شبكة #شام الإخبارية - #قصة_شهيد







طارق عدنان كعكه – ريف دمشق

صديق الشهيد – فريق الموقع




من مواليد دوما 1992، شابٌّ في مقتبل شبابه، لله درُّه ما ألطفه! وما أحسن خلقه وما أندى معشره! شابٌّ دونه الشباب، يُحبّه الجميع، ما تزال ابتسامته حاضرةً تتراءى أمام أعيننا مع نظرات عينيه البريئتين، نذكره حين كان طفلاً صغيرًا حيث كنا في رحلة في مزرعة، وكان خلافٌ بين الفتيان الأقارب وهم يلعبون، وجاء القاضي طارق ليحُل المشكلة وقال للمتخالفين- ولا تكاد الكلمات تخرج من فمه: " أنتو استتو وأنتو استتو " ( أنتم اسكتوا وأنتم اسكتوا ) ومازالت الكلمة نكتةً نذكرها له، هكذا كان طارق هادئاً لا يُحب المشاكل، كلماته تخرج كالعسل من فمه ودّاً وطيبًا.

قبل ليلة كان يحدثني ويسألني: هل علم أبي بموت صديقي إبراهيم عوض؟!

نعم لقد علم، وكم تأثر عمّي بموت صديق ابنه، كانت أمارات القلق تبدو على قسمات وجهه وهو يتابع أخبار اقتحام المجاهدين للفوج، وكأنه يُحسّ بأن أمراً سيحدث، كأنّ ذلك من لطف الله للعبد أن يمهّد له، قلق كثيراً يومئذ لكنه اطمأن قليلاً بعد أن تحدث معي طارق.

كان طارق مع كتيبة خطاب التابعة للواء الإسلام، مرابطاً هو وإخوته المجاهدون في حصارهم لفوج النقل 274 في الشيمفونية في الغوطة الشرقية، فلم يتحرر كاملاً بعد، وفي ذلك اليوم استشهد بعض إخوانه، وذهب طارق ليدفن أحد المجاهدين وقلبه يعتصر ألماً لفراقهم، وبعد انتهائه قال لمن حوله: أعطوني السلاح، أعطوني السلاح. فقالوا له: اقعد. لكنه حمل سلاحه واقتحم الفوج، ليلقى ربّه بإذنه تعالى مقبلاً غير مدبر، وليلحق بأصدقائه بتاريخ 15-6-2012، ولعل مسكَ سمعته، ونطقه بالشهادتين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة من علائم البشرى له ولله الحمد.

ورحل أبا زياد ! رحل فلم نعد نسمع زقزقة العصافير وقد غصّت حناجرها .. ورحل أبا زياد وقد ترك أحزانًا وأشجانًا .. رحل أبا زياد ورحلت معه بسمته التي تضحك لها الأزاهير .. رحل أبا زياد - وليته يدري - فمعقل الكفر الذي فاح فيه عبير دمك صار للإيمان منارًا .. تعلو فيه صيحات: الله أكبر .. الله أكبر ..

تسجد فيه جبهات المؤمنين لرب العالمين .. يُتلى فيه كلام الرحمن ويتغنى أهل الهدى بالقرآن .. لتغدو منه وتروح كتائب الإيمان لتدك صروح الكفر والطغيان .. رحلت ليبقى هذا المعقل شاهدًا عليك بالخير بإذن الله تعالى.

يضطرب القلم أيها الحبيب أبا زياد، من أين يأخذ مداده ليكتب ؟! من ندى الصباح أم من رحيق العسل أم من دمعات العيون! ورحلت عنّا أبا زياد لتلحق بإخواننا ممن سبقونا، وإنا على طريقك إن شاء الله، في الجنة الملتقى بإذنه تعالى. إنّ العين لتدمع، وإنّ القلبَ ليحزن وإنّا على فراقك يا أبا زياد لمحزونون، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، حسبنا الله ونعم الوكيل.







موقع قصص شهداء الثورة السورية | syrian-martyrs.com




قصة  طارق عدنان كعكه – ريف دمشق 946014_636786509705260_1423230668_n