جدة - ا ف ب, رويترز, يو بي اي: حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل, أمس, من أي مغامرات خارجية في البحرين أو أي عبث بأمن دول مجلس التعاون الخليجي, داعياً إيران إلى مراعاة مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط, كما حض القوى السياسية اللبنانية على التعامل مع قرار المحكمة الدولية بكل هدوء وعقلانية, معرباً بشكل ضمني عن الأسى لسقوط الضحايا المدنيين في سورية.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ, عقب محادثات بينهما في جدة تناولت أزمات المنطقة من اليمن إلى ليبيا مروراً بلبنان وسورية والبحرين وايران, قال الفيصل: "أجرينا محادثات معمقة حول الأزمات التي تشهدها المنطقة وتطوراتها, وناقشنا دعم بريطانيا لمبادرة وجهود مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية حفاظاً على وحدة اليمن واستقراره وتجنبه مخاطر الانزلاق الى حرب اهلية", مشيراً إلى أن "المبادرة الخليجية ما تزال قائمة, وصحة الرئيس علي عبد الله صالح جيدة عموماً".
وأضاف ان "محادثاتنا عكست ارتياحاً الى الامن والاستقرار في البحرين والترحيب بإطلاق الحوار الوطني وإنشاء لجنة تحقيق بالأحداث", مؤكداً "رفض أي تدخل أو مغامرات خارجية بشأن البحرين أو أي محاولة للعبث بأمن دول الخليج" العربي, في تحذير ضمني لإيران.
وقال الفيصل رداً على سؤال ان "القوات السعودية ستعود من البحرين بمجرد انتهاء مهمتها هناك ووجودها ليس تدخلاً في شؤون البحرين", مؤكداً أن لدى دول مجلس التعاون الخليجي ستراتيجية لحفظ أمنها.
وأشار إلى أن "ايران دولة جارة كبيرة لها دور تلعبه لكن لكي يكون مقبولاً يجب ان يكون له اطار يضمن مصالح الدول الخليجية", مضيفاً "إذا كانت ايران تريد ممارسة دور قيادي في المنطقة, فيجب أن تأخذ في الاعتبار مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط".
وأوضح أن "المحادثات كانت مستمرة مع إيران واجتمعت بوزير خارجيتها السابق (منوشهر متكي) في طهران, وكان يفترض أن يتم الاجتماع التالي في الرياض, لكنهم وضعوا شروطا غير مقبولة من طرفنا".
وأضاف "أخيراً اتصل بي وزير الخارجية (الإيراني) الحالي (علي أكبر صالحي) وطلب عقد لقاء معي مشترطاً أن يكون اجتماعاً ثلاثياً في الكويت, فسألته لماذا نقحم الكويت في خلافات ثنائية, مع أنه من المفترض أن يتم الاجتماع في المملكة".
وبالنسبة للبنان, أوضح لوزير الخارجية السعودي أن "المملكة تدعو جميع الفرقاء في لبنان الى التعامل مع قرار المحكمة الدولية بكل هدوء وعقلانية بعيداً عن التشنج وتجنب أي تصعيد".
واضاف "مع صدور قرار المحكمة (الذي اتهم 4 عناصر من "حزب الله" باغتيال رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري) نتمنى على المجموعات أن تسعى الى تحقيق العدالة وتحكيم العقل, وأن لا تترك هذه الحادثة تعيد عدم الاستقرار الى لبنان خصوصاً وان الجميع قد صوتوا لصالح إنشاء المحكمة من ضمنهم الفئات السياسية التي تعارض نتيجة المحكمة الآن", في إشارة إلى موافقة "حزب الله" قبل سنوات على إنشاء المحكمة.
وأعرب الفيصل عن أمله "بتحكيم العقل والسير أمام حرية العدالة في هذه الجريمة الشنعاء, حتى يستطيع لبنان ان يخرج اقوى مما كان عليه".
وفي إشارة الى سورية من دون ان يذكرها بالاسم, قال الفيصل ان المملكة حريصة على عدم التدخل في شؤون الآخرين "لكننا لا نستطيع ألا ان نشعر بالأسى والحزن لسقوط العديد من الضحايا المدنيين بمن فيهم النساء والاطفال جراء الازمات القائمة, وندعو الجميع إلى تغليب صوت الحكمة والعقل وعدم إراقة المزيد من الدماء واللجوء الى الاصلاحات الجادة".
وبالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط, رحب الفيصل ب¯"الجهود التي تبذل من قبل المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة", مؤكداً ترحيب المملكة بالمبادرة الفرنسية الرامية إلى إحياء عملية السلام.
من جهته, أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن "السعودية شريك أساسي في القضايا الرئيسية بالمنطقة", مشدداً على ضرورة زيادة التعاون معها في قضايا "البحرين واليمن وسورية وفي عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين".
ورحب ب¯"الدور السعودي الذي أعاد الاستقرار إلى البحرين, وبإعلان البحرين التحقيق في الأحداث التي شهدتها البلاد", مشيراً إلى أن "القوات السعودية دخلت إلى البحرين بدعوة شرعية من حكومة البحرين لحماية المنشآت العسكرية".
وأكد أن لندن تعمل بشكل وثيق مع الرياض للوصول إلى حل يؤدي الى مستقبل آمن للشعب اليمني, مضيفاً "بحثنا أيضاً الوضع في سورية وأهمية أن تقوم الحكومة السورية فوراً بوقف أعمال العنف".
وعن المواقف الدولية المتعارضة تجاه ليبيا وسورية, أوضح هيغ أن "الموقف في كل دولة مختلف عن الدولة الاخرى, وهناك فرق بين ليبيا وسورية, حيث ان ما يجري في ليبيا جاء استجابة لطلب جامعة الدول العربية التي طلبت فرض منطقة حظر جوي, أما في الحالة السورية فلا يوجد مثل هذا الطلب من الجامعة ونحن نحاول استصدار قرار دولي لإدانة العنف في سورية".
____
جريدة السياسة
http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/147034/reftab/59/Default.aspx