أيها الحجاج : لا غفر الله ذنبكم ولا شكر سعيكم :
قلم : أبو ياسر السوري
نطالع المواقع الإخبارية عبر النت ، فنقرأ التالي :
1 - يوم الجمعة 11/10/2013 : حزب الله ولواء أبو الفضل العباس يقوم بارتكاب مجزرة في الذيابية ، زاد عدد ضحاياها عن 135 وما زالت المداهمات وقتل المدنيين مستمرا ، وقد يقتل المئات أيضا ... ناج من المجزرة يقول : دسنا على جثث أولادنا أثناء الهرب .. تم إعدام الكثيرين ميدانياً بالرصاص في بداية المجزرة وأثناء الاقتحام ، ومن ثم تم ذبح الكثيرين، ما جعل الجثث تتجمع في الشوارع وتتراكم فوق بعضها ... أغلب سكان الذيابية والحسينية من اللاجئين الفلسطينيين ، الذين لا ينجون من موت ببراميل المتفجرات الأسدية ، حتى يلاحقهم موت آخر ذبحا بالسكاكين على أيدي الميليشيات الشيعية .
واليوم يوجد في "حجيرة" و"السيدة زينب" 1500 عائلة تنتظر مصيرها على أيدي ميليشيات الموت الطائفية ، كانت هذه العائلات البائسة تدافع عن نفسها تحت الحصار والجوع والقصف منذ عشرة أشهر، وهاهم اليوم ينتظرون الموت ذبحاً وإعداماً ميدانياً تحت هتافات طائفية تتهمهم بأنهم أعداء الحسين .
وليس هذا الريف الدمشقي وحده الذي يتعرض للإبادة على أيدي هؤلاء الوحوش الهمج ، وإنما يتم معه قصف دير الزور بالصواريخ ، وكذلك ترجم منطقة السفيرة براجمات الصواريخ القاتلة . مع مساندة جوية ، حيث يقوم الطيران الأسدي بقصف المنازل فوق رؤوس المدنيين ، وقد قام يوم أمس بعشر غارات ، ويقدر عدد الضحايا في منطقة سفيرة بأكثر من مائة إنسان ، أغلبهم من النساء والأطفال والدنيين ..
2 – ونقرأ خبرا يقول : إن وباء اللشمانيا يفتك بأهل حلب ، وهو وباء يصيب الكبار والصغار ، الرجال والنساء والأطفال . حتى إن بعض الأطباء أصيبوا به كغيرهم .. وتنتج الإصابة بهذا المرض عن لدغ "ذبابة الرمل" المنتشرة بالبيئات غير النظيفة، ومنها مدينة حلب التي تتفاقم فيها المشاكل الصحية والبيئية. ويؤدي المرض إلى ندوب مكان لدغ الذبابة إذا تعددت اللدغات ، ثم يتطور حتى يشكل حبة خبيثة ، تؤدي إلى تشوهات في مكان الإصابة ، التي غالبا ما تكون في الوجه ، كما هو شأن الكثير من الإصابات.
3 – ونقرأ في الأخبار أن رؤية رغيف الخبز بات حلما من الأحلام . فمنذ عشرة أشهر لم يشاهد رغيف واحد في المعضمية وداريا ... بل إن النظام بعد قيامه بمجزرة الغوطة بالسلاح الكيمياوي ، عمد إلى سلاح التجويع ، فما يمر الآن يوم إلا ويموت عدد من الأطفال بسبب الجوع .. نعم صار الناس يموتون جوعا ..
4 – وها هو الشتاء اصبح على البواب .. وسوف يكون البرد أحد الأسلحة التي تخدم النظام ، وتفتك بالمواطنين .. مع ملاحظة فقدان المازوت والمحرقات ، حتى صار الحصول على أي شيء لا يكون إلا بشق الأنفس ...
