شيء يضع العقل في الكف ، ويكاد يقود إلى الجنون :
بقلم : ابو ياسر السوري
كنا قبلاً ، نظن أن مهمة مجلس الأمن ، هي الحفاظ على الأمن والسلم العالميين ، ولكنْ بعد واحد وثلاثين شهرا من ممارسة النظام الأسدي لقتل الشعب السوري ، وصدور قرار من مجلس الأمن بتدمير السلاح الكيمياوي في سوريا ... وتبرئة بشار الأسد وعصابته القتلة الذين انتهكوا كل حقوق الإنسان ، وآخر انتهاكاتهم ارتكابهم مجزرة الكيمياوي الفظيعة ... فبعد هذا الموقف من مجلس الأمن ، عرفنا أنه لا أمن في ظل مجلس الأمن . فهو صديق الديكتاتوريين المجرمين ، وعدو الشعوب المطالبة بالحرية ...
وكنا قبلاً ، مخدوعين بأمريكا حتى وقعت المصالحة بينها وبين إيران ، واتضح أنها مصالحة على حساب دماء السوريين ، فعرفنا حقيقة العداوة الكاذبة بين هاتين الدولتين الحليفتين . وعرفنا أن أمريكا قد سلمت الملف السوري لإيران ، لتفعل به كما فعلت من قبل بإقليم خوزستان العربي ..
وكنا قبلاً ، مخدوعين بفرنسا حتى رأيناها تقترح النصيري منذر ماخوس سفيرا للائتلاف الوطني في فرنسا ، وتصر أخيرا على أن يكون النصريري الآخر ، العماد على حبيب قائدا للمرحلة الانتقالية القادمة ، والتي يشاع عنها كذبا ، بمرحلة ( ما بعد الأسد ) . وكنا مخدوعين ببريطانيا ، وكان لدينا شعور بأنها ، أشد الدول مطالبة برحيل الأسد .!؟ حتى رأيناها تمتنع عن ضربه ، وتعمل بقوة على إلغاء هذه الضربة نهائيا . فعرفنا أن بريطانيا صديقة الأسد ..
وكنا قبلا ، ظالمين روسيا والصين على مواقفهما العدائية للشعب السوري ، حتى عرفنا أخيرا ، أن موقفهما هذا كان باتفاق مع أعضاء مجلس الأمن الدائمين ، وأنهما ليستا الدولتين المجرمتين الوحيدتين في العالم ، وأن الفيتو المزدوج كان متفقا عليه بين الخمسة الكبار سلفا ...
وكنا قبلا ، نظن أن بعض الدول العربية لن تسمح للأسد بتدمير سوريا ، ولا بقتل هذا الكم الهائل من السوريين. فلما خربت سوريا وسكت العرب ، وقتل من السوريين مئات الآلاف وسكت العرب .. وشرد منهم الملايين وسكت العرب .. عندها عرفنا أن الدول العربية ، لا يعنيها موت السوريين ولا بقاؤهم . ولا يعنيها أن تدمر سوريا أو تعمر .. المهم أن يبقى كل زعيم عربي مستقرا على كرسي الحكم ، بدون تعكير للجو عنده ... المهم أن تكون إسرائيل راضية ، والمجتمع الدولي راضيا عنهم .. وهذا غاية ما يهمهم .. وكأن لسان حال كل منهم يقول : سحقا للعروبة .. وسحقا للمسلمين .. وسحقا للكرامة .. والرجولة .. وتبا للتاريخ الذي لن يرحمهم غدا .!!؟؟
