بانوراما الصراع الدائر بين الثوار والنظام في سوريا
بقلم : أبو ياسر السوري
بعد سنتين ونصف من عمر الصراع ما بين النظام الأسدي المستبد ، والشعب السوري المدافع عن حريته ، تغيرت موازين القوى على الأرض لصالح الثورة ، فقد تنامى عدد المقاتلين ، حتى زاد عددهم على (150) ألف مقاتل . وتضاءلت الرقعة التي يتواجد فيها النظام إلى أقل من ربع التراب السوري ، فقد تم تحرير أكثر من 75 % من الأرض السورية .. وبات الثوار يمسكون بزمام المبادرة في كل مكان من سوريا ... ويمكن القول بأن النظام بات محشورا في بعض المعسكرات والثكنات ، وعدد من الحواجز المقامة على رؤوس الجبال ، ولم يعد بإمكانه أن يصمد في مواجهة الثوار على الأرض ، لولا استعانته بالطيران والصواريخ البلاستيكية البعيدة المدى ... ولا أدل على ذلك من اضطرار النظام أخيرا إلى اللجوء للسلاح الكيمياوي ، وذلك حين شعر بأن سقوطه بات قاب قوسين أو أدنى ، فما كان منه إلا أن استخدم سلاحه الكيمياوي ، وارتكب أسوأ مجزرة في القرن الحادي والعشرين ...
وقد يتساءل كل معنيٍّ بأمر الثورة قائلا : ما هي المكونات الرئيسية لهذا الصراع ؟ وكم عدد الجيش الحر .؟ وما عدد الألوية والكتائب الجهادية التي تقاتل مع الجيش الحر في ميادين القتال .؟؟ وما العدد التقريبي لكل من الفريقين المتصارعين .؟ وما هي المناطق المحررة ، وما هي المناطق التي ما زالت تحت سيطرة النظام .؟؟ ومقالنا هذا يتكفل بالإجابة على كل هذه التساؤلات. بغاية الاختصار، وإليكم البيان:
الكتائب الثورية المقاتلة : هنالك أكثر من (1500) فصيل يقاتلون على الأرض السورية ... منهم ما يسمى بالكتيبة واللواء والجبهة والدولة . ومنهم العربي والكردي والتركماني .. وأغلبهم من أبناء السنة المسلمين .. ومنهم المتدين الوسطي المعتدل .. ومنهم المتدين المتشدد .. وتقدر قيادة الائتلاف الوطني السوري عدد هذه التنظيمات المقاتلة في مواجهة النظام بـ (80) منظمة .. لعل أبرزها ثمان منظمات هي :[ كتائب أحرار الشام - اتحاد ثوار حمص - جبهة تحرير سورية - كتائب صقور الشام - تجمع أنصار الإسلام - كتائب الفاروق - لواء شام الرسول ] ومجموع هذه المنظمات الجهادية قد يصل إلى (90 ) ألف مقاتل ..
( جبهة النصرة ) : ومن أبرز هذه الكتائب المقاتلة ، وهي تابعة لفكر القاعدة ، ولكنها معتدلة ، وليس في أولوياتها في الوقت الحاضر سوى إسقاط النظام .. ولكنها تصرح برغبتها في إقامة دولة تحكم بالإسلام بعد سقوط النظام ... فجبهة النصرة إذن تشكل فصيلا قتاليا قويا ، ولكنها لا تزيد عن (6000 ) مقاتل ..
( أما الجيش الحر) : أعني العناصر التي انشقت من جيش النظام ، وانضمت إلى الشعب ، فيبلغ عددهم أكثر من ( 60 ) ألف مقاتل ، منهم ما يقرب عن ( 4000 ) ضابط ..
( دولة داعش ) : وأخيرا ظهر على الساحة السورية ما يسمى بـ ( دولة الإسلام في العراق والشام ) أو اختصاراً ( دولة داعش ) ... ولا يزيد عددهم على (8) آلاف مقاتل .. ونظرا لشذوذهم الفكري ، وأيدلوجيتهم المتطرفة فلا يمكن حسابهم مع الثورة ، وإنما هم عبء عليها .. فهم ينتمون لفكر القاعدة ، ثم انشقوا عن القاعدة ، وأعلنوا قيام دولة ( داعش ) فهم الآن يقاتلون النظام ، والجيش الحر ، وكافة الكتائب المقاتلة ، كما يقومون بقتال كل مخالف لهم من الشعب ، ولأتفه الأسباب ، وكل تصرفاتهم الاستفزازية تقول : إن المهمة الرئيسية لهذه الدولة المزعومة ، هي إثارة الحاضنة الشعبية على الجيش الحر ... حتى صار يظن بهم السوء ، ويرجح بعض الناشطين ، أن ( دولة داعش ) هم صنيعة إيران ، وهم مدسوسون على الثورة ، لتشوية سمعتها داخليا وخارجيا .. وكل الوقائع تؤكد هذا وتقويه ...
