اهدموا أسوار برلين
للشاعر : ابو ياسر السوري
حتَّام يا دهــرُ بالأرزاء ترميني : وتنكـأ الـجرحَ من حينٍ إلى حينِ
كــرُّ الجديدين أفنَى جِـدَّتي فأنا : أبكي الشبابَ على أطلالِ خمسيني
كيف الأمانُ ودهري لا يوادعني : ومـا الأمـاني وحظـي لا يــواتيني
إن الحبيب الذي ما زلت أوثره : وأصطفيــه تأبَّى أنْ يُــدانيني
أحببتُ مَن لا أُرجّي من محبته : قُرباً بصيفٍ ولا وصلاً بكانــونِ
حتى تمنَّيتُ لو ينعاه لي أحدٌ : يومــا فــآيسُ منـه أنْ يلاقيني
فاليأس أشفى لنفسي من مُكابدةٍ : بــاتتْ تُقـوِّضُ بُنياني وترديني
أين الأخلاءُ هل آتٍ يخبّرنـــي : عنهم ولو خبراً في الحلم يأتيني
رضيتُ إنْ قيل : أحياءٌ وأشغلهم : عني الثـراءُ وتـجـميـعُ الملايينِ
أستغفر الله ليس الغدرُ شِيمتَهُمْ : لـكنــه الدهرُ أقصاهم ويقصيني
ولست آسَى على ما ضاع من عُمُري : وإنما لضياعي من أضــاعوني
كانت خسارتنا في الوزن واحدةً : وكلُّنا بات مـطـعونـا بسكِّينِ
يأسُو الطبيبُ جراحَ القوم داميةً : فمَنْ يُواسي جراحَ القوم في الدينِ
في الكبريـاء جراحاتٌ وأعمقُهـا : وسمُ المذلــــة من فوق العرانينِ
في الكبريـاءِ جراحـاتٌ وآلـمهـا : أنَّــا شُغِلنا عن العليــــاء بالــدُّونِ
يشفي الصدورَ انتصاراتٌ تردُّ لنا:ما ضاع من عزِّنا في الوَحل والطينِ
من ذا يقـود بنا حـربا مدويــــةً : لسحقِ شارونَ مع أذيالِ شارونِ
إنّــا كثير وداءُ الــوهن يـجـعلنا : نحن الأقلَّ وإن زدنا على الصينِ
كُنّا كــراماً ولكنْ من تَـشَرذُمِنـا : قد ابتلينا – لعمر الله – بالهونِ
يسوقنا الغربُ سوقاً نحو غايته : كــمــا تُسَيَّرُ أعيـــارُ الطـواحينِ
هذي الحكومات في أرجاء أمتنا : خدينُها اليوم إما بوش أو طوني
في (لندنٍ ) (كعبةٌ) بتـنا نقدّسُهـا : وربُّنا صـار من أبنـاء سكسوني
همُّ الشعوبِ شعوبِ الأرض قاطبةً: كسبُ الرغيف وإرضاءُ السلاطينِ
ممالـكٌ وفــراعـيـنٌ تســيـرها : لا رب موسى ولا معبود هـارونِ
والناس في ظلهم ما بين مضطهدٍ : يرجو النجاء ومطرودٍ ومسجونِ
يـا قادة العُرْبِ عوداً للشعوب فقد : آن الأوان لـعـصيـان الـشيـاطينِ
عَزُّ الشعوب – أرى – عزٌّ لقادتها : وذلُّـهـا ذلَّـهـم طَـفَّ الـمَـوَازينِ
تمسكـوا بكتـاب الله واعتصمـوا : بحبلــه فهـو حبلٌ غيـرُ ممنونِ
ووحِّـدُوا صفـكــــم - لله دَرّكُمُ - : وهـدّمــوا بينكم أسـوارَ برلينِ
أحيوا الجهاد الذي قد مات من زمنٍ : فــإنـــه سنــة الـغـرّ الميامينِ
فنحن من تعرف الدنيا مــآثــرنــا : في يوم بـدر ويرموكٍ وحطينِ