وكنا قبلا ، مخدوعين بالمعارضة السياسية ، ومؤملين أن تقود الحراك السياسي السوري ، إلى ما يحقق تطلعات السوريين ، في الحرية والكرامة والعدل والمساواة ... وإذا بهذه المعارضة ، وبعد كل التضحيات الجسيمة التي بذلها السورين ، وبعد كل الألم ، والمعاناة ، والقتل ، والتشريد ، والتجويع ، والحرمان من كل حقوق الإنسان ... بعد هذا كله ، نسمع أن هذه المعارضة سوف تذهب إلى مؤتمر جنيف ، لتوقع على بقاء الأسد رئيسا ، وبقاء الوزارات السيادية بأيدي أبناء الطائفة النصيرية ، على حبيب ، ومنذر ماخوس وشركائهم ... وأن هذه المعارضة ( الوطنية ) سوف تبصم على بقاء الأسد ، إلى أن ينهي فترة رئاسته في منتصف 2014 م ... ولم يتكلم أصحاب مؤتمر جنيف بهمسة واحدة عن محاسبة المجرمين . لأن الأسد وعصابته في نظر المجتمع الدولي ليسوا مجرمين .. فروسيا مثلا تزعم أن الثوار هم من استخدم الكيمياوي ، وهم من أجرموا في حق أنفسهم وأسرهم وأبنائهم .. والغرب يرى أن الأسد بطل عالمي ، فقد أدى لهم بخراب سوريا خدمة العمر .. فلن تقوم لهذه الدولة قائمة من الآن وإلى ما بعد نصف قرن من الزمان .. ويا لفرح إسرائيل .!! ويا لبهجة أمريكا وبريطانيا وفرنسا ... فلن يكون هنالك أي خطر على الكيان الإسرائيلي بعد اليوم ... لهذا سوف يكافأ الأسد بالبقاء في سدة الحكم ، حتى منتصف عام 2014 ثم قد يعاد انتخابه لفترة ثالثة ورابعة وخامسة .. كما يحلم الأسد ، وكما يحلمون هم لهذا الأسد .!!! وقد أصبحنا لا نستبعد أن يقام للأسد نصب تذكاري في ساحة اللوفر ، وباكينجهام ، وميدان الحرية ، والساحة الحمراء في روسيا ... فقد أثبت الأسد أنه أكثر ولاء لإسرائيل من قادة هذه الدول الكبرى جميعا .
والمؤلم حقا ، أننا كنا مخدوعين كذلك بـ ( دولة الإسلام في العراق والشام ) وكنا نتفاءل بها خيرا ، ونظن أن دولة الحق سوف تتحقق على أيدي رجالها ومقاتليها .. حتى رأينا ما تقوم به هذه الدولة الإسلامية المزعومة ، وما تقدمه لبشار الأسد من خدمات ، إنهم يحاولون احتلال كل المناطق المحررة ، لإرجاعها لسيطرة الأسد ... حتى المعابر الدولية المحررة ، يحاولون اليوم استردادها وتسليمها للنظام واحدا واحدا .. فأي إجرام هذا الذي تمارسه دولة (داعش) باسم الإسلام ... إنهم يسرقون وينهبون باسم الإسلام .. وإنهم ينتهكون الأعراض باسم الإسلام . وباسم الإسلام أيضا ، هم يحتلون منازل السوريين لإسكان المقاتلين المهاجرين من عناصر ( داعش ) القادمين من إيران والشيشان والأفغان ، والمجندين من قبل إيران .. وقد باتت مهمتهم الرئيسية هي : بث الفوضى ، والإساءة للسوريين ، حتى يكرهوهم بالثورة ، ويحولوهم إلى أعداء لها ... كل ذلك باسم دولة الإسلام في العراق والشام .
