رسالة إلى كل سوري شريف :
بقلم : ابو ياسر السوري
أولا : مما لا شك فيه أن كل سوري شريف بات يعرف أن العالم كله يقف في صف بشار وعصابته .. وكل سوري شريف بات يعرف أن أمريكا وكل الدول الكبرى في مجلس الأمن متآمرون على إجهاض الثورة .. وقد أعطوا النظام مهلا لقتلنا وإبادتنا بكل سلاح ، وهم يفعلون ذلك منذ سنتين ونصف السنة .. ورأيناهم بعد مجزرة الكيماوي قد زادوا في الطنبور نغما ، فأعطوا الأسد مهلة كبرى ، مدتها تسعة أشهر أخرى ... ليكمل بها عدد الشهداء إلى المليون شهيد .. وليزيد في الهدم والحرق والتشريد ...
وقد رأينا كيف حاول المتآمرون إفشال المجلس الوطني .. ثم إفشال الائتلاف الوطني .. ثم شككونا في المعارضة كلها ، الصالح منها والطالح .. يعني باختصار فشلونا سياسيا .. وتلاعبوا بنا نحن السوريين بما فيه الكفاية . انظروا ماذا قالوا وماذا فعلوا .!؟؟ بشار فقد الشرعية .. بشار لم يفقد الشرعية .. على بشار أن يرحل .. سوف نسلح المعارضة .. لن نسلح بسلاح نوعي .. سوف نسلح ولكن نخشى أن يقع السلاح في الأيادي الخطأ .. سوف نسلح بعد ستة أشهر .. وصلت كمية من السلاح النوعي لأيدي الثوار .. لم يصل شيء وهذا مجرد إشاعة .. أمريكا : سوف نضرب بشار .. لن نضربه ضربة كبيرة .. سوف نضرب الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ومنصات الصواريخ والمطارات .. سوف نضرب أماكن محددة فقط .. سوف لن نسقط النظام .. الضربة لن تستغرق وقتا طويلا .. تأجلت الضربة شهرا .. المهم تسليم الكيماوي .. وليس المهم الضربة .. لو سلم بشار السلاح الكيماوي انتهت المشكلة .. تلاعب بالمشاعر منقطع النظير ، متلف للأعصاب .. حتى كادوا يدخلون الإحباط إلى نفوسنا .. إن كنتم لا تريدون ضرب بشار ، فلماذا إذن تحركت الأساطيل ، وتوالت تصريحات القادة الكبار .. وتتابعت المؤتمرات الصحفية ، واللقاءات العربية الأوربية الأمريكية .؟؟ وذاب الثلج ، وبان المرج ، وظهر أخيرا أنها جعجعة من غير طحن .. وتصريحات كاذبة .. وتحركات أكثر كذبا .. وصار لدينا يقين بأن ( الكلاب لا تعض أذنابها ) ..
ثانيا : أيقن هؤلاء المتآمرون الكذابون أن ( بشارهم ) ساقط لا محالة .. وأنه في النهاية إما هارب .. أو مقتول .. لذلك طالبوه بتسليم السلاح الكيمياوي ، فخنع وسلمهم إياه من غير تردد ، ووقع على تسليمه وبصم بالعشرة أصابع ، وفعل كما فعل القذافي حين سلم صواريخه البلاستيكية لإسرائيل .. سلم بشار سلاح الكيماوي بغمضة عين ، وهو سلاح كلف سوريا أكثر من (40) مليار دولار .. سلمهم هذا السلاح ، وأعلن أنه لا مقاومة ولا ممانعة ، ولسان حاله يقول : في سبيل البقاء في الكرسي كل شيء يهون ... لقد قررت الدول الكبرى سحب الكيمياوي لئلا يبقى في أيدي السوريين الشرفاء .. فأصحاب الأيادي المتوضئة النظيفة غير مؤتمنين على أي سلاح فتاك ..
ثالثا : يقول البعض منا ، هيئة الأركان صنيعة أمريكا .. وغليون سني خائن .. وسيدا كردي خائن . وصبرا مسيحي خائن .. والخطيب شيخ وما طلع معه شيء .. والجربا مأجور يتحرك بأجندا خارجية .. عيب يا جماعة .. عيب .. إن مخابرات بشار تتلاعب بنا بنشر إشاعاتها المغرضة لتفريق الصف . وكلما نشروا خبرا صدقناه وتمسكنا به ونشرناه كما تنتشر النار في الهشيم .. والله إن صنيعنا هذا يدل على منتهى الغباء .. يعني باختصار ما في عقل .. والجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو مع عدوه ...