أبناءُ سـعـدٍ وقـعـقـاعٍ وعكرمـةٍ : ألصائلين أســوداً في الميادينِ
في ميسلونَ وكانت من مفاخــرنا : كنا ليوثـاً كمـا في يـوم تشرينِ
ميعادُنا تل أبيبٍ للحســاب غـــداً : والسيفُ يحكمُ في أبناء صهيونِ
وثأر ( بغدادَ ) في يوم سنأخذُه : كـيـلاً بـكـيلٍ ومـوزونـاً بمَوْزونِ
ويا لثارات أهلينا الذين قضوا : هنــاك ما بين مـحـروق ومـدفونِ
يا للضحايا التي سارت مواكبها : من قلب حيفا إلى سـاحـات جينينِ
مـرَّت بصبـرا وشـاتيلا مــذكـرةً : ما كان من أمرها في دير ياسينِ
تطوف في كل شبر من معاهدنا : تسقي ثرانـا دمــاءً من فلسطينِ
اللـونُ لــونُ دمٍ والريـح مختلفٌ : كأنـه المسكُ أو نـشر الريـاحينِ
تراثُ مجدٍ عريقٍ لــم يزلْ دَمُـهُ : يجري بنـا بين مبذول ومخـزونِ
وصفقــةٌ للمعالي لا يضارعهـا : صـفـقَ الأكـفِّ بسُوقٍ أو دكاكينِ
يا قادة العُرْبِ مَن شاءَ الخلودَ فلا : يركـنْ لظلِّ قـصـورٍ أو بساتينِ
ولا يُساومْ على الأقصى وصخرتهِ : ولا يــبــعْ ليهوذا طُورَ سينينِ
ولا يُضيّعَ ( بغدادا ) ويخذلها : لا يـخـذل الأهـل إلا كـل مـغـبـونِ
يا قادة العُرْبِ لا تَسمُو بكم رُتَبٌ : زينتموها ولا رصفُ الـنـياشينِ
ولا تعـدُّدُ ألـقــابٍ مــزورةٍ : كـانت هنالــك من صنـع الـدواوينِ
يا قادة العُرْبِ إني شاعرٌ وأرى : ما لا ترون ، أجيبوا إن تجيبوني
حتَّامَ نجني هواناً من تفرقكمْ : وكـلـكم بـهـواهُ جــدُّ مـفتـونِ
أهلي بمكة مَشتاهُمْ ومَربَعُهمْ : في الشام تحتَ ظلال اللوز والتينِ
أهلي ببغداد في عَمَّانَ في يمنٍ : في تونسٍ وهواهمْ في شراييني
ولي بمصرَ غرامٌ لا يقاس بـه : غـرامُ قـيسٍ ولا كـلّ الـمجـانينِ
أنى توجَّهتُ فيها خلتُ أربُعَها : ربعي ، ولي فيـه أهلٌ قد أحبوني
هذي الممالكُ كانت قبلُ واحدةً: في العسر واليُسرِ في الشدَّات واللينِ
كانـوا جميعاً وقد أمسى تجمُّعهمْ : بعـد التفرُّق أمـراً غيـرَ مـأذونِ
جالـت بأحشـائـنا أيـدٍ تمـزقـنا : بخنجرٍ مرهف الحدَّينِ مسنـونِ
فـوحدة العرب عنـوانٌ نُـردِّدُه : لكــنه قد خــلا من كــلِّ مضمونِ
نغتالها ثم نمشي في جنازتهـا : ونحن مَنْ دقَّ فيهـا ألفَ إسفينِ
أعـداءُ أمتـنا أبـناءُ جلـدتـنـا : وواقعُ الحال من أجلى البراهينِ
فيا جراحا توالتْ ما عرفتُ لها : بُرءاً فيا لهفَ نفسي مَنْ يُداويني
أصوغ شعري كماءِ المُزن منهمراً : طوراً وطوراً كأفواه البراكينِ
أُهَدْهِدُ القلـبَ محـزوناً بقافية : لعـلَّ قـافـيــةً يـومـا تـواسيني
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأحد سبتمبر 22, 2013 2:29 am عدل 1 مرات
