لماذا تدعو " منظمة حظر الكيمياوي" إلى هدنة في سوريا
بقلم : أبو ياسر السوري
=================
الأسد وروسيا كلهم زعم أن السلاح الكيمياوي في سوريا تحت سيطرة النظام ، وفي مأمن من أن تطاله الأيدي الخطأ .. وهذا يعني أن مواقع الأسلحة الكيمياوية كلها واقعة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأسدي سيطرة تامة ، وأنه المسؤول عن حمايتها ، ولا سبيل إلى وصول كتائب المعارضة السورية المقاتلة إليها ..
وهذا يعني أنه بإمكان المفتشين من منظمة حظر الكيمياوي ، أن يصلوا إلى هذه المواقع بكل سهولة ويسر .. ومما يؤكد هذا أن بعض القنوات الإخبارية قامت منذ يومين بنشر صور لفريق المفتشين الدوليين ، أثناء قيامه بمهامه ، داخل مستودعات كبيرة ، وأن الفريق كان يعمل في وضع هادئ هدوءاً تاما ، لأن المكان – فيما يبدو - بعيد عن المواقع الساخنة .. وهنا يحق لنا أن نتساءل قائلين :
1 – طالما أن مواقع تخزين السلاح الكيمياوي ، بعيدة عن مناطق الصراع الدائر في سوريا .. فلماذا يطالب أحمد أزومجو رئيس " منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية " بوقفٍ لإطلاق النار من كافة الأطراف .؟ وليس هنالك ما يحول دون أداء مهمة فريقه على الأرض .؟ لا بد أن يكون هنالك سبب خفي غير معلن ، هو الذي دعا رئيس المفتشين للمطالبة بتلك الهدنة .. فما هو يا ترى .؟؟
2 – يعلل أزومجو طلبه للهدنة المؤقتة ، بضرورة المحافظة على حياة فريق المفتشين الدوليين .. وكأنه يقول : أوقفوا إطلاق النار بشكل مؤقت ، لئلا يصاب أحد من " مفتشي المنظمة الدولية " بأذى ، أثناء قيامهم بالإشراف على تفكيك الترسانة الكيمياوية . وبعد انتهاء المهمة ، فأنتم وشأنكم ، ويمكنكم معاودة الصراع من جديد .. وليمت منكم من شاء .. وليستمر الصراع بينكم إلى ما لا نهاية .. فأين الجانب الإنساني في كلام هذا المسؤول في منظمة دولية ، مهمتها حماية الإنسان مما يهدد حياة الإنسان ؟؟
3 – أشاد كيري بامتثال نظام الأسد بسرعة لتدمير سلاحه الكيمياوي .. وأشادت كل من واشنطن وموسكو والأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بتعاون السلطات السورية في عملية تفكيك أسلحتها الكيمياوية... ورحب المجتمع الدولي باستجابة الأسد لتسليم الكيمياوي ، واعتبروا ذلك حسنة كبرى ، يمكن أن تمحى بها كل سيئات النظام السوري السابقة .. ومن مجموع هذه التصريحات المثنية على تعاون نظام الأسد بخصوص السلاح الكيمياوي .. علمنا وأيقنا وتأكدنا أن المجتمع الدولي غير معني إلا بشيء واحد فقط ، ألا وهو " أمن إسرائيل " ووقايتها من الكيمياوي الذي يشكل خطرا عليها في المستقبل ... أما قتل الشعب السوري وموته يوميا بالمئات ، فهذا أمر آخر ، يجب أن يبحث على نار هادئة .. حتى ولو استمر القتل عشرات السنين . وحتى لو شرد كل السوريين، وبقيت سوريا مسرحا للصراع مدى الحياة . فدماء السوريين لا تعني شيئا لدى أعداء الإنسانية .!!!!
4 – كنا مشمئزين من مواقف إيران وروسيا ، ثم انسحب الاشمئزاز ليطال مواقف الدول الغربية الكبرى ، لتخاذلها عن نصرة الشعب السوري .. وكنا نظن أن " منظمة حظر الكيمياوي " هذه الموجودة حاليا في سوريا ، لديها قدر من الإنسانية ، وأنها تابعة لمنظمة حقوق الإنسان ، وأنه ينبغي أن تتمتع بشيء من الشرف المهني ، والمنطقية ، واحترام الذات .. فظهر لنا أخيرا أن موقفها لا يختلف البتة عن مواقف الدول المتعاطفة مع النظام ، وعلمنا أنه يصدق فيها وفيهم قول الشاعر :
كلا الأخوين ضراطٌ وفسَّا : شهاب الدين أضرط من أخيهِ
فرئيس " منظمة حظر الكيمياوي " بعد مطالبته بهذه الهدنة ، لا يختلف كثيرا عن شبيحة النظام السوري فهو :
فهو أولاً : يطالب كافة الأطراف بهدنة مؤقتة ، ليس لها أي مبرر ، سوى تقديم خدمة جليلة لنظام الأسد ، تمكنه من أن يعيد بها ترتيب صفوفه ، وتجميع وحداته ، والتقاط أنفاسه ..
