جوقة النظام الموسيقية
من الخطأ نعت كافة جوقة المدافعين عن النظام ممن يلبسون ثياب المحللين السياسين بالأبواق فهم تختلف أدوارهم فهناك البوق و الطبل و المزهر و المزوج و الدربكة و البزق والكمان و البيانو و آلات موسيقية أخرى كلها تعزف نفس اللحن النشاز الممجوج المؤذي للاسماع و كون اللحن مزيف و فاسد و رديئ فهو لن يكون مستساغ بأي ألة عزفته.
و رغم إختلاف الأصوات الصادرة عن ألات الجوقة الا أنها تتفق في صفات محددة أهمها:
1. ترك الصورة الشاملة و الدائمة و التركيز على جزء صغير غير مرئي و هو بالغالب مزيف وكمثال على ذلك التركيز على المسيرة التي إنطلقت على أتوستراد المزة ( هي في احسن الأحوال خمسون ألف شخص: 2300متر طولي x 4 أمتار عرضية (مترين على كل جانب من جوانب العلم )x أربعة أشخاص في المتر المربع = 36,800 و نعطيهم 50% بخشيش فتصبح خمسون ألفا على احسن تقدير) و وصفها بالمليونية,هذا يترافق مع إنكار المسيرات التي تخرج في أكثر من مائة مدينة و قرية سورية وقد ملأت الشوارع و الساحات و وصفها بأنها تجمعات لبضع عشرات,
و كذلك بالتركيز على الاصلاحات التي لم تطبق و على العنوانين الخادعة كقانوني العفو الذان شملا كافة سارقي المال العام والمهربين (بما فيها المخدرات) والمحتالين والسارقين العاديين ، واكتفى فقط بشمول نصف العقوبة في القضايا الجنائية السياسية بالنسبة للمعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والضمير، و لم يشمل البعض الأخر منهم ,علما أن عشرات الآلاف من معتقلي الرأي هم معتقلون دون محاكمة او تهمة و قد يقتلون تحت التعذيب كما رأينا في حالات متعددة, و حتى لو إنتهت محكومية الذي خضع لمحاكمة صورية منهم بقانون أليس في بلاد العجائب فإنه لا يطلق سراحه.
(رابط حول قانون العفو http://all4syria.info/web/archives/14276)
2. إعتبار أنفسهم ونظامهم تجسيدا لكافة السورين و أن الباقين هم مخلوقات غريبة (مندسين – جراثيم – إرهابين ---) فنجد مثلا صاحب الطلعة البهية و الحكمة البالغة السيد شريف شحاده يطالب مذيعة قناة العربية بأن لا تستضيف المعارض محي الدين اللاذقاني لأن ذلك سيغضب ثلاث و عشرون مليون سوري و سيحذفون القناة من أجهزة الاستقبال الخاصة بهم, كما نجد وليد المعلم يصف العقوبات الاوربية على قادة النظام بأنها محاربة الشعب السوري في لقمة عيشه ( لست أدري كيف يمكن أن يحارب المواطن السوري في لقمة عيشه بتجميد نقوداً سرقها رامي مخلوف منه و يشتري بها الرصاص الذي يقتله به).
3. رغم محاولتهم الظهور بمظهر اللبق و المهذب نجدهم عندما يُحرجون في الكلام و يتوقف إلهام الاكاذيب التي يتفوهون بها يعودون إلى طبيعتهم الأصلية التي نشأوا عليها في أجهزة المخابرات و يبدأون بالسباب و الشتائم و تشعر بأنهم يتحرقون غيظا كون المسافة البعيدة و التحدث على الهواء لا يسمحان لهم باستخدام الكبل الرباعي و الدولاب لتأديب الضيف الآخر أو مقدم البرنامج و تعليمهم أصول الحوار.
