شبكة #شام الإخبارية - #قصة_شهيد
الشهيد رافع عبدالله " أبو الزبير " – حلب
يفوحُ عبقُ من التاريخ التليد عندَ الحديثِ عن المدينةِ التي تعاقبت عليها حضارات عديدة، تزدحمُ أزقّتها وحواريها بالتّراث العريق، دخلتها جيوشُ المسلمينَ بقيادةِ خالد بن الوليد؛ هي المدينة ذات الحجارةِ البيضاء ... حلب الشهباء ... أجملُ مارأى الناس على طريق الحرير، عاصمة الحمدانين لقد غيبها الطغاة منذ بداية الثورة خوفاً وقسراً، لكنها انطلقت كالشهب مسرعةً وأنارت سماء الحريةِ بانتصاراتٍ عديدة... فأتانا منها نسيم لطيف رطب أفئدتنا بعزائم الأبطال و ثبت أقدامنا على الأرض التي فرشت بسجاد من دماء ....
مضى الأحرار على الطريق الشائك، دفنوا أحلامهم وتعاهدوا على المسير وكان رافع أبوغالون المكنى (أبو الزبير الحلبي) في المقدمة وهو شاب فاق أقرانه ومن يكبرهم سنا بأشواط عديدة، يدرسُ في الثانوية الشرعيةِ للبنين ....
عُرِفَ بابتسامتِه وطرافتِه وحُبِّه لإخوانه وأخلاقه الطيبةِ فهو ابن بار من عائلة ملتزمة ...
ساهم أبو الزبير منذ بداية الثورة في الحراك السلمي، هو من ناشطي حي سيف الدولة، ومجاهد في حركة فجر الاسلامية... كان صوته منضماً إلى حزمة الأصوات الأولى التي انطلقت من جامع حذيفة بن اليمان وهي أول مظاهرة في محافظة حلب ١٨ آذار ٢٠١١ واعتقل حنيها ولبث في أقبيتهم ٦ أيام .... خرج متعطشا ومصرا على متابعة الطريق؛
لأنّ جهاده لم يكن عبثاً أو حماساً بل في سبيل الله ومن أجل تحقيق شرع الله في الأرض... لذلك اعتقلوه مرة أخرى من مظاهرة في حي سيف الدولة وتعرض لأشدّ أنواعِ العذابِ في فرع الأمن العسكري ممّا أدّى إلى إصابةِ جهازِه السمعيّ فضلا عن عدة أمراض أخرى ....
لكن رافع يصنع نفسه ويربيّها كي يكونَ شهيداً لذلك قاوم الألم والمرض حتى أذن الله له بالشّفاء وعاد إلى الميدان بحمية وإصرار لايهاب في الله لومةَ لائم ...
ولأنه من أهل الابتلاء تمّت إصابته برصاصة في قدمه أثناء إحدى المظاهرات في حي (صلاح الدين) وأجرِيت له عمليةٌ ومع ذلك كان يخرج إلى الساحات المضيئة متعكزاً على أكتافِ رفاقهِ ... هكذا هم الرجال وهكذا تكون العزائم ... بك وبأمثالك يا أبا الزبير سيعلو الحق ويزهق الباطل ...
والآن قد انتهى عهد السلم وشمرت الحرب عن ساعديها، هبّ الأحرار مقبلين غير مدبرين وجوههم تبدو كالبدر المنير، ومن بينهم نلمح وجه رافع يلوح لنا بريقُ نورِه وهو ينضمّ إلى صفوفِ الجهاد، يمتشقُ السلاح ويسعى كي يتدرب في معسكر للمجاهدين بريف حلب ليكون مجاهداً في حركة فجر الإسلامية ...
وبينما كان على إحدى الجبهات في حي العامرية يواجه الباطل على خط النار هناك أتته رصاصة قناص لئيم استقرت في خاصرته، انتفض رفاقه وسارعوا في إسعافه لكنه دخل في غيبوبة طالت لعدة ساعات، استفاق بعدها وجد نفسه بين أصحابه فقال:
(لربما حجب الباري عز وجل عني الشهادة لكثرة ذنوبي)
يلتفّ إخوة الجهاد حول سريرٍه وقلبُهم ينبضُ ألماً ... يشاهدون أخَ النضّال أمامَهم يلفظُ أنفاسَه ... يفارقُهم ... يتركُ وصيتَه لهم أن لاتتوقفوا وتابعوا المسير ...
استشهدَ رافع وستشهدُ له ميادينُ الحريةِ وساحاتُ الوغى وستشهد له النّيران التي من لطافةِ روحهِ يطفِئُها بابتسامةِ وروح الفكاهة تنسينا هيجانها واشتعالها ....
