اخفض رأسك كي تصل المطار وأركض كي تصل الطائرة .. فأنت تغادر دمشق
( منقول ) 2013/09/20
خروج المواطنين من طريق مطار دمشق، يختلف من يوم لآخر وربما من ساعة لأخرى، فبينما يروى مواطنون عن خروجهم دون تعرضهم لأي مخاطر، بالمقابل يروي آخرون قصص من الرعب عاشوها بأنفسهم، والسبب هو العمليات العسكرية التي لم تهدأ للسيطرة على الطريق ومحيطه بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، ومنذ أيام فقط دخلت قوات عسكرية بلدة شبعا المحاذية للطريق بعد معارك طاحنة سقط خلالها العشرات من القتلى، وفيما يلي تعرض كلنا شركاء شهادة لأسرة خرجت قبل نحو اسبوعين من سوريا وقام ناشطون يعملون في توثيق شهادات حية عما يحدث داخل سوريا بالتحقق منها وتداولها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي .
قصد(محمد . م) الاسم افتراضي- وزوجته وابنته مطار دمشق بهدف السفر الى الرياض لعدم توفر أماكن عن طريق مطار بيروت وكان من المفروض عليه الخروج بسرعة بسبب أوراق إقامته.
اخفض رأسك
يقول محمد: أخدنا سيارة أجرة واتفقنا على دفع 10000 ليرة، وتحركنا عصراً والطائرة موعدها بعد المغرب، المهم قبل ان نصل الى الجسر الرابع بقليل، قال لنا السائق (نزلوا) روؤسكم .. امتثلنا لطلبه ولما وصلنا إلى الجسر، ضغط على دواسة البنزين، ورفعت رأسي قليلاً لامح بطرف عيني عداد السرعة، فوجدته وصل إلى 170 وبعد قليل سمعت صوت إطلاق رصاص ولكن لم أعرف إن كان علينا او لا..
يتابع محمد: المهم لما وصلنا إلى الجسر الخامس قال لنا السائق (فيكم ترفعوا رؤوسكم)، نظرت إلى وجه كل من زوجتي وابنتي في المقعد الخلفي وكنت اتمنى لو أني لم أفعل .. كانتا شاحبتين مصفرتين (يعني متل ما بيقولوا اذا ضربتهما بسكين لن ينزل منهما قطرة دم واحدة) .
اقلاع بلا إنارة
يتابع محمد قصة خروجه من سوريا: أخيراً وصلنا إلى المطار، كان يوجد الكثير من البشر، دخلنا صالة الانتظار ولم يكن هناك اي مشكلة، سألنا على (التواليت) وجاء الرد بأنه مغلق والسبب أن المستخدم المسؤول عن تنظيفها لا يأتي ..
بدأ الظلام يخيم على المكان.. الانارة كانت خفيفة في الداخل أما في الخارج فلا يوجد إضاءة نهائياً .. جلسنا ننتظر الطائرة وحين اقترب الموعد أتى موظف وجمعنا ثم أخذنا الى أرضية المطار قرب المدرج، ووقف وقال لنا بالحرف (شايفين الطائرة التي هناك بتوطوا روؤسكم وبتروحوا خمسة خمسة وانتو عم تركضوا..).
يضيف محمد: وطبعاً (ما كذبنا خبر) ركضنا خمسة خمسة باتجاه الطائرة التي كانت تعمل لكن بدون اضاءة..صعدنا الدرج وجلسنا على ضوء (البيل) وأغطية النوافذ كلها مغلقة وممنوع على أي شخص أن يفتح غطاء النافذة .. وبعد استكمال كل المجموعات، تمّ أغلاق الباب وبدأت الطائرة تسير على المدرج، فتحت غطاء النافذة قليلاً فوجدت أن الطائرة تسير بدون اضاءة خارجية والمدرج مُطفأ … اغلقت النافذة وبدأت اقرأ القرآن ..
بعد قليل شعرت ان الطائرة توقفت، فنظرة مرة اخرى عبر النافذة علني اعرف ما يجري فوجدت أن المدرج مازال مطفأ وتساءلت في نفسي هل من المعقول أن نطير بدون إنارة المدرج .. والجواب اتي بسرعة .. اشتغلت الاضواء بالطائرة وعلى المدرج وأقلعت الطائرة في ذات اللحظة.. ومن الاعلى بعد أن ارتفعت الطائرة قليلاً شاهدت المدرج وهو يعود لعتمته وقد تم اطفاء إنارته، فيما اخذت طائرتنا مساراً مائلاً مبتعدةً عن المطار ومن ثم عن دمشق ..
يتابع محمد ماذا حدث بالخارج بالضبط -رغم محاولتي- لم أعرف أي شيء مؤكد .. (يمكن صار اطلاق نار علينا ويمكن لا) .. لأني لم اسمع أي صوت من كمية (الادرينالين) التي صعدت إلى رأسي.. وحين اخذت انظر في وجوه الركاب… الكل كان لونه أصفراً.. و الكل وجهه (ما عم يتفسر)، وقبل أن اسأل زوجتي أي شي بادرتني بالقول : اذا بيسقط مليون صاروخ على بيتي وأنا فيه لن اطلع هكذا طلعة مرة ثانية.
