شام | من قصص الثورة السورية | لا تخبروا أمي !!
ابنة حوران
-لا تخبروا أمي ....! كانت عبارته الأولى التي قالها لأصدقائه و أقاربه حين رأوه في أول مظاهرة خرجت تنادي بالحرية ... لأن أعوامه العشرين تتكسر أمام دموع أمه التي تحيله طفلا صغيرا في حضن قلب أم ..!! لم يجرب منذ عشرين سنة أن يعصي لها أمرا أو يخفي دونها سراً لكن المسألة اليوم قضية وطن وحرية ومظاهرات كان يهتف بها صاحبنا ، وأهازيج للحرية كان يصدح بها ، ولافتات ترفع مطالب محقة أصبحت تخطها أنامله كرمى لعيون الوطن ،
ومهارات لصاحبنا تفتقت في الحراك الثوري وأصبح صاحب (السبع صنايع)كما كان يمازحه أصدقاؤه لكن عبارة واحدة لم تتغير في مخيلته المبدعة - لا تخبروا أمي ...
وتطور الحراك الثوري السلمي إلى حراك مسلح بعد أن أخطأت الدبابات السورية طريق الجولان ، وبعد أن استشهد أصدقاء صاحبنا في مظاهراتهم ، لقد تغير كثيراً بعد أن رأى جاره وشريكه في الوطن يوجه إلى صدره بندقية !!فبدأ بالتدرب على إسعاف المرضى في المشفى الميداني وكانت له فيها صولات وجولات وكان يمازح أصدقاءه قائلاً :
-لقد أصبحت نصف طبيب ياشباب ولكن لا تخبروا أمي ...
وتغيرت معالم سوريا ... وتكشفت معادن البشر ... وتخبطت البشرية على أطلال وطن يدمر بأيدي حاكميه وساسته .. وحمل صاحبنا البندقية وبدأ بالدفاع عن بقايا أحياء هدمت بالبراميل المتفجرة فوق رؤوس ساكنيها ، وكانت بندقيته متواضعة أمام صواريخ بدأت تجوب الفضاء السوري ناشرة الموت والرعب والدمار ...! ولكنه ثبت مع من ثبتوا وأصبح قريبا جداً من أروع أمنياته الشهادة !! وفي يوم ساطع الشمس ، شديد الحرارة تصدى مع رفاقه لهجوم على أحد الأحياء المجاورة لحيهم ، وأصيب بقذيفة وغاب عن الوعي ولم يستيقظ إلا في المشفى الميداني الذي شهد له أياديه البيضاء فيه ونظر لمسعفه المشفق عليه وأراد أن يخبره بعبارة طالما اعتادوا سماعها منه ولكن قطع كلامه صوت متهدج لامرأة تبكي بحرقة من الجانب الآخر لسريره وهي تقول:
-سلامتك يا حبيبي ... يابني... ياتاج رأسي .... لم يخبرني أحد !! كان قلبي بجانبك دائماً... يشعر بك دائماً ...يحبك..ياقرة عيني..
اختنقت كلمات الأم بدموعها ، ولم يستطع الطفل الشاب الكلام بل تدحرجت دمعة حارقة على خده قبل أن يستشهد بين يدي من كان يهرب منها دائماً .. وأمام ناظريها.. استشهد في حضن ذلك القلب الكبير ....
ابنة حوران
ابنة حوران
-لا تخبروا أمي ....! كانت عبارته الأولى التي قالها لأصدقائه و أقاربه حين رأوه في أول مظاهرة خرجت تنادي بالحرية ... لأن أعوامه العشرين تتكسر أمام دموع أمه التي تحيله طفلا صغيرا في حضن قلب أم ..!! لم يجرب منذ عشرين سنة أن يعصي لها أمرا أو يخفي دونها سراً لكن المسألة اليوم قضية وطن وحرية ومظاهرات كان يهتف بها صاحبنا ، وأهازيج للحرية كان يصدح بها ، ولافتات ترفع مطالب محقة أصبحت تخطها أنامله كرمى لعيون الوطن ،
ومهارات لصاحبنا تفتقت في الحراك الثوري وأصبح صاحب (السبع صنايع)كما كان يمازحه أصدقاؤه لكن عبارة واحدة لم تتغير في مخيلته المبدعة - لا تخبروا أمي ...
وتطور الحراك الثوري السلمي إلى حراك مسلح بعد أن أخطأت الدبابات السورية طريق الجولان ، وبعد أن استشهد أصدقاء صاحبنا في مظاهراتهم ، لقد تغير كثيراً بعد أن رأى جاره وشريكه في الوطن يوجه إلى صدره بندقية !!فبدأ بالتدرب على إسعاف المرضى في المشفى الميداني وكانت له فيها صولات وجولات وكان يمازح أصدقاءه قائلاً :
-لقد أصبحت نصف طبيب ياشباب ولكن لا تخبروا أمي ...
وتغيرت معالم سوريا ... وتكشفت معادن البشر ... وتخبطت البشرية على أطلال وطن يدمر بأيدي حاكميه وساسته .. وحمل صاحبنا البندقية وبدأ بالدفاع عن بقايا أحياء هدمت بالبراميل المتفجرة فوق رؤوس ساكنيها ، وكانت بندقيته متواضعة أمام صواريخ بدأت تجوب الفضاء السوري ناشرة الموت والرعب والدمار ...! ولكنه ثبت مع من ثبتوا وأصبح قريبا جداً من أروع أمنياته الشهادة !! وفي يوم ساطع الشمس ، شديد الحرارة تصدى مع رفاقه لهجوم على أحد الأحياء المجاورة لحيهم ، وأصيب بقذيفة وغاب عن الوعي ولم يستيقظ إلا في المشفى الميداني الذي شهد له أياديه البيضاء فيه ونظر لمسعفه المشفق عليه وأراد أن يخبره بعبارة طالما اعتادوا سماعها منه ولكن قطع كلامه صوت متهدج لامرأة تبكي بحرقة من الجانب الآخر لسريره وهي تقول:
-سلامتك يا حبيبي ... يابني... ياتاج رأسي .... لم يخبرني أحد !! كان قلبي بجانبك دائماً... يشعر بك دائماً ...يحبك..ياقرة عيني..
اختنقت كلمات الأم بدموعها ، ولم يستطع الطفل الشاب الكلام بل تدحرجت دمعة حارقة على خده قبل أن يستشهد بين يدي من كان يهرب منها دائماً .. وأمام ناظريها.. استشهد في حضن ذلك القلب الكبير ....
ابنة حوران