لماذا يخون بعضنا بعضاً ، ومن المستفيد من هذا التخوين غير النظام .؟؟ لماذا لا نُحبط مخططات المتآمرين علينا ، بالكف عن التخوين فيما بيننا .؟ لماذا لا نتفاهم مع هيئة أركان الجيش الحر ، على خطة عمل وطنية بعيدا عن الدول المتآمرة .؟ لا تقولوا : هؤلاء خونة . وسليم إدريس إبليس .. فهذا الكلام غير مقبول . والتخوين وسيلة من وسائل شق الصف . وهذا ما يتمناه النظام وحلفاؤه .. يجب التفاهم فيما بيننا نحن السوريين عامة ، المسلم . والمسيحي . والدرزي . والكردي . والتركماني .. والآشوري . وابن المدينة . وابن الريف . والحضري . والبدوي .. يجب أن نوحد كلمتنا لإقامة دولة الإنسان .. التي ترضي العباد ورب العباد ... هل يغضب الله أن نتعايش تحت مظلة وطنية واحدة من غير مشاكل ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*) لقد تعايش النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود في المدينة المنورة بعد الهجرة ، وكتب معاهدة دفاع مشترك بينه وبينهم . فنقضت يهود العهد . ولولا خيانتهم لما أجلاهم ولا حاربهم .
رابعا : صار بيننا اليوم فصائل مجاهدة تنادي بإقامة الدولة الإسلامية على الهواء علانية ، بدون أن تملك مقوماتها ، وهذا أشبه بوضع الحصان خلف العربة .. وهو كلام سوف يستعدي علينا كل أهل الأرض .. وإذا كان ساسة المجتمع الدولي الآن لا يصرحون بعداوتنا ، فغداً سوف يصرحون ، وسوف تقف شعوبهم معهم ضدنا .. ولن نستطيع مقاومة العالم بأسره .. وللعلم اقول : إن إصرار البعض منا على المناداة بالدولة الإسلامية الآن ، قد أخر إسقاط الأسد ، وجعل أعداءه بالأمس أصدقاءه اليوم وغدا ..
هل من المعقول أن يتلاعب بمصيرنا حفنة من الصغار والجهلة بل والمجانين ، ويفرضوا علينا ما يشاؤون .؟ نحن أشد تمسكا بالإسلام من هؤلاء الصغار الطائشين .. وأكبر سنا .. وأكثر علما .. وأعمق إدراكا لحقائق الأمور .. فيا إخوتنا سألتكم بالله لا تخدموا النظام بتصريحاتكم الهدامة ، وعنترياتكم الفارغة . عودوا إلى الهدف الرئيس ، وهو : [ إسقاط النظام الدكتاتوري الطائفي بكافة رموزه الفاسدة ] .. وبعدها نفكر في شكل الحكم الذي يحقق العدالة والمساواة والحرية والسعادة لكل السوريين ... ثم نحتكم بعد ذلك إلى صناديق الاقتراع .. ولا نفرض على الناس الحكم بالإسلام فرضا ، فهذا مخالف للدين ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) .. وللعلم أيضا اقول : إنه لا مانع في الإسلام يمنع من تبني الحكم المدني ، الذي لا يعارض تعاليم الإسلام الحنيف .. ثم إن فرض الحكم بالقوة سوف يؤدي إلى صوملة الحالة السورية ، وخراب البلاد خرابا ، لا تُعمَرُ بعده إلا بعد مئات السنين .. وهذه مفسدة يجب دفعها ..
خامسا : وهو البند الأهم في هذه الكلمة . لقد بدأت ثورتنا بصورة عفوية ، لم يخطط لقيامها أحد ، ثم انتقلت من السلمية إلى العسكرة بشكل عفوي أيضا . ولم يكن أحد منا يتمنى عسكرة الثورة خوفا من كثرة الضحايا . وكنا نتمنى نجاح الحل السلمي ، ولكن النظام أوغل في القتل والإبادة ، حتى بدا وكأن ضريبة السلمية أكبر من ضريبة المقاومة ، فلجأنا إلى حمل السلاح دفاعا عن أنفسنا مكرهين .