مناطق النفوذ :
يسيطر الجيش الحر وقوات المعارضة بكافة فصائلها ، على أكثر من 75% من الأراضي السورية ... كما يسيطرون على كل المعابر الحدودية تقريبا ، وبعمق 25 كيلو مترا من شرق البلاد إلى غربها ، وبمحاذات الحدود الأردنية ، حتى الحدود الإسرائيلية في الجولان مع إسرائيل . ومن المسلم به أن الثوار يسيطرون على كل البوابات الحدودية تقريبا .. ما سوى معبرين أو ثلاثة فقط ، ما زالت في يد النظام ...
وكذلك يعلن الثوار سيطرتهم على جميع حقول النفط القريبة من الحدود العراقية ..
وقد سقط في أيدي الثوار حتى الآن ثمانية مطارات ، وهي التالية [ 1- مطار الحمدان البو كمال محرر 2– مطار مرج السلطان 3– مطار مرج السلطان 4- مطار تفتناز 5- مطار الجراح 6- مطار الضبعة 7- مطار منغ 8– مطار كويرس ] كما تمكن الثوار من تعطيل الملاحة في مطار دمشق الدولي .
الجيش النظامي :
الجيش الأسدي أو ما يسمى بجيش النظام، ويضم ما يقارب الـ (250) ألف مقاتل .. ولكنه تعرض لهزات كبيرة ، جعلت قوته تتقلص ، وأعداده تتضاءل .. فقد خسر معدات حربية كثيرة ، كما انشق عنه أكثر من (60) ألفاً من ضباط وعناصر .. كما قتل من عناصره ما يقارب (100) ألف عنصر .
أما ما تبقى من الجيش النظامي (90) ألفاً فيقسم إلى قسمين :
قسم مشكوك في ولائه للنظام : لذلك لا يأتمنه النظام على حمل السلاح ، ويخشى أن ينقلب عليه ، وينضم بسلاحه إلى الثورة .. لذلك هو معطل حتى الآن عن المشاركة في الصراع أو شبه معطل تقريبا .
والقسم الآخر موالي للنظام100% : وهو القسم الطائفي ومنه الفرقة الرابعة والثالثة .. والحرس الجمهوري ... وهؤلاء لا يزيد عددهم حالياً على (25) ألف عنصر . منهم ما لا يقل عن (10) آلاف ضابط ، وهذا القسم يمثل ( قوى النخبة ) في الجيش السوري، ويتمركزون قرب دمشق ، ويحفون بها من الغرب والشمال بشكل رئيسي ...
ميليشيات المرتزقة :
ونظرا للتقلص الشديد في عدد الجيش النظامي ، استعان الأسد بحزب اللات اللبناني ، وبفيلق أبو العباس الإيراني . وبفيلق بدر العراقي .. وجاءته ميليشيات من الحوثيين في اليمن ، ومن شيعة باكستان وأفغانستان . وهؤلاء لا يجاوزون الـ ( 30 ) ألفا في أعلى التقديرات .
النصيريون الأكراد والأتراك :
استطاع النظام أن يستعين بحزب الـ ( بي . كي . كي ) جماعة " عبد الله أوجلان " وحزب " الاتحاد الديمقراطي الكردي " بقيادة صالح مسلم ... لأنهم أكراد يساريون ونصيريون ، وهم يتعاطفون مع النظام النصيري في سوريا ..
وكذلك تعاطف النصيريون الأتراك في منطقة لواء إسكندرون وإقليم هاتاي مع النظام السوري . وهؤلاء هم الذين ساعدوا على اختطاف مؤسس الجيش الحر " المقدم حسين هرموش " وقاموا بتسليمه للنظام السوري في بدايات الثورة ...
الميليشيات النصيرية في الساحل :
- جيش الدفاع الوطني
- اللجان الشعبية
- قوى الأمن الداخلي
وهؤلاء تشكيلات مقاتلة من المدنيين ، وهم خليط من الرجال والنساء ، الذين تتراوح غالب أعمارهم ما بين سن الـ (18) والـ (45) سنة ..
وعددهم كبير نسبيا ، فقد يزيدون على المائة ألف .. ولكن غناءهم قليل .. فالمعارك الأخيرة على جبهة الساحل ، أثبتت أن هذه الميليشيات النصيرية سرعان ما تولي الأدبار ، وتلوذ بالفرار .