وهو ثانيا : لم يكل ولم يمل عن الإشادة بتعاون النظام السوري مع المفتشين ، والزعم بأن التعاون مع سوريا كان بناء للغاية ، وأن السلطات السورية متعاونة " مما ذكرنا بالدابي ، وكأنه نسخة طبق الأصل منه . أو طبعة بالكربون . ولكن اللون مختلف ، فالدابي أسود المظهر ، غير محمود المخبر .. وهذا أبيض الظاهر ، ولا ندري عن الباطن .. فالله يتولى السرائر ..
أحمد أزمجو
وهو ثالثا : يزعم أن عمل المفتشين عن الكيمياوي السوري ، يتم وسط نزاع دموي مدمر . وهذا كذب صراح ، لأن الكيمياوي - كما علمنا قبل قليل – هو مخبأ في أماكن بعيدة جدا عن الصراع - فلماذا يكذب صاحبنا إذن .؟ ويصرح بكلام خلاف الواقع .؟؟ وما هو الطرف الذي يعنيه من وراء هذه الهدنة ، التي يطالب بها .؟؟؟؟
وهو رابعا : يؤكد على أن الجدول الزمني "ضيق جدا"، وينفي في الوقت نفسه أن تكون المهل الزمنية غير منطقية... وهذا كذب مركب . لأن تفكيك هذا السلاح ، بحسب الخبراء ، لا يحتاج إلى زمن طويل ، فقد أفاد اللواء المنشق رئيس قسم السلاح الكيمياوي السوري سابقاً ، حين سئل في قناة الجزيرة : كم المدة اللازمة لتفكيك الكيمياوي السوري ؟
فأجاب : بأنه يمكن تدمير كافة المخزون من هذا السلاح في مدة لا تتجاوز الشهر ونصف الشهر على أكبر تقدير .. فلماذا يكذب ازومجو ، فيزعم أن تدميره يحتاج إلى تسعة أشهر ؟ ولماذا التحديد بهذه المدة ، التي لا تنتهي إلا بانتهاء فترة رئاسة الأسد .!؟ ألا يشير هذا إلى أن وراء الأكمة ما وراءها ، وأن هذه اللجنة متآمرة ، شأنها شأن بقية المتآمرين علينا في هذا العالم اللا إنساني .!؟
قال تعالى : ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ ؟ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً . وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الجمعة أكتوبر 11, 2013 10:18 pm عدل 1 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
=================
الأسد وروسيا كلهم زعم أن السلاح الكيمياوي في سوريا تحت سيطرة النظام ، وفي مأمن من أن تطاله الأيدي الخطأ .. وهذا يعني أن مواقع الأسلحة الكيمياوية كلها واقعة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأسدي سيطرة تامة ، وأنه المسؤول عن حمايتها ، ولا سبيل إلى وصول كتائب المعارضة السورية المقاتلة إليها ..
وهذا يعني أنه بإمكان المفتشين من منظمة حظر الكيمياوي ، أن يصلوا إلى هذه المواقع بكل سهولة ويسر .. ومما يؤكد هذا أن بعض القنوات الإخبارية قامت منذ يومين بنشر صور لفريق المفتشين الدوليين ، أثناء قيامه بمهامه ، داخل مستودعات كبيرة ، وأن الفريق كان يعمل في وضع هادئ هدوءاً تاما ، لأن المكان – فيما يبدو - بعيد عن المواقع الساخنة .. وهنا يحق لنا أن نتساءل قائلين :
1 – طالما أن مواقع تخزين السلاح الكيمياوي ، بعيدة عن مناطق الصراع الدائر في سوريا .. فلماذا يطالب أحمد أزومجو رئيس " منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية " بوقفٍ لإطلاق النار من كافة الأطراف .؟ وليس هنالك ما يحول دون أداء مهمة فريقه على الأرض .؟ لا بد أن يكون هنالك سبب خفي غير معلن ، هو الذي دعا رئيس المفتشين للمطالبة بتلك الهدنة .. فما هو يا ترى .؟؟
2 – يعلل أزومجو طلبه للهدنة المؤقتة ، بضرورة المحافظة على حياة فريق المفتشين الدوليين .. وكأنه يقول : أوقفوا إطلاق النار بشكل مؤقت ، لئلا يصاب أحد من " مفتشي المنظمة الدولية " بأذى ، أثناء قيامهم بالإشراف على تفكيك الترسانة الكيمياوية . وبعد انتهاء المهمة ، فأنتم وشأنكم ، ويمكنكم معاودة الصراع من جديد .. وليمت منكم من شاء .. وليستمر الصراع بينكم إلى ما لا نهاية .. فأين الجانب الإنساني في كلام هذا المسؤول في منظمة دولية ، مهمتها حماية الإنسان مما يهدد حياة الإنسان ؟؟
3 – أشاد كيري بامتثال نظام الأسد بسرعة لتدمير سلاحه الكيمياوي .. وأشادت كل من واشنطن وموسكو والأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بتعاون السلطات السورية في عملية تفكيك أسلحتها الكيمياوية... ورحب المجتمع الدولي باستجابة الأسد لتسليم الكيمياوي ، واعتبروا ذلك حسنة كبرى ، يمكن أن تمحى بها كل سيئات النظام السوري السابقة .. ومن مجموع هذه التصريحات المثنية على تعاون نظام الأسد بخصوص السلاح الكيمياوي .. علمنا وأيقنا وتأكدنا أن المجتمع الدولي غير معني إلا بشيء واحد فقط ، ألا وهو " أمن إسرائيل " ووقايتها من الكيمياوي الذي يشكل خطرا عليها في المستقبل ... أما قتل الشعب السوري وموته يوميا بالمئات ، فهذا أمر آخر ، يجب أن يبحث على نار هادئة .. حتى ولو استمر القتل عشرات السنين . وحتى لو شرد كل السوريين، وبقيت سوريا مسرحا للصراع مدى الحياة . فدماء السوريين لا تعني شيئا لدى أعداء الإنسانية .!!!!