ولكنْ يجب أن لا ننسى أننا نقاوم جيشا منظما ، قيادته واحده ، وتسليحه منظم ، وتمويله منظم . ونحن ما زلنا نتبنى الفوضى في كل شيء .. لماذا لا تختار الثورة لها قائدا واحدا يقود سفينتها إلى بر الأمان .؟؟ أقول قائدا واحدا ، يكون بمثابة الرأس للجسد .. هل رأيتم إنسانا برأسين .؟ إن قلتم نعم ، فهو إنسان مشوَّه .!! إن تعدد الرؤوس مفسدة ( ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) وتعدد القيادة مزلقة إلى النزاع والفشل ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ... لماذا لا يكون لدى الثورة إدارة تسليح موحدة ، تشرف على تخزين السلاح وتوزيعه بحسب الحاجة والطلب .؟ لماذا لا يكون للثورة خزينة عامة ؟؟ يصرف منها على شراء الذخيرة والسلاح ، ورواتب المجاهدين فقط ، يعني أن توضع الأموال في هذه الخزينة ، وليس للمتبرع بها الحق في كيفية توزيعها .؟؟؟ لماذا لا نفصل قضية الإغاثة المدنية ، من طعام وشراب وكساء ودواء وإيواء .. ونجعل لها حسابا خاصا بها .؟؟
وأخيرا : لماذا لا يكون للثورة مجلس شورى موحد في الداخل ، يضم علماء سوريا ، ومفكريها ، وعقلاءها ، والمخلصين لقضيتها .؟ حسبنا جرياً وراء الأوهام .. حسبنا ارتجالا في المواقف .. حسبنا تصريحات تضر بنا وتضاعف عدد أعدائنا .. حسبنا انقساما وتشرذما .. فمصير السوريين واحد .. حسب المعارضة تفكيرا في المحاصصة على المناصب قبل حصولها .. فالأسد لم يسقط بعد ، ولا مناصب إلا بعد سقوطه ..!!!
أيها السوريون جميعا ، لتعلموا أنه لو خربت سوريا – لا سمح الله - فلن يكون لأحد منكم وطن بعدها أبدا ، وسيبقى السوريون مشردين في الأرض كالنور والقرباط والجنكل .. وعندها يصبح الحصول على جواز السفر حلماً صعب المنال .
وختاماً ، إن نصدق الله يصدقنا . وإن ننصر دينه ينصرنا على أهل الأرض جميعا.
( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت أكتوبر 05, 2013 11:33 pm عدل 1 مرات
بقلم : ابو ياسر السوري
أولا : مما لا شك فيه أن كل سوري شريف بات يعرف أن العالم كله يقف في صف بشار وعصابته .. وكل سوري شريف بات يعرف أن أمريكا وكل الدول الكبرى في مجلس الأمن متآمرون على إجهاض الثورة .. وقد أعطوا النظام مهلا لقتلنا وإبادتنا بكل سلاح ، وهم يفعلون ذلك منذ سنتين ونصف السنة .. ورأيناهم بعد مجزرة الكيماوي قد زادوا في الطنبور نغما ، فأعطوا الأسد مهلة كبرى ، مدتها تسعة أشهر أخرى ... ليكمل بها عدد الشهداء إلى المليون شهيد .. وليزيد في الهدم والحرق والتشريد ...
وقد رأينا كيف حاول المتآمرون إفشال المجلس الوطني .. ثم إفشال الائتلاف الوطني .. ثم شككونا في المعارضة كلها ، الصالح منها والطالح .. يعني باختصار فشلونا سياسيا .. وتلاعبوا بنا نحن السوريين بما فيه الكفاية . انظروا ماذا قالوا وماذا فعلوا .!؟؟ بشار فقد الشرعية .. بشار لم يفقد الشرعية .. على بشار أن يرحل .. سوف نسلح المعارضة .. لن نسلح بسلاح نوعي .. سوف نسلح ولكن نخشى أن يقع السلاح في الأيادي الخطأ .. سوف نسلح بعد ستة أشهر .. وصلت كمية من السلاح النوعي لأيدي الثوار .. لم يصل شيء وهذا مجرد إشاعة .. أمريكا : سوف نضرب بشار .. لن نضربه ضربة كبيرة .. سوف نضرب الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ومنصات الصواريخ والمطارات .. سوف نضرب أماكن محددة فقط .. سوف لن نسقط النظام .. الضربة لن تستغرق وقتا طويلا .. تأجلت الضربة شهرا .. المهم تسليم الكيماوي .. وليس المهم الضربة .. لو سلم بشار السلاح الكيماوي انتهت المشكلة .. تلاعب بالمشاعر منقطع النظير ، متلف للأعصاب .. حتى كادوا يدخلون الإحباط إلى نفوسنا .. إن كنتم لا تريدون ضرب بشار ، فلماذا إذن تحركت الأساطيل ، وتوالت تصريحات القادة الكبار .. وتتابعت المؤتمرات الصحفية ، واللقاءات العربية الأوربية الأمريكية .؟؟ وذاب الثلج ، وبان المرج ، وظهر أخيرا أنها جعجعة من غير طحن .. وتصريحات كاذبة .. وتحركات أكثر كذبا .. وصار لدينا يقين بأن ( الكلاب لا تعض أذنابها ) ..