5 - ضائقة خانقة .. يمر بها السوريون في داخل سوريا .. وكرب شديد يعيشه السوريون في الشتات بعيدا عن دورهم وأبنائهم ومدنهم وقراهم .. أليس إنقاذ هؤلاء مما هم فيه أولى من الحج والعمرة .؟ أليس التفكير في خلاصهم والعمل على مساعدتهم أولى من الحج في هذا الموسم .؟
كان التابعي الجليل عبد الله بن المبارك غنيا ، وكان من عادته أن يخرج إلى الحج ، ويأخذ معه عددا من إخوانه وجيرانه للحج على نفقته الخاصة .. فخرج في سنة إلى الحج ومعه قافلته ، فنزلوا منزلة قرب قرية على الطريق ، فرأى طفلة تقوم خلسةً بجمع قشور البطيخ وفتات الخبز وبقايا الطعام .. فقام إليها فسألها لماذا تفعلين ذلك يا بنيتي .؟ قالت : لي ثلاث إخوة أيتام ، ليس لنا معيل إلا الله ، فأنا أفعل هذا لأطعمهم .. فبكى ابن المبارك .. ثم أودع لهم عند رجل أمين من تلك القرية كل ما كان لديه من نفقات القافلة ، ورجع هو ومن معه ولم يحجوا . يقول عبد الله بن المبارك : إطعام هؤلاء الأطفال خير من حجنا في هذا العام ..
فأين نحن من هذا الفهم العميق لأحكام ديننا .؟؟ أين نحن من قوله تعالى في الحديث القدسي الذي يعاتب الله فيه عبده الذي قصَّرَ في عيادة المريض ، وإطعام الجائع ، وسقاية العطشان ؟ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي . قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِى فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي . قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي . قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِى فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ».
أين المسلمون اليوم من نصرة إخوانهم أبناء السنة في الشام ، الذين يبادون على أيدي فرق الموت الشيعية ، المؤيدة من إيران وروسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وكل دول الكفر في العالم .؟ ألم يقرؤوا قوله تعالى ( وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) أين هم من قوله صلى الله عليه وسلم « مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ .. وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ ».
أيها الحجاج إن الله لا يقبل الحج ممن لا يطعم المحاصرين ، الذين يموتون جوعا في سوريا .. فرسول الله يقول : ( والله لا يؤمن . والله لا يؤمن . والله لا يؤمن منبات شبعان وجاره جائع وهو يعلم ) وما يمر يوم إلا ويموت أطفال من الجوع ؟
أيها الحجاج إن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام ، وإن إنفاق المال على تجهيز المجاهدين أكثر ثوابا من إنفاقه على الحج . وإنكم تعلمون أنه يحج في الموسم أكثر من أربعة ملايين حاج .. فلو افترضنا أن كل حاج يصرف ألفي ريال فقط ، لكانت تكلفة الحج في هذا الموسم تساوي ( 8.000.000.000 ) ثمانية مليارات ريال سعودي .. وهذا المبلغ وحده لو دفع للثوار المجاهدين في سوريا ، لكان كفيلاً بتحقيق النصر لهم ، وكفيلا بدفع غائلة الشيعة الحاقدين على الدين والمؤمنين . . ووالله لئن سيطر الشيعة والنصيرية على بلاد الشام ، ليهدمُنَّ الكعبة ويبطلوا الحج ، وقد فعلوها في الماضي، وليس من المستبعد أن يفعلوها في المستقبل إن قويت شوكتهم على المسلمين .
أيها الحجاج : إن بذل المال في تجهيز المقاتلين في سبيل الله خير من بذله في رحلة الحج .. وأنتم استبدلتم الذي هو أدنى بالذي هو خير .. في وقت يهدد فيه المسلمون بالفناء ، ويهدد فيه دينهم بالتبديل .
أيها المسلمون افهموا دينكم على الشكل الذي يرضي ربكم .. فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .. وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر .. وكم من حاج ليس له من حجه إلا خسارة المال وعناء السفر ...