4 – كنا مشمئزين من مواقف إيران وروسيا ، ثم انسحب الاشمئزاز ليطال مواقف الدول الغربية الكبرى ، لتخاذلها عن نصرة الشعب السوري .. وكنا نظن أن " منظمة حظر الكيمياوي " هذه الموجودة حاليا في سوريا ، لديها قدر من الإنسانية ، وأنها تابعة لمنظمة حقوق الإنسان ، وأنه ينبغي أن تتمتع بشيء من الشرف المهني ، والمنطقية ، واحترام الذات .. فظهر لنا أخيرا أن موقفها لا يختلف البتة عن مواقف الدول المتعاطفة مع النظام ، وعلمنا أنه يصدق فيها وفيهم قول الشاعر :
كلا الأخوين ضراطٌ وفسَّا : شهاب الدين أضرط من أخيهِ
فرئيس " منظمة حظر الكيمياوي " بعد مطالبته بهذه الهدنة ، لا يختلف كثيرا عن شبيحة النظام السوري فهو :
فهو أولاً : يطالب كافة الأطراف بهدنة مؤقتة ، ليس لها أي مبرر ، سوى تقديم خدمة جليلة لنظام الأسد ، تمكنه من أن يعيد بها ترتيب صفوفه ، وتجميع وحداته ، والتقاط أنفاسه ..
وهو ثانيا : لم يكل ولم يمل عن الإشادة بتعاون النظام السوري مع المفتشين ، والزعم بأن التعاون مع سوريا كان بناء للغاية ، وأن السلطات السورية متعاونة " مما ذكرنا بالدابي ، وكأنه نسخة طبق الأصل منه . أو طبعة بالكربون . ولكن اللون مختلف ، فالدابي أسود المظهر ، غير محمود المخبر .. وهذا أبيض الظاهر ، ولا ندري عن الباطن .. فالله يتولى السرائر ..
أحمد أزمجو
وهو ثالثا : يزعم أن عمل المفتشين عن الكيمياوي السوري ، يتم وسط نزاع دموي مدمر . وهذا كذب صراح ، لأن الكيمياوي - كما علمنا قبل قليل – هو مخبأ في أماكن بعيدة جدا عن الصراع - فلماذا يكذب صاحبنا إذن .؟ ويصرح بكلام خلاف الواقع .؟؟ وما هو الطرف الذي يعنيه من وراء هذه الهدنة ، التي يطالب بها .؟؟؟؟
وهو رابعا : يؤكد على أن الجدول الزمني "ضيق جدا"، وينفي في الوقت نفسه أن تكون المهل الزمنية غير منطقية... وهذا كذب مركب . لأن تفكيك هذا السلاح ، بحسب الخبراء ، لا يحتاج إلى زمن طويل ، فقد أفاد اللواء المنشق رئيس قسم السلاح الكيمياوي السوري سابقاً ، حين سئل في قناة الجزيرة : كم المدة اللازمة لتفكيك الكيمياوي السوري ؟
فأجاب : بأنه يمكن تدمير كافة المخزون من هذا السلاح في مدة لا تتجاوز الشهر ونصف الشهر على أكبر تقدير .. فلماذا يكذب ازومجو ، فيزعم أن تدميره يحتاج إلى تسعة أشهر ؟ ولماذا التحديد بهذه المدة ، التي لا تنتهي إلا بانتهاء فترة رئاسة الأسد .!؟ ألا يشير هذا إلى أن وراء الأكمة ما وراءها ، وأن هذه اللجنة متآمرة ، شأنها شأن بقية المتآمرين علينا في هذا العالم اللا إنساني .!؟
قال تعالى : ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ ؟ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً . وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الجمعة أكتوبر 11, 2013 10:18 pm عدل 1 مرات