أما جماعة النصرة ، فإنها حتى الآن لم تفعل شيئا مريبا ، سوى أنها لا تأتمر بأمر المجلس العسكري للجيش الحر ... فهل ستنقلب جبهة النصرة على السوريين لاحقاً ، فتكون كأختها ( داعش ) حربة في خاصرة الثورة السورية .؟؟
يا عالم ، يا ناس ... والله ، إن الذي يحدث في سوريا اليوم من تصرفات ، كفيل بأن يضع العقل في الكف .. ويقود إلى حالة أشبه بالجنون ..!!؟؟
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الإثنين سبتمبر 30, 2013 8:35 pm عدل 2 مرات
بقلم : ابو ياسر السوري
كنا قبلاً ، نظن أن مهمة مجلس الأمن ، هي الحفاظ على الأمن والسلم العالميين ، ولكنْ بعد واحد وثلاثين شهرا من ممارسة النظام الأسدي لقتل الشعب السوري ، وصدور قرار من مجلس الأمن بتدمير السلاح الكيمياوي في سوريا ... وتبرئة بشار الأسد وعصابته القتلة الذين انتهكوا كل حقوق الإنسان ، وآخر انتهاكاتهم ارتكابهم مجزرة الكيمياوي الفظيعة ... فبعد هذا الموقف من مجلس الأمن ، عرفنا أنه لا أمن في ظل مجلس الأمن . فهو صديق الديكتاتوريين المجرمين ، وعدو الشعوب المطالبة بالحرية ...
وكنا قبلاً ، مخدوعين بأمريكا حتى وقعت المصالحة بينها وبين إيران ، واتضح أنها مصالحة على حساب دماء السوريين ، فعرفنا حقيقة العداوة الكاذبة بين هاتين الدولتين الحليفتين . وعرفنا أن أمريكا قد سلمت الملف السوري لإيران ، لتفعل به كما فعلت من قبل بإقليم خوزستان العربي ..
وكنا قبلاً ، مخدوعين بفرنسا حتى رأيناها تقترح النصيري منذر ماخوس سفيرا للائتلاف الوطني في فرنسا ، وتصر أخيرا على أن يكون النصريري الآخر ، العماد على حبيب قائدا للمرحلة الانتقالية القادمة ، والتي يشاع عنها كذبا ، بمرحلة ( ما بعد الأسد ) . وكنا مخدوعين ببريطانيا ، وكان لدينا شعور بأنها ، أشد الدول مطالبة برحيل الأسد .!؟ حتى رأيناها تمتنع عن ضربه ، وتعمل بقوة على إلغاء هذه الضربة نهائيا . فعرفنا أن بريطانيا صديقة الأسد ..
وكنا قبلا ، ظالمين روسيا والصين على مواقفهما العدائية للشعب السوري ، حتى عرفنا أخيرا ، أن موقفهما هذا كان باتفاق مع أعضاء مجلس الأمن الدائمين ، وأنهما ليستا الدولتين المجرمتين الوحيدتين في العالم ، وأن الفيتو المزدوج كان متفقا عليه بين الخمسة الكبار سلفا ...
وكنا قبلا ، نظن أن بعض الدول العربية لن تسمح للأسد بتدمير سوريا ، ولا بقتل هذا الكم الهائل من السوريين. فلما خربت سوريا وسكت العرب ، وقتل من السوريين مئات الآلاف وسكت العرب .. وشرد منهم الملايين وسكت العرب .. عندها عرفنا أن الدول العربية ، لا يعنيها موت السوريين ولا بقاؤهم . ولا يعنيها أن تدمر سوريا أو تعمر .. المهم أن يبقى كل زعيم عربي مستقرا على كرسي الحكم ، بدون تعكير للجو عنده ... المهم أن تكون إسرائيل راضية ، والمجتمع الدولي راضيا عنهم .. وهذا غاية ما يهمهم .. وكأن لسان حال كل منهم يقول : سحقا للعروبة .. وسحقا للمسلمين .. وسحقا للكرامة .. والرجولة .. وتبا للتاريخ الذي لن يرحمهم غدا .!!؟؟