للشاعر : ابو ياسر السوري
حتَّام يا دهــرُ بالأرزاء ترميني : وتنكـأ الـجرحَ من حينٍ إلى حينِ
كــرُّ الجديدين أفنَى جِـدَّتي فأنا : أبكي الشبابَ على أطلالِ خمسيني
كيف الأمانُ ودهري لا يوادعني : ومـا الأمـاني وحظـي لا يــواتيني
إن الحبيب الذي ما زلت أوثره : وأصطفيــه تأبَّى أنْ يُــدانيني
أحببتُ مَن لا أُرجّي من محبته : قُرباً بصيفٍ ولا وصلاً بكانــونِ
حتى تمنَّيتُ لو ينعاه لي أحدٌ : يومــا فــآيسُ منـه أنْ يلاقيني
فاليأس أشفى لنفسي من مُكابدةٍ : بــاتتْ تُقـوِّضُ بُنياني وترديني
أين الأخلاءُ هل آتٍ يخبّرنـــي : عنهم ولو خبراً في الحلم يأتيني
رضيتُ إنْ قيل : أحياءٌ وأشغلهم : عني الثـراءُ وتـجـميـعُ الملايينِ
أستغفر الله ليس الغدرُ شِيمتَهُمْ : لـكنــه الدهرُ أقصاهم ويقصيني
ولست آسَى على ما ضاع من عُمُري : وإنما لضياعي من أضــاعوني
كانت خسارتنا في الوزن واحدةً : وكلُّنا بات مـطـعونـا بسكِّينِ
يأسُو الطبيبُ جراحَ القوم داميةً : فمَنْ يُواسي جراحَ القوم في الدينِ
في الكبريـاء جراحاتٌ وأعمقُهـا : وسمُ المذلــــة من فوق العرانينِ
في الكبريـاءِ جراحـاتٌ وآلـمهـا : أنَّــا شُغِلنا عن العليــــاء بالــدُّونِ
يشفي الصدورَ انتصاراتٌ تردُّ لنا:ما ضاع من عزِّنا في الوَحل والطينِ
من ذا يقـود بنا حـربا مدويــــةً : لسحقِ شارونَ مع أذيالِ شارونِ
إنّــا كثير وداءُ الــوهن يـجـعلنا : نحن الأقلَّ وإن زدنا على الصينِ
كُنّا كــراماً ولكنْ من تَـشَرذُمِنـا : قد ابتلينا – لعمر الله – بالهونِ
يسوقنا الغربُ سوقاً نحو غايته : كــمــا تُسَيَّرُ أعيـــارُ الطـواحينِ
هذي الحكومات في أرجاء أمتنا : خدينُها اليوم إما بوش أو طوني
في (لندنٍ ) (كعبةٌ) بتـنا نقدّسُهـا : وربُّنا صـار من أبنـاء سكسوني
همُّ الشعوبِ شعوبِ الأرض قاطبةً: كسبُ الرغيف وإرضاءُ السلاطينِ
ممالـكٌ وفــراعـيـنٌ تســيـرها : لا رب موسى ولا معبود هـارونِ
والناس في ظلهم ما بين مضطهدٍ : يرجو النجاء ومطرودٍ ومسجونِ
يـا قادة العُرْبِ عوداً للشعوب فقد : آن الأوان لـعـصيـان الـشيـاطينِ
عَزُّ الشعوب – أرى – عزٌّ لقادتها : وذلُّـهـا ذلَّـهـم طَـفَّ الـمَـوَازينِ
تمسكـوا بكتـاب الله واعتصمـوا : بحبلــه فهـو حبلٌ غيـرُ ممنونِ
ووحِّـدُوا صفـكــــم - لله دَرّكُمُ - : وهـدّمــوا بينكم أسـوارَ برلينِ
أحيوا الجهاد الذي قد مات من زمنٍ : فــإنـــه سنــة الـغـرّ الميامينِ
فنحن من تعرف الدنيا مــآثــرنــا : في يوم بـدر ويرموكٍ وحطينِ