بقلم : أبو ياسر السوري
بعد سنتين ونصف من عمر الصراع ما بين النظام الأسدي المستبد ، والشعب السوري المدافع عن حريته ، تغيرت موازين القوى على الأرض لصالح الثورة ، فقد تنامى عدد المقاتلين ، حتى زاد عددهم على (150) ألف مقاتل . وتضاءلت الرقعة التي يتواجد فيها النظام إلى أقل من ربع التراب السوري ، فقد تم تحرير أكثر من 75 % من الأرض السورية .. وبات الثوار يمسكون بزمام المبادرة في كل مكان من سوريا ... ويمكن القول بأن النظام بات محشورا في بعض المعسكرات والثكنات ، وعدد من الحواجز المقامة على رؤوس الجبال ، ولم يعد بإمكانه أن يصمد في مواجهة الثوار على الأرض ، لولا استعانته بالطيران والصواريخ البلاستيكية البعيدة المدى ... ولا أدل على ذلك من اضطرار النظام أخيرا إلى اللجوء للسلاح الكيمياوي ، وذلك حين شعر بأن سقوطه بات قاب قوسين أو أدنى ، فما كان منه إلا أن استخدم سلاحه الكيمياوي ، وارتكب أسوأ مجزرة في القرن الحادي والعشرين ...
وقد يتساءل كل معنيٍّ بأمر الثورة قائلا : ما هي المكونات الرئيسية لهذا الصراع ؟ وكم عدد الجيش الحر .؟ وما عدد الألوية والكتائب الجهادية التي تقاتل مع الجيش الحر في ميادين القتال .؟؟ وما العدد التقريبي لكل من الفريقين المتصارعين .؟ وما هي المناطق المحررة ، وما هي المناطق التي ما زالت تحت سيطرة النظام .؟؟ ومقالنا هذا يتكفل بالإجابة على كل هذه التساؤلات. بغاية الاختصار، وإليكم البيان:
الكتائب الثورية المقاتلة : هنالك أكثر من (1500) فصيل يقاتلون على الأرض السورية ... منهم ما يسمى بالكتيبة واللواء والجبهة والدولة . ومنهم العربي والكردي والتركماني .. وأغلبهم من أبناء السنة المسلمين .. ومنهم المتدين الوسطي المعتدل .. ومنهم المتدين المتشدد .. وتقدر قيادة الائتلاف الوطني السوري عدد هذه التنظيمات المقاتلة في مواجهة النظام بـ (80) منظمة .. لعل أبرزها ثمان منظمات هي :[ كتائب أحرار الشام - اتحاد ثوار حمص - جبهة تحرير سورية - كتائب صقور الشام - تجمع أنصار الإسلام - كتائب الفاروق - لواء شام الرسول ] ومجموع هذه المنظمات الجهادية قد يصل إلى (90 ) ألف مقاتل ..
( جبهة النصرة ) : ومن أبرز هذه الكتائب المقاتلة ، وهي تابعة لفكر القاعدة ، ولكنها معتدلة ، وليس في أولوياتها في الوقت الحاضر سوى إسقاط النظام .. ولكنها تصرح برغبتها في إقامة دولة تحكم بالإسلام بعد سقوط النظام ... فجبهة النصرة إذن تشكل فصيلا قتاليا قويا ، ولكنها لا تزيد عن (6000 ) مقاتل ..
( أما الجيش الحر) : أعني العناصر التي انشقت من جيش النظام ، وانضمت إلى الشعب ، فيبلغ عددهم أكثر من ( 60 ) ألف مقاتل ، منهم ما يقرب عن ( 4000 ) ضابط ..
( دولة داعش ) : وأخيرا ظهر على الساحة السورية ما يسمى بـ ( دولة الإسلام في العراق والشام ) أو اختصاراً ( دولة داعش ) ... ولا يزيد عددهم على (8) آلاف مقاتل .. ونظرا لشذوذهم الفكري ، وأيدلوجيتهم المتطرفة فلا يمكن حسابهم مع الثورة ، وإنما هم عبء عليها .. فهم ينتمون لفكر القاعدة ، ثم انشقوا عن القاعدة ، وأعلنوا قيام دولة ( داعش ) فهم الآن يقاتلون النظام ، والجيش الحر ، وكافة الكتائب المقاتلة ، كما يقومون بقتال كل مخالف لهم من الشعب ، ولأتفه الأسباب ، وكل تصرفاتهم الاستفزازية تقول : إن المهمة الرئيسية لهذه الدولة المزعومة ، هي إثارة الحاضنة الشعبية على الجيش الحر ... حتى صار يظن بهم السوء ، ويرجح بعض الناشطين ، أن ( دولة داعش ) هم صنيعة إيران ، وهم مدسوسون على الثورة ، لتشوية سمعتها داخليا وخارجيا .. وكل الوقائع تؤكد هذا وتقويه ...
