من المفارقات العجيبة (1) :
(المقاطعة الاقتصاديّة الفرديّة الفاشلة .. بيبسي وكرايسلر مثالاً )
( منقول )
قبل 11 عاماً تقريباً، وإبّان الحرب الأمريكية على أفغانستان؛ ظهرت فكرة مقاطعة البضائع الأمريكيّة، وبدأت حمّى المقاطعة تأخذ حيّز التنفيذ على عدة مستويات اجتماعيّة وثقافيّة، ولكن العجيب أنها كانت محصورة في منتجات معيّنة ..!
حدّثني أخي -وقد كان حينها في سنته الدراسيّة الثانويّة الأخيرة في السعوديّة- فقال :
دخل علينا أحد الأساتذة الأفاضل في إحدى الحصص، واستأذن من مدرّس المادة ليقاطع الدرس لمدة دقيقتين فقط، فأذن له .. فبدأ الأستاذ الفاضل يعظ الطلاب ويتحدث عن أهمية المقاطعة وأثرها، نصرةً للإسلام والمسلمين، ثم تحدّث عن خطوات عمليّة للبدء بالمشاركة، فقال للطلاب :
" لكم أن تتخيلوا كم نستهلك يومياً من المشروبات الغازيّة، وقليل منّا من لا يشربها، وهذا المنتج على صغره إن قاطعناه فسيشكل ضربة قاصمة للاقتصاد الأمريكي، وفي السوق بدائل، فلنعاهد أنفسنا من هذه اللحظة على مقاطعة البيبسي، لأن كلّ علبة بيبسي تشتري رصاصة يُقتل بها أحد إخواننا في أفغانستان "
( في تلك الفترة لم يكن أحد يتحدث عن كوكاكولا، لأن منتجاتها مقاطعة أصلاً على اعتبار أن أحد ملّاك الشركة يهودي) .
يكمل أخي فيقول: انتهت موعظة الأستاذ الفاضل في صفّنا، لينتقل إلى صف آخر، فقد كان عازماً على أن يقنع طلاب المدرسة البالغ عددهم نحو 1200 طالب بمقاطعة منتج البيبسي ومشتقاته، ليستطيع من بعدها إقناع الإدارة بعدم شراء هذا المنتج وتوريده لمقصف المدرسة .. لم يكن هو الوحيد الناشط في هذه الحملة، ولكنه بالتأكيد كان الأكثر حماسة وفاعليّة ..
مرّت الأيام .. ثلاثة أشهر على الأكثر بعد البدء بتلك الحملة، وإذ بالطلاب يتفاجؤون بأنّ "الأستاذ الفاضل" اشترى سيّارة عائليّة حديثة من نوع Chrysler كرايسلر من طراز Town&Country تاون-أند-كانتري موديل 2002 أمريكيّة الصنع .!!!
فلم يستطع أخي تحمّل الموقف .. فذهب إلى الأستاذ وحدّثه متسائلاً مستفهماً مستعجباً : كيف نهيتنا عن شراء البيبسي وأبحت لنفسك شراء الكرايسلر !؟ ما الفرق بين المنتجَيْن ؟ أليس كلاهما أمريكيَّيْن !؟
فابتسم هذا "الأستاذ الفاضل" وقال لأخي :
" لا يا بني ، هناك فرق كبير، فنحن نستطيع التخلي عن البيبسي ببساطة ، لأنه منتج استهلاكي أولاً ، ولأن هناك بدائل كثيرة في السوق .. أما بالنسبة للسيّارة ؛ فمن الصعب جداً أن تجد مواصفات الكرايسلر الهائلة في سيّارة أخرى، وهذا من الضرورات الحياتيّة التي يجب التغاضي عنها .. فالضرورات تبيح المحظورت " .
كان أخي مؤدّباً للأسف، فأشاح بوجهه عن "الأستاذ الفاضل" ولم يبصق في وجهه، مشى بعيداً وهو يتخيّل كيف أن هذه السيارة التي يعادل ثمنها نحو 90000 علبة بيبسي ستشتري 90000 رصاصة وستقتل 90000 ألفاً من إخواننا في أفغانستان !
أخيراً ، وبعد تفكير طويل ..
وقف أمام أحد دكاكين البقالة ، واشترى علبة البيبسي المحرّمة، وشربها منتعشاً وهو يدعو على أمريكا وعلى " الأستاذ الفاضل " . ثم ختم جرعته الأخيرة ، قبل أن يترحّم على الشهيد الأفغاني الذي سيُقتل بعُلبته .!!!!!!!!!!!
