حافظ أسد والدولة العلوية (1)
بقلم : أبو ياسر السوري
في غفلة من السوريين ، استطاع حافظ الأسد أن يقيم دولة نصيرية ، حكم بها سوريا فترة تربو على أربعة عقود زمنية .. لم يكن الرجل عبقريا كما يزعم أنصاره .. ولا هو بالغبي كما يدعي أعداؤه . وإنما هو رجل عادي ، خدمته الظروف ، واختارته المخابرات العالمية ليكون في هذا المنصب .. كيف ..؟ ولماذا .؟ كان هذا .؟؟؟
كيف وصل حافظ الأسد إلى الحكم .؟
المقال الذي كتبه الصحفي السوري إياد عيسى بعنوان ( العلويون شهوة السلطة وكوابيس الدم ) لم يتضمن الإجابة الكاملة على عنوان موضوعه .. ورغم أنه أسهب في القول ، فإن قوله لا يشكل من الحقيقة سوى قمة صغيرة ، من جبل جليد ما زال معظمه مغموراً تحت سطح الماء ... لا شك أن صاحب هذا المقال ، أجاد في ذكر الخطوات العملية ، التي توصل بها حافظ الأسد إلى حكم سوريا حكما طائفيا نصيريا ، ألغى فيه بقية الطوائف والمكونات العرقية المختلفة ، وفرض لطائفته امتيازا قويا على بقية المكونات السورية ، حتى صار النصيري فوق القانون ، وصار أبناء هذه الطائفة أشبه بالسادة ، بينما غيرهم من السوريين أشبه بالعبيد ..
ويرى الكاتب أن الأسد الأب ، استطاع أن يقوم بعملية غسيل مخ ، حولت النصيرية ، من طائفة مسالمة ، إلى طائفة مستعدة بأغلبيتها إلى القتل والإجرام .. معتمدا في ذلك على إثارة الخيال الشعبي ، واجترار الحكايات عن مظلومية النصيرية على مدار التاريخ . معتمدا على بعض الأقلام ، التي صورت ما وقع على هذه الطائفة من قهر واستعباد في الماضي ، حتى اضطرتهم الظروف إلى أن وضعوا بناتهم خدما عند أبناء السنة ...
ويرى الكاتب أيضا أن حافظ الأسد عمد ما قبل انقلابه على رفاقه سنة 1970، وما بعده إلى الاقصاء ، وشراء الولاءات بآن معا ... ثم استولى على المؤسستين العسكرية والأمنية .. مما مكنه من حكم سوريا حكما دام ثلاثين سنة .. ثم آل الحكم إلى ولده بشار من بعده ..
وكل ما قاله صحيح ، ولكنه لا يمثل إلا جزءا صغيرا من الحقيقة ، التي يجب أن يعرفها كل عربي ومسلم .. فهنالك جوانب من تاريخ هذه الأسرة ، يقفز عنها الكُتّاب ، وهي غاية في الأهمية ، وجديرة بالبحث والتنقيب ، ويجب التعرف عليها ، لما لها من صلة بما يحدث الآن في سوريا ، ولكي نستطيع أن نفسر إصرار المجتمع الدولي على بقاء بشار الأسد في الحكم ، على الرغم من كل إجرامه وتحدياته وممارساته ، الخارجة عن كل القوانين ، الإنسانية والأخلاقية والدينية والإقليمية والدولية ...
القضية أيها السيدات والسادة ، لم تكن عبقرية من آل الأسد .. ولم تكن ضربة حظ خدمهم فيها الزمن .. ولم تكن بمجهود مضاعف أوصلهم إلى سدة الحكم في سوريا وهم غرباء عنها ، وليسوا من أهلها أصلا ..!؟؟ فكيف إذن كان ما كان .؟ كيف حكموا سوريا أربعين سنة ، وسوريا بلد حضارات متجذرة في أعماق التاريخ منذ آلاف السنين .؟؟
لَمْ نسألْ أنفسَنا يوما :
1 – من أين جاء آل الأسد ... ولماذا اختير لهم أن يسكنوا في قرية ( القرداحة ) ولم تكن يومها سوى قرية نائية بين جبال اللاذقية .؟ وكان أحرى بفقير غريب أن يسكن في أطراف مدينة كبيرة ، لا يصعب عليه أن يجد فيها عملا يغنيه عن ذل السؤال ، من أن يسكن قرية فقيرة يعيش فيها عيش البائسين المساكين .