مناطق النفوذ :
يسيطر الجيش الحر وقوات المعارضة بكافة فصائلها ، على أكثر من 75% من الأراضي السورية ... كما يسيطرون على كل المعابر الحدودية تقريبا ، وبعمق 25 كيلو مترا من شرق البلاد إلى غربها ، وبمحاذات الحدود الأردنية ، حتى الحدود الإسرائيلية في الجولان مع إسرائيل . ومن المسلم به أن الثوار يسيطرون على كل البوابات الحدودية تقريبا .. ما سوى معبرين أو ثلاثة فقط ، ما زالت في يد النظام ...
وكذلك يعلن الثوار سيطرتهم على جميع حقول النفط القريبة من الحدود العراقية ..
وقد سقط في أيدي الثوار حتى الآن ثمانية مطارات ، وهي التالية [ 1- مطار الحمدان البو كمال محرر 2– مطار مرج السلطان 3– مطار مرج السلطان 4- مطار تفتناز 5- مطار الجراح 6- مطار الضبعة 7- مطار منغ 8– مطار كويرس ] كما تمكن الثوار من تعطيل الملاحة في مطار دمشق الدولي .
الجيش النظامي :
الجيش الأسدي أو ما يسمى بجيش النظام، ويضم ما يقارب الـ (250) ألف مقاتل .. ولكنه تعرض لهزات كبيرة ، جعلت قوته تتقلص ، وأعداده تتضاءل .. فقد خسر معدات حربية كثيرة ، كما انشق عنه أكثر من (60) ألفاً من ضباط وعناصر .. كما قتل من عناصره ما يقارب (100) ألف عنصر .
أما ما تبقى من الجيش النظامي (90) ألفاً فيقسم إلى قسمين :
قسم مشكوك في ولائه للنظام : لذلك لا يأتمنه النظام على حمل السلاح ، ويخشى أن ينقلب عليه ، وينضم بسلاحه إلى الثورة .. لذلك هو معطل حتى الآن عن المشاركة في الصراع أو شبه معطل تقريبا .
والقسم الآخر موالي للنظام100% : وهو القسم الطائفي ومنه الفرقة الرابعة والثالثة .. والحرس الجمهوري ... وهؤلاء لا يزيد عددهم حالياً على (25) ألف عنصر . منهم ما لا يقل عن (10) آلاف ضابط ، وهذا القسم يمثل ( قوى النخبة ) في الجيش السوري، ويتمركزون قرب دمشق ، ويحفون بها من الغرب والشمال بشكل رئيسي ...
ميليشيات المرتزقة :
ونظرا للتقلص الشديد في عدد الجيش النظامي ، استعان الأسد بحزب اللات اللبناني ، وبفيلق أبو العباس الإيراني . وبفيلق بدر العراقي .. وجاءته ميليشيات من الحوثيين في اليمن ، ومن شيعة باكستان وأفغانستان . وهؤلاء لا يجاوزون الـ ( 30 ) ألفا في أعلى التقديرات .
النصيريون الأكراد والأتراك :
استطاع النظام أن يستعين بحزب الـ ( بي . كي . كي ) جماعة " عبد الله أوجلان " وحزب " الاتحاد الديمقراطي الكردي " بقيادة صالح مسلم ... لأنهم أكراد يساريون ونصيريون ، وهم يتعاطفون مع النظام النصيري في سوريا ..
وكذلك تعاطف النصيريون الأتراك في منطقة لواء إسكندرون وإقليم هاتاي مع النظام السوري . وهؤلاء هم الذين ساعدوا على اختطاف مؤسس الجيش الحر " المقدم حسين هرموش " وقاموا بتسليمه للنظام السوري في بدايات الثورة ...
الميليشيات النصيرية في الساحل :
- جيش الدفاع الوطني
- اللجان الشعبية
- قوى الأمن الداخلي
وهؤلاء تشكيلات مقاتلة من المدنيين ، وهم خليط من الرجال والنساء ، الذين تتراوح غالب أعمارهم ما بين سن الـ (18) والـ (45) سنة ..
وعددهم كبير نسبيا ، فقد يزيدون على المائة ألف .. ولكن غناءهم قليل .. فالمعارك الأخيرة على جبهة الساحل ، أثبتت أن هذه الميليشيات النصيرية سرعان ما تولي الأدبار ، وتلوذ بالفرار .