ثانيا : أيقن هؤلاء المتآمرون الكذابون أن ( بشارهم ) ساقط لا محالة .. وأنه في النهاية إما هارب .. أو مقتول .. لذلك طالبوه بتسليم السلاح الكيمياوي ، فخنع وسلمهم إياه من غير تردد ، ووقع على تسليمه وبصم بالعشرة أصابع ، وفعل كما فعل القذافي حين سلم صواريخه البلاستيكية لإسرائيل .. سلم بشار سلاح الكيماوي بغمضة عين ، وهو سلاح كلف سوريا أكثر من (40) مليار دولار .. سلمهم هذا السلاح ، وأعلن أنه لا مقاومة ولا ممانعة ، ولسان حاله يقول : في سبيل البقاء في الكرسي كل شيء يهون ... لقد قررت الدول الكبرى سحب الكيمياوي لئلا يبقى في أيدي السوريين الشرفاء .. فأصحاب الأيادي المتوضئة النظيفة غير مؤتمنين على أي سلاح فتاك ..
ثالثا : يقول البعض منا ، هيئة الأركان صنيعة أمريكا .. وغليون سني خائن .. وسيدا كردي خائن . وصبرا مسيحي خائن .. والخطيب شيخ وما طلع معه شيء .. والجربا مأجور يتحرك بأجندا خارجية .. عيب يا جماعة .. عيب .. إن مخابرات بشار تتلاعب بنا بنشر إشاعاتها المغرضة لتفريق الصف . وكلما نشروا خبرا صدقناه وتمسكنا به ونشرناه كما تنتشر النار في الهشيم .. والله إن صنيعنا هذا يدل على منتهى الغباء .. يعني باختصار ما في عقل .. والجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو مع عدوه ...
لماذا يخون بعضنا بعضاً ، ومن المستفيد من هذا التخوين غير النظام .؟؟ لماذا لا نُحبط مخططات المتآمرين علينا ، بالكف عن التخوين فيما بيننا .؟ لماذا لا نتفاهم مع هيئة أركان الجيش الحر ، على خطة عمل وطنية بعيدا عن الدول المتآمرة .؟ لا تقولوا : هؤلاء خونة . وسليم إدريس إبليس .. فهذا الكلام غير مقبول . والتخوين وسيلة من وسائل شق الصف . وهذا ما يتمناه النظام وحلفاؤه .. يجب التفاهم فيما بيننا نحن السوريين عامة ، المسلم . والمسيحي . والدرزي . والكردي . والتركماني .. والآشوري . وابن المدينة . وابن الريف . والحضري . والبدوي .. يجب أن نوحد كلمتنا لإقامة دولة الإنسان .. التي ترضي العباد ورب العباد ... هل يغضب الله أن نتعايش تحت مظلة وطنية واحدة من غير مشاكل ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*) لقد تعايش النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود في المدينة المنورة بعد الهجرة ، وكتب معاهدة دفاع مشترك بينه وبينهم . فنقضت يهود العهد . ولولا خيانتهم لما أجلاهم ولا حاربهم .
رابعا : صار بيننا اليوم فصائل مجاهدة تنادي بإقامة الدولة الإسلامية على الهواء علانية ، بدون أن تملك مقوماتها ، وهذا أشبه بوضع الحصان خلف العربة .. وهو كلام سوف يستعدي علينا كل أهل الأرض .. وإذا كان ساسة المجتمع الدولي الآن لا يصرحون بعداوتنا ، فغداً سوف يصرحون ، وسوف تقف شعوبهم معهم ضدنا .. ولن نستطيع مقاومة العالم بأسره .. وللعلم اقول : إن إصرار البعض منا على المناداة بالدولة الإسلامية الآن ، قد أخر إسقاط الأسد ، وجعل أعداءه بالأمس أصدقاءه اليوم وغدا ..