4. إنكار كافة الادلة التي تدين النظام (وما أكثرها) من فيديوهات و صور و شهود عيان و تقارير منظمات إنسانية و شهادت لصحفين عرب أجانب دخلوا البلد خلسة ومعتقلين عرب أفرج عنهم, والادعاء بأنها مفبركة و رفضهم إدخال كافة وسائل الاعلام الاجنبية و منظمات حقوق الانسان و لجان تقصي الحقائق الأممية بشكل رسمي و يدعون بأنها جميعها متآمرة و عملية للامبريالية و الصهيونية العالمية و يخرج علينا طالب إبراهيم و يقول لنا لا نريد لجنة أخرى كلجنة مليس,أقول لهم بأن لو كانت هذه اللجان تابعة للامبريالية و الصهيونية فلا خوف عليكم منها لأنها سوف تقوم بالتغطية عليكم أليس أمن سوريا من أمن إسرائيل كما صرح رامي مخلوف?,و لكنكم تخشون منها كونها تتمتع بالاستقلالية و المصداقية, أولم يقم القاضي اليهودي الجنوب إفريقي غولد ستون بإدانة اسرائيل لدى مجلس حقوق الانسان العالمي نتيجة عدوانها على غزة حتى عدتها اسرائيل أكبر كارثة في تاريخها, و الأدهى من ذلك أنهم يطلبون منا تصديق اكاذيبهم و فبركاتهم الواضحة والممجوجة فقط لا غير.
5. أُريها إستها(مؤخرتها) و تريني القمر: مثل عربي قديم و قصته أنه في ليلة قمراء جلس رجل بجانب زوجته ذات المؤخرة الكبيرة جدا فنظر الى مؤخرتها و تعجب من كبرها فضرب بيده عليها (المؤخرة) و قال ما هذا ? قالت هذا القمر فقال مقولته السابقة و ذهبت مثلا لمن تسأله عن أمر و يجيبك عن أمر آخر, فعنداما تسأل احدهم عن قمع المظاهرات و اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين يجيبك عن سجن أبو غريب و غوانتناموا و ربما حدثك عن إرتفاع أسعار المشمش في جمهورية الموز نتيجة ذوبان جليد القطب الجنونبي بسبب عدم توقيع الولايات المتحدة معاهدة الاحتباس الحراري, و عندما تتحدث عن التهجير و عمليات الاغتصاب التي تقوم بها الشبيحة و قوات الامن يجيبك عن الممانعة و الصمود و عن تسال عن قتل الاطفال تحت التعذيب في اقبية المخابرات السورية يجيبك عن جلب التدخل الأجنبي,
6. تبرير انتهاكهم الصارخ لحقوق الانسان بوجود وانتهاك لحقوق الانسان في مكان ما من العالم و كون الآخرين قاموا بذلك و نجوا من فعلتهم فهم يجب أن يقوموا بذلك و لا يحاسبهم أحد , و لنقرأ ما كتب الصحفي البريطاني باتريك سيل أحد أصدقاء النظام المقربين و المدافعين عنه في الغرب على صفحات جريدة الحياة:
اتصلت بي هذا الأسبوع عبر الهاتف شخصية سورية بارزة مقرَّبة من النظام، واستشاطت غضباً قائلةً إن «إدانة الغرب لسورية هي مجرد رياء ونفاق. سيسعى كل نظام في العالم إلى تدمير أعدائه. هل سبق لك أن سمعت بمكان يُدعى أبو غريب؟ أو بمئات الآلاف الذين قتلهم الأميركيون في العراق؟ أو بمجازر إسرائيل في غزة؟ أو بالفلسطينيين العشرة آلاف القابعين في السجون الإسرائيلية؟ إذا كان بمقدور الولايات المتحدة وإسرائيل الإفلات من أعمال القتل والتعذيب على نطاق واسع، لماذا يتعذر علينا ذلك؟ هم يزعمون أنهم يقومون بأعمالهم دفاعاً عن النفس، وهذا ما نفعله نحن أيضاً!»
يبدو أن الخروج عن الشرعية واحتقار الحياة البشرية ينتقلان بالعدوى.
باتريك سيل يتجاهل أن النظام لدينا لا يخرج عن الشرعية لأنه لا شرعية له أصلا فهو مغتصب للحكم و أنه لا داعي لأن ينتقل إحتقار الحياة البشرية بالعدوى للنظام لأنه هذا هو صميم عقلية النظام و أساس تكوينه.