2 – كيف أصبحت هذه العائلة من وجوه تلك القرية ، وهي عائلة فقيرةٌ ، ليس لديها من مقومات الزعامة شيء . فهي لا تملك مالا ولا عقارا ولا ثقافة ولا علما .. يقول من يعرف ماضيهم : إنهم كانوا يسكنون في طرف القرية ، في بيت حقير ، كانوا يسمونه بيت الحسنة ، فليس لدى أهله ما يأكلون ، إلا من فضلات طعام الآخرين .؟؟
3 – لماذا توجه حافظ الأسد إلى الانخراط في السلك العسكري ؟ وكيف تم قبوله في كلية الطيران ، وهو الفقير المدقع ، وهذه الكلية كانت حصرا على أبناء البيوتات الراقية في تلك الفترة .؟؟
4 – لماذا انتسب حافظ الأسد لحزب البعث . وكيف انتهى به المطاف لأن يكون من قادته البارزين .؟ وهو ليس بالمثقف ولا بالمفكر ، ولا هو من أبناء البيوتات المعروفة بالوجاهة والريادة .؟؟
5 – لماذا تم تشكيل اللجنة العسكرية السرية ، بعد قيام الوحدة ما بين مصر وسوريا ، وكان تشكيلها على أساس طائفي محض ، فرئيسها علوي ، وهو اللواء محمد عمران ، وأعضاؤها الأربعة الباقون : اثنان من العلويين وهما صلاح جديد ، وحافظ الأسد .. وواحد درزي وهو سليم حاطوم .. وواحد إسماعيلي وهو عبد الكريم الجندي .؟ ونظرا لكونها من الطوائف الثلاث : العلوية والدرزية والإسماعيلية ، فقد ، أطلق عليها اسم لجنة ( عدس ) اختصاراً لكلمات [ علوي – درزي – إسماعيلي ] ... فما قصة هذه اللجنة .؟ وما مهمتها التي شكلت من أجلها .؟ ومن الذي أوحى بها لأولئك الطائفيين ، في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا .؟؟؟
6 – لماذا عملت هذه اللجنة السرية ، على الإطاحة بمشروع الوحدة ما بين مصر وسوريا ، والتي كانت مرشحة لأن تكون نواة للوحدة العربية الشاملة .؟ ولكن هذه اللجنة العميلة ، ما زالت تنخر في جسد الوحدة العربية ، كما تفعل حشرة السوس في الخشب ، حتى دفعت إلى قيام انقلاب على الوحدة ، وأقامت حكومة الانفصال ، فانسلخت بذلك سوريا عن مصر ، وتنكر الانقلابيون للوحدة التي كانت أمل الأمة ، وقالوا فيها أكثر مما قال مالك بن أنس في الخمر.؟ مع أن أعضاء هذه اللجنة ينتمون إلى حزب البعث ، الذي كان يردد صباح مساء ، شعاره المعروف : ( وحدة حرية اشتراكية ) .؟؟
للإجابة على كل هذه التساؤلات .. موعدنا في مقال آخر إن شاء الله .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الخميس أكتوبر 03, 2013 10:06 pm عدل 1 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
في غفلة من السوريين ، استطاع حافظ الأسد أن يقيم دولة نصيرية ، حكم بها سوريا فترة تربو على أربعة عقود زمنية .. لم يكن الرجل عبقريا كما يزعم أنصاره .. ولا هو بالغبي كما يدعي أعداؤه . وإنما هو رجل عادي ، خدمته الظروف ، واختارته المخابرات العالمية ليكون في هذا المنصب .. كيف ..؟ ولماذا .؟ كان هذا .؟؟؟
كيف وصل حافظ الأسد إلى الحكم .؟
المقال الذي كتبه الصحفي السوري إياد عيسى بعنوان ( العلويون شهوة السلطة وكوابيس الدم ) لم يتضمن الإجابة الكاملة على عنوان موضوعه .. ورغم أنه أسهب في القول ، فإن قوله لا يشكل من الحقيقة سوى قمة صغيرة ، من جبل جليد ما زال معظمه مغموراً تحت سطح الماء ... لا شك أن صاحب هذا المقال ، أجاد في ذكر الخطوات العملية ، التي توصل بها حافظ الأسد إلى حكم سوريا حكما طائفيا نصيريا ، ألغى فيه بقية الطوائف والمكونات العرقية المختلفة ، وفرض لطائفته امتيازا قويا على بقية المكونات السورية ، حتى صار النصيري فوق القانون ، وصار أبناء هذه الطائفة أشبه بالسادة ، بينما غيرهم من السوريين أشبه بالعبيد ..
ويرى الكاتب أن الأسد الأب ، استطاع أن يقوم بعملية غسيل مخ ، حولت النصيرية ، من طائفة مسالمة ، إلى طائفة مستعدة بأغلبيتها إلى القتل والإجرام .. معتمدا في ذلك على إثارة الخيال الشعبي ، واجترار الحكايات عن مظلومية النصيرية على مدار التاريخ . معتمدا على بعض الأقلام ، التي صورت ما وقع على هذه الطائفة من قهر واستعباد في الماضي ، حتى اضطرتهم الظروف إلى أن وضعوا بناتهم خدما عند أبناء السنة ...
ويرى الكاتب أيضا أن حافظ الأسد عمد ما قبل انقلابه على رفاقه سنة 1970، وما بعده إلى الاقصاء ، وشراء الولاءات بآن معا ... ثم استولى على المؤسستين العسكرية والأمنية .. مما مكنه من حكم سوريا حكما دام ثلاثين سنة .. ثم آل الحكم إلى ولده بشار من بعده ..