هل من المعقول أن يتلاعب بمصيرنا حفنة من الصغار والجهلة بل والمجانين ، ويفرضوا علينا ما يشاؤون .؟ نحن أشد تمسكا بالإسلام من هؤلاء الصغار الطائشين .. وأكبر سنا .. وأكثر علما .. وأعمق إدراكا لحقائق الأمور .. فيا إخوتنا سألتكم بالله لا تخدموا النظام بتصريحاتكم الهدامة ، وعنترياتكم الفارغة . عودوا إلى الهدف الرئيس ، وهو : [ إسقاط النظام الدكتاتوري الطائفي بكافة رموزه الفاسدة ] .. وبعدها نفكر في شكل الحكم الذي يحقق العدالة والمساواة والحرية والسعادة لكل السوريين ... ثم نحتكم بعد ذلك إلى صناديق الاقتراع .. ولا نفرض على الناس الحكم بالإسلام فرضا ، فهذا مخالف للدين ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) .. وللعلم أيضا اقول : إنه لا مانع في الإسلام يمنع من تبني الحكم المدني ، الذي لا يعارض تعاليم الإسلام الحنيف .. ثم إن فرض الحكم بالقوة سوف يؤدي إلى صوملة الحالة السورية ، وخراب البلاد خرابا ، لا تُعمَرُ بعده إلا بعد مئات السنين .. وهذه مفسدة يجب دفعها ..
خامسا : وهو البند الأهم في هذه الكلمة . لقد بدأت ثورتنا بصورة عفوية ، لم يخطط لقيامها أحد ، ثم انتقلت من السلمية إلى العسكرة بشكل عفوي أيضا . ولم يكن أحد منا يتمنى عسكرة الثورة خوفا من كثرة الضحايا . وكنا نتمنى نجاح الحل السلمي ، ولكن النظام أوغل في القتل والإبادة ، حتى بدا وكأن ضريبة السلمية أكبر من ضريبة المقاومة ، فلجأنا إلى حمل السلاح دفاعا عن أنفسنا مكرهين .
ولكنْ يجب أن لا ننسى أننا نقاوم جيشا منظما ، قيادته واحده ، وتسليحه منظم ، وتمويله منظم . ونحن ما زلنا نتبنى الفوضى في كل شيء .. لماذا لا تختار الثورة لها قائدا واحدا يقود سفينتها إلى بر الأمان .؟؟ أقول قائدا واحدا ، يكون بمثابة الرأس للجسد .. هل رأيتم إنسانا برأسين .؟ إن قلتم نعم ، فهو إنسان مشوَّه .!! إن تعدد الرؤوس مفسدة ( ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) وتعدد القيادة مزلقة إلى النزاع والفشل ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ... لماذا لا يكون لدى الثورة إدارة تسليح موحدة ، تشرف على تخزين السلاح وتوزيعه بحسب الحاجة والطلب .؟ لماذا لا يكون للثورة خزينة عامة ؟؟ يصرف منها على شراء الذخيرة والسلاح ، ورواتب المجاهدين فقط ، يعني أن توضع الأموال في هذه الخزينة ، وليس للمتبرع بها الحق في كيفية توزيعها .؟؟؟ لماذا لا نفصل قضية الإغاثة المدنية ، من طعام وشراب وكساء ودواء وإيواء .. ونجعل لها حسابا خاصا بها .؟؟
وأخيرا : لماذا لا يكون للثورة مجلس شورى موحد في الداخل ، يضم علماء سوريا ، ومفكريها ، وعقلاءها ، والمخلصين لقضيتها .؟ حسبنا جرياً وراء الأوهام .. حسبنا ارتجالا في المواقف .. حسبنا تصريحات تضر بنا وتضاعف عدد أعدائنا .. حسبنا انقساما وتشرذما .. فمصير السوريين واحد .. حسب المعارضة تفكيرا في المحاصصة على المناصب قبل حصولها .. فالأسد لم يسقط بعد ، ولا مناصب إلا بعد سقوطه ..!!!
أيها السوريون جميعا ، لتعلموا أنه لو خربت سوريا – لا سمح الله - فلن يكون لأحد منكم وطن بعدها أبدا ، وسيبقى السوريون مشردين في الأرض كالنور والقرباط والجنكل .. وعندها يصبح الحصول على جواز السفر حلماً صعب المنال .
وختاماً ، إن نصدق الله يصدقنا . وإن ننصر دينه ينصرنا على أهل الأرض جميعا.
( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت أكتوبر 05, 2013 11:33 pm عدل 1 مرات