي تم تزويده بها.
وفي حال التشكيك بالأوامر، كان الأمر خطيراً، وقال إن شخصا من شرقي البلاد اسمه وائل دخل في جدل مع ضابط وقال إنه لن يطلق النار على الناس، في اليوم التالي فقد أثره، وعندما سأل عنه قيل له إنه "قتل وأصبح شهيداً الآن."
وأوضح أنه بعد مقتل نحو 500 شخص، انضم إلى 20 جندياً آخر وفروا سراً من قاعدتهم في إحدى الليالي بعد إعادة السلاح للوحدة، وسافروا بشاحنة إلى دمشق متجنبين الحواجز الأمنية والعسكرية، وبعد أسبوع تسلل فاراً إلى تركيا.
المصدر : فلسطين الان