قلم : أبو ياسر السوري
نطالع المواقع الإخبارية عبر النت ، فنقرأ التالي :
1 - يوم الجمعة 11/10/2013 : حزب الله ولواء أبو الفضل العباس يقوم بارتكاب مجزرة في الذيابية ، زاد عدد ضحاياها عن 135 وما زالت المداهمات وقتل المدنيين مستمرا ، وقد يقتل المئات أيضا ... ناج من المجزرة يقول : دسنا على جثث أولادنا أثناء الهرب .. تم إعدام الكثيرين ميدانياً بالرصاص في بداية المجزرة وأثناء الاقتحام ، ومن ثم تم ذبح الكثيرين، ما جعل الجثث تتجمع في الشوارع وتتراكم فوق بعضها ... أغلب سكان الذيابية والحسينية من اللاجئين الفلسطينيين ، الذين لا ينجون من موت ببراميل المتفجرات الأسدية ، حتى يلاحقهم موت آخر ذبحا بالسكاكين على أيدي الميليشيات الشيعية .
واليوم يوجد في "حجيرة" و"السيدة زينب" 1500 عائلة تنتظر مصيرها على أيدي ميليشيات الموت الطائفية ، كانت هذه العائلات البائسة تدافع عن نفسها تحت الحصار والجوع والقصف منذ عشرة أشهر، وهاهم اليوم ينتظرون الموت ذبحاً وإعداماً ميدانياً تحت هتافات طائفية تتهمهم بأنهم أعداء الحسين .
وليس هذا الريف الدمشقي وحده الذي يتعرض للإبادة على أيدي هؤلاء الوحوش الهمج ، وإنما يتم معه قصف دير الزور بالصواريخ ، وكذلك ترجم منطقة السفيرة براجمات الصواريخ القاتلة . مع مساندة جوية ، حيث يقوم الطيران الأسدي بقصف المنازل فوق رؤوس المدنيين ، وقد قام يوم أمس بعشر غارات ، ويقدر عدد الضحايا في منطقة سفيرة بأكثر من مائة إنسان ، أغلبهم من النساء والأطفال والدنيين ..
2 – ونقرأ خبرا يقول : إن وباء اللشمانيا يفتك بأهل حلب ، وهو وباء يصيب الكبار والصغار ، الرجال والنساء والأطفال . حتى إن بعض الأطباء أصيبوا به كغيرهم .. وتنتج الإصابة بهذا المرض عن لدغ "ذبابة الرمل" المنتشرة بالبيئات غير النظيفة، ومنها مدينة حلب التي تتفاقم فيها المشاكل الصحية والبيئية. ويؤدي المرض إلى ندوب مكان لدغ الذبابة إذا تعددت اللدغات ، ثم يتطور حتى يشكل حبة خبيثة ، تؤدي إلى تشوهات في مكان الإصابة ، التي غالبا ما تكون في الوجه ، كما هو شأن الكثير من الإصابات.
3 – ونقرأ في الأخبار أن رؤية رغيف الخبز بات حلما من الأحلام . فمنذ عشرة أشهر لم يشاهد رغيف واحد في المعضمية وداريا ... بل إن النظام بعد قيامه بمجزرة الغوطة بالسلاح الكيمياوي ، عمد إلى سلاح التجويع ، فما يمر الآن يوم إلا ويموت عدد من الأطفال بسبب الجوع .. نعم صار الناس يموتون جوعا ..
4 – وها هو الشتاء اصبح على البواب .. وسوف يكون البرد أحد الأسلحة التي تخدم النظام ، وتفتك بالمواطنين .. مع ملاحظة فقدان المازوت والمحرقات ، حتى صار الحصول على أي شيء لا يكون إلا بشق الأنفس ...