أبناءُ سـعـدٍ وقـعـقـاعٍ وعكرمـةٍ : ألصائلين أســوداً في الميادينِ
في ميسلونَ وكانت من مفاخــرنا : كنا ليوثـاً كمـا في يـوم تشرينِ
ميعادُنا تل أبيبٍ للحســاب غـــداً : والسيفُ يحكمُ في أبناء صهيونِ
وثأر ( بغدادَ ) في يوم سنأخذُه : كـيـلاً بـكـيلٍ ومـوزونـاً بمَوْزونِ
ويا لثارات أهلينا الذين قضوا : هنــاك ما بين مـحـروق ومـدفونِ
يا للضحايا التي سارت مواكبها : من قلب حيفا إلى سـاحـات جينينِ
مـرَّت بصبـرا وشـاتيلا مــذكـرةً : ما كان من أمرها في دير ياسينِ
تطوف في كل شبر من معاهدنا : تسقي ثرانـا دمــاءً من فلسطينِ
اللـونُ لــونُ دمٍ والريـح مختلفٌ : كأنـه المسكُ أو نـشر الريـاحينِ
تراثُ مجدٍ عريقٍ لــم يزلْ دَمُـهُ : يجري بنـا بين مبذول ومخـزونِ
وصفقــةٌ للمعالي لا يضارعهـا : صـفـقَ الأكـفِّ بسُوقٍ أو دكاكينِ
يا قادة العُرْبِ مَن شاءَ الخلودَ فلا : يركـنْ لظلِّ قـصـورٍ أو بساتينِ
ولا يُساومْ على الأقصى وصخرتهِ : ولا يــبــعْ ليهوذا طُورَ سينينِ
ولا يُضيّعَ ( بغدادا ) ويخذلها : لا يـخـذل الأهـل إلا كـل مـغـبـونِ
يا قادة العُرْبِ لا تَسمُو بكم رُتَبٌ : زينتموها ولا رصفُ الـنـياشينِ
ولا تعـدُّدُ ألـقــابٍ مــزورةٍ : كـانت هنالــك من صنـع الـدواوينِ
يا قادة العُرْبِ إني شاعرٌ وأرى : ما لا ترون ، أجيبوا إن تجيبوني
حتَّامَ نجني هواناً من تفرقكمْ : وكـلـكم بـهـواهُ جــدُّ مـفتـونِ
أهلي بمكة مَشتاهُمْ ومَربَعُهمْ : في الشام تحتَ ظلال اللوز والتينِ
أهلي ببغداد في عَمَّانَ في يمنٍ : في تونسٍ وهواهمْ في شراييني
ولي بمصرَ غرامٌ لا يقاس بـه : غـرامُ قـيسٍ ولا كـلّ الـمجـانينِ
أنى توجَّهتُ فيها خلتُ أربُعَها : ربعي ، ولي فيـه أهلٌ قد أحبوني
هذي الممالكُ كانت قبلُ واحدةً: في العسر واليُسرِ في الشدَّات واللينِ
كانـوا جميعاً وقد أمسى تجمُّعهمْ : بعـد التفرُّق أمـراً غيـرَ مـأذونِ
جالـت بأحشـائـنا أيـدٍ تمـزقـنا : بخنجرٍ مرهف الحدَّينِ مسنـونِ
فـوحدة العرب عنـوانٌ نُـردِّدُه : لكــنه قد خــلا من كــلِّ مضمونِ
نغتالها ثم نمشي في جنازتهـا : ونحن مَنْ دقَّ فيهـا ألفَ إسفينِ
أعـداءُ أمتـنا أبـناءُ جلـدتـنـا : وواقعُ الحال من أجلى البراهينِ
فيا جراحا توالتْ ما عرفتُ لها : بُرءاً فيا لهفَ نفسي مَنْ يُداويني
أصوغ شعري كماءِ المُزن منهمراً : طوراً وطوراً كأفواه البراكينِ
أُهَدْهِدُ القلـبَ محـزوناً بقافية : لعـلَّ قـافـيــةً يـومـا تـواسيني
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأحد سبتمبر 22, 2013 2:29 am عدل 1 مرات