وكنا قبلا ، مخدوعين بالمعارضة السياسية ، ومؤملين أن تقود الحراك السياسي السوري ، إلى ما يحقق تطلعات السوريين ، في الحرية والكرامة والعدل والمساواة ... وإذا بهذه المعارضة ، وبعد كل التضحيات الجسيمة التي بذلها السورين ، وبعد كل الألم ، والمعاناة ، والقتل ، والتشريد ، والتجويع ، والحرمان من كل حقوق الإنسان ... بعد هذا كله ، نسمع أن هذه المعارضة سوف تذهب إلى مؤتمر جنيف ، لتوقع على بقاء الأسد رئيسا ، وبقاء الوزارات السيادية بأيدي أبناء الطائفة النصيرية ، على حبيب ، ومنذر ماخوس وشركائهم ... وأن هذه المعارضة ( الوطنية ) سوف تبصم على بقاء الأسد ، إلى أن ينهي فترة رئاسته في منتصف 2014 م ... ولم يتكلم أصحاب مؤتمر جنيف بهمسة واحدة عن محاسبة المجرمين . لأن الأسد وعصابته في نظر المجتمع الدولي ليسوا مجرمين .. فروسيا مثلا تزعم أن الثوار هم من استخدم الكيمياوي ، وهم من أجرموا في حق أنفسهم وأسرهم وأبنائهم .. والغرب يرى أن الأسد بطل عالمي ، فقد أدى لهم بخراب سوريا خدمة العمر .. فلن تقوم لهذه الدولة قائمة من الآن وإلى ما بعد نصف قرن من الزمان .. ويا لفرح إسرائيل .!! ويا لبهجة أمريكا وبريطانيا وفرنسا ... فلن يكون هنالك أي خطر على الكيان الإسرائيلي بعد اليوم ... لهذا سوف يكافأ الأسد بالبقاء في سدة الحكم ، حتى منتصف عام 2014 ثم قد يعاد انتخابه لفترة ثالثة ورابعة وخامسة .. كما يحلم الأسد ، وكما يحلمون هم لهذا الأسد .!!! وقد أصبحنا لا نستبعد أن يقام للأسد نصب تذكاري في ساحة اللوفر ، وباكينجهام ، وميدان الحرية ، والساحة الحمراء في روسيا ... فقد أثبت الأسد أنه أكثر ولاء لإسرائيل من قادة هذه الدول الكبرى جميعا .
والمؤلم حقا ، أننا كنا مخدوعين كذلك بـ ( دولة الإسلام في العراق والشام ) وكنا نتفاءل بها خيرا ، ونظن أن دولة الحق سوف تتحقق على أيدي رجالها ومقاتليها .. حتى رأينا ما تقوم به هذه الدولة الإسلامية المزعومة ، وما تقدمه لبشار الأسد من خدمات ، إنهم يحاولون احتلال كل المناطق المحررة ، لإرجاعها لسيطرة الأسد ... حتى المعابر الدولية المحررة ، يحاولون اليوم استردادها وتسليمها للنظام واحدا واحدا .. فأي إجرام هذا الذي تمارسه دولة (داعش) باسم الإسلام ... إنهم يسرقون وينهبون باسم الإسلام .. وإنهم ينتهكون الأعراض باسم الإسلام . وباسم الإسلام أيضا ، هم يحتلون منازل السوريين لإسكان المقاتلين المهاجرين من عناصر ( داعش ) القادمين من إيران والشيشان والأفغان ، والمجندين من قبل إيران .. وقد باتت مهمتهم الرئيسية هي : بث الفوضى ، والإساءة للسوريين ، حتى يكرهوهم بالثورة ، ويحولوهم إلى أعداء لها ... كل ذلك باسم دولة الإسلام في العراق والشام .
أما جماعة النصرة ، فإنها حتى الآن لم تفعل شيئا مريبا ، سوى أنها لا تأتمر بأمر المجلس العسكري للجيش الحر ... فهل ستنقلب جبهة النصرة على السوريين لاحقاً ، فتكون كأختها ( داعش ) حربة في خاصرة الثورة السورية .؟؟
يا عالم ، يا ناس ... والله ، إن الذي يحدث في سوريا اليوم من تصرفات ، كفيل بأن يضع العقل في الكف .. ويقود إلى حالة أشبه بالجنون ..!!؟؟
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الإثنين سبتمبر 30, 2013 8:35 pm عدل 2 مرات