7. لديهم قدرة على التملص الزئبقي من كل سؤال يوضح الحقيقة ونجدهم يدخلون في جدل سفسطائي لإضاعة الوقت و الخروج من الموضوع الاساسي و وضع تعريفات مخادعة لا يقبلها المنطق مثل (الضبع و الذئب هي طيور أليفة مغردة ذات ريش ملون جميل تتميز بعطفها ورعايتها وحمايتها للحيوانات الضعيفة و هي تلتهما لتخلصها من حياتها البائسة و تنقذها من أبائها و أمهاتها التي تريد أن تؤذيها) و لا انسى تبرير جهاد الخازن في لقاء على الجزيرة عندما عدل مجلس المهرجين الدستور ليتلائم مع عُمر بشار الأسد في المهزلة التاريخية الشهيرة فقال بما معناه أن هذه الخطوة يجب أن تتم لأن بشار درس في الغرب و هو يجيد استخدام الأنترنت ? و كأن قضايا الأمة تنتظرا أحد يتقن إستخدام الانترنت ليقوم بحلها و كأن لاأحد غيره يجيد استخدامها?
والآن دعونا نصنف الجوقة مع أخذ عينة من عزف كل منهم:
1. البزق ( عصام التكروري) المزوج( طالب ابراهيم) الدربكة (شريف شحاده) الطبل (خالد عبود) وهي آلات محلية يتم استخدامها غالبا بالترافق مع الحجيات (مطربات الغجر) تتميز بإيقاع عال يطغى على ما عداه و لكن هناك انعدام للحن و النوطة الموسيقية و بتكرار لنفس النغمة بشكل دائم , هذا ما نلاحظه في كلام هؤلاء خلو من المنطق مع هجوم حاد على مقدم البرنامج و باقي الضيوف و بظنهم أن الصوت الأعلى يطغى على ما عداه ونلاحظ كذلك تكراراً لنفس الكلام المفبرك دائما وهم يستخدمون للزبون الداخلي (الذي يحب الشبوش ) لذلك نراهم دائما على قنوات الدنيا و المنار و التلفزيون السوري.
2. المزهر (احمد حسون و باقي العلماء المنحبكجية) و هي آلة موسيقية بسيطة إيقاعها هادئ و لكنها كالآلات السابقة تتميز بإنعدام اللحن و النوطة الموسيقية و هي تستخدم في الاناشيد الدينية و الموالد حيث تغلب العاطفة أو المصلحة و يغيب المنطق و يتعطل العقل و يتبع المُريد شيخهُ و إن خالف ما أنزل الله و ما قال الرسول و يقنع نفسه أن الشيخ ممسك بأبواب الجنة كون ما يقول الشيخ يوفق هواه و يحقق مصلحته فهو هنا يقبض على الدنيا و الآخرة معا, و نرى أن هؤلاء دائما مبتسمين و يحاولون إطفاء مسحة الايمان على وجوهم و يحيطون انفسهم بهالة كاذبة من التقديس تفوق الانبياء و يبتعدون عن المنطق القرآني و سنة الرسول الكريم و أفعال و اقوال الصحابة بحديثم فتراهم يتحدثون بعموميات و يعتمدون على الآحاديث الضعيفة أو يفسرون النصوص القرآنية و الآحاديث الشريفة بتفسيرات من نوع (لا تقربوا الصلاة ) لتجيريها لمصلحة النظام و يتجاهلوا النصوص الصريحة المخافة لأقوالهم و عندما تضعهم في الزاوية يعزفون أشهر لحنين لديهم وهما : (تحريم الخروج على ولي الامر) و (لحوم العلماء مسمومة) ومن ثم يقومون بوضعك على القوائم السوداء التي تمنعك من الحصول على تاشيرة الدخول الى الجنة .
3. الكمان ( صيحي غندور – جهاد الخازن – ناصر قنديل – غسان بن جدو – باتريك سيل) و هذا النوع و إن كان قادرا على عزف الحان متنوعة و مختلفه و و يحاول أن يظهر بمظهر حضاري و مثقف ومؤمن بحقوق الانسان و الديموقراطية الا أنه من الداخل مراوغ كالثعلب مكار كالغراب لين الملمس كالأفعى يبيع ضميره و ثقافته و انسانيته مقابل من يدفع المال و و لامانع عندهم من قلب الحق باطلا و تحويل اللوم على الضحية لأنها لوثت سكين الجزار بدمها و هم كالسحرة و المشعوذين يقلبون الحق باطلا و الباطل حقا بإسلوب سلس منمق, و هم مخصصون للاستخدام الخارجي فتجدهم يظهرون على القنوات العربية و الاجنبية يدافعون عن النظام بصفة مراقبين مستقلين.
__
الكاتب جابر عثرات الكرام السوري