( منقول ) 2013/09/20
خروج المواطنين من طريق مطار دمشق، يختلف من يوم لآخر وربما من ساعة لأخرى، فبينما يروى مواطنون عن خروجهم دون تعرضهم لأي مخاطر، بالمقابل يروي آخرون قصص من الرعب عاشوها بأنفسهم، والسبب هو العمليات العسكرية التي لم تهدأ للسيطرة على الطريق ومحيطه بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، ومنذ أيام فقط دخلت قوات عسكرية بلدة شبعا المحاذية للطريق بعد معارك طاحنة سقط خلالها العشرات من القتلى، وفيما يلي تعرض كلنا شركاء شهادة لأسرة خرجت قبل نحو اسبوعين من سوريا وقام ناشطون يعملون في توثيق شهادات حية عما يحدث داخل سوريا بالتحقق منها وتداولها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي .
قصد(محمد . م) الاسم افتراضي- وزوجته وابنته مطار دمشق بهدف السفر الى الرياض لعدم توفر أماكن عن طريق مطار بيروت وكان من المفروض عليه الخروج بسرعة بسبب أوراق إقامته.
اخفض رأسك
يقول محمد: أخدنا سيارة أجرة واتفقنا على دفع 10000 ليرة، وتحركنا عصراً والطائرة موعدها بعد المغرب، المهم قبل ان نصل الى الجسر الرابع بقليل، قال لنا السائق (نزلوا) روؤسكم .. امتثلنا لطلبه ولما وصلنا إلى الجسر، ضغط على دواسة البنزين، ورفعت رأسي قليلاً لامح بطرف عيني عداد السرعة، فوجدته وصل إلى 170 وبعد قليل سمعت صوت إطلاق رصاص ولكن لم أعرف إن كان علينا او لا..
يتابع محمد: المهم لما وصلنا إلى الجسر الخامس قال لنا السائق (فيكم ترفعوا رؤوسكم)، نظرت إلى وجه كل من زوجتي وابنتي في المقعد الخلفي وكنت اتمنى لو أني لم أفعل .. كانتا شاحبتين مصفرتين (يعني متل ما بيقولوا اذا ضربتهما بسكين لن ينزل منهما قطرة دم واحدة) .
اقلاع بلا إنارة
يتابع محمد قصة خروجه من سوريا: أخيراً وصلنا إلى المطار، كان يوجد الكثير من البشر، دخلنا صالة الانتظار ولم يكن هناك اي مشكلة، سألنا على (التواليت) وجاء الرد بأنه مغلق والسبب أن المستخدم المسؤول عن تنظيفها لا يأتي ..
بدأ الظلام يخيم على المكان.. الانارة كانت خفيفة في الداخل أما في الخارج فلا يوجد إضاءة نهائياً .. جلسنا ننتظر الطائرة وحين اقترب الموعد أتى موظف وجمعنا ثم أخذنا الى أرضية المطار قرب المدرج، ووقف وقال لنا بالحرف (شايفين الطائرة التي هناك بتوطوا روؤسكم وبتروحوا خمسة خمسة وانتو عم تركضوا..).
يضيف محمد: وطبعاً (ما كذبنا خبر) ركضنا خمسة خمسة باتجاه الطائرة التي كانت تعمل لكن بدون اضاءة..صعدنا الدرج وجلسنا على ضوء (البيل) وأغطية النوافذ كلها مغلقة وممنوع على أي شخص أن يفتح غطاء النافذة .. وبعد استكمال كل المجموعات، تمّ أغلاق الباب وبدأت الطائرة تسير على المدرج، فتحت غطاء النافذة قليلاً فوجدت أن الطائرة تسير بدون اضاءة خارجية والمدرج مُطفأ … اغلقت النافذة وبدأت اقرأ القرآن ..
بعد قليل شعرت ان الطائرة توقفت، فنظرة مرة اخرى عبر النافذة علني اعرف ما يجري فوجدت أن المدرج مازال مطفأ وتساءلت في نفسي هل من المعقول أن نطير بدون إنارة المدرج .. والجواب اتي بسرعة .. اشتغلت الاضواء بالطائرة وعلى المدرج وأقلعت الطائرة في ذات اللحظة.. ومن الاعلى بعد أن ارتفعت الطائرة قليلاً شاهدت المدرج وهو يعود لعتمته وقد تم اطفاء إنارته، فيما اخذت طائرتنا مساراً مائلاً مبتعدةً عن المطار ومن ثم عن دمشق ..
يتابع محمد ماذا حدث بالخارج بالضبط -رغم محاولتي- لم أعرف أي شيء مؤكد .. (يمكن صار اطلاق نار علينا ويمكن لا) .. لأني لم اسمع أي صوت من كمية (الادرينالين) التي صعدت إلى رأسي.. وحين اخذت انظر في وجوه الركاب… الكل كان لونه أصفراً.. و الكل وجهه (ما عم يتفسر)، وقبل أن اسأل زوجتي أي شي بادرتني بالقول : اذا بيسقط مليون صاروخ على بيتي وأنا فيه لن اطلع هكذا طلعة مرة ثانية.