5 - ضائقة خانقة .. يمر بها السوريون في داخل سوريا .. وكرب شديد يعيشه السوريون في الشتات بعيدا عن دورهم وأبنائهم ومدنهم وقراهم .. أليس إنقاذ هؤلاء مما هم فيه أولى من الحج والعمرة .؟ أليس التفكير في خلاصهم والعمل على مساعدتهم أولى من الحج في هذا الموسم .؟
كان التابعي الجليل عبد الله بن المبارك غنيا ، وكان من عادته أن يخرج إلى الحج ، ويأخذ معه عددا من إخوانه وجيرانه للحج على نفقته الخاصة .. فخرج في سنة إلى الحج ومعه قافلته ، فنزلوا منزلة قرب قرية على الطريق ، فرأى طفلة تقوم خلسةً بجمع قشور البطيخ وفتات الخبز وبقايا الطعام .. فقام إليها فسألها لماذا تفعلين ذلك يا بنيتي .؟ قالت : لي ثلاث إخوة أيتام ، ليس لنا معيل إلا الله ، فأنا أفعل هذا لأطعمهم .. فبكى ابن المبارك .. ثم أودع لهم عند رجل أمين من تلك القرية كل ما كان لديه من نفقات القافلة ، ورجع هو ومن معه ولم يحجوا . يقول عبد الله بن المبارك : إطعام هؤلاء الأطفال خير من حجنا في هذا العام ..
فأين نحن من هذا الفهم العميق لأحكام ديننا .؟؟ أين نحن من قوله تعالى في الحديث القدسي الذي يعاتب الله فيه عبده الذي قصَّرَ في عيادة المريض ، وإطعام الجائع ، وسقاية العطشان ؟ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي . قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِى فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي . قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي . قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِى فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ».
أين المسلمون اليوم من نصرة إخوانهم أبناء السنة في الشام ، الذين يبادون على أيدي فرق الموت الشيعية ، المؤيدة من إيران وروسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وكل دول الكفر في العالم .؟ ألم يقرؤوا قوله تعالى ( وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) أين هم من قوله صلى الله عليه وسلم « مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ .. وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ ».
أيها الحجاج إن الله لا يقبل الحج ممن لا يطعم المحاصرين ، الذين يموتون جوعا في سوريا .. فرسول الله يقول : ( والله لا يؤمن . والله لا يؤمن . والله لا يؤمن منبات شبعان وجاره جائع وهو يعلم ) وما يمر يوم إلا ويموت أطفال من الجوع ؟
أيها الحجاج إن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام ، وإن إنفاق المال على تجهيز المجاهدين أكثر ثوابا من إنفاقه على الحج . وإنكم تعلمون أنه يحج في الموسم أكثر من أربعة ملايين حاج .. فلو افترضنا أن كل حاج يصرف ألفي ريال فقط ، لكانت تكلفة الحج في هذا الموسم تساوي ( 8.000.000.000 ) ثمانية مليارات ريال سعودي .. وهذا المبلغ وحده لو دفع للثوار المجاهدين في سوريا ، لكان كفيلاً بتحقيق النصر لهم ، وكفيلا بدفع غائلة الشيعة الحاقدين على الدين والمؤمنين . . ووالله لئن سيطر الشيعة والنصيرية على بلاد الشام ، ليهدمُنَّ الكعبة ويبطلوا الحج ، وقد فعلوها في الماضي، وليس من المستبعد أن يفعلوها في المستقبل إن قويت شوكتهم على المسلمين .
أيها الحجاج : إن بذل المال في تجهيز المقاتلين في سبيل الله خير من بذله في رحلة الحج .. وأنتم استبدلتم الذي هو أدنى بالذي هو خير .. في وقت يهدد فيه المسلمون بالفناء ، ويهدد فيه دينهم بالتبديل .
أيها المسلمون افهموا دينكم على الشكل الذي يرضي ربكم .. فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .. وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر .. وكم من حاج ليس له من حجه إلا خسارة المال وعناء السفر ...