وكل ما قاله صحيح ، ولكنه لا يمثل إلا جزءا صغيرا من الحقيقة ، التي يجب أن يعرفها كل عربي ومسلم .. فهنالك جوانب من تاريخ هذه الأسرة ، يقفز عنها الكُتّاب ، وهي غاية في الأهمية ، وجديرة بالبحث والتنقيب ، ويجب التعرف عليها ، لما لها من صلة بما يحدث الآن في سوريا ، ولكي نستطيع أن نفسر إصرار المجتمع الدولي على بقاء بشار الأسد في الحكم ، على الرغم من كل إجرامه وتحدياته وممارساته ، الخارجة عن كل القوانين ، الإنسانية والأخلاقية والدينية والإقليمية والدولية ...
القضية أيها السيدات والسادة ، لم تكن عبقرية من آل الأسد .. ولم تكن ضربة حظ خدمهم فيها الزمن .. ولم تكن بمجهود مضاعف أوصلهم إلى سدة الحكم في سوريا وهم غرباء عنها ، وليسوا من أهلها أصلا ..!؟؟ فكيف إذن كان ما كان .؟ كيف حكموا سوريا أربعين سنة ، وسوريا بلد حضارات متجذرة في أعماق التاريخ منذ آلاف السنين .؟؟
لَمْ نسألْ أنفسَنا يوما :
1 – من أين جاء آل الأسد ... ولماذا اختير لهم أن يسكنوا في قرية ( القرداحة ) ولم تكن يومها سوى قرية نائية بين جبال اللاذقية .؟ وكان أحرى بفقير غريب أن يسكن في أطراف مدينة كبيرة ، لا يصعب عليه أن يجد فيها عملا يغنيه عن ذل السؤال ، من أن يسكن قرية فقيرة يعيش فيها عيش البائسين المساكين .
2 – كيف أصبحت هذه العائلة من وجوه تلك القرية ، وهي عائلة فقيرةٌ ، ليس لديها من مقومات الزعامة شيء . فهي لا تملك مالا ولا عقارا ولا ثقافة ولا علما .. يقول من يعرف ماضيهم : إنهم كانوا يسكنون في طرف القرية ، في بيت حقير ، كانوا يسمونه بيت الحسنة ، فليس لدى أهله ما يأكلون ، إلا من فضلات طعام الآخرين .؟؟
3 – لماذا توجه حافظ الأسد إلى الانخراط في السلك العسكري ؟ وكيف تم قبوله في كلية الطيران ، وهو الفقير المدقع ، وهذه الكلية كانت حصرا على أبناء البيوتات الراقية في تلك الفترة .؟؟
4 – لماذا انتسب حافظ الأسد لحزب البعث . وكيف انتهى به المطاف لأن يكون من قادته البارزين .؟ وهو ليس بالمثقف ولا بالمفكر ، ولا هو من أبناء البيوتات المعروفة بالوجاهة والريادة .؟؟
5 – لماذا تم تشكيل اللجنة العسكرية السرية ، بعد قيام الوحدة ما بين مصر وسوريا ، وكان تشكيلها على أساس طائفي محض ، فرئيسها علوي ، وهو اللواء محمد عمران ، وأعضاؤها الأربعة الباقون : اثنان من العلويين وهما صلاح جديد ، وحافظ الأسد .. وواحد درزي وهو سليم حاطوم .. وواحد إسماعيلي وهو عبد الكريم الجندي .؟ ونظرا لكونها من الطوائف الثلاث : العلوية والدرزية والإسماعيلية ، فقد ، أطلق عليها اسم لجنة ( عدس ) اختصاراً لكلمات [ علوي – درزي – إسماعيلي ] ... فما قصة هذه اللجنة .؟ وما مهمتها التي شكلت من أجلها .؟ ومن الذي أوحى بها لأولئك الطائفيين ، في تلك الفترة المبكرة من تاريخ سوريا .؟؟؟
6 – لماذا عملت هذه اللجنة السرية ، على الإطاحة بمشروع الوحدة ما بين مصر وسوريا ، والتي كانت مرشحة لأن تكون نواة للوحدة العربية الشاملة .؟ ولكن هذه اللجنة العميلة ، ما زالت تنخر في جسد الوحدة العربية ، كما تفعل حشرة السوس في الخشب ، حتى دفعت إلى قيام انقلاب على الوحدة ، وأقامت حكومة الانفصال ، فانسلخت بذلك سوريا عن مصر ، وتنكر الانقلابيون للوحدة التي كانت أمل الأمة ، وقالوا فيها أكثر مما قال مالك بن أنس في الخمر.؟ مع أن أعضاء هذه اللجنة ينتمون إلى حزب البعث ، الذي كان يردد صباح مساء ، شعاره المعروف : ( وحدة حرية اشتراكية ) .؟؟
للإجابة على كل هذه التساؤلات .. موعدنا في مقال آخر إن شاء الله .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الخميس أكتوبر 03, 2013 10:06 pm عدل 1 مرات