(المقاطعة الاقتصاديّة الفرديّة الفاشلة .. بيبسي وكرايسلر مثالاً )
( منقول )
قبل 11 عاماً تقريباً، وإبّان الحرب الأمريكية على أفغانستان؛ ظهرت فكرة مقاطعة البضائع الأمريكيّة، وبدأت حمّى المقاطعة تأخذ حيّز التنفيذ على عدة مستويات اجتماعيّة وثقافيّة، ولكن العجيب أنها كانت محصورة في منتجات معيّنة ..!
حدّثني أخي -وقد كان حينها في سنته الدراسيّة الثانويّة الأخيرة في السعوديّة- فقال :
دخل علينا أحد الأساتذة الأفاضل في إحدى الحصص، واستأذن من مدرّس المادة ليقاطع الدرس لمدة دقيقتين فقط، فأذن له .. فبدأ الأستاذ الفاضل يعظ الطلاب ويتحدث عن أهمية المقاطعة وأثرها، نصرةً للإسلام والمسلمين، ثم تحدّث عن خطوات عمليّة للبدء بالمشاركة، فقال للطلاب :
" لكم أن تتخيلوا كم نستهلك يومياً من المشروبات الغازيّة، وقليل منّا من لا يشربها، وهذا المنتج على صغره إن قاطعناه فسيشكل ضربة قاصمة للاقتصاد الأمريكي، وفي السوق بدائل، فلنعاهد أنفسنا من هذه اللحظة على مقاطعة البيبسي، لأن كلّ علبة بيبسي تشتري رصاصة يُقتل بها أحد إخواننا في أفغانستان "
( في تلك الفترة لم يكن أحد يتحدث عن كوكاكولا، لأن منتجاتها مقاطعة أصلاً على اعتبار أن أحد ملّاك الشركة يهودي) .
يكمل أخي فيقول: انتهت موعظة الأستاذ الفاضل في صفّنا، لينتقل إلى صف آخر، فقد كان عازماً على أن يقنع طلاب المدرسة البالغ عددهم نحو 1200 طالب بمقاطعة منتج البيبسي ومشتقاته، ليستطيع من بعدها إقناع الإدارة بعدم شراء هذا المنتج وتوريده لمقصف المدرسة .. لم يكن هو الوحيد الناشط في هذه الحملة، ولكنه بالتأكيد كان الأكثر حماسة وفاعليّة ..
مرّت الأيام .. ثلاثة أشهر على الأكثر بعد البدء بتلك الحملة، وإذ بالطلاب يتفاجؤون بأنّ "الأستاذ الفاضل" اشترى سيّارة عائليّة حديثة من نوع Chrysler كرايسلر من طراز Town&Country تاون-أند-كانتري موديل 2002 أمريكيّة الصنع .!!!
فلم يستطع أخي تحمّل الموقف .. فذهب إلى الأستاذ وحدّثه متسائلاً مستفهماً مستعجباً : كيف نهيتنا عن شراء البيبسي وأبحت لنفسك شراء الكرايسلر !؟ ما الفرق بين المنتجَيْن ؟ أليس كلاهما أمريكيَّيْن !؟
فابتسم هذا "الأستاذ الفاضل" وقال لأخي :
" لا يا بني ، هناك فرق كبير، فنحن نستطيع التخلي عن البيبسي ببساطة ، لأنه منتج استهلاكي أولاً ، ولأن هناك بدائل كثيرة في السوق .. أما بالنسبة للسيّارة ؛ فمن الصعب جداً أن تجد مواصفات الكرايسلر الهائلة في سيّارة أخرى، وهذا من الضرورات الحياتيّة التي يجب التغاضي عنها .. فالضرورات تبيح المحظورت " .
كان أخي مؤدّباً للأسف، فأشاح بوجهه عن "الأستاذ الفاضل" ولم يبصق في وجهه، مشى بعيداً وهو يتخيّل كيف أن هذه السيارة التي يعادل ثمنها نحو 90000 علبة بيبسي ستشتري 90000 رصاصة وستقتل 90000 ألفاً من إخواننا في أفغانستان !
أخيراً ، وبعد تفكير طويل ..
وقف أمام أحد دكاكين البقالة ، واشترى علبة البيبسي المحرّمة، وشربها منتعشاً وهو يدعو على أمريكا وعلى " الأستاذ الفاضل " . ثم ختم جرعته الأخيرة ، قبل أن يترحّم على الشهيد الأفغاني الذي سيُقتل بعُلبته .!!!!!!!!!!!