موقع قصص شهداء الثورة السورية | syrian-martys.com
الشهيد رافع عبدالله " أبو الزبير " – حلب
يفوحُ عبقُ من التاريخ التليد عندَ الحديثِ عن المدينةِ التي تعاقبت عليها حضارات عديدة، تزدحمُ أزقّتها وحواريها بالتّراث العريق، دخلتها جيوشُ المسلمينَ بقيادةِ خالد بن الوليد؛ هي المدينة ذات الحجارةِ البيضاء ... حلب الشهباء ... أجملُ مارأى الناس على طريق الحرير، عاصمة الحمدانين لقد غيبها الطغاة منذ بداية الثورة خوفاً وقسراً، لكنها انطلقت كالشهب مسرعةً وأنارت سماء الحريةِ بانتصاراتٍ عديدة... فأتانا منها نسيم لطيف رطب أفئدتنا بعزائم الأبطال و ثبت أقدامنا على الأرض التي فرشت بسجاد من دماء ....
مضى الأحرار على الطريق الشائك، دفنوا أحلامهم وتعاهدوا على المسير وكان رافع أبوغالون المكنى (أبو الزبير الحلبي) في المقدمة وهو شاب فاق أقرانه ومن يكبرهم سنا بأشواط عديدة، يدرسُ في الثانوية الشرعيةِ للبنين ....
عُرِفَ بابتسامتِه وطرافتِه وحُبِّه لإخوانه وأخلاقه الطيبةِ فهو ابن بار من عائلة ملتزمة ...
ساهم أبو الزبير منذ بداية الثورة في الحراك السلمي، هو من ناشطي حي سيف الدولة، ومجاهد في حركة فجر الاسلامية... كان صوته منضماً إلى حزمة الأصوات الأولى التي انطلقت من جامع حذيفة بن اليمان وهي أول مظاهرة في محافظة حلب ١٨ آذار ٢٠١١ واعتقل حنيها ولبث في أقبيتهم ٦ أيام .... خرج متعطشا ومصرا على متابعة الطريق؛
لأنّ جهاده لم يكن عبثاً أو حماساً بل في سبيل الله ومن أجل تحقيق شرع الله في الأرض... لذلك اعتقلوه مرة أخرى من مظاهرة في حي سيف الدولة وتعرض لأشدّ أنواعِ العذابِ في فرع الأمن العسكري ممّا أدّى إلى إصابةِ جهازِه السمعيّ فضلا عن عدة أمراض أخرى ....
لكن رافع يصنع نفسه ويربيّها كي يكونَ شهيداً لذلك قاوم الألم والمرض حتى أذن الله له بالشّفاء وعاد إلى الميدان بحمية وإصرار لايهاب في الله لومةَ لائم ...
ولأنه من أهل الابتلاء تمّت إصابته برصاصة في قدمه أثناء إحدى المظاهرات في حي (صلاح الدين) وأجرِيت له عمليةٌ ومع ذلك كان يخرج إلى الساحات المضيئة متعكزاً على أكتافِ رفاقهِ ... هكذا هم الرجال وهكذا تكون العزائم ... بك وبأمثالك يا أبا الزبير سيعلو الحق ويزهق الباطل ...
والآن قد انتهى عهد السلم وشمرت الحرب عن ساعديها، هبّ الأحرار مقبلين غير مدبرين وجوههم تبدو كالبدر المنير، ومن بينهم نلمح وجه رافع يلوح لنا بريقُ نورِه وهو ينضمّ إلى صفوفِ الجهاد، يمتشقُ السلاح ويسعى كي يتدرب في معسكر للمجاهدين بريف حلب ليكون مجاهداً في حركة فجر الإسلامية ...
وبينما كان على إحدى الجبهات في حي العامرية يواجه الباطل على خط النار هناك أتته رصاصة قناص لئيم استقرت في خاصرته، انتفض رفاقه وسارعوا في إسعافه لكنه دخل في غيبوبة طالت لعدة ساعات، استفاق بعدها وجد نفسه بين أصحابه فقال:
(لربما حجب الباري عز وجل عني الشهادة لكثرة ذنوبي)
يلتفّ إخوة الجهاد حول سريرٍه وقلبُهم ينبضُ ألماً ... يشاهدون أخَ النضّال أمامَهم يلفظُ أنفاسَه ... يفارقُهم ... يتركُ وصيتَه لهم أن لاتتوقفوا وتابعوا المسير ...
استشهدَ رافع وستشهدُ له ميادينُ الحريةِ وساحاتُ الوغى وستشهد له النّيران التي من لطافةِ روحهِ يطفِئُها بابتسامةِ وروح الفكاهة تنسينا هيجانها واشتعالها ....
موقع قصص شهداء الثورة السورية | syrian-martys.com