( حكاية منقولة ) حدثت في حلب :
كان الطفل يحمل الخبز ويضمّه إلى صدره ، ويمشي ..
فوقف الرجل ينظر إليه ويتأمله .. ويتساءل :
- كم ساعة وقف هذا الصغير في انتظار دوره للحصول على الخبز ؟
- كم ستكفي هذه الأرغفة القليلة عائلة كاملة ؟
- كم فرداً بقي من عائلته يا ترى ؟
- أليس له إخوة أكبر منه يقفون على طابور الخبز بدلاً عنه ؟
- كم طفلاً بعمره يقفون مثله الآن على الطوابير في هذا البرد الشديد ؟
- يا الله .. هل كانت الثورة تستحق كل هذه المعاناة ؟
..
لم ينتبه الرجل إلى أن نظره كان طوال هذا الوقت مسمّراً على الطفل ، وكان الطفل يسترق النظرات وجلاً من تركيز الرجل عليه ، حتى تجاوزه بخطوات ..
فأشاح الرجل نظره عنه ، وغطى وجهه بكلتا يديه من شدة الهم الذي ألمَّ به ، ولم يشعر إلا بالطفل قد عاد أدراجه ووقف أمامه ، وقال له ببراءة مطلقة : عمو ، بدك خبز ؟ إذا جوعان كتير بعطيك هدول وبرجع بوقف عالدور ، معلش أهلي بيستنوا ، أخوي أخد ربطة قبلي وسبقني !
..
فانهار الرجل وسقط على ركبتيه ، وضمّ الطفل إلى صدره ، وأجهش بالبكاء كالمجنون ، وليس بينه وبين صدر الصغير .. إلا رغيفُ خبز !
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت سبتمبر 28, 2013 1:35 am عدل 1 مرات
كان الطفل يحمل الخبز ويضمّه إلى صدره ، ويمشي ..
فوقف الرجل ينظر إليه ويتأمله .. ويتساءل :
- كم ساعة وقف هذا الصغير في انتظار دوره للحصول على الخبز ؟
- كم ستكفي هذه الأرغفة القليلة عائلة كاملة ؟
- كم فرداً بقي من عائلته يا ترى ؟
- أليس له إخوة أكبر منه يقفون على طابور الخبز بدلاً عنه ؟
- كم طفلاً بعمره يقفون مثله الآن على الطوابير في هذا البرد الشديد ؟
- يا الله .. هل كانت الثورة تستحق كل هذه المعاناة ؟
..
لم ينتبه الرجل إلى أن نظره كان طوال هذا الوقت مسمّراً على الطفل ، وكان الطفل يسترق النظرات وجلاً من تركيز الرجل عليه ، حتى تجاوزه بخطوات ..
فأشاح الرجل نظره عنه ، وغطى وجهه بكلتا يديه من شدة الهم الذي ألمَّ به ، ولم يشعر إلا بالطفل قد عاد أدراجه ووقف أمامه ، وقال له ببراءة مطلقة : عمو ، بدك خبز ؟ إذا جوعان كتير بعطيك هدول وبرجع بوقف عالدور ، معلش أهلي بيستنوا ، أخوي أخد ربطة قبلي وسبقني !
..
فانهار الرجل وسقط على ركبتيه ، وضمّ الطفل إلى صدره ، وأجهش بالبكاء كالمجنون ، وليس بينه وبين صدر الصغير .. إلا رغيفُ خبز !
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت سبتمبر 28, 2013 1:35